الإرهاق والتعب الجسدي، هل عانيت كثيرًا من شعورٍ مستمرٍ بالإرهاق، وعدم القدرة على مزاولة أنشطتك اليومية لفترات طويلة؟ هل حاولت الحصول على قسطٍ من الراحة كوسيلة للعلاج دون فائدة؟ أدرك مدى معاناتك. إنه الإرهاق والتعب الجسدي!
في هذا المقال نستعرض معًا حقيقة الإرهاق والتعب الجسدي، نبحث في الأسباب، والأعراض، وصولًا إلى وسائل العلاج الممكنة. هيا بنا.
الإرهاق والتعب الجسدي
يشعر كل منّا بالتعب وضغط العمل من وقت لآخر، وقد يصل إلى حد التعب الشديد والإرهاق الذي يزيد بمرور الوقت؛ فتقل طاقتك ويفتر حماسك ويضعف تركيزك، كما يؤثر في صحتك النفسية والعاطفية.
وهنا عزيزي القارئ، علينا أن نفرّق بين كل من التعب والإرهاق، إذ أن التعب هو شعور يحدث عندما تعمل لساعات طويلة، ولذلك يحتاج جسمك إلى الراحة ليعود بعدها إلى كامل نشاطه.
أما الإجهاد أو الإرهاق، فهو واحد مما يلي، أو كلها مجتمعة:
- عدم القدرة على بدء أي نشاط.
- التعب بشكل سريع وعدم القدرة على الاستمرار في نشاط ما.
- صعوبة التركيز، وضعف الذاكرة والثبات الانفعالي.
وقد يظهر الإرهاق حادًا أو تحت الحاد أو مزمن كما يلي:
- الحاد: يستمر الشعور به لمدة شهر أو أقل.
- تحت الحاد: يستمر لفترة تتراوح بين شهر وستة أشهر.
- المزمن: يستمر لمدة تزيد عن ستة أشهر.
12 سبب للإرهاق والتعب الجسدي الدائم
يمثل الإرهاق والتعب الجسدي ظاهرة شائعة في مجتمعاتنا، يتعايش معها البعض طويلًا، وقد يتناسى البحث عن أسبابها، لطول مدتها.
تابع معي عزيزي القارئ السطور القادمة لتتعرف على بعض مسببات الإرهاق والتعب الجسدي.
1- قلة ساعات النوم
يمثل سببًا رئيسيًا للشعور بالتعب والإرهاق، وقد أوضحت الدراسات أن 7-8 ساعات من النوم هي المدة المثلى لدى كثير من الأشخاص، للحصول على قسط يومي من الراحة.
وقد أثبتت الدراسات أن قلة النوم تؤثر على يقظة الشخص وأدائه اليومي، وتشعره بالخمول، كما تؤدي إلى السمنة، وزيادة حالات الوفاة وذلك إذا استمرت لفترات طويلة.
ويُعالج ذلك باتباعك للآتي:
- حاول النوم في مكان هادئ.
- امتنع عن الأكل، أو القراءة، أو مشاهدة التلفاز في سريرك.
- ثبت وقت نومك ويقظتك.
- امتنع عن تناول الوجبات الدسمة قبل النوم.
- إن اضطررت للنوم نهارًا، ينبغي أن يكون ذلك لفترة قصيرة.
2- الجفاف بسبب قلة شرب الماء
تؤدي قلة شرب الماء صيفًا وشتاءً إلى الشعور بالتعب، لذا يجب شرب 8-10 أكواب للنساء يوميًا، و10-12 أكواب للرجال.
اقرأ أيضًا عن فوائد شرب الماء والكمية الموصي بتناولها يوميًا
3- النظام الغذائي الخاطئ
يسبب النظام الغذائي القاسي شعورًا بالتعب والارهاق، بسبب نقص الطاقة، ومن ثم يبدأ الجسم بتفكيك العضلات والعظام إن كان النقص حادًا مما يؤدي إلى مزيد من التعب والإرهاق.
لذا ينصح بالابتعاد عن أنظمة الريجيم غير المتوازنة، ويوصى بتقليل الوزن التدريجي المدمج بالرياضة.
هناك بعض أنواع الأطعمة التي تسبب الشعور بالتعب، على سبيل المثال:
- السكريات: إذ ترفع مستوى سكر الدم فجأة لفترة قصيرة، ثم يهبط بعدها بشكل مفاجئ، ويتبع ذلك شعور بالتعب.
- المأكولات الدهنية: إذ ينصح بالابتعاد عنها أو تقليلها، إذ تسبب السمنة والشعور بالوخم.
- فقر الدم (الأنيميا)، هناك أسباب مختلفة لمرض فقر الدم نذكر منها الآتي:
- نقص الحديد، وحمض الفوليك، وفيتامين ب12.
- الأمراض المزمنة مثل التصلب المتعدد وأمراض المناعة، والسرطان.
- الحمل، تحدث تغيرات جسدية كبيرة في جسم المرأة في فترة الحمل، وتتطلب الكثير من الطاقة، كما تُستنفذ الفيتامينات والمعادن من جسدها، مما يشعرها بالتعب الذي ما يلبث أن يتحسن بتقدم الحمل.
4- خلل في الغدة الدرقية
سواء كان ذلك فرطًا في نشاط الغدة الدرقية أو قصورًا فيه، فكلاهما يسبب شعورًا بالتعب إلى جانب أعراض أخرى.
ومن أعراض قصور الغدة الدرقية:
- عدم القدرة على تحمل البرد.
- الإمساك وقلة الشهية.
- جفاف الجلد.
- خشونة الصوت.
أما أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية:
- عدم تحمل الحرارة.
- الإسهال وزيادة الشهية وفقد الوزن.
- ارتفاع نبض القلب.
- ضعف العضلات.
ويشخص خلل الغدة الدرقية، بفحص مستوى الهرمونات بالدم TSH،T3،T4، ويتمثل العلاج غالبًا في أدوية الغدة التي يصفها الطبيب.
5- مرض السكري وعلاقته بالإرهاق والتعب الجسدي
يشكو مرضى السكري عادةً من التعب، إضافة إلى العطش، وكثرة التبول، والالتهابات المتكررة، وزيادة الشهية، وعدم وضوح الرؤية.
كما يعاني من اضطرابات في مستوى السكر بالدم إما بالارتفاع أو الانخفاض، فارتفاع نسبة السكر في الدم تزيد من الشعور بالتعب، وانخفاض نسبة السكر في الدم فهذا يعني عدم وجود مصدر للطاقة والذي يتسبب في الشعور بالتعب أيضًا.
ويشمل علاج السكري اتباع حمية خاصة، وممارسة الرياضة، وتناول أدوية السكري حبوبًا كانت أو حقن الأنسولين.
6- السمنة المفرطة
قد تكون السمنة المفرطة سببًا رئيسيًا في الشعور بالتعب، ويُعالج ذلك عادةً بإنقاص الوزن، وزيادة النشاط البدني.
7- صعوبة التنفس أثناء النوم
تمثل ظاهرة توقف التنفس في أثناء النوم مشكلة يعاني منها أصحاب الوزن الزائد. وتسبب توقفًا عن التنفس، مما يؤدي لاستيقاظ الشخص، ويمنعه من مواصلة نومه ليلًا، وبالتالي يستيقظ متعبًا صباحًا.
كما يشوش الشخير على جودة النوم، ويؤدي للتعب. ومع ذلك يكون العلاج بإنقاص الوزن، واستخدام جهاز CPAP للتخفيف على النفس بالليل.
8- أمراض القلب
تتسم نوبات القلب بشعور المصاب بالتعب الكبير إلى جانب أعراض أخرى، على سبيل المثال:
أوجاع في الصدر وصعوبة في التنفس. وتُعالج بواسطة الطبيب المختص.
9- الأدوية
تسبب بعض الأدوية الشعور بالتعب مثل: مضادات الهستامين، والاسترويدات، ومسكنات الألم، ومدرات البول، والمضادات الحيوية.
يُشخص الطبيب المختص الأعراض التي تسببها، ثم يعالجها على حسب ما يراه مناسبًا. ولكن يكون تأثير الأدوية مؤقتًا يزول بع التوقف عن تناول الدواء المسبب للشعور بالتعب.
اطلع هنا: سيدوفاج للتخسيس
10- متلازمة الإرهاق والتعب الجسدي والنفسي (التعب المزمن)
يشكو الشخص من تعبٍ شديدٍ، يصل إلى عدم القدرة على النهوض من السرير، وأعراض أخرى، على سبيل المثال: آلام في الرأس والعضلات، وقلة النوم، والقلق، وتغيرات في الوزن، ومتلازمة الأمعاء العصبية، والاكتئاب.
ينتشر المرض بين النساء بنسبة أكبر، ويصعُب تشخيصه؛ بسبب تشابه أعراضه وأمراض أخرى.
يشمل العلاج: تغيير النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، ومضادات الاكتئاب.
11- فيبروميالجيا
يشكو مصاب الفيبروميالجيا أوجاعًا مستمرة على الأقل لمدة 3 أشهر دون تفسير. بالإضافة إلى ذلك تحدث حساسية عند الضغط على 11 نقطة من بين 18 نقطة محددة بالجسم.
ينتشر المرض بكثرة بين النساء. من أشهر أعراضه الأخرى: تعب شديد، ونعاس شديد، وخلل في التركيز والذاكرة، ومشاكل في الجهاز الهضمي (مثل متلازمة الأمعاء العصبية)، وتشنج صباحي يزول بالحمام الساخن.
يشمل العلاج: تغيير النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وتناول مسكنات للألم، والعلاج النفسي، والطب التكميلي.
12- الاكتئاب
يمثل الاكتئاب أحد أسباب الشعور بالتعب، ويُشخصه الطبيب المختص الذي يصف أدوية محددة للعلاج، تسهم بشكل كبير في تحسن الأعراض.
أعراض الإرهاق والتعب الجسدي
هل فكرت يومًا في تلك الأعراض التي تعاني منها بين الحين والآخر؟ تختلف أعراض الإرهاق باختلاف السبب، وتشمل على سبيل المثال:
- الإعياء والنعاس المفرط.
- اضطرابات في الحكم على الأمور واتخاذ القرارات.
- ضعف في التركيز وكثرة النسيان.
- ألم وتيبس في العضلات.
- فقدان الشهية.
- ضعف المناعة.
- اضطرابات في الرؤية.
- انخفاض حافز العمل والإنجاز.
علاج الإرهاق والتعب الجسدي
ها أنا ذا أسمعك عزيزي القارئ تتساءل عن العلاج.
تُحدَد أسباب الإرهاق والتعب الجسدي، ومن ثَمّ يمكن التعامل معها والتغلب عليها باتباع النصائح التالية:
- شرب السوائل بالمقدار الكافي خلال اليوم، من أجل أن تتجنب الجفاف.
- ممارسة العادات الغذائية السليمة.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم: إذ تخفف الشعور بالقلق والتوتر، وتحسن الصحة النفسية، وتمنح الفرد شعورًا بالطاقة والإيجابية.
- الحصول على ساعات نومٍ كافية: ينصح بالحصول على 8 ساعات في كل ليلة.
- تجنب العوامل المجهدة.
- أخذ أقساط من الراحة موزعة على مدار اليوم.
- ممارسة الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء، على سبيل المثال: التأمل أو اليوجا.
- تجنب التدخين، أو أية عقاقير تسبب الإرهاق.
- استشارة طبيبك في حال عدم الشعور بالتحسن.
مشروبات للتخلص من الإرهاق والتعب الجسدي
وُجد أن بعض المشروبات تقلل من الشعور بالتعب والإرهاق عند الاستيقاظ من النوم، نذكر منها ما يلي:
- مشروب الزنجبيل: يحتوي على نسبة كبيرة من مضادات الأكسدة، التي تعمل على استرخاء الأعصاب، وتقلل الإصابة بالصداع، والشعور بالتعب.
- مشروب جذور الماكا: تعمل جذور الماكا على تحسين المزاج، كما تحد من خطر الإصابة بالاكتئاب، وتقلل من الشعور بالتعب والإرهاق؛ بسبب احتوائها على مركبات الفلافونويد.
- حليب اللوز: ينصح بتناوله مساءً، لاحتوائه على التريبتوفان، الذي يتحول إلى السيروتونين بالجسم، وبالتالي يساعد على النوم وتقليل الشعور بالتعب والإرهاق.
- الشاي الأخضر منزوع الكافيين: يساعد على الشعور بالاسترخاء، بسبب احتوائه على الثيانين، الذي يقلل من الشعور بالإجهاد والتعب، وبالتالي يساعد على النوم.
- شاي البابونج: ينصح الأطباء بتناوله قبل النوم، إذ يساعد على الاسترخاء، وتهدئة الأعصاب، والتخلص من الأرق والإجهاد.
- عصير الموز: من المشروبات المثالية للتخلص من الشعور بالتعب والإرهاق، بسبب احتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم والمغنيسيوم، وكلاهما يساعد على استرخاء العضلات وتهدئة الأعصاب.
- عصير الكرز: يحتوي على الميلاتونين Melatonin، وهو من مضادات الأكسدة التي تنظم النوم.
- شاي الجنسينج: الجنسنج من الأعشاب التي تعزز الطاقة، وتطرد الخمول، وتساعد على التخلص من الشعور بالتعب.
- خل التفاح: غني بالبوتاسيوم الذي يعالج الأرق وقلة النوم والإجهاد، لذلك ينصح بشربه مساءً، مخففًا بالمياه، وبالتالي لا يتضرر الجهاز الهضمي.
الإرهاق والتعب الجسدي، وهكذا عزيزي القارئ وصلنا إلى نهاية حديثنا اليوم تحدثنا عن أسباب الإرهاق والتعب الجسدي،كما بينا أعراضه، ثم أوضحنا وسائل العلاج المختلفة.
أهمس في أذنك أن نظامك الغذائي المتزن، وممارستك للرياضة، والاسترخاء، ونومك ساعات كافية في الليل، وبعدك عن الضغوط والتوتر هم خير وقاية وسر العلاج.
