تعددت الوسائل والسبل للوصول إلى هذا الهدف، لذلك سيدور حديثنا في هذا المقال عن أكثر هذه الطرق شيوعًا في الآونة الأخيرة وهو الصيام المتقطع.
ولقد أصبحت السمنة المفرطة أحد أكثر الأمراض شيوعًا في وقتنا هذا، وأصبح السعي للوصول إلى الوزن المثالي هو الهدف الذي يؤرق الكثيرين.
يلجأ العديد من أصحاب الوزن الزائد إلى طريقة الصيام المتقطع كأحد الوسائل الآمنة نسبيًا والفعالة للوصول إلى الوزن المثالي.
لاسيما عن الفوائد الأخرى لهذا النظام على مستوى الجسم والدماغ.
ما هو نظام الصيام المتقطع؟
الصيام المتقطع هو حمية غذائية تعتمد بشكل أساسي على الامتناع عن تناول الطعام لفترة زمنية معينة خلال اليوم.
عادةً ما تكون فترة الصيام خلال اليوم حوالي 16 ساعة، ويتيح لك هذا النظام تناول الطعام خلال الساعات المتبقية من اليوم.
ويمكنك تناول المشروبات والسوائل المختلفة خلال فترة الصيام، مثل القهوة والعصائر الطازجة الخالية من السكر.
يجب أن تحتوي وجبات الصيام المتقطع على العناصر الغذائية الأساسية من البروتينات والدهون والكربوهيدرات و الفيتامينات والمعادن.
ما هي أساليب وطرق الصيام المتقطع؟
توجد العديد من الأساليب التي يمكن من خلالها تطبيق حمية الصيام المتقطع.
وتختلف هذه الطرق فيما بينها في عدد ساعات الامتناع عن تناول الطعام على مدار اليوم.
وتشمل هذه الأساليب ما يلي…
نظام 16/8
ذكرنا سابقًا أن أكثر طرق الصيام المتقطع شيوعًا هي طريقة 16/8، وفيها يمتد الصيام طوال 16 ساعة خلال اليوم، في حين يستمر تناول الطعام خلال 8 ساعات فقط.
يمكن تطبيق هذا النظام بسهولة بالامتناع عن تناول الطعام بعد وجبة العشاء وترك وجبة الإفطار،وبالتالي تكون فترة الصيام متضمنة ساعات النوم.
على سبيل المثال، إذا تناولت وجبة العشاء في الساعة التاسعة مساءً، فامتنع بعدها عن الطعام حتى حلول الظهيرة في اليوم التالي.
يمكن أن تصل وجبات الصيام المتقطع خلال فترة السماح بتناول الطعام إلى ثلاث وجبات، ولكن احرص على أن تكون هذه الوجبات صحية.
وتجنب الوجبات السريعة أو الأطعمة الغنية بالدهون أو ذات السعرات الحرارية العالية.
إذ يؤدي ذلك إلى عدم جدوى الصيام ومن ثم صعوبة الوصول إلى النتيجة المرجوة منه.
نظام 5/2
يعتمد هذا النظام على صيام يومين فقط في الأسبوع، في حين يمكنك تناول الطعام كالمعتاد بقية أيام الأسبوع.
يستهدف هذا النظام تقليل السعرات الحرارية خلال يومي الصيام لدرجة تصل إلى 600 سعرة حرارية بالنسبة للرجال، و 500 سعرة حرارية بالنسبة للنساء.
بمعنى آخر، يمكنك تقسيم هذه السعرات الحرارية على وجبتين في اليوم، تحتوي كل وجبة على 250 – 300 سعرة حرارية.
جدير بالذكر أنه ما زالت هناك دراسات قائمة حول فوائد هذا النظام، وما ثبت منها محدود للغاية.
الصيام لمدة 24 ساعة
تشبه هذه الطريقة طريقة 16/8، ولكنها أكثر صعوبة منها.
إذ يمتد الصيام فيها لمدة 24 ساعة متواصلة، ويكون ذلك مرة أو مرتين في الأسبوع.
على سبيل المثال، يمكنك الامتناع عن تناول الطعام بعد وجبة العشاء حتى وجبة العشاء في اليوم التالي.
يُسمح خلال فترة الصيام هذه بشرب السوائل المختلفة كالقهوة والعصائر الخالية من السكر.
ربما تكون هذه الطريقة صعبة للكثيرين، لذا يفضل البدء بتطبيق نظام 16/8، ثم الانتقال إلى هذه الطريقة فيما بعد.
اقرأ أيضًا عن أخطاء شائعة في الصيام المتقطع
الطريقة العسكرية
تعد هذه الطريقة هي الأصعب من بين طرق الصيام المتقطع، إذ تعتمد على تقليل كمية الطعام بدرجة كبيرة.
تصل إلى الاقتصار على تناول القليل من الخضراوات والفواكه على مدار 20 ساعة خلال اليوم، ثم تناول وجبة واحدة ليلًا.
من المهم أن تحتوي هذه الوجبة الليلية على جميع العناصر الغذائية الأساسية بدرجة كافية لتعويض النقص الذي يحدث نتيجة هذه الطريقة.
قد تؤدي هذه الطريقة القاسية إلى بعض المشاكل الصحية؛ نتيجة عدم تناول الألياف الغذائية بدرجة كافية.
الصيام المتقطع يوم بعد يوم
تعد هذه الطريقة فعالة للغاية لخسارة الوزن، إلا أنه لا يُنصح بها للمبتدئين أو لمن يعانون من بعض الأمراض؛ نظرًا لقسوة هذه الطريقة بعض الشيء.
يعتمد هذا الأسلوب على صيام يوم وتناول الطعام بصورة طبيعية في اليوم التالي.
على ألا يزيد عدد السعرات الحرارية عن 500 سعرة حرارية في أيام الصيام.
تقليل عدد الوجبات اليومية
ليس من الضروري أن تتبع طريقة معينة لتطبيق نظام الصيام المتقطع.
بل يمكنك بكل بساطة تفويت وجبة أو وجبتين في اليوم خلال فترات متباعدة.
على سبيل المثال، يمكنك تفويت وجبة الإفطار مثلًا في أحد الأيام والاكتفاء بتناول وجبتي الغداء والعشاء فقط.
أو تفويت وجبتي الإفطار والعشاء والاكتفاء بتناول وجبة صحية واحدة فقط
ويمكنك تكرار ذلك من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع.
أشهر أخطاء الصيام المتقطع
تتعدد أخطاء الصيام المتقطع التي يقع فيها كثير ممن يتبعون هذا النظام، خاصة المبتدئين منهم.
نذكر بعض تلك الأخطاء وكيفية تفاديها فيما يلي…
الإفراط في تناول الطعام في غير أوقات الصيام
وهذا يعد أحد أشهر الأخطاء التي يقع فيها المبتدئون، فهم يفرطون في تناول الطعام في غير أوقات الصيام مما يجعل أثر الصيام المتقطع ضعيفًا فضلًا عن عدم تحقيق الهدف المرجو منه.
تذكر أن الهدف الأساسي من الصيام المتقطع هو تقليل عدد السعرات الحرارية اليومية التي اعتدت على اكتسابها، وذلك من خلال تقليل كمية الطعام الذي تتناوله.
إهمال الطعام الصحي
إذا كان الإفراط في تناول الطعام أمرًا يضر بنظام الصيام المتقطع.
فإن إهمال الطعام الصحي وتناول الوجبات السريعة والأطعمة الضارة أمرٌ لا يقل ضررًا سواء على الصحة أو على نظام الصيام المتقطع.
يجب التركيز على تناول الوجبات الصحية الغنية بالبروتينات والدهون الصحية، بجانب تناول الفاكهة والخضراوات الغنية بالفيتامينات والمعادن المختلفة.
الإفراط في شرب القهوة وإهمال شرب الماء
ذكرنا سابقًا أن القهوة من السوائل المسموح بشربها أثناء فترة الصيام لأنها غنية بالكافيين الذي يقلل من الجوع ويعزز مستويات الطاقة وذلك في حال تناولها بصورة معتدلة دون إفراط.
يؤدي الإفراط في تناول المشروبات الغنية بالكافيين إلى زيادة الوزن؛ لأنها ترفع من مستوى السكر في الدم وتعزز الرغبة في تناول الحلويات.
وهذا يسهم في تقليل حساسية الأنسولين، وبالتالي تُخزن الدهون في الجسم ويزداد الوزن.
يجب التركيز أيضًا على شرب كميات كافية من الماء خلال فترات الصيام؛ فهو يزيد من مستوى التمثيل الغذائي وبالتالي زيادة معدل حرق الدهون.
اتباع نمط حياة غير صحي
واقتران نظام الصيام المتقطع بنمط حياة صحي أمرٌ ضروري للمحافظة على الوزن المثالي الذى ترغب في الوصول إليه.
حافظ على تناول الأطعمة الصحية، بجانب ممارسة الرياضة كالمشي لمدة نصف ساعة يوميًا على أقل تقدير.
فوائد الصيام المتقطع وأثره على الجسم
تعد خسارة الوزن والوصول للجسم المثالي من أهم فوائد الصيام المