أيام التبويض | بين الرغبة والرهبة تعرفي عليها في حياة حوا
أيام التبويض، مما لا شك فيه أن معظم النساء ينتظرن خبر معرفتهن بالحمل بكل شوق، وتكون هذه اللحظة من أسعد لحظات حياتهن لذا يسعين لمعرفة أيام التبويض.
لكن على النقيض من ذلك فهناك من يهبن حقيقة هذا الخبر، ويستخدمن الوسائل الفعالة قدر المستطاع لتجنب حدوث هذا الحمل.
لذا، فإن حدوث الحمل من عدمه يتوقف بنسبة كبيرة على معرفة أيام التبويض.
سنقدم لكِ في هذا المقال كل ما تحتاجين معرفته عن هذه الأيام؛ لتقرري وقتها إذا كنتِ ترغبين في تجنب حدوث الحمل أم لا، لكن لنتعرف أولًا عن عملية التبويض.
ما المراد بالتبويض؟
تمر دورة الطمث بعدة مراحل والتبويض من أبرزها، فيحدث بمجرد خروج البويضة من المبيض، ليكون مصيرها إما الإخصاب بحيوان منوي، لتنتقل بعد ذلك إلى الرحم وتنغرس في بطانته، وتنمو فيما بعد لتكوين الجنين، أو تتحلل وتخرج مع بطانة الرحم وقت الدورة.
يُعد إفراز الهرمون المُنبِه للجُرَيبات (FSH) -الذي يحدث غالبًا بين اليوم السادس والرابع عشر من الدورة- مؤشرًا لبدء عملية التبويض؛ إذ إنه المسئول عن نضج البويضة داخل المبيض.
بعد إتمام هذه العملية يبدأ دور الهرمون المُلَوتِن (LH) أو المُسمى بالهرمون المُنشِط للجسم الأصفر الذي يؤدي إلى تحرير البويضة الناضجة من المبيض.
“اطلع هنا: مراحل تكوين الجنين“
أعراض أيام التبويض
تلاحظ المرأة حدوث بعض التغييرات بالجسم خلال أيام معينة من الشهر، والتي تميز عملية التبويض مثل:
- تَغيُّر في قوام الإفرازات المهبلية (مخاط عنق الرحم):
تتغير طبيعة هذه الإفرازات من القوام السائل أو الكريمي إلى ما يشبه زلال البيض، مما يسهِل دخول الحيوان المنوي.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية:
يرجع السبب في ذلك إلى هرمون البروجستيرون، الذي يزيد من درجة حرارة الجسم قليلًا، لذلك فإن تحديد التبويض يحتاج قياس درجة الحرارة صباحًا ويوميًّا في موعد محدد.
يُراعى الأخذ في الاعتبار بعض العوامل التي تؤثر على درجة الحرارة مثل:
- نوع الطعام.
- الهرمونات.
- المجهود اليومي.
- العادات الخاصة بالنوم.
- ألم بالثدي:
تُعد الهرمونات السبب الرئيس في هذا الألم خلال مدّة التبويض.
- تَكَوُّن كريستالات باللعاب:
يحدث خلال التبويض تغيرات في اللعاب، تلاحظ عند فحص مسحة من اللعاب بعد جفافها تحت المجهر، فتظهر كريستالات تشبه نبات السرخس.
- ألم أسفل البطن:
تعاني معظم النساء ألمًا شديدًا قبل مدّة وجيزة من التبويض، ويعرَف هذا الألم باسم ألم الإباضة.
- نزول بعض نقاط الدم، أو نزيف خفيف.
- زيادة الرغبة الجنسية.
كيفية حساب أيام التبويض
يعتمد حساب أيام التبويض على مدى انتظام دورة الطمث عند المرأة، فإذا كانت الدورة تحدث كل ٢٨ يومًا، فإن التبويض بنسبة كبيرة يكون في اليوم ١٤.
مع أنّه يصعب تحديد وقت التبويض بدقة إذا كانت الدورة الشهرية غير منتظمة، لكنه في الغالب يكون في أحد الأيام الأربعة، أيام قبل أو بعد منتصف الدورة، وتسمى هذه الأيام بنافذة الخصوبة.
يمكن للمرأة أن تتوقع حدوث التبويض بطرق شتى مثل:
- عمل جدول حساب أيام التبويض بناءً على الأعراض التي سبق ذكرها.
- استخدام التطبيقات الإلكترونية الحديثة التي تساعد إلى حد ما في تحديد موعد التبويض.
- استخدام اختبار التبويض.
“اقرأي أيضًا: حركة الجنين“
اختبار التبويض
يمكن إجراء هذا الاختبار بسهولة في المنزل، وذلك بوضع شريط الاختبار في عينة البول الصباحية، فيمثل ظهور النتيجة الإيجابية مرحلة الذروة في الخصوبة، ومن ثَمَ الوقت الأنسب للحمل.
تعتمد آلية عمل هذا الاختبار على الكشف عن الهرمون المُلَوتِن بالبول، ويمكن حدوث التبويض بعد ظهوره بحوالي ٣٦ ساعة.
مميزات وعيوب استخدام اختبار التبويض
من الطبيعي أن يكون لهذا الاختبار إيجابيات وسلبيات مثل سائر الأشياء التي نستخدمها عادةً.
أولًا: المميزات
- سهولة الاستخدام.
- يمكن استخدامه مع الوسائل الأخرى للكشف عن التبويض.
- استخدام العينة الصباحية ليس شرطًا لدقة الاختبار، ولكنه أفضل إذا أمكن.
ثانيًا: العيوب
- مكلِف، وبالأخص عند استخدامه أكثر من مرة في الدورة غير المنتظمة.
- ربما يكون تحديد النتيجة صعبًا، إذا كان مستوى الهرمون المُلَوتِن Luteinizing hormone بالبول غير كافٍ.
- لا يعطي نتائج صحيحة إذا كنتِ تعانين متلازمة تكيس المبايض.
أيام التبويض للحمل
يتبادر إلى ذهن كثير من النساء سؤال محير ألا وهو: “أيام التبويض بعد الدورة بكم يوم؟” والإجابة عن هذا السؤال نسبية؛ لأن ذلك يتوقف على انتظام الدورة الشهرية.
عندما يستمر الطمث لمدة ٧ أيام كل ٢٨ يومًا، فإن التبويض يحدث غالبًا بعد دورة الطمث بأسبوع، أما إذا كانت الدورة الشهرية أكثر من ٢٨ يومًا فيكون التبويض بعد انتهائها بمدة تتراوح من ٤ – ١٤ يومًا.
هل يحدث حمل بعد أيام التبويض؟
أُجريت دراسة على عدد من النساء الحوامل؛ لمحاولة تحديد احتمالية حدوث الحمل على مدار أيام الدورة الشهرية، وكانت النتائج هي:
- ٢% في اليوم الرابع من الدورة.
- ٥٨% في اليوم الثاني عشر من الدورة.
- ٥% في اليوم الحادي والعشرين من الدورة.
مع الوصول لليوم الخامس والعشرين تنعدم فرصة حدوث الحمل، لذا فإنه من المستحيل حدوثه بعد أيام التبويض.
لكن، هل من الممكن ألا يحدث التبويض والحمل مطلقًا؟
“اقرأي أيضًا: أعراض الحمل“
اضطراب التبويض (العقم)
عندما يسعى الزوجان لمحاولة إنجاح الحمل، ولكن تبوء كل المحاولات بالفشل، فلا يجدان أمامهما حلًّا سوى اللجوء لاستشارة الطبيب المختص، الذي يشخص هذه الحالة بالعقم أو اضطراب التبويض إذا كانت المشكلة لدى المرأة.
ترجع أسباب هذا الاضطراب إلى وجود أحد هذه الأمراض، التي قد لا تكون المرأة على دراية بإصابتها بها مثل:
- متلازمة تكيس المبايض
السبب الرئيس في اضطراب التبويض؛ لأنه يؤدي إلى خلل في توازن الهرمونات المسئولة عن التبويض، فضلًا على ذلك فإنه يؤثر على مقاومة الإنسولين، ويسبب السِمنة.
- فرط برولاكتين الدم
وذلك نتيجة خلل في الغدة النخامية، مما يترتب عليه نقص إنتاج هرمون الإستروجين.
- خلل وِطائِي المنشأ
تفرز الغدة النخامية كلًا من هرموني المُنبِه للجُريبات والمُلَوتِن، لذا فأي تغيرات مفاجئة مثل: مجهود بدني أو عصبي أكثر من المعتاد، أو تغيرات ملحوظة في الوزن بالزيادة أو النقصان، يتأثر بذلك إفراز هذه الهرمونات.
- فشل المبايض المُبكر
يمكن أن يكون السبب مناعيًّا، أو وراثيًّا، أو نتيجة استخدام العلاج الكيميائي لفترة، فتتوقف المبايض عن إنتاج البويضات وكذلك يقل إفراز هرمون الإستروجين.
- انسداد قناة فالوب
يمثل ذلك عائقًا لوصول الحيوان المنوي إلى البويضة، وهناك عدة أسباب محتملة لذلك منها:
- داء الالتهاب الحَوضِي.
- عدوى بالرحم أو قناة فالوب.
- حمل خارج الرحم.
- السُل الحَوضِي.
- الانتباذ البطاني الرحمي (بطانة الرحم المُهاجِرة)
يحدث هذا المرض نتيجة نمو نسيج بطانة الرحم خارجه، إما في قناة فالوب أو المبايض، لذلك عند استئصال هذا النسيج بالجراحة، فربما تتضرر قناة فالوب مما يُخِل بعملية التبويض.
“اقرأ أيضًا: علاج تكيس المبايض“
العلاقة بين التبويض والتوائم
يحدث التبويض لدى بعض النساء أكثر من مرة شهريًّا، فيمكن أن تنتج المبايض أكثر من بويضة واحدة في الشهر نفسه، فإذا حدث إخصاب لكلتا البويضتين تصير الأم حاملًا بتوأم.
مع نهاية هذا المقال، نستنبط مدى أهمية عمل جدول أيام التبويض عند المرأة، سواء لمن ترغب في الحمل أم لا، وذلك بجانب الوسائل المتاحة الأخرى للمساعدة في تحديد هذه الأيام.
أيام التبويض، حرصًا على سلامتكِ، نوصي بأهمية المتابعة الدورية، بالأخص عند حدوث اضطرابات في التبويض؛ لأنه كلما كان اكتشاف السبب مبكرًا كان العلاج سهلًا.