صحة ورشاقة

السمنة المفرطة | تعرفي على الأسباب والأضرار وطرق العلاج

السمنة المفرطة، تشعر صديقتي (ليلى) بالعزلة والاكتئاب، وقررت الاختباء وتجنب الناس؛ نظرًا لما تتعرض له يوميًّا من التنمر بسبب وزنها الزائد والسمنة المفرطة.

فشددتُ من أزرها وذهبنا إلى طبيب مختص، وهناك أوضح لنا أسباب ومخاطر السمنة المفرطة، ومهد لها طريق رحلتها في التخلص من وزنها الزائد؛ لكي تنعم بحياة مليئة بالصحة والراحة.

سنتحدث في هذا المقال عن أسباب السمنة، وسنتعرف أيضًا على كيفية الوقاية والعلاج .

تعريف السمنة المفرطة

تعرف بأنها اضطراب يؤدي إلى زيادة كمية الدهون في الجسم، والتي قد تسبب أزمات صحية ونفسية.

تقاس كمية الدهون في الجسم بواسطة مؤشر كتلة الجسم، فهو يقيس النسبة بين وزن الجسم وطوله، ويكون مؤشر كتلة الجسم في حالة الإصابة بالسمنة المفرطة أكبر من ٣٥.

كما يشير بعض الأطباء أنه من الممكن أن يعاني الشخص السمنة المفرطة رغم أن مؤشر كتلة جسمه لا يتعدى ٣٥، ويحدث هذا عندما يزيد وزن الشخص عن الوزن الطبيعي بأكثر من ٣٥ كيلو جرامًا.

الفرق بين السمنة المفرطة والوزن الزائد

المقصود بزيادة الوزن هي الدهون التي تتراكم حول عضلات الجسم، وعند تعرض الجسم للزيادة الكبيرة في الوزن ويتطور بشكل تدريجي، يصاب الشخص بداء السمنة المفرطة في نهاية المطاف.

يمكن التفرقة بين السمنة المفرطة والوزن الزائد عن طريق قياس كتلة الجسم، ففي حالة السمنة المفرطة يكون مؤشر كتلة الجسم أكبر من ٣٥، أما الشخص الذي يعاني زيادة الوزن، فيتراوح مؤشر كتلة الجسم لديه بين ٢٥ و ٣٠.

أسباب السمنة المفرطة

أسباب السمنة المفرطة

تتعدد أسباب السمنة المفرطة، وإليك بالتفصيل أهم الأسباب:

  • الإفراط في تناول الطعام: عند تناول المزيد من السعرات الحرارية، والتي تتعدى معدل الحرق. يخزن الجسم هذه السعرات الحرارية الزائدة في صورة دهون؛ وهذا ما يؤدي إلى زيادة الوزن والوصول إلى السمنة المفرطة.

توجد بعض الأطعمة التي تزيد من وزن الجسم، ومنها: الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، والمشروبات الغازية، وأيضًا الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل: الأرز والخبز.

  • العوامل الوراثية: يتسبب في زيادة الوزن وجود تاريخ عائلي لمرض السمنة تبعًا لانتقال الجينات. فتؤثر الخصائص الوراثية في كفاءة الجسم في تحويل الطعام إلى طاقة، وتؤثر في مقدار الدهون وأماكن توزيعها في الجسم. 
  • اضطرابات النوم: عندما يعاني الشخص اضطرابات في النوم والقدرة على الاسترخاء، يزداد تحفيز هرمون الجريلين، ويعمل هذا الهرمون على زيادة الشهية والشعور بالجوع بشكل دائم.
  • الاضطرابات النفسية: يؤدي ارتفاع مستويات التوتر والاكتئاب إلى زيادة الوزن؛ نتيجة الاستهلاك المفرط للطعام وقلة النشاط البدني.
    وهناك دراسة تشير إلى أن ٤٣% من البالغين المصابين بالاكتئاب يصابون بالسمنة أيضًا.
  • تناول بعض الأدوية: أشارت بعض الدراسات أن هناك أثرًا لبعض الأدوية في زيادة الوزن عند استخدامها. مثل: الأدوية المضادة للاكتئاب، وحبوب الكورتيزون، وبعض أدوية الفطام.
  • قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة: تعمل الرياضة على رفع مستوى الحرق، وأوضحت الدراسات أن ممارسة الرياضة تحافظ على المستوى الطبيعي لهرمون الأنسولين، إذ إن اضطراب مستوياته في الجسم يؤدي إلى زيادة الوزن.

“اطلع هنا: فوائد الرياضة الصباحية لتخفيف الوزن

ما أضرار السمنة؟

ترتبط السمنة -عادةً- بمجموعة من المخاطر الصحية، فهي تعرقل حياة الشخص الطبيعية، وتعوقه من ممارسة روتين يومه بأريحية.

وقد ترتبط السمنة برفع خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، والتي قد تهدد حياة الشخص المصاب بالسمنة، وتزيد هذه المشاكل بزيادة مؤشر كتلة الجسم، ومن أهم هذه المخاطر:

  • تُعد السمنة السبب الرئيسي لداء السكري من النوع الثاني.
  • تزيد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.
  • وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان، فهناك صلة للسمنة بالإصابة بسرطان الأمعاء والمبيض والثدي.
  • تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والإصابة بالأزمات القلبية والجلطات.
  • تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • تزيد السمنة من الضغط الزائد على المفاصل، وبالتالي تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام.
  • تزيد من احتمالية الإصابة بحرقة المعدة، والمعاناة من مشاكل الهضم والإمساك بصفة مستمرة.
  • تسبب تأخر الحمل والإصابة بالعقم، وعدم انتظام الدورة الشهرية، ويعد هذا من أبرز أضرار السمنة عند النساء.
  • كما تسبب السمنة الإصابة بالاعتلال في الأعصاب، ويكون الشخص المصاب بها أكثر عرضة للآلام التي تصيب الظهر.
  • تسبب الإصابة بأمراض الرئة، مثل انقطاع النفس النومي، فهو اضطراب يتوقف بسببه التنفس ويكون متكررًا في أثناء النوم.
  •  زيادة احتمالية ظهور الدوالي في الساقين.
  • تكون المرأة الحامل المصابة بالسمنة المفرطة أكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل، وتعد هذه الحالة من أسوأ أضرار السمنة على الحمل.

“قد يهمك: علاج هشاشة العظام

علامات السمنة المفرطة

علامات السمنة المفرطة

إليك أهم العلامات التي تكون بمثابة ناقوس خطر، وتنذر بضرورة السعي لخسارة الوزن الزائد، ومن هذه الأعراض:

  • الشعور بآلام شديدة في المفاصل والركبتين؛ نتيجة الوزن الزائد المُحمل عليهم.
  • عدم القدرة على القيام بالمهام البدنية البسيطة، والشعور بالإرهاق المتكرر، وكثرة التعرق.
  • المعاناة من ضيق التنفس أثناء النوم.
  • الإصابة بالاكتئاب، فهو من أبرز أضرار السمنة النفسية؛ نتيجة التفكير الدائم في النظرة السلبية من المجتمع، واهتزاز ثقة الشخص بقدراته وشكله.
  • ارتفاع في نسبة الكوليسترول في الدم، و ترسب الدهون على الأوعية الدموية، وهذا من أسوأ أضرار السمنة على القلب.

نصائح لتجنب السمنة

إذا كنت تخشى الوقوع في مأزق السمنة، وتريد أن تحافظ على صحتك، فعليك فعل ما يلي:

  • تناول الغذاء الصحي، مع الابتعاد عن الوجبات السريعة والدسمة.
  • زيادة النشاط البدني، مع ممارسة الرياضة بشكل منتظم؛ فهي تساعد على حرق السعرات الحرارية الزائدة، وتسهم في تقوية الجسم وزيادة الكتلة العضلية.
  • مراقبة الوزن باستمرار، والوقوف على الميزان مرة واحدة كل أسبوع.
  • تناول ثلاث وجبات صحية منتظمة يوميًّا، وأن تكون ذات سعرات حرارية منخفضة.
  • تجنب التوتر والابتعاد عن كل ما يسبب اضطرابًا نفسيًّا.
  • عدم التسوق أثناء الشعور بالجوع؛ لتجنب شراء أطعمة غير صحية ومشبعة بالدهون.
  • يمكن تناول بعض الأطعمة الدسمة أو السكريات بين الحين والآخر، ولكن بكميات صغيرة، مع ضرورة التركيز على الأطعمة التي لا تضر صحة الجسم بشكل عام.
  • اتباع طريقة شرب الماء قبل تناول الطعام، فهي تساعد على زيادة الشعور بالإحساس بالشبع.

“اقرأ أيضًا: فوائد شرب الماء للبشرة

علاج السمنة المفرطة

علاج السمنة المفرطة بجراحة تكميم المعدة

عندما يطلق على السمنة مرض فهو ليس بالأمر المبالغ فيه، فهي تؤدي إلى تفاقم مشاكل وأزمات صحية، ولعلاجها هناك العديد من الحلول يمكن اتباعها، ومنها:

١. الحمية الغذائية:

  • يفضل اتباع حمية غذائية باستشارة طبيب مختص؛ إذ لا بد أن يكون علاج السمنة مصحوبًا باتباع نظام غذائي صحي،.
  • فيبتعد المصاب بالسمنة عن الأطعمة المشبعة بالدهون وعن السكريات، ويتجنب أيضًا المشروبات الغازية Soft drink والعصائر المعلبة.
  • ويتناول عوضًا عنها الفاكهة منخفضة السعرات الحرارية، مثل: التفاح والبرتقال.

٢. العلاج بالأدوية:

  • يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية في الحالات المتقدمة من السمنة؛ إذ تمنع هذه الأدوية الامتصاص الكامل للمواد الغذائية التي يتناولها الشخص.
  • وبعضها يؤثر في مراكز الشبع في المخ ويعمل على تثبيطها، مع ضرورة تناول غذاء صحي، والقيام بممارسة بعض التمرينات الرياضية.

٣. العلاج الجراحي:

لا يوصف إلا للأشخاص الذين يعانون السمنة من الدرجة الثالثة، وتحد هذه العمليات من كمية الطعام التي يتناولها الشخص، وتقلل أيضًا من امتصاص الطعام ومن السعرات الحرارية داخل الجسم.

تُعد جراحات إنقاص الوزن فرصة لفقد أغلب الوزن، ومن أبرز جراحات إنقاص الوزن الشائعة:

  • تكميم المعدة: يُجرى إزالة جزء من المعدة، مما يجعلها أصغر حجمًا (حوالي١٠/١ من حجم المعدة الأصلية). وبالتالي يشعر الشخص بالامتلاء والشبع بسرعة، وهذا يساعده كثيرًا على فقد وزنه.
  • عمليات ربط المعدة: توضع حلقة حول المعدة، وبالتالي تحد من كمية الطعام التي يتناولها الشخص.
  • عمليات تحويل مسار المعدة: يُجرى فيها توصيل المعدة بالإثني عشر أو بالأمعاء الدقيقة، وذلك بهدف نقل الطعام والسوائل إليها دون المرور بأغلب أجزاء المعدة.

السمنة المفرطة، بعد معرفتك بمخاطر السمنة، حان الوقت لكي تبدأ عهدًا جديدًا من الصحة والنشاط، ولذا تحلى بالصبر والعزيمة، فأنت تستحق أن تعيش بروح سعيدة وجسد صحي، هلّم بجد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى