أنت وطفلك

الولادة القيصرية | متى تكون ضرورية؟ وما أضرارها؟

بعد أن تعافت إحدى صديقاتي من الولادة القيصرية، ذهبتُ لزيارتها والاطمئنان عليها وعلى صحة المولود.

فتحدثنا عن تلك العملية التي لم نخطط لها من قبل؛ إذ جاءها المخاض وبدأت آلام الطلق تشتد لساعات طوال حتى لاحظ الطبيب ضعف نبض الجنين، مما دفعه إلى إبلاغها بأنه سيجري لها جراحة لإنقاذ حياة المولود وإنقاذ حياتها التي تأثرت بارتفاع ضغط الدم.

وكل ذلك حدث رغم مرورها بفترة حمل طبيعية جدًا.

فإذا كنتِ تستعدين لمرحلة الولادة أيًّا كانت طبيعية أم قيصرية، تعالي نتعرف على ظروف تلك الجراحة بقراءة هذا المقال.

عملية الولادة القيصرية

هي عملية جراحية تُجرى لولادة الطفل من خلال البطن والرحم.

قد يُخطط لها في حالة وجود مضاعفات بالحمل، أو لو سبق لك إجراؤها من قبل، ولا مجال لولادة طبيعية.

أحياناً لا تتضح الحاجة لإجراء تلك الجراحة في المرة الأولى حتى يبدأ المخاض.

 أسباب الولادة القيصرية

أحيانًا تكون أكثر أمانًا لكِ ولطفلك، وذلك في حالة:

١. توقّف تطوّر المخاض، فعلى الرغم من الانقباضات القوية لعدة ساعات، قد لا ينفتح عنق الرحم بشكل كافٍ للولادة الطبيعية.

٢. قلق الطبيب بشأن تغير معدل ضربات قلب طفلك، هنا تكون الجراحة هي الخيار الأفضل.

٣. عندما يكون وضع الجنين غير طبيعي، كأن تكون قدميه أو أردافه بقناة الولادة، أو أن يكون جسمه بوضع عرضي.

٤. حملك بتوأم أو أكثر، ويكون الطفل الأول في وضع غير طبيعي.

٥. تغطية المشيمة لعنق الرحم (المشيمة المنزاحة)، أو أي مشكلات أخرى بها.

٦. تدلي الحبل السري قبل المولود في عنق الرحم.

٧. وجود مشكلات صحية، فمثلًا إذا كنتِ تعانين أمراضًا بالقلب أو الدماغ، كما يُنصح بها في حالة إصابتكِ بالهربس التناسلي.

 ٨. الانسداد الميكانيكي: بمعنى وجود ورم ليفي كبير يسد قناة الولادة، أو كسر حوضي شديد النزوح، أو في حالة كبر حجم رأس طفلكِ (لأسباب عدة).

۹. أُجريت ولادة قيصرية سابقة، على حسب نوع الشق السابق، سيحدد طبيبكِ وجوب تكرارها أم لا.


“اقرأي أيضًا: حركة الجنين

مخاطر الولادة القيصرية:

١. أضرار الولادة القيصرية على الطفل:

  • مشكلات بالتنفس:

يكون الطفل أكثر عرضة لما يعرف بتسارع النفس العابر، يتسارع معدل التنفس بشكل غير طبيعي خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة.

  • إصابة جراحية:

تحدث في حالات نادرة، مثل إصابة المولود ببعض الخدوش العرضية في الجلد ولكنها نادرة الحدوث.

٢. أضرارها على الأم:

  • الإصابة بالعدوى:

بعد جرح القيصرية، قد تكونين عرضة للإصابة بالتهاب بطانة الرحم، أو ما يعرف بعدوى الشق الذي يحدث في الجرح نفسه.

  •  نزيف ما بعد الولادة:

قد تسبب القيصرية نزيفًا حادًّا أثناء الولادة وما بعدها.

  • رد الفعل تجاه التخدير:

يمكن حدوث تفاعلات ضارة أو تحسسية من الجسم تجاه أي نوع من التخدير.

