صحة ورشاقة

الحساسية الصدرية| أسبابها وأعراضها وكيفية السيطرة عليها

الحساسية الصدرية، مع كل بداية فصل جديد أو تغير في المناخ، يعاني العديد من الأشخاص من الحساسية الصدرية، فمنهم من يعاني السعال الشديد، وضيق التنفس.

بل قد يصل الأمر مع البعض إلى عدم قدرته على الكلام مع زرقة الوجه والشفتين؛ الأمر الذي يستدعي انتقال المريض إلى الطوارئ.

فإذا كنت مصابًا بذلك المرض تابع معي هذا المقال لتتعرف أكثر عنه وتستطيع التغلب عليه.

ما الحساسية الصدرية؟

مرض طويل الأمد، يتسبب في التهاب مجرى الهواء، وضيقه، ويؤدي إلى صعوبة التنفس.

يمكن أن يسبب أيضًا صعوبة في التحدث أو ممارسة النشاط اليومي.

أعراض الحساسية الصدرية:

هناك ٣ أعراض رئيسة:

انسداد مجرى الهواء:

في الشخص الطبيعي، ترتخي أشرطة العضلات حول مجرى الهواء ويتحرك الهواء بحرية.

أمّا الشخص المصاب، فتتقلص العضلات، لذا يصعب على المريض التنفس.

الالتهابات:

وهي احمرار وتورّم أنابيب الشعب الهوائية، وتُعالج بالسيطرة على المرض.

تهيج مجرى الهواء:

فمجرى الهواء لدى المصابين متحسسًا، وبالتالي تكون ردود الأفعال مبالغة عند تعرضهم لمواد محفزة (وإن كانت طفيفة).

وتسبب تلك المشكلات، عدة أعراض منها:

  • السعال، وخاصةً في الصباح أو المساء.
  • سماع صوت صفير أثناء التنفس.
  • ضيق التنفس.
  • ضغط وألم في الصدر.
  • اضطرابات النوم بسبب مشكلات التنفس.

أعراض الحساسية عند الرضع:

تتنوّع الأعراض، فهي شبيهة بتلك التي يعانيها الكبار:

  • بذل جهد كبير للتنفس؛ ويظهر على فتحتي الأنف، وانكماش الجلد بين الضلوع وفوق عظمة القص، بالإضافة إلى الحركة المبالغة للبطن.
  • اللُهاث عند القيام بالأنشطة العادية كاللعب.
  • الصفير عند التنفس.
  • التنفس بسرعة.
  • السعال المستمر.
  • صعوبة المص أو الأكل.
  • التعب، وعدم الاهتمام بالأنشطة العادية وحتى المفضلة.
  • شحوب الوجه، وزرقة الشفاه والأظفار.

الحساسية الصدرية عند الأطفال:

تختلف الأعراض في نفس الطفل من مرحلة لأخرى:

  • قد يكون السعال المتكرر هو العرض الوحيد، ويحدث عند الضحك أو اللعب أو في أثناء الليل.
  • تكون طاقة الطفل أقل، بل ويتوقف من حينٍ لآخر لالتقاط أنفاسه.
  • يكون التنفس سريعًا أو ضحلًا.
  • الشعور بالضيق أو ألم بالصدر.
  • صوت صفير عند الشهيق والزفير.
  • تأرجح الصدر بسبب صعوبة التنفس.
  • قصر النفس.
  • انقباض عضلات الرقبة والصدر.
  • وهن، وضعف.

كيف تختلف الحساسية الصدرية في الرضع والأطفال عن الكبار؟

المجري الهوائي لدى الصغار عمومًا أصغر بكثير من الكبار.

تلك المجاري الهوائية صغيرة جدًا، وعند انسدادها نتيجة الالتهابات الفيروسية أو ضيق المجري الهوائي، أو المخاط، يصبح التنفس صعبًا عليهم.

تتشابه أعراض الحساسية الصدرية مع أمراض أُخرى مثل:

  • التهاب القصيبات.
  • الخانوق Croup.
  • ارتجاع المرئ.
  • الالتهاب الرئوي.
  • عدوى الجهاز التنفسي العلوي.
  • الالتهاب الرئوي الشفطي.
  • تليف كيسي.
  • عيوب خلقية.

ويظهر ذلك النوع من الحساسية عند حدوث ٣ أشياء رئيسة:

  • ممارسة الرياضة، وخصوصًا عندما يكون الهواء باردًا وجافًّا.
  • تصاعد المهيجات، مثل الأبخرة الكيميائية، والغازات، والغبار أثناء العمل.
  • وجود مواد محمولة في الهواء مثل حبوب اللقاح، وجراثيم الفطريات، ونفايات الصراصير، وجزيئات الجلد، أو اللعاب المتطاير من الحيوانات الأليفة.

مسببات الحساسية الصدرية:

يمكن أن تؤدي بعض المهيجات إلى ظهور أعراضها، وتختلف الأسباب من شخص لآخر:

١. المهيجات المحمولة على جزيئات الهواء، مثل حبوب اللقاح، ووبر الحيوانات، والغبار، وجراثيم الميكروبات.

٢. التهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد.

۳. المجهود البدني.

٤. الهواء البارد.

٥. ملوثات الهواء مثل الدخان.

٦. بعض الأدوية مثل الأسبرين، ومضادات الالتهابات غير الستيرويدية.

٧. المشاعر القوية، والتوتر.

۸. بعض المواد الحافظة المضافة للأطعمة مثل البطاطس المصنعة، والفواكه المجففة، والبيرة.

٩. مرض الارتجاع المريئي.

أمّا عوامل الخطر:

  • الوراثة، وتاريخ العائلة:

حيث رُبط أكثر من ٣۰ جينًا بالحساسية الصدرية، وأيضًا أثبتت الدراسات وراثة الأطفال للإصابة من الأمهات المرضى أكثر ثلاث مرات، واثنان ونصف في حالة مرض الآباء.

  • الحساسية:

يكون الأشخاص أكثر عرضة للإصابة عند وجود أنواع معينة من الحساسية، لكنه ليس شرطًا ضروريًا.

وترتبط بعض أنواع الحساسية بجسم مضاد يُدعى بالجلوبيولين المناعي (IgE).

ويحمي ذلك الجسم المضاد الجسم من ردود الأفعال التحسسية المؤثرة على العينين، والأنف، والحنجرة، والجلد.

الطفل المولود قبل ٣٧ أسبوعًا أكثر عرضة للإصابة.

  • التهابات الرئة:

عند إصابة الأطفال في سن مبكرة جدًا.

  • التعرض المهني:

عند التعرض لبعض الأبخرة والغبار أثناء العمل والمسمّى بالحساسية الصدرية المهنية.

  • الهرمونات:

يمكن إصابة النساء عند بداية مرحلة انقطاع الطمث أو بعدها.

  • السمنة:

تنتج الأنسجة الدهنية موادًا مسببة لحدوث التهابات بالرئتين، وقد يضغط الوزن الزائد على الصدر ويسبب صعوبة بالشهيق.

“اقرأي أيضًا: السمنة المفرطة

  • متى تحتاج الذهاب إلى الطبيب؟

عند ظهور الأعراض التالية:

  • تفاقم سريع لضيق التنفس والصفير.
  • لا يوجد تحسن حتى بعد جهاز الاستنشاق.
  • ضيق التنفس عند القيام بنشاط بدني ضئيل.

الحساسية الصدرية الموسمية

تشبه الحساسية الصدرية ولها نفس الأسباب، ووجد الباحثون أن أعراض الموسمية لا تختلف كثيرًا، ولكن ترتبط بتغير فصول السنة فمثلًا:

  • تزداد في أوائل الخريف تزامنًا مع افتتاح المدارس، وأيضًا أواخر الخريف.
  • منتصف الشتاء، وينتج عنه إصابة الأطفال دون الثانية بعدوى فيروسية.
  • يوجد ذروة أخرى في الربيع وتقل مع دخول فصل الصيف.

هل الحساسية الصدرية معدية؟

ليست معدية، ولكن أسبابها متعددة كما ذكرنا سابقًا.

هذا لا يعني أنك ستُصاب بها في حالة إصابة أحد أبويك.

الفرق بين الحساسية الصدرية والربو

الحساسية هي استجابة الجسم المناعي لعوامل البيئة، ومن ردود الأفعال التحسسية: الكحة والصفير عند التنفس.

وقد تؤدي الحساسية إلى نوبة ربو، ولكن لا يُشترط وجود الحساسية عند المصابين بالربو.

كيف تُشخص الحساسية الصدرية عند الأطفال والبالغين؟

بالنسبة للأطفال والرضع:

 من الصعب وصف ما يشعرون به، لذا على الوالدين إعطاء المعلومات الآتية:

  • تاريخ عائلي من الإصابة بالحساسية الصدرية.
  • سلوك الطفل.
  • أنماط أعراض التنفس (فمثلًا في الصباح والليل، وأثناء النشاط والحركة والراحة، في الهواء البارد).
  • كيفية الاستجابة للأدوية، والأطعمة، وبعض المحفزات والمهيجات.

كما سيطلب الطبيب اختبارات فحص الدم، والحساسية، وأيضًا الأشعة السينية؛ للحصول على مزيد من المعلومات.

بالنسبة للبالغين:

  • سيأخذ الطبيب التاريخ الطبي لك، وسيسألك عن الأعراض، كما سيستمع إلى طريقة تنفسك.
  • إجراء اختبار وظائف الرئة، وقد يطلب منك قبل الاختبار أو بعده استنشاق موسّع قصبي قصير المفعول.
  • إجراء اختبار التحدي التنفسي بواسطة الميثاكولين.

علاج الحساسية الصدرية وضيق التنفس:

لا يمكن علاجها، ولكن يمكن السيطرة عليها لكي يعيش المريض حياة طبيعية، فقط يجب عليك الاستخدام الصحيح للأدوية التي وصفها لك الطبيب.

ويعد الاستنشاق بواسطة الأجهزة هو العلاج الرئيسي، إذ أنه يخفف الأعراض وقت حدوثها أو يوقف تطورها.

أدوية الحساسية الصدرية:

يوجد نوعان رئيسان من الأدوية حسب الهدف المحدد لها:

  • مضادات الالتهاب:

وهي الأكثر أهمية؛ لأنها تمنع حدوث النوبات، تُستخدم عندما تكون الممرات الهوائية ملتهبة قليلًا مع عدم التعرض للمحفزات.

تؤدي إلى تقليل الأعراض، وتحسين تدفق الهواء، وتقليل حساسية وتلف الممرات الهوائية.

  • موسّعات الشعب الهوائية:

وتسمى بأدوية الإنقاذ السريع؛ إذ تعمل على إرخاء العضلات حول مجرى الهواء.

وبالتالي تحسّن دخول وخروج الهواء بشكل أكبر، ومن ثَم تحسين التنفس، ويتحرك المخاط بطريقة أفضل ويسهل السعال.

علاج الحساسية الصدرية بالأعشاب:

هناك بعض الأبحاث حول استخدام الأعشاب للعلاج مثل:

١. الكركم:

الذي يوجد به مادة الكركمين التي تكسبه لونه، وتعمل على تقليل الالتهاب.

٢. الجينسنغ والثوم: 

  • الجنسينغ هو نبات آسيوي، يدّعي البعض بفوائده الطبية بالنسبة للجهاز التنفسي.
  • يوجد دراسة عن النباتين وتأثيرهما على تقليل أعراض الحساسية.

٣. الحبة السوداء:

تساعد في تخفيف أعراض الحساسية والالتهابات، وتوسيع مجرى الهواء.

٤. عسل النحل:

يقلل من السعال، وينعّم مجرى الهواء.

ويمكن نقع الأعشاب في العسل لتخفيف الأعراض بصورة أكبر.

  • ولكن قبل تناول تلك الأعشاب، يجب استشارة الطبيب؛ فهي قيد الدراسة والبحث.
  • ولا يوجد دليل على أن تلك الأعشاب يمكنها أن تحل محل الأدوية.
  • وتذكّر أنه لا يمكنك إعطاؤها للأطفال، لأنه تُحدث نتائج عكسية عليهم.

الحساسية الصدرية، لا تقلق بشأن ذلك المرض، فبمجرد اتباعك لأوامر الطبيب وابتعادك عن أي مهيجات للرئتين ستعيش حياة طبيعية بشكل كبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى