الدوخة، شعور غير مريح على الإطلاق
أتذكر أنني في يوم عمل شعرت بالدوخة والإجهاد بعض الشيء، وكان يوم عمل شاق، به الكثير من المهام الواجب عليَّ إنهاؤها قبل انتهاء اليوم.
ومع تكرار تلك الأعراض، نصحتني زميلتي بالذهاب معها إلى معمل المستشفى وإجراء فحص للأنيميا للتأكد من حالتي الصحية، هل تلك الأعراض بسببها أم لا
ما الدوخة؟
هي شعور بالإغماء، والدوار، والضعف، وعدم الاستقرار الجسدي، وقد تعطيك إحساسًا زائفًا بأنك تدور أو محيطك يتحرك.
أسباب الدوخة
داء منيير (Ménière’s disease):
ليس له سبب محدد، ولكن يُعتقد أنه يحدث نتيجة تراكم السائل في القنوات الداخلية للأذن.
التهاب تيه الأذن (Labyrinthitis):
أو التهاب الأذن الداخلية، ويحدث بعد العدوى بإصابة فيروسية مثل الإنفلونزا.
انخفاض ضغط الدم:
يمكن أن يسبب انخفاض ضغط الدم المفاجيء إحساسًا قصيرًا بالدوار، وله عدة أسباب منها:
- الإسهال.
- فقدان الدم.
- الحساسية المفرطة.
- الحمل.
أمراض القلب والأوعية الدموية:
قد يعاني المصاب تلك الأعراض بعد النوبة القلبية، أو بسبب تراكم الترسبات في الشرايين، وفشل القلب الاحتقاني.
نقص الحديد والدوخة:
والذي يُسمّى بالأنيميا ومن أعراضها:
- الدوخة.
- ألم الصدر.
- الإعياء.
أمراض الأذن الداخلية ذاتية المناعة:
وهي حالات يهاجم فيها الجهاز المناعي -عن طريق الخطأ- الأذن الداخلية.
“اقرأ أيضًا: ضعف المناعة“
أسباب الدوخة والغثيان
لا يمثل هذان العرضان خطرًا في الغالب، ولكن يجب إخبار طبيبك في حالة عدم معرفتك أسبابهما.
عند إصابتك بعدم التوازن والاستقرار، فيُحتمل إصابتك بالدوار أو الصداع النصفي أو انخفاض ضغط الدم.
1- الدوار:
يجعلك تشعر بالحركة أو أن بيئتك المحيطة تدور من حولك على الرغم من أنك ثابت بمكانك.
أحيانًا يختفي من تلقاء نفسه، أو ببعض الأدوية أو بمناورة إيبلي.
أمّا إذا كانت شديدة فيجب استشارة طبيبك أو في الحالات الآتية:
- إذا كنت تعاني من صداع شديد مع ألم في الصدر، أو صعوبة في التنفس، أو ضربات قلب سريعة، أو رؤية مزدوجة.
- فقدان الشعور بذراعيك أو رجليك.
- عدم الاستقرار وفقدان التوازن.
- وجود صعوبة في المشي.
- عدم القدرة على السيطرة على القيء.
- تأتي على هيئة نوبات.
- إذا كنت مصابًا بالحمى.
2- شرب الكحول:
يؤدي الإفراط فيه إلى حالة سيئة من الدوار، والسبب هو أن الكحول يخفف من تركيز دمك، مما يغير توازن السوائل في أذنك الداخلية، الأمر الذي يؤدي إلى شعورك بالغثيان.
كما يهيّج الكحول المعدة، وهذا سبب آخر للشعور بالغثيان، وأعراض أُخرى مثل:
- كلام غير واضح.
- احمرار الوجه.
- رؤية مزدوجة.
- النعاس.
- ردود الفعل البطيئة.
3- القلق ومشاكل الصحة النفسية:
يمكن أن يؤدي القلق الشديد إلى حدوث تلك الأعراض.
أيضاً يمكن أن يسبب الاكتئاب مشاكل حادة في المعدة.
4- داء السكري:
يعوق مرض السكري حرق الجلوكوز، فترتفع نسبته في الدم، مما يسبب الدوار.
ويحدث عند ارتفاع أو انخفاض مستوى السكر في الدم.
5- مشكلات الأذن الداخلية:
الأذن الداخلية هي المسؤولة عن التوازن، وعند حدوث مشكلة بها مثل الالتهابات، أوالإصابات تحدث الدوخة.
ويصاب الشخص بالغثيان نتيجة لشعوره بالدوار.
يمكن أيضًا أن يحدث نتيجة الإصابة بمتلازمة الدهليزي الحادة.
6- مشكلات صحية عصبية:
تؤثر جميع أنواع العدوى، والأكياس، والإصابات، والسكتات الدماغية، والنزيف، والأورام على أجزاء مختلفة من الدماغ.
أمّا في حالة الإصابة بالدوخة بعد حادث سيارة مثلًا أو ضربة في الرأس، فلابد من استشارة الطبيب.
7- الصداع النصفي:
يعاني الكثير تغيرات في الرؤية والإدراك، ومن الشائع الشعور بالدوخة، والغثيان، وربما القيء أيضًا.
8- دوار الحركة:
يؤدي التنقل والحركة بسيارة أو قارب أو مركبة أخرى إلى الارتباك وعدم الاتزان.
9- الحمل:
تسبب هرمونات الحمل الدوار، والقيء، وأحيانًا الغثيان خاصةً خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
ولتقليل تلك الأعراض، ينصح بتجنب الأطعمة التي تزيد من شدتها، ومنع الجوع.
“اقرأ أيضًا: أعراض تسمم الحمل“
10- السكتة الدماغية:
الشعور بالعرضين ليس من الضروري أن هذا يعني الإصابة بالسكتة الدماغية، ولكن يمكن أن تحدث أعراض أخرى.
علاج الدوخة وعدم الاتزان:
في حالة وجودها بحالة متوسطة، أو أنها تأتي وتذهب، فعليك الآتي:
- شرب الكثير من الماء.
- الاستلقاء في مكان هادئ وبارد للراحة.
- تجنب الأضواء الساطعة، والأصوات المرتفعة، وأي شيء يحفز الدماغ بشكل مفرط.
- في حالة وجود قيء، يمكنك اتباع حمية غذائية لطيفة مع شرب الكثير من السوائل لتعويض الفاقد.
- محاولة أخذ أدوية لا تستلزم وصفة طبية لتهدئة المعدة.
- الامتناع عن تعاطي الكحول، مع النوم الجيد.
أو عند وجود سبب لها، يجب أخذ أدوية، فمثلاً:
- في حالة الإصابة بالصداع النصفي، يجب تعاطي أدويته.
- مضادات الهيستامين أو الكولين choline عند الشعور بالدوار.
- تعاطي الأدوية المضادة للقلق، إذا كان السبب اضطرابات الهلع، ومشاكل الصحة العقلية.
كما أن هناك العديد من الأساليب العلاجية للحد من الدوخة:
- مناورة إيبلي (Epley maneuver): وهي تحريك وضعية الرأس بطرق محددة لإعادة بلورات الكالسيوم الصغيرة التي تسبب الدوخة، ولكن يجب عليك استشارة الطبيب.
- العلاج بالتوازن: في حالة الإصابة بمشكلات في الأذن الداخلية، يمكنك تدريب الجسم على أن تصبح الأذن الداخلية أقل حساسية للحركة.
- العلاج النفسي: إذا كان المصاب لديه دوار نتيجة القلق.
متى يجب عليك الذهاب إلى الطبيب؟:
أمّا في حالة عدم ذهاب تلك الأعراض لمدة أسبوع، يجب عليك التوجه إلى الطبيب، إذا كنت تعاني:
- الصداع المستمر أو الشديد أو النصفي.
- السقوط المنتظم أو المعاناة عند المشي.
- الغثيان والقيء المستمر.
- فقدان الوعي.
- ضيق وصعوبة في التنفس.
- تصلب شديد في الرقبة أو أي إصابة بالرأس.
- تكرار تلك الأعراض.
علاج الدوخة بالأعشاب:
- مشروب الزنجبيل:
وُجد أن جذور الجنزبيل تخفف من حدة الأعراض أكثر من مناورة إيبلي.
يمكنك نقعه في الماء المغلي لمدة 5 دقائق، وإضافة عسل النحل ليساعد على التخلص من الطعم القوي أو المر، وشربه مرتين في اليوم.
- الجنكه بيلوبا (Ginkgo biloba):
عشب صيني معروف لعلاج الدوار، عن طريق إدارة تدفق الدم إلى الدماغ.
كما وُجد أنه مكافئ لعقار بيتاهستين (Betahistine).
هناك أيضًا بعض العلاجات المنزلية الأخرى غير الأعشاب مثل:
- اللوز:
مصدر غني بالفيتامينات أ، وب، وهـ، وتناول حفنة منه يساعد على تخفيف الأعراض.
دوره غير معروف، ولكن يمكن أن يخفيف الدوار لما يحتويه من فيتامينات.
- الزيوت الأساسية:
تخفف ذلك الشعور عند استخدامها موضعيًّا، أو استنشاقها، كما أن سعرها مناسب.
تشمل زيوت الزنجبيل، والخزامى، والليمون، والنعناع.
وتُضاف إلى نوع آخر من الزيوت الناقلة؛ للتخفيف قبل استعمالها.
- خل التفاح والعسل:
يُعتقد أن المزيج منهما قادر على تخفيف الأعراض المذكورة بتخفيف تدفق الدم إلى الدماغ، وذلك عن طريق مقدار من خل التفاح مقابل اثنين من العسل.
متى تكون الدوخة خطيرة؟
غالبًا لا تكون الدوخة وحدها تستدعي القلق، خاصة إذا اختفت بعد لحظات قليلة ولكنك بحاجة إلى عناية طبية فورية إذا كانت الدوخة مصحوبة ببعض الأعراض الأخرى مثل:
- القيء
- الرؤية المزدوجة.
- مشكلة في استخدام ذراعيك أو ساقيك.
- آلام الظهر
- الإغماء
هناك علامات أخرى تعني أن الدوخة لديك أكثر خطورة مثل:
- ألم صدر
- حمى
- ضيق في التنفس
- صعوبة في المشي
- هبوط
- شعور بخدران في الأطراف أو الوجه
- تصلب الرقبة
الدوخة، يجب أن تعرفي أن ذلك الشعور من عدم الاستقرار والاتزان لا يعني -غالبًا- أنك في حالة خطرة، ومع ذلك فعليك توخي الحذر ومتابعة حالتك وملاحظة وجود أعراض أخرى أو انعدامها.