  • حدوث جلطات:

قد تزيد من خطر الإصابة بجلطات في الأوردة العميقة بأعضاء الحوض والساقين، أو حدوث الانصمام الرئوي (وهو انتقال الجلطة إلى الرئة وانسداد تدفق الدم).

  • الإصابة الجراحية:

يمكن أن يحدث جرح بالمثانة أو الأمعاء، والذي يتطلب في تلك الحالة إجراء عملية أخرى، ولكنه أمر نادر الحدوث.

  • زيادة المخاطر أثناء الحمل اللاحق:

يمكن الإصابة بمضاعفات كلما زاد عدد الولادات القيصرية، فمثلًا قد تكونين عرضة للإصابة بالمشيمة الملتصقة أو تمزق الرحم.

  • قبل الولادة:

سيطلب منكِ الطبيب إجراء بعض اختبارات الدم لمعرفة فصيلة الدم، ومستوى الهيموجلوبين لمعرفة إذا كنتِ قد تحتاجين لنقل دم أم لا.

“اقرأي أيضًا: الأنيميا

وحتى إذا كنتِ تنوين إجراء الولادة الطبيعية، يجب عليكِ مناقشة الجراحة مع الطبيب قبل الولادة بوقت طويل، لتكوني مُلمّة بالأمر، ومطمئنة، وتعرفي أنه المناسب لكِ في حالة حدوث طوارئ وإجراء عملية جراحية.

ما يجب عليكِ فعله قبل الولادة:

يوجد ٣ مراحل وهي:

  • في المنزل:

سيطلب منكِ الطبيب في الليلة السابقة للولادة، وصباحها، الاستحمام بصابون مطهر.

أيضًا لا يمكنك حلق شعر العانة قبل الولادة ب ٢٤ ساعة لمنع خطر الإصابة بعدوى موقع الجراحة.

  • في المشفى:

تُوصل لكِ قسطرة لتجميع البول، وتُمَدّين بالسوائل والأدوية وريديًّا.

التخدير:

غالباً يستخدم التخدير النصفي حيث يُخدر الجزء السفلي من جسمك، وبذلك ستكونين مستيقظة أثناء العملية.

يوجد خياران للتخدير النصفي وهما: التخدير النخاعي وهو الأقل استخدامًا، والتخدير فوق الجافية وهو الأكثر استخدامًا.

قد يُستخدم التخدير العام في بعض حالات الطوارئ، وفي تلك الحالة لن تشعري بأي شيء.

  • ما بعد الولادة القيصرية:

سيشجعكِ الطبيب على النهوض والتجول بالغرفة لتجنب تجلط الدم والإمساك.

وستساعدكِ الممرضة على الوضعية الصحيحة للرضاعة الطبيعية لعدم الإحساس بألم إضافي بجانب الجرح.

نصائح بعد عملية الولادة القيصرية:

  • حاولي الاسترخاء بهدوء، وأخذ الأمر ببساطة لا سيّما الأسابيع الأولى.
  • اتَّخذي الوضع الصحيح دائمًا لدعم بطنك.
  • عليكِ شرب الكثير من السوائل لتعويض السوائل المفقودة أثناء الجراحة.
  • تناولي المسكنات وقت الألم.
  • إذا شعرتي بأعراض من التقلبات المزاجية الشديدة أو التعب الشديد، فاطلبي المساعدة.

يجب عليك الاتصال بالطبيب في الحالات الآتية:

  • شعرتِ بآلام في الثدي مصحوبة بحمّى.
  • إفرازات مهبلية كريهة الرائحة، أو نزيف مع تجلطات كبيرة.
  • ألم أثناء التبوّل.
  • علامات العدوى؛ كالحمّى والاحمرار أو وجود إفرازات من الجرح.

تمارين ما بعد الولادة القيصرية:

يجب على الممرضة إبلاغِك بنوعية التمارين الواجب أداؤها لسرعة التعافي.

أمّا إذا كنت تعانين مضاعفات بعد الولادة فيجب عليكِ استشارة الطبيب.

  • تمارين قاع الحوض:

ربما مارستي تلك التمارين أثناء فترة الحمل، ويمكنكِ ممارستها أيضًا بعد الولادة مباشرةً بمجرد إزالة القسطرة والشعور بالاستعداد.

تساعد هذه التمارين على تدعيم وتقوية عضلات الرحم والأمعاء والمثانة.

قد تساعد على علاج أي مشكلات متعلقة بتسريب البول.

“اقرأي أيضًا: الصفراء عند حديثي الولادة

  • تمارين البطن:

تساعد تلك التمارين على تقوية عضلات البطن وتقوية العمود الفقري واتخاذ الوضعية الصحيحة، وتكون كالآتي:

  1. استلقي على جانبكِ واثني ركبتيكِ قليلًا.
  2. ارخي عضلات بطنك، وتنفسي برفق.
  3. اسحبي عضلات بطنِك برفق أثناء الزفير.
  4. بنفس الوقت اضغطي على عضلات قاع الحوض، وذلك لمدة عشر ثوانِ ثم حرريها برفق.
  5. كرري التمرين عشر مرات.
  6. حاولي تكرار ذلك التمرين ثلاث مرات باليوم.
  • التمارين البدنية:

انتظري لمدة ٦ إلى ۸ أسابيع من الولادة، واستشيري طبيبكِ في العودة إلى نفس مستوى التمارين قبل الولادة.

حاولي زيادة مستوى التمارين تدريجيًّا، وبمجرد التعافي من آلام القيصرية، ابدأي بتمارين بسيطة مثل السباحة، أو اليوغا Yoga، والركض الخفيف، وغيرها.

الولادة القيصرية الثانية:

تختلف انطباعات الجراحة من أم لأخرى، فمثلًا يشعر البعض بسعادة بسبب أن الأم والطفل بصحة جيدة.

أمّا البعض الآخر يتردد في تكرار الأمر مرة أخرى؛ خاصة إذا لم ينجح التخدير أو كان التعافي صعبًا، أو أن صحة الطفل غير جيدة.

ولكن على الرغم من اختلاف تلك الانطباعات، يجب مراعاة نصائح الطبيب إذا لزم الأمر للجراحة.

أمّا مخاطر الولادة الثانية:

فكل ولادة تزداد مخاطرها عن سابقتها، لكن لم تحدد الأبحاث العدد الدقيق للجراحات المتكررة التي يمكن اعتبارها آمنة، فمثلاً يمكن أن تحدث:

۱. مشكلات المشيمة:

فيحدث انغراس للمشيمة لعمق شديد في جدار الرحم، أو تغطية المشيمة -جزئيًّا أو كليًّا- لعنق الرحم.

وبالتالي تزداد نسبة حدوث الولادة المبكرة، والنزيف الشديد، وقد يصل الأمر إلى استئصال الرحم.

۲. المضاعفات المرتبطة بالالتصاقات:

هي تجمع مجموعة من الأنسجة مكونة ندبات، وقد تؤدي إلى النزيف الشديد، أو إصابة الأمعاء، والمثانة.

۳. مضاعفات متعلقة بالجرح:

مثل حدوث الفتق بسبب تكرار الجراحة، وقد تكون بحاجة إلى تدخل جراحي لإصلاحه.

متى يخف ألم العملية القيصرية؟


يستغرق الشفاء التام من الولادة القيصرية من 4 إلى 6 أسابيع، ومع ذلك تختلف فترة التعافي من امرأة إلى أخرى.
سيخبرك الطبيب عن مسكنات الألم التي يمكنكِ تناولها لمدة 7-10 أيام على الأقل بعد الولادة القيصرية. بالإضافة إلى بعض الملينات للوقاية من الإمساك.

ومن الطبيعي الشعور بألم خفيف على فترات متباعدة خلال أول عام بعد الولادة.

مرحلة الحمل قبل اجراء الجراحة

ختامًا…

تناولنا معًا في مقالنا ما يجب أن تعرفيه عن الولادة القيصرية، وأسبابها، ومخاطرها، وما عليكِ فعله بعدها، لا تقلقي بشأن ولادتك، فسيكون طبيبكِ منتبهًا لوضعك وحالتك الصحية، وسيخبركِ بما يجب فعله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى