علاج النقرس، أصبحت آلام العظام والمفاصل أكثر شيوعًا، ولعل من أشهرها النقرس والمعروف أيضًا بداء الملوك، لذا يبحث الكثير عن علاج النقرس وطرق الوقاية من نوباته.
النقرس هو التهاب شديد في المفاصل، قد يصاحبه احمرار وتورم، ولعل أكثر ما يميزه الشعور بألمٍ شديدٍ في مفصل الإصبع الأكبر للقدم.
عادةً ما يصيب الرجال أكثر من النساء، ولكن تزداد نسبة الإصابة بين النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
لذا، كان من الضروري توضيح ما هو النقرس، وشرح أسبابه وأعراضه وطرق علاجه المختلفة.
أعراض النقرس
يسبب النقرس نوبات مفاجئة من الألم والاحمرار في المفاصل، وأحيانًا تورمها، وغالبًا ما تكون تلك النوبات أثناء الليل.
فقد يستيقظ المريض من النوم بسبب الشعور بألم شديد أو حرقان وحرارة في الإصبع الأكبر للقدم، ما يجعله لا يتحمل حتى لمسه.
وبالتالي يمكن حصر الأعراض قبل علاج النقرس كما يلي:
- هجمات حادة ومفاجئة من الألم شديد، يصيب المفاصل مثل الركبتين والكاحلين والأصابع ولكن تزداد حدته في مفصل الإصبع الأكبر للقدم، وقد يستمر ما بين 4 إلى 12 ساعة.
- يستمر الشعور بالانزعاج لفترات طويلة بعد انتهاء الهجمات.
- احمرار المفاصل وتورمها فتصبح شديدة الحساسية عند اللمس، وغالبًا ما يكون هناك شعور بالسخونة والحرارة في المفصل.
- قصور وصعوبة في حركة المفصل.
أسباب النقرس
يرجع السبب في الإصابة بالنقرس إلى زيادة نسبة حمض اليوريك بالدم، ما يُؤدي إلى ترسبه على شكل بلورات اليورات بالمفاصل.
ينتج حمض اليوريك بعد تحليل مادة البيورين أثناء عملية التمثيل الغذائي، إذ تتواجد مادة البيورين في بعض الأطعمة البروتينية مثل اللحوم والدجاج والأسماك، وبعض البقول مثل الفول، والمشروبات التي تحتوي على سكر الفاكهة والمشروبات الكحولية.
يذوب حمض اليوريك في الماء وينتقل مع الدم حتى يخرج عن طريق البول من خلال الكليتين، ولكن عند زيادة نسبة حمض اليوريك المُنتَج في الجسم، يبدأ في التراكم على شكل بلورات حادة داخل المفاصل مسببًا الالتهاب والألم.
وبالتالي، فإن أسباب زيادة حمض اليوريك، هي أسباب الإصابة بالنقرس.
ولكن ما أسباب زيادة حمض اليوريك؟!
“اقرأ أيضا: أدوية علاج خشونة الركبة“
أسباب زيادة حمض اليوريك بالجسم
- تلعب الوراثة دورًا كبيرًا، ووجود تاريخ عائلي يتضمن مصابين بالنقرس.
- اتباع نظام غذائي يعتمد على اللحوم الحمراء أو المأكولات البحرية.
- تناول المشروبات المُحلاة بسكر الفاكهة المعروف بالفركتوز.
- تناول المشروبات الكحولية.
- ترتفع نسب إنتاج حمض اليوريك بالجسم مع زيادة الوزن والسمنة.
- تزيد فرص الإصابة بالنقرس مع بعض الأمراض، مثل: ارتفاع ضغط الدم، والسُكَّري، وأمراض القلب والكُلى، وارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم.
- تناول بعض الأدوية قد يؤدي لزيادة حمض اليوريك، مثل: مدرات البول المستخدمة لعلاج الضغط والمعروفة بالثيازيد، والجرعات الصغيرة من الأسبرين، والأدوية المستخدمة في زرع الأعضاء والتي تساعد الجسم على تقبل العضو الجديد وعدم رفضه.
- يُعد الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء، وتزداد احتمالات الإصابة مع تقدم العمر، بينما ترتفع نسبة الإصابة لدى السيدات في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
- ترتفع نسبة حمض اليوريك بعد العمليات الجراحية الحديثة أو الإصابة بالأورام.
“اطلع هنا: أضرار السكر الأبيض المصنع“
مراحل الإصابة بالنقرس
قد تبدأ الإصابة بدون أعراض، ثم تدريجيًا تظهر الأعراض وتتطور على ثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى، عند زيادة نسبة حمض اليوريك بدون ظهور أي أعراض.
- المرحلة الثانية، عند بداية النوبات الحادة، والتي قد تستمر لعدة أيام.
- وفي المرحلة الثالثة، تزداد حدة النوبات وقد تستمر لأشهر، وإذا لم تُعالج قد تبدأ المضاعفات.
مضاعفات مرض النقرس
يؤدي عدم الالتزام بتناول علاج النقرس إلى تطور أعراض النقرس وحدوث مضاعفات مؤلمة، مثل:
- النقرس المتكرر
تتكرر الهجمات عدة مرات وتزداد حدتها، لذا من الضروري المتابعة مع الطبيب والالتزام بالعلاج لتفادي تآكل المفاصل.
- النقرس المتقدم
تتجمع البلورات تحت الجلد على شكل عقيدات في أماكن عديدة مثل المرفقين وأصابع اليدين والقدمين، وعادةً ما تتورم وتصبح مؤلمة أثناء الهجمات.
- حصوات بالكُلى
قد تترسب البلورات في المسالك البولية مسببةً حصوات بالكُلى، ولكن يمكن تجنبها عن طريق علاج النقرس.
التشخيص
يُشخص النقرس بإجراء مجموعة من الفحوصات يُوصي بها الطبيب المختص، وترجع صعوبة التشخيص لتشابه أعراض النقرس مع أمراض والتهابات المفاصل الأخرى.
- فحص الدم
تُسحب عينة من الدم لقياس نسبة حمض اليوريك والكرياتنين، ولكن أحيانًا قد تكون النسب طبيعية مع وجود أعراض، أو مرتفعة لكن بدون أعراض.
- اختبار سائل المفاصل
تُستخدم إبرة لسحب عينة من سائل المفاصل Synovial fluid، ثم الكشف عن البلورات في السائل تحت المجهر.
- فحص المفاصل
عن طريق التصوير بالأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية.
علاج النقرس
يمكن علاج النقرس عن طريق الأدوية التي يحددها الطبيب، وتحسين العادات الغذائية للحد من النوبات الحادة، وتجنب تكرار النوبات والمضاعفات، وتتضمن أدوية علاج النقرس الآتي:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين والإندوميتاسين والسيليكوكسيب.
تحد من شدة الألم والالتهاب المصاحب للنوبات الحادة، وغالبًا ما يصف الطبيب جرعة عالية أثناء النوبات، ثم جرعة منخفضة لتجنب تكرار النوبات.
ولكن تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لفترات طويلة قد يسبب آلامًا أو قرحة بالمعدة.
- كولشيسين
يُستخدم للسيطرة على آلام النوبات الحادة، ولكن قد يسبب غثيان وقيء.
وغالبًا يصف الطبيب جرعات كبيرة أثناء النوبات الحادة، ثم جرعات منخفضة بعدها للحد من النوبات المستقبلية.
- الكورتيكوستيرويدات مثل البريدنيزون
تستخدم على شكل أقراص بالفم أو حقن في المفاصل، ومن أعراضها الجانبية ارتفاع ضغط الدم أو نسبة السكر.
- أدوية تمنع إنتاج حمض اليوريك
إذ تحد من إفراز الجسم لحمض اليوريك، وبالتالي تنخفض نسبة الحمض بالدم ويقل خطر النقرس ومضاعفاته.
- أدوية للتخلص من حمض اليوريك
حيث تحسن من قدرة الكُلى على التخلص من حمض اليوريك من الجسم، وبالتالي تنخفض نسبته بالدم.
“اقرأ أيضًا: هشاشة العظام“
الوقاية من النقرس
يمكن الحد من النوبات عن طريق اتباع بعض العادات الغذائية، مثل:
- تجنب اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية، أو تناولها بكميات قليلة.
- تناول الخضروات والفاكهة الطازجة.
- تجنب السِمنة، وعليك اتباع أنظمة غذائية صحية لخفض الوزن.
- تجنب الأنظمة الغذائية المعتمدة على الصوم لأنها تزيد من نسبة حمض اليوريك بشكل مؤقت.
- شُرب الماء بكميات كبيرة.
- تجنب نقص الوزن السريع.
- الابتعاد عن المشروبات الكحولية.
- تجنب المشروبات المحلاة بسكر الفاكهة (الفركتوز).
- الابتعاد عن المشروبات الغازية.
- تناول منتجات الألبان قليلة الدسم.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
علاج النقرس بالأعشاب
هناك بعض الأعشاب الطبيعية التي تؤثر على مستوى حمض اليوريك ، مثل:
- الزنجبيل
شرب نصف كوب مغلي من الزنجبيل صباحًا ومساءً، يساعد على تخفيف الألم والتورم المصاحب للهجمات الحادة؛ لأن الزنجبيل يحتوي على مضادات للالتهاب ويعد أفضل أعشاب علاج النقرس.
- الكرز الأسود
قد يساعد شرب عصير الكرز الطازج على منع تراكم حمض اليوريك بالجسم، لما يحتويه من مضادات للأكسدة والالتهاب، ولكن ما زال في طور الدراسة والبحث.
- زيت الخروع
تدليك زيت الخروع على أماكن الألم والمفاصل المتورمة، يخفف من حدة الألم والتورم.
- الكركم
يحتوي على مضادات للالتهاب ويثبيط إنزيم (زانثين اوكسيداز)، وهو إنزيم مهم في إنتاج حمض اليوريك.
- الماغنيسيوم
ينصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على الماغنيسيوم؛ لأنه معدن قلويّ وبالتالي يمنع تكوّن حمض اليوريك.
الجديد في علاج النقرس
يتقدم الطب يومًا بعد يوم، ويعمل الباحثون على إيجاد حلول وعلاجات لجميع الأمراض، ومن ضمنها النقرس.
وهناك علاجات بديلة يمكن اللجوء إليها من أجل علاج النقرس، ولكن بعد استشارة الطبيب لتحديد نوعية العلاج، وتجنب أي تأثير سلبي على الأدوية.
وقد يتحفظ البعض من اتباع تلك العلاجات لأنها مازالت في طور البحث والدراسة السريرية.
- فيتامين سي عن طريق المكملات الغذائية قد يخفض من نسبة حمض اليوريك، ولكن الدراسات حول ذلك مازالت غير كافية، بل هناك اعتقاد أن الجرعات الكبيرة من فيتامين ج قد تؤدي إلى نتيجة عكسية، وترفع نسبة حمض اليوريك بالدم.
لذا يُنصح باستشارة الطبيب قبل البدء في تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ج، أو الحصول على فيتامين ج من مصادر طبيعية كالخضروات والفاكهة مثل الليمون والبرتقال والفلفل الرومي.
- تُشير الأبحاث إلى أن تناول الكرز يؤدي إلى انخفاض نسبة حمض اليوريك، ولكن لا توجد دراسات كافية بعد، لذا يُنصح باستشارة الطبيب.
- بعض العلاجات الأخرى مثل تدريبات الاسترخاء والتنفس العميق، قد تساعد في السيطرة على الألم.
علاج النقرس، حاولنا سرد كل ما تودين معرفته عن النقرس، الذي يعد أشهر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا، وتوضيح أسباب الإصابة والأعراض، بالإضافة إلى طرق علاج النقرس المختلفة سواء التقليدية منها والجديدة، مثل الأدوية أو علاج النقرس بالأعشاب.
