أعراض التوحد عند الأطفال، ألمح في بريق عينيه ذكاءً خاصًّا، ولكنه لا يستجيب عندما أناديه باسمه، ولا يبتسم أو يضحك ولا يصدر أصواتًا كأقرانه من الأطفال، يلعب ويلهو وحده منعزلًا في عالمه الخاص. فهل هذه أعراض التوحد عند الأطفال؟ وهل طفلي مصاب بالتوحد؟
عزيزتي الأم، دعي عنك القلق سأجيبك عن كل أسئلتك، وسوف نتعرف من خلال الأسطر القادمة على أعراض التوحد عند الأطفال وطرق علاجه.
ما هو التوحد وكيف يمكن تشخيصه؟
هو اضطراب عصبي يُعرف باضطراب طيف التوحّد، أو مرض الذاتوية (Autism) ويظهر طيف التوحد في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة.
ومن أعراض التوحد عند الأطفال، تأخر في مهارات التعلم ومشكلات في التفاعل والتواصل مع الآخرين.
ونظرًا إلى تنوع وتباين شدة أعراض التوحد عند الأطفال، فمن الصعب الوصول إلى تشخيص محدد، ولابد من العرض على طبيب مختص.
ما أنواع التوحد؟
نظرًا إلى تفاوت أعراض التوحد عند الأطفال، يوجد أنواع ومراحل متنوعة لهذا المرض وتنقسم هذه الأنواع إلى:
- متلازمة أسبرجر: ومشكلة الطفل هنا هي ضعف التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
- التوحد الكلاسيكي: تظهر أعراضه مبكرًا فيمكن اكتشافه في عمر شهرين.
- متلازمة ريت: عادةً ما يصاب بها الطفل من عمر 8 شهور.
- الانحلال الطفولي: يبدأ من عمر عامين ثم لا تلبث أن تتدهور مهارات التواصل الاجتماعي لديه.
- اضطراب النمو الشامل: تظهر لدى الطفل مشاكل اجتماعية وتواصلية فقط، ومنها مشكلة استخدام اللغة واللعب غير المعتاد للأطفال.
“اقرأ أيضًا: تأخر الكلام عند الأطفال“
ما أسباب التوحد عند الأطفال؟
لا يوجد سبب مؤكد بشكل قاطع لهذا المرض وهناك عوامل عديدة لأسباب التوحد عند الأطفال، وقد تلعب كل من الوراثة والبيئة دورًا في ذلك ومن هذه الأسباب:
- عوامل وراثية
هي طفرات جينية موروثة وتحدث طفرات أخرى بشكل تلقائي، كما أن هناك جينات تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بطيف التوحد بينما يؤثر بعضها الآخر على نمو الدماغ وتطوره.
- عوامل بيئية
وتعني البيئة هنا أي شيء خارج الجسم مثل التلوث الجوي، بينما تعد بيئة ما قبل الولادة هي الأهم على الإطلاق.
- عوامل ما قبل الولادة التي قد تساهم في أعراض التوحد عند الأطفال مثل تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى، ونقص بعض الفيتامينات في وقت مبكر من الحمل مثل أهمية حمض الفوليك للحامل
- عمر الأم والأب.
- المضاعفات عند الولادة أو بعدها بفترة وجيزة بما في ذلك انخفاض وزن الطفل عند الولادة وفقر الدم الوليدي.
- الالتهابات التي قد تصيب الأم أثناء الحمل.
- تعرض الأم أثناء الحمل للملوثات الكيميائية مثل المبيدات الحشرية.
بعد أن تعرفنا على أسباب أعراض التوحد عند الأطفال دعني أجيبك عن هذا التساؤل
هل توجد علاقةٌ بين اللقاحات واضطراب طيف التوحد؟
رغم استمرار الجدل والخلاف في هذا الموضوع، فلم يثبت البحث العلمي أن هناك أي علاقة بين اللقاحات والتوحد، لذا احرصي عزيزتي الأم على التطعيم المبكر لطفلك الذي يحميه من الأمراض الخطيرة وذلك حسب جدول التطعيمات الموصى به.
ما أعراض التوحد عند الأطفال؟
تشمل الأعراض الشائعة لـ مرض التوحد عند الأطفال ما يلي:
المهارات الاجتماعية
- يبدو أنه لا يسمع الآخرين ولا ينظر إليهم.
- لا يستجيب إلى الإيماءات أو الإشارات.
- يلعب وحده منعزلًا في عالمه الخاص.
- يرفض الاتصال الجسدي والعناق.
- ضعف التواصل البصري المباشر.
المهارات اللغوية
تتفاوت درجة التأخر اللغوي عند الأطفال المصابين بالتوحد، ومن هذا التأخر أن الطفل:
- يصدر نبرات وإيقاعات مختلفة ويتحدث بصوت غريب يشبه صوت الإنسان الآلي Robot.
- يبدأ في نطق الكلام في سن متأخرة مقارنة بالأطفال الآخرين.
- لا يستطيع البدء في محادثة أو الاستمرار في محادثة قائمة.
- يتوجه ببصره إذا أراد شيئًا ما.
- يكرر كلمات وعبارات في غير موضعها.
“اقرأ أيضًا: علاج التهتهة عند الأطفال“
سلوكيات الطفل التوحدي
من أعراض التوحد عند الأطفال، القيام بتصرفات غير مألوفة مثل:
- الدوران، والتأرجح، ودوران الأصابع، والمشي على أصابع القدم لفترة طويلة، أو تحريك اليدين، ويُسمى هذا السلوك (السلوك النمطي).
- يلعب بأجزاء من الألعاب (مثل تدوير عجلات لعبة لفترة طويلة).
- يحب الروتين والنظام ولديه صعوبة في الانتقال من نشاط إلى آخر.
- النظر إلى الأشياء من زوايا غير عادية.
- يقوم بأنشطة غير معتادة ويمارسها بشكل متكرر طوال اليوم.
- قد يكون حساسا للغاية للروائح والأصوات والضوء واللمس أو لا يشعر بهم على الإطلاق.
ما علاج أعراض التوحد عند الأطفال؟
حتى الآن لا يوجد علاج فعال للشفاء من طيف التوحد ولكن هناك مجموعة علاجات سلوكية وتربوية، وعلاجات تساعد في تحسين النطق واللغة لدى الطفل.
تلك العلاجات تقلل من حدة أعراض التوحد عند الأطفال وتساعدهم أن يخدموا أنفسهم لقضاء حاجاتهم اليومية والقيام بالمهام الأساسية المطلوبة منهم.
يلعب الأهل دورًا رئيسيًا في العلاج، بمساعدتهم على التأقلم وتقليل حدة التوتر.
يمكن استعمال بعض الأدوية التي تعالج الأعراض المصاحبة لطيف التوحد مثل فرط الحركة عند الأطفال والتوتر وعدم القدرة على التركيز.
كيف يمكنني مساعدة طفلي التوحدي؟
- حاولي أن تفهمي سلوك طفلك، اكتشفي ما الذي يحفز سلوكياته الصعبة أو السلبية وما الذي يثير سلوكياته الإيجابية.
- اقرأي كثيرًا عن طيف التوحد، فكلما زادت معرفتك، كان استعدادك أفضل لاتخاذ قرارات صائبة من أجل طفلك.
- حاولي أن ترضيه بمدح سلوكياته الإيجابية.
- لا تحاولي استنتاج كيف ستكون حياة طفلك المستقبلية بل اقبليه كما هو.
- اطلبي المشورة وتعرفي على خبرات الآخرين في كيفية التعامل مع طفل التوحد.
- قد تتطلب رعاية الطفل المصاب بالتوحد الكثير من الطاقة والوقت. وقد تمر عليكِ أيام تشعرين فيها بالإرهاق أو التوتر أو الإحباط، فالأمومة وتربية هذا الطفل أمر ليس بالسهل عليك، لذا اعتني بنفسك لكي تستطيعي مواجهة التحديات التي تواجه طفلك.
“اقرأي أيضًا: تنمية مهارات الطفل“
مواهب وقدرات خاصة لدى الطفل التوحدي
أشارت الدراسات إلى أن أقل من 30 بالمائة من الأطفال المصابين بالتوحد لديهم درجة ذكاء طبيعية، بينما درجة ذكاء 70 بالمائة تنخفض إلى دون المتوسط.
ويظهر بعضهم قدرات خاصة ومهارات تشمل:
- مهارة قوة الذاكرة، فتُخزن بعض المعلومات في الذاكرة بنفس التفاصيل ولفترة طويلة.
- القدرة الفنية على الرسم.
- مهارات الحفظ والرياضيات، يظهر بعضهم قدرة فائقة في العمليات الحسابية مثل (الضرب والقسمة والجمع والطرح) بسرعة أكبر ممن يستعمل الآلة الحاسبة.
- القدرة الموسيقية، يستطيع بعضهم ترديد الأغاني وبعضهم لديه مهارة العزف على الآلات الموسيقية.
- قدرات أخرى مثل التعامل مع أجهزة الكمبيوتر، والقراءة بطلاقة في سن مبكرة، وتفكيك وإعادة تجميع أجهزة معقدة مثل الراديو.
أعراض التوحد عند الأطفال، عزيزتي الأم، إذا لاحظتي موهبة ما لدى طفلك التوحدي، عليك أن تدعميه لتنمية تلك الموهبة وتطويرها. وتذكري أنكِ الوحيدة التي تعرف طفلها جيدًا.
أنتِ القادرة على تأهيل طفلك وتعزيز حالته النفسية، بدلًا من التركيز على مدى اختلافه عن الأطفال الآخرين، فكثير من الأطفال المصابين بطيف التوحد أصبح لهم الآن مكانة مرموقة في المجتمع بفضل رعاية ودعم أسرهم.
والأمومة لطفل التوحد ليست بالأمر السهل على الإطلاق لذا اعتني بنفسك عزيزتي لتستطيعي مواجهة العقبات التي قد تواجه طفلك.