علاج الكحة الناشفة، من منّا لم يمر بليالٍ ذات نوم متقطع بسبب هذا العَرَض المزعج؛ فالكحة من أكثر ما يؤرق نومك الهادئ، فتجعلك عاجزًا عن التقاط أنفاسك، زيادةً على ألم الحلق الذي لا يُحتمَل جراء هذا المجهود، لذا فإن علاج الكحة الناشفة يعتمد أولًا على التشخيص الصائب لمعرفة السبب الرئيس.
ومن ثم يصف الطبيب الطريقة الأنسب؛ فيمكن أن يفضل العلاج بالأعشاب الطبيعية، أو استخدام الأدوية حسب الحالة.
هذا ما سنتطرق إليه في هذا المقال، لنتعرف أكثر على الكحة الناشفة ومسبباتها، والعلاقة بين الكحة وكوفيد – ١٩، والأدوية المستخدَمة في العلاج.
أسباب الكحة الناشفة (الجافة)
تعد الكحة فعلًا منعكِسًا طبيعيًا ومفيدًا لطرد أي موادمهيِجة للحلق أو الرئتين، ولكن ذلك يتوقف على مدة استمرارها؛ فلا تستهين بها إذا استغرقت أكثر من ثمانية أسابيع؛ إذ إنها بذلك دلالة على وجود مرض مزمن مثل:
- الربو:
هو أحد الأمراض المزمنة التي تسبب تورم مجرى الهواء والتهابه؛ مما يسبب صعوبةً في التنفس، إضافةً إلى أعراض أخرى مثل: صوت أزيز عند التنفس مع ألم بالصدر.
يعاني مريض الربو الكحة خاصةً في الصباح الباكر ومساءً، وتسوء هذه الأعراض عند التعرض لأي ضغط بدني أو نفسي.
- التليف الرئوي مجهول السبب
تظهر ندبات على النسيج الرئوي، التي بمرور الوقت تصبح أكثر سمكًا مما يؤثر على كفاءة التنفس.
وتعد الكحة الناشفة أحد أهم أعراض هذا المرض، مع ضيق التنفس، والإرهاق، وفقدان الشهية.
- داء الارتداد المَعدي المريئي
يحدث الارتداد المعدي نتيجة ارتجاع حمض المعدة إلى المريء، وفي معظم الحالات تكون الكحة العرض الوحيد دون الحموضة، أو الغثيان، أو رائحة النفس الكريهة.
- عدوى الجهاز التنفسي العلوي
تظهر الكحة في المرحلة الأخيرة من التعافي من العدوى الفيروسية مثل: نزلات البرد.
- سرطان الرئة
يمكن أن تكون الكحة الناشفة والمزمنة دلالة على سرطان بالرئة، مع وجود علامات أخرى تأكيدية مثل: أن تكون الكحة مصحوبة بالدم، وفقدان الوزن، وألم بالصدر الذي يزداد سوءًا مع التنفس.
هناك أسباب أخرى ولكنها ليست بخطورة الأمراض السابقة، على سبيل المثال:
- مرضى الحساسية.
- بعض الأدوية مثل: مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
- التدخين.
الكحة الناشفة وكوفيد – ١٩
رغم أن الكحة أحد أعراض فيروس كوفيد – ١٩، فإنها ليست جازمةً لتأكيد الإصابة ما لم تظهر الأعراض الأخرى مثل:
- صعوبة في التنفس.
- فقدان حاسة الشم أو التذوق أو كليهما.
- آلام بالجسم والعضلات.
- الإرهاق الشديد.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الصداع.
- الإسهال.
- الغثيان أو القيء.
إذًا بعد التعرف إلى الأسباب المُحتملة للكحة، سنوضح الطرق المُتبَعة والأدوية المُستخدَمة في علاج الكحة الناشفة من الحلق غير المزمنة.
“اقرأ أيضًا: الحساسية الصدرية“
علاج الكحة الناشفة بالأعشاب
يفضل الكثير من الأشخاص الاعتماد على الأعشاب لكونها أكثر أمانًا من الأدوية، ومن هذه الأعشاب:
١- الزنجبيل (Ginger)
رجحت دراسة أن مضادات الالتهاب الموجودة بالزنجبيل، يمكن أن تسهم في ارتخاء عضلات المجرى الهوائي مما يخفف من حدة الكحة.
٢- جذور نبات الخِطمي (Marshmallow roots)
يتميز هذا النبات باحتوائه على كميات كبيرة من الصمغ، الذي لاسيما يُبطِن الطبقة الداخلية من الحلق، فيعمل على تهدئة التهيج الناتج عن الكحة.
قد تُسبب جذور الخِطمي بعض الاضطرابات بالمعدة، ولكن يمكن التغلب على هذا الأثر الجانبي بشرب المزيد من السوائل.
٣- الزعتر (Thyme)
يحتوي الزعتر على مضادات الأكسدة، المسئولة عن فعاليته في علاج الكحة، والتهاب الحلق، والتهاب القصبات الهوائية.
أثبت العلماء مدى فعالية الأدوية المحتوية على الزعتر وأوراق اللبلاب في علاج الكحة، وبمعدل أسرع بخلاف المحتوية على الزعتر فقط.
٤- لِحاء نبات الدردار (Elm bark)
تُشبه طبيعة مكونات لحاء الدردار جذور الخطمي، في وجود الصمغ الذي يساعد على تلطيف التهاب الحلق بسبب الكحة.
لكن ينبغي استشارة الطبيب قبل استخدام لحاء الدردار في حالة تناول أدوية أخرى؛ لأنه قد يُخل بتأثير هذه الأدوية.
علاج الكحة الناشفة عند الكبار
يمكن الحصول على أفضل النتائج عند الجمع بين الوصفات المنزلية، والأدوية المُهدِئة للأعراض التي سنذكرها لاحقًا.
بينما تشمل الوصفات المتاحة في جميع المنازل مثل:
- المشروبات الساخنة
تساعد المشروبات الساخنة -سواءً كانت من الأعشاب أو مجرد حساء- على تخفيف التهابات الحلق وعلاجه، كذلك تحمي الجسم من الإصابة بالجفاف.
- الغرغرة بماء مالح
تُعد الغرغرة من الطرق الفعالة في علاج الكحة الناشفة من الحلق؛ إذ إن الملح يسحب الماء من أنسجة الحلق الملتهِبة، ويعمل كحاجز لمنع دخول الماء ومسببات المرض مرة أخرى لداخلها.
- عسل النحل
تمثِل إضافة العسل إلى المشروبات الدافئة قيمةً علاجيةً؛ لأنه يتميز بخواص مضادة للالتهاب، ما يجعله مثاليًا لعلاج التهاب الحلق بسبب الكحة.
- عصير الأناناس
يحتوي الأناناس على إنزيم البروميلين الذي يعالج الالتهابات، وبذلك يحد من شدة الكحة.
لكن هناك بعض الحالات التي يحذر فيها استخدامه، وأبرزها عند استخدام أدوية مضادات التجلط.
علاج الكحة الناشفة عند الأطفال
من الطبيعي أن نشعر بالقلق دائمًا عند إصابة الطفل بأي مرض، فهناك أعراض لا يستهان بها؛ إذ إنها تؤدي إلى أمراض شديدة الْخَطَر، لكن الكحة المعتادة ليست بهذه الخطورة؛ بل إن محاولة الجسم للتخلص من مسبباتها يقوي الجهاز المناعي.
لا داعي للتسرع في إعطاء الأدوية للطفل؛ لأنها ليست الطريقة الفُضلى للعلاج، فمع حصول الطفل على القدر الكافي من الراحة، واتباع بعض الإجراءات البسيطة سيكون هناك تحسنًا ملحوظًا، فعلى سبيل المثال:
- شرب المزيد من السوائل.
- استخدام العسل في المشروبات الدافئة، ولكن يحذر إعطاؤه للأطفال أقل من سنة.
- استخدام أجهزة ترطيب الهواء؛ لأن الهواء الرطب يساعد على تخفيف حدة التهاب الحلق.
- أو استنشاق الطفل للهواء البارد لدقائق معدودة.
“اقرأ أيضًا: نزلات البرد عند الأطفال“
علاج الكحة الناشفة وقت النوم
الاستيقاظ كثيرًا في أثناء النوم بسبب الكحة من التجارب السيئة للكبار والأطفال، فتبدو الكحة في أكثر مراحل القوة ليلًا لتجعل من النوم أمرًا صعبًا، إذًا فالتغلب على هذه الكحة الليلية ليس مستحيلًا، فقط حاول اتباع هذه التعليمات وستتمكن من النوم بهدوء:
- جعل الرأس في وضعية مرتفعة خلال النوم.
- وضع أجهزة ترطيب الهواء في غرفة النوم.
- شرب المشروبات الساخنة المُحلاة بالعسل قبل النوم.
علاج الكحة الناشفة للحامل
يقل دفاع الجهاز المناعي للمرأة مع الحمل، ما يجعلها أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض عن السابق، ليس هذا فقط بل إنها تستغرق وقتًا أطول للشفاء، وللأسف قد يتأثر الجنين بالآثار الجانبية لهذه الأمراض.
لحسن الحظ أن الكحة ليست ضمن الأمراض التي يجب القلق بشأنها، لكن هذا لا ينفي تأثيرها المضاعَف بالإرهاق على الحامل، لذا توَجَّه لها بعض النصائح لسرعة التغلب على الكحة مثل:
- إمداد الجسم بالكثير من السوائل والعصائر الغنية بفيتامين ج.
- الاهتمام بـ الغذاء الصحي والوجبات المتكاملة.
- يمكن تناول أقراص الاستحلاب لالتهاب الحلق.
- الحصول على القسط الكافي من النوم.
- تجنب استخدام الأدوية دون استشارة الطبيب.
أدوية علاج الكحة الناشفة
لا تتوافر الكثير من أنواع الأدوية لعلاج الكحة، وأغلبها ليست معقدة التركيب والمكونات، مثل:
- أقراص الاستحلاب:
يحتوي معظمها على مواد طبيعية مثل: العسل، والمنثول، والكافور المهدئة لتهيج الحلق والكحة.
- مثبطات الكحة (السعال)
تعتمد آلية عمل هذه الأدوية على منع منعكَس الكحة (السعال)، ومن أفضل المواد المستخدمة في هذه الأدوية هو ديكستروميثورفان.
نصائح للوقاية من الكحة الناشفة
- استخدم جهاز الترطيب لغرفتك لتضيف الرطوبة إلى هواء الغرفة.
- الإقلاع عن التدخين.
- تناول كميات كافية من الماء يوميًا.
- تجنب المهيجات أو مايثير الحساسية مثل:
- الدخان Smoke.
- العطور.
- مستحضرات التنظيف.
- شعر الحيوانات الأليفة.
علاج الكحة الناشفة، نستنتج أن خير وسيلة لعلاج الكحة الناشفة الاعتماد على الدفاع الذاتي للجسم، ويمكن مساعدته باستخدام الوصفات المنزلية الأكثر أمانًا على الصحة من الأدوية.
احرص على الوقاية من التعرض لاحتمال الإصابة بالكحة؛ بغسل اليدين دائمًا، وتناول الطعام الصحي، والحرص على شرب الكثير من الماء، وأخيرًا توفير الراحة الكافية للجسم.
