سوء التغذية | أبرز 5 أسباب رئيسية وتأثيره على الأطفال
سوء التغذية، يحتاج جسم الإنسان إلى عناصر غذائية ضرورية لا بد من توافرها في نظامه الغذائي اليومي؛ لأن افتقار الجسم لهذه العناصر يُعرضه للإصابة بالأمراض، وأبرزها سوء التغذية.
إن أكثر الأشخاص عرضة لهذا المرض هم من يعيشون في مجاعات، ولا سيما الأطفال والحوامل؛ نظرًا لضعف جهازهم المناعي.
لذلك، سنحاول أن يكون هذا المقال مصدرًا شاملًا فيما يخص مرض سوء التغذية، من حيث الأسباب، والأعراض، وكذلك طرق العلاج.
ما سوء التغذية؟
يُقصد به عدم حصول الجسم على القدر الكافي من المواد الغذائية التي يحتاج إليها، أو حدوث اختلال في توازن هذه المواد اللازمة لصحة أفضل.
لذلك، فإن عدم حصول الجسم على الغذاء يسبب تأخر النمو، وفقدان الوزن فيما يُعرف بـ “نقص التغذية”، أما الإخلال بتوازن هذه العناصر يمكن أن يسبب السمنة إضافة إلى سوء التغذية، ومع ازدياد سوء هذه الحالات يصبح الأمر مهددًا للحياة.
أسباب سوء التغذية
تتعدد الأسباب، ولكن هناك ٥ أسباب أساسية، ألا وهي:
عدم تناول القدر الكافي من الطعام
ويرجع سبب ذلك إما إلى عدم توفر الطعام نتيجة المجاعات -على سبيل المثال- أو بسبب صعوبة في تناول أو امتصاص هذه المواد الغذائية، وذلك لأحد هذه الأسباب:
- السرطان.
- أمراض الكبد.
- الحالات المرضية التي تؤدي إلى غثيان، أو صعوبة في الأكل والبلع.
- تناول أدوية معينة تُسبب صعوبة في الأكل.
- مشاكل بالفم مثل: التركيبات الصناعية غير الملائمة.
مشاكل في الصحة العقلية
تزداد احتمالية الإصابة بسوء التغذية عند وجود أحد الأمراض التالية:
- الاكتئاب.
- الخَرَف.
- انفصام الشخصية.
- فقدان الشهية العصبي.
صعوبة في الحركة، والتعامل مع الآخرين
هناك عدة عوامل اجتماعية وجسدية تسهم في احتمالية الإصابة، وهي:
- عدم القدرة على التحرك والخروج لشراء الطعام.
- التكاسل في تحضير الطعام.
- مهارات محدودة في إعداد الطعام.
- الدخل المحدود؛ مما يعيق شراء بعض أنواع الأطعمة.
أمراض الجهاز الهضمي
يعاني بعض الأشخاص مشكلات في امتصاص المواد الغذائية، وبذلك يُحرَم الجسم من فوائدها، وذلك بالإضافة إلى بعض الأمراض، مثل:
- داء كرون.
- التهاب القولون التقرحي.
- الأمراض الباطنية.
- الإسهال المستمر، أو القيء أو كلاهما.
إدمان المشروبات الكحولية
يؤدي الإفراط في شرب الكحول إلى التهاب المعدة، إضافةً إلى تضرر البنكرياس على المدى البعيد، والذي يؤثر بالسلب على عملية الهضم وامتصاص الفيتامينات، وإنتاج الهرمونات المسئولة عن عملية الأيض.
نظرًا لاحتواء الكحول على كمية سعرات حرارية؛ فإن مدمنيه لا يشعرون بالجوع بعد شربه، لذا لا يحصل الجسم على الغذاء الصحي والعناصر الغذائية اللازمة.
أمراض سوء التغذية
يترتب على سوء التغذية بعض الأعراض التي تتطور مع سوء الحالة، مسببة أمراض مزمنة، مثل:
- فقدان الشهية.
- الإجهاد الشديد.
- عدم القدرة على التركيز.
- الإحساس الدائم ببرودة الجسم.
- الاكتئاب.
- التئام الجروح في مدّة أطول.
- احتمالية الإصابة بمضاعفات بعد الجراحة.
- صعوبة في التنفس.
- قصور عضلة القلب.
- السمنة.
- داء السكر.
“اقرأي أيضًا: معدل السكر الطبيعي“
سوء التغذية عند الأطفال
يحدث سوء التغذية الحاد نتيجة عدم حصول جسم الطفل على حاجته من البروتين أو الطاقة، وينتشر هذا المرض خلال المجاعات في الدول النامية، ويسبب ثلث الوفيات في الأطفال الأقل من خمس سنوات.
وينقسم إلى نوعين هما:
أولًا: سوء التغذية الحاد الأولي
يحدث في الأطفال نتيجة عدم كفاية الغذاء لأسباب اجتماعية، أو اقتصادية، أو سياسية، أو عوامل بيئية، مثل: الفقر، والنظافة، وعدم صلاحية الماء للشرب، وانتشار الأمراض.
أثبتت الدراسات أن التعرض المتكرر لمسببات الأمراض بالبيئة المحيطة، يسبب تكون مستعمرات بكتيرية بالأمعاء، وبالتالي التهاب خلايا الجدار المُبطن لها، وتلف بالخملات؛ مما يؤدي إلى سوء امتصاص المواد الغذائية، وأخيرًا سوء التغذية.
ثانيًا: سوء التغذية الحاد الثانوي
يكون في الغالب بسبب فقد غير طبيعي للمواد الغذائية، أو زيادة معدل الطاقة المُستهلَكة، أو الإصابة بأمراض مزمنة خطيرة، مثل:
- التليف الكيسي.
- الفشل الكلوي.
- أمراض الكبد.
- الأورام الخبيثة.
- العيوب الخلقية بالقلب.
- الأمراض العصبية العضلية.
يتعرض الأطفال لآثار جانبية جسيمة نتيجة سوء التغذية الحاد، منها ما يؤثر على مستوى الهرمونات والبعض الآخر على عملية الأيض.
فمن أكثر الهرمونات تأثرًا، هرمونات الغدة الدرقية، وهرمون الأنسولين، وهرمون النمو؛ فيقل مستوى كل من الثيروكسين الثلاثي (T3)، والأنسولين، بينما تزداد مستويات هرموني النمو والكورتيزول.
ومما لا شك فيه أن تأثر الجهاز المناعي بهذا الخلل الشامل يجعل الجسم ضعيفًا في مواجهة الأمراض، فيصبح أكثر عرضة لعدوى الجهاز البولي، والجهاز الهضمي، وأيضًا التسمم الدموي.
كذلك تتضرر العديد من الأعضاء الداخلية مثل البنكرياس؛ فتنمو البكتيريا بكثرة بداخله مما يؤدي إلى ضموره، وينعكس ذلك على سوء امتصاص الدهون، أما الكبد فيحدث به ارتشاح دُهني.
تشمل الأضرار التي تصيب القلب: انخفاض ضغط الدم، وبطء ضربات القلب، وحدوث خلل في عملية الانقباض، وكل هذه الأعراض يمكن أن تؤدي إلى اضطراب نظم القلب.
يرتبط سوء التغذية الحاد في الأطفال بعدد من الأمراض على سبيل المثال:
- الهزال العام Emaciation.
- مرض كواشيوركور.
هؤلاء الأطفال الأبرياء لا يستحقون كل هذه المعاناة، وينبغي توفير حياة آدمية لهم؛ من خلال توفير الطعام، وتحسين المستوى الصحي والتعليمي، ومصادر للمياه صالحة للاستخدام، وهذه المتطلبات من أبسط حقوقهم.
أمراض سوء التغذية عند الحامل
التغذية السليمة مهمة للغاية لصحة الأم والجنين، وهذا يعتمد على مستوى التغذية قبل الحمل؛ فاتباع الأم لنظام غذائي صحي قبل الحمل يُمثل البنية الأساسية لتحمل المجهود المبذول طيلة شهور الحمل.
لذلك، فإن الأم خلال الحمل يتوجب عليها تناول الغذاء الصحي والمتوازن؛ لأن الجنين يستهلك منها كل ما يحتاجه من عناصر غذائية لازمة لنموه.
وقد يزداد الوضع سوءًا عند عدم توفر مخزون غذائي يعتمد عليه الجنين؛ إذ يحتاجه لعملية التطور وتمايز الخلايا، فيؤدي ذلك إلى تأخر في عملية النمو، وخطورة ولادة طفل بوزن أقل من الطبيعي (أقل من ٢.٥ كيلو جرام)، الذي ينعكس عليه فيما بعد بآثار سلبية كثيرة.
تمر الأم المصابة بسوء التغذية بتدهور ملحوظ في الحالة الصحية، الأمر الذي يجعلها عرضة للإصابة ببعض الأمراض، مثل:
نقص الحديد
يُعد السبب الرئيسي للأنيميا التي تحدث لأغلب الحوامل، والتي بدورها تؤدي إلى:
- خلل وظيفي بالأعصاب.
- الولادة المبكرة.
- تعرضها للأمراض أو الوفاة.
نقص فيتامين أ
يرتبط نقص هذا الفيتامين بحدوث العشى الليلي خلال الحمل؛ لعدم وجود مخزون كاف من فيتامين أ في الكبد.
أمراض مرتبطة بعملية الأيض مثل:
- عسر شحميات الدم.
- عدم تحمل الجلوكوز.
- الإجهاد التأكسدي.
- السمنة.
أمراض القلب والأوعية الدموية مثل:
- ارتفاع ضغط الدم.
- تصلب الشرايين.
- السكتة الدماغية.
هناك بعض الأمراض الأخرى المُحتمَلة مثل: متلازمة تكيس المبايض، وسرطان الثدي، وهشاشة العظام، والفشل الكلوي المزمن.
يمكن التغلب على كل هذه الأمراض بالحرص على تناول الغذاء الصحي، والعناصر الغذائية المهمة لصحة الأم والجنين.
التشخيص
يعتمد التشخيص على إجراء عدد من التحاليل الطبية، مثل:
- تحليل الدم الشامل.
- تحاليل خاصة بعناصر معينة مثل: الحديد والفيتامينات.
- تحليل الألبيومين، الذي يساعد على تشخيص أمراض الكلى والكبد.
علاج سوء التغذية
يعتمد العلاج على عدة خطوات، ألا وهي:
- علاج السبب الرئيسي في هذه الحالة.
- الفحص الشامل والمتابعة.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- تناول مكملات غذائية تحتوي على الحديد، والزنك، واليود.
- علاج أي عدوى بأعراضها.
- التأكد من عدم وجود مشاكل بالفم والبلع.
- بعض الحالات الحرجة تحتاج إلى رعاية صحية بالمستشفى، وحقن بعض العناصر، مثل البوتاسيوم والكالسيوم بالوريد.
سوء التغذية، إذًا نحن في غنى عن كل هذه الآثار السلبية والمضاعفات المُدمِّرة للصحة، والحل يكمن في تغيير تفاصيل بسيطة في نظام الحياة اليومي والعادات الغذائية.
فتناول الطعام المتنوع المحتوي على الكربوهيدرات، والبروتين، والدهون، والمعادن والفيتامينات يُعزز بنية الجسم، ليتصدى للعدوى والأمراض.