صحة ورشاقة

الخمول، أكثر من 10 أسباب وطرق التخلص الكسل والرغبة في النوم

idle

الخمول Idleness، قد نشعر بالخمول والرغبة في النوم طوال اليوم. ونعتقد أن السبب في ذلك عدم أخذ القسط الكافي من النوم والراحة، إلا أن الشعور بالنعاس يصبح مسيطرًا علينا.قد يكون هذا بسبب الملل وأحيانًا قد يكون جرس إنذار لمشاكل صحية ونفسية.

سنتحدث في السطور القادمة عن سبب الخُمول والرغبة في النوم، وأعراضه، وكيفية العلاج منه، وأيضًا سنتحدث عن الفرق بينه وبين الكسل.

ما هو الخمول؟ 

الخمول هو حالة من انخفاض الطاقة لأدنى مستوياتها، يصاحبه حالة من الكسل والرغبة في النوم لفترات طويلة. وقد يؤدي إلى ضعف القدرة على الانتباه وكذلك التركيز، وصعوبة في القيام بالمهام اليومية.

قد يرتبط الخُمول idle بالعديد من الأسباب الصحية والأمراض النفسية. وقد يحدث نتيجة القيام بمجهود عال أدى إلى نفاذ مخزون الطاقة لدى الفرد، أو ربما نتيجة لنقص بعض العناصر الغذائية.

فهو رد فعل طبيعي للجسم؛ للإنذار بحاجته إلى الراحة أو يكون عارضًا نتيجة لأحد المشكلات الصحية.

الفرق بين الكسل والخمول

الكسل هو عدم الرغبة في بذل جهد أو تعب ذهني أو جسدي في إتمام أي مهمة، خاصة إن كانت شاقة أو تتطلب مزيدًا من الجهد.

عادةً ما يكون الشخص الكسول مماطلًا ومبدأ حياته التسويف، وينفر الشخص الكسول من القيام بأي مجهود على الرغم من توافر القدرة البدنية.

بعض العوامل النفسية التي تجعل من الشخص كسولًا

  • ضعف الثقة وتقدير الذات

عندما تهتز ثقة الشخص بنفسه ويفقد إيمانه بقدراته، ويشك في مرحلة ما أنه غير قادر على إنجاز المهمة المُوكَلة إليه، فقد يشعر بالكسل وعدم الرغبة في العمل؛ ليحمي نفسه من الشعور بالفشل. 

  • فقدان الشغف والطموح:

 يدفعنا الشغف دائمًا إلى بذل المستحيل ويلعب دور العامل المحفز لتحقيق الأحلام، حتى وإن أصابنا التعب والإرهاق. ويصبح الشغف مولد الطاقة داخلنا للوصول إلى ما نطمح، وننتظر بفارغ الصبر الوصول إلى ما سعينا وحلِمنا.

أما في حالة فقد الشغف والطموح، فيصبح الوصول إلى الغاية أوعدم الوصول إليها سواء، ومن هنا يدخل الشخص في دوامة الكسل والمماطلة.

  • عدم وجود غاية وهدف: 

تقودنا الأهداف إلى حياة سامية لها معنى، وعندما يفقد الإنسان هدفه يقضي أيامه هائمًا على وجهه في الحياة، فلا شيء يسعده ولا شيء يحزنه، وبالتالي تقل همته وعزيمته، ويُصاب بآفة الكسل.

أما الخمول فهو شعور دائم بالتعب والميل إلى النوم المستمر، ويصبح الشخص غير قادر على ممارسة روتين حياته بشكل طبيعي، وقد يحدث هذا بسبب مشاكل نفسية أو صحية.

أسباب الخمول وكثرة النوم

الخمول والرغبة في النوم

قد تكون أسباب الخمول والتعب استجابة طبيعية من الجسم ناجمة عن عدم نيل القدر الكافي من النوم، أو بسبب الإجهاد الحاد والتوتر. وفي هذه الحالة يكون التعب والميل إلى النوم مؤقتًا، ولكن إن أصبح مزمنًا، فقد يكون عارضًا نتيجة لأحد المشكلات الصحية الآتية:

  • فقر الدم وأمراض سوء التغذية.
  • مرض السكري.
  • اضطرابات الجهاز المناعي، مثل: الروماتيزم.
  • أمراض القلب، مثل: ضعف واحتشاء عضلة القلب أو أمراض الشريان التاجي أو أمراض صمامات القلب.
  • الإصابة بأحد أمراض الجهاز العصبي والنفسي، مثل: الاكتئاب الذي يكون سببًا رئيسًا للرغبة في النوم بشكل مستمر والإصابة بالكسل.
  • أمراض الجهاز التنفسي، مثل: الربو أو الالتهاب الرئوي.
  • مشاكل الكلى أو الكبد.
  • الجفاف ونقص السوائل في الجسم، فالماء يُشكل نسبة كبيرة من مكونات الخلية، وبالتالي تفقد الخلية قدرتها على القيام بوظائفها ومهامها عندما تنقص السوائل فيها.
  • الإصابة بالعدوى أو الالتهاب.
  • قد يكون نتيجة أثر جانبي لاستخدام بعض الأدوية، مثل: أدوية علاج مرض السرطان، أو نتيجة تناول العقاقير المهدئة.
  • نقص بعض العناصر، مثل: فيتامين ب ١٢ والكالسيوم والزنك.
  • اضطرابات الغدة الدرقية، إذ إنها تسيطر على عمليات الأيض في الجسم التي تحول الطعام إلى طاقة يستخدمها الجسم في الحركة والنشاط. لذا فإن اضطرابها من أهم أسباب الخمول والإرهاق المستمر.

الخمول وعلاقته بالاكتئاب

هناك ارتباط وثيق بين الاكتئاب والعزلة عن العالم ونقص النشاط، وهذا الارتباط مدعوم بالعديد من الدراسات العلمية الحديثة. نستطيع أن نستخلص من هذه الدراسات العلاقة بين الخمول والاكتئاب على النحو التالي:

فقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة “لانسيت للطب النفسي” أن زيادة النشاط الخفيف بمقدار 60 دقيقة في اليوم، مثل المشي أو أداء الأعمال المنزلية، عند الأشخاص البالغين من العمر 12 سنة، كانت مرتبطة بتقليل أعراض الاكتئاب بنسبة 10% عند بلوغهم سن 18 عامًا.

ويُشير هذا الاكتشاف إلى أن المراهقين في العصر الحالي معرضون لمزيد من مخاطر الإصابة بالاكتئاب بحلول سن البلوغ، وهو ما يتطلب اهتمامًا ووعيًا بأهمية النشاط البدني والانخراط في الأنشطة اليومية للحفاظ على الصحة العقلية.

أعراض الخمول ومضاعفاته

يشعر الشخص ببعض الأعراض في حال إصابته بالخمول، وتشمل:

  • الرغبة في النوم لفترات طويلة، مع استمرار التعب والإرهاق حتى بعد الاستيقاظ.
  • تعرق الجسم باستمرار، حتى مع بذل مجهود أو نشاط بدني بسيط.
  •  اصفرار البشرة وإصابة الوجه بالإجهاد، مع ظهور الهالات السوداء تحت العين تحت العينين.
  • الإصابة بالاحباط والحالة النفسية السيئة، فكلما شعر الشخص بأنه كسول وغير مُجدٍ، كلما ساءت حالته النفسية ويفضل العزلة والابتعاد عن التجمعات.

مضاعفات الخمول

مضاعفات الخمول

قد يحدث الخمول نتيجة الإصابة ببعض المشاكل النفسية أو الصحية. هذا قد يكون ناقوس خطر يُنذر بأخذ الحيطة، وعدم تجاهل المشكلة وعلاجها كما يرام، حتى لا ينجم عنها مضاعفات عدة تؤدي إلى الإصابة بضرر دائم للمصاب بالخمول. ومن هذه المضاعفات:

  • الوهن والعجز الجسدي.
  • حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية لدى المرأة.
  • الشعور بالتعب والإرهاق باستمرار.
  • تقلبات المزاج وعدم القدرة على الانتباه والتركيز.
  • شعور الشخص باستنزاف طاقته باستمرار.
  • الإصابة بالحالة النفسية السيئة، فكلما شعر الشخص بأنه كسول ولا يستطيع الحركة، كلما ساءت حالته النفسية ويفضل الابتعاد عن الاحتكاك بالأشخاص.
  • تفاقم الوضع الصحي المرتبط بالأمراض المسببة للخمول، مثل: أمراض الكبد أو الكلى أو أمراض الجهاز التنفسي أو أمراض القلب.
  • يصبح الشخص مدمنًا للنوم لفترات طويلة، واستمرار التعب حتى بعد الإستيقاظ.

“اطلع هنا: فوائد الرياضة الصباحية لتخفيف الوزن

علاج الخمول

ممارسة الرياضة لتجنب الخمول

يعتمد اختيار العلاج الأمثل لمواجهة الخُمول على معرفة المُسبب لحدوثه، ففي حالة وجود سبب مرضي، عليك بزيارة الطبيب لعلاج المشكلة وإجراء التقييم والفحوصات السريرية. ويمكن للشخص أن يساعد نفسه لعلاج الخمول والتعب والرغبة الشديدة في النوم ويستعين ببعض النصائح الآتية:

  • ممارسة الرياضة: 

تكمن أهميتها في أنها تعزز الدورة الدموية وتساعد الجسم في الحفاظ على قوته اللازمة لأداء مهامه اليومية.

  • شرب كميات كافية من الماء: 

عليك بشرب ٨ أكواب يوميًا من الماء، حتى تقوم الخلايا بالعمليات الحيوية على أفضل وجه، والوقاية من الجفاف ونقص السوائل في الجسم.

  • أخذ القسط الكافي من النوم والراحة:

       قلة عدد الساعات اليومية للنوم تجعلك غير قادر على بذل أي مجهود، ودائمًا ما تشعر بالنعاس.

  • تناول غذاء صحي متكامل:

تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين ب١٢، فهو أفضل فيتامين لعلاج الخُمول، وتجنب السكريات والأطعمة الدسمة؛ إذ إنها تُصيب الشخص بالكسل والنعاس. يُنصح أيضًا بتناول الغذاء الصحي المتوازن الذي يحتوي على أفضل الفيتامينات والمعادن التي تمد الجسم بالطاقة، والإكثار من تناول الخضروات والفواكه.

  • التخلص من التوتر والقلق: 

كثرة التفكير والتوتر تؤثر على طاقة الجسم وتشتت التركيز في ممارسة مهامه وواجباته اليومية بشكل طبيعي.

  • التخلص من زيادة الوزن: 

الوزن الزائد هو من أبرز العوامل التي تُعيق القدرة على القيام بالأنشطة المختلفة، لذلك يُنصح باتباع حمية غذائية للتخلص من الوزن والدهون الزائدة.

  • الاستحمام بالماء البارد:

 يساعد بصورة كبيرة في تنشيط الجسم والأوعية الدموية، وتجنب الاستحمام بالماء الساخن.

ختامًا…

سواء كان الخمول والكسل مؤقتًا أو مزمنًا. فعليك السعي للتخلص منه وعلاجه، فهو يعرقل مسيرة حياتك ويقلل من فرص نجاحك، ويجعلك تعيش في دوامة لا نهاية لها من الفشل والإحباطات المتتالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى