فن التربية

علاج التهتهة عند الأطفال | 12 نصيحة فعالة للعلاج – إليك بها

أحزن كثيرًا عندما أجد طفلي يعاني التلعثم في نطق الكلمات أو المقاطع والعبارات، فأجده تارة يكررها وتارة يطيل في مدها، ولذا فكرتُ بالتوجه إليكِ يا صديقتي لعلي أجد إجابة عن كيفية علاج التهتهة عند الأطفال.

وما الطرق المتبعة للسيطرة عليها مبكرًا؛ فقد علمت للتو أنكِ مررت بتلك التجربة مع طفلكِ فهل من مساعدة!

بالطبع يا عزيزتي، ولكن دعيني أحدثكِ أولًا عن أسباب التهتهة عند الأطفال ومن ثم تجربتي مع طفلي في علاج التلعثم والتأتأة.

أسباب التهتهة عند الأطفال

تعد التهتهة أو التلعثم في الكلام أحد أشكال الخلل في النطق، يمر به العديد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين السنتين إلى الخمس سنوات.

فنجد الطفل يصعب عليه التحدث بطلاقة أو بسلاسة دون انقطاع عند محاولة دمج الكلمات وتكوين الجمل.

ولا يقتصر التلعثم على بداية الجمل فحسب، بل ربما يشمل الجمل كاملة.

يسهل عليك ملاحظة بعض التغيرات على أوجه الأطفال أثناء التأتأة، فنجد منهم من يكشر أو يرمش بعينه أو يشد على قبضة يده.

وتمثل النقاط التالية أشهر أسباب التهتهة عند الأطفال: 

1- وجود مشكلات تؤثر على التفاعل بين رسائل المخ وعضلات الفم المسؤولة عن النطق عند الأطفال. فيصعب على الطفل حيال ذلك تنسيق عضلات الفم أثناء نطق الكلام فإذا به يتلعثم. 

2- إصابة الطفل باضطرابات الدماغ أو السكتة الدماغية. 

3- الجينات الوراثية، فعند وجود أحد أفراد العائلة المقربين يعاني التلعثم، فإن فرصة إصابة طفلكِ بالتأتأة تزداد إلى نحو ثلاث مرات. 

4- استعمال ودمج العديد من اللغات في نفس الوقت، يمكن أن يؤثر على نطق الطفل. 

5- نمط الحياة السريع والمشاكل الأُسرية تزيد من التوتر العصبي والنفسي وتؤثر على النطق سواء بالتهتهة أو بتأخر الكلام. 

أشكال التهتهة عند الأطفال

علاج التهتهة عند الاطفال

تبدأ العلامات الأولى للتهتهة عند الأطفال بتراوح عمر الطفل من 18شهرًا إلى 24 شهرًا.

هذا العمر الذي ينبت في عقل الطفل العديد من الكلمات والمفردات، فيبدأ في جمعها لتكوين الجمل.

ويكون التلعثم أحيانًا على إحدى الصور التالية: 

  • التكرار: إذ يكرر الطفل صوت أو جزء من الكلمة أو كلمة كاملة أو عبارة مرارًا وتكرارًا، فنجده يقول: “أنا أنا أنا أريد عصير” بدلًا من “أنا أريد عصير”.
  • الاستطالة: وتعني مد الطفل في نطق كلمة، فيقول: “أأأأنا أريد” بدلًا من “أنا أريد”. 

أنواع التهتهة عند الأطفال

1- التأتأة التنموية:

تعد أكثر الأنواع شيوعًا بين الأطفال المتراوح أعمارهم ما بين الثلاث إلى الثماني سنوات.

وتسمى بالمرحلة التطورية؛ لكونها الوقت الذي تنمو فيه معظم مهارات الطفل اللغوية.

تظهر التهتهة عند الأطفال في تلك المرحلة على هيئة مشاكل في إيقاع الكلام خاصةً عند التحدث أمام مجموعة أو على الهاتف.

بينما يتحسن بهم الأمر بمجرد تحدثهم بمفردهم أو القراءة بصوت عالٍ. 

2- التأتأة العصبية:

تنتشر بمعدل أقل مقارنة بالتلعثم النمائي.
وتظهر عادةً بعد إصابة الدماغ من سقوط أو حادث سيارة أو إصابة رياضية أو سكتة دماغية. 

3- التلعثم النفسي:

هو شكل نادر الحدوث، يظهر على البالغين الذين عانوا من صدمة عاطفية أو يعانون من أمراض نفسية.
ويميل مرضى هذا النوع إلى تكرار الجزء الأول من الكلمة. 

تشخيص التهتهة عند الأطفال

يشخص أخصائي التخاطب التهتهة عند الأطفال من خلال طرح بعض الأسئلة ومراقبة الطفل أثناء النطق وتفاعله مع الآخرين.

كما يطلب من الطفل القراءة بصوت عالٍ؛ ليسهل عليه تتبع مخارج الحروف وتحديد شكل التلعثم تحديدًا. 

علاج التهتهة عند الأطفال

تختقي التهتهة عند الأطفال في أغلب الأحيان من تلقاء نفسها في سن الخامسة.

وقد تستمر عند بعضهم لفترات طويلة أو تأخذ من الوقت بضعة أسابيع أو عدة شهور ثم تختفي.

وفي الغالب لا يحتاج طفلكِ للعلاج طالما لم يتخطى سن الخامسة.

بينما يصبح علاج التهتهة عند الأطفال أمرًا ضروريًا في حال مصاحبة التأتأة لحركات غريبة في الجسم أو الوجه وزاد الأمر عن حده، أو حاول طفلكِ تجنب التحدث في المواقف التي تتطلب ذلك. 

يجب إخبار الطبيب إذا لاحظتِ على طفلكِ زيادة في توتر الوجه أو ضيق في عضلات النطق، أو ارتفاع في حدة الصوت بسبب التوتر. 

العلاج غير المباشر:

العلاج المباشر:

  • وفيه يتحدث الاختصاصي مع الطفل بصورة مباشرة سواء بشكل فردي أو في مجموعات صغيرة، ويمنحه طريقة خاصة تساعده على التحدث والتخفيف من حدة الكلام وتقليل التوتر.

بعض الأساليب المُتبعة في علاج التهتهة عند الأطفال:

1- علاج النطق: وذلك من خلال مساعدة طفلكِ على التحدث ببطء، فينتبه للحروف أثناء الحديث فيتلاشى التلعثم تدريجيًا إلى أن يتحدث بطلاقة أكثر مع مرور الوقت.

2- العلاج السلوكي المعرفي: وفيه يتحدث الطفل عن شعوره الداخلي، وشعوره تجاه الآخرين. ومن ثم إمكانية التحكم على المشاعر السلبية الناتجة عن التأتأة من توتر وقلق وانعدام الثقة.

فتلعثم الطفل في سن المدرسة يضعه في وضع محرج مع أصدقائه، وينبغي عليكِ حينها التحدث مع المعلم والذي بدوره يخفف هذا التوتر والخجل بينه وبين زملائه، ويقلل من عدد مواقف التحدث المجهدة لطفلكِ.

3- الأجهزة الإلكترونية: يمكنكِ استعمالها في تقديم بعض التمارين الخاصة بالكلام والمساعدة على التحدث بطلاقة.

اقرأ أيضًا عن تربية الأطفال

خطوات تساعدكِ في العلاج بالمنزل:

علاج التهتهة عند الاطفال
  • ابذلي قصارى جهدك في التحدث بأسلوب يقلل من إجهاد طفلكِ في التواصل والكلام، فتقولين مثلًا: “لعبت اليوم في المدرسة، لابد أن اللعب كان ممتعًا” بدلًا من قول “ماذا فعلت في المدرسة؟”.
  • تكلمي ببطء ووضوح عند التحدث إلى طفلكِ أو الأخرين في حضوره.
  • حافظي على التواصل البصري مع طفلكِ، وتجنبي النظر بعيدًا أو إظهار علامات الانزعاج عند التأتأة.
  • لا تطلبي منه التكلم بشكل صحيح وبدقة في جميع الأوقات، بل اسمحي للحديث أن يكون ممتعًا.
  • استغلي وقت تناول الطعام في التحدث معه حول أي شيء، وتجنبي الاستماع للتلفاز أو الراديو حينها منعًا للتشتت.
  • تجنبي الانتقادات مثل: تمهل وتوقف، فمهما كانت نيتكِ حسنة، ربما تجعل طفلكِ يشعر بالنقص والحزن.
  • لا تجبريه على التحدث بصوتٍ عال عندما يزداد التلعثم، بل شجعيه على الأنشطة التي لا تطلب الكثير من الكلام. 
  • لا تقاطعيه أثناء الكلام أو تخبريه أن يبدأ من جديد، أو يفكر قبل التحدث. 
  • دعي طفلكِ يتحدث عن نفسه وينهي الأفكار والجمل. 
  • تحدثي معه بسهولة دون استعجال فهذا يجعل علاج التهتهة عند الأطفال فعالًا؛ إذ يساعد الكلام ببطء على تحدث طفلكِ بطلاقة. 
  • لا تستعجلي طفلكِ في التحدث أو تقاطعيه؛ لأن ردود أفعالك تزيد من نسبة التلعثم في حديثه.
  • لا تعلقي على طريقته في النطق وأعطيه الوقت الكافي لإنهاء ما يريد. 

تعد الطرق السابقة ناجحة في علاج التهتهة عند الأطفال، اتبعي منها قدر استطاعتك، ولا داعي للانزعاج من هذه المرحلة المؤقتة، فقط تحلي ببعض الصبر والهدوء حتى زوالها على خير بإذن الله.

المصدر:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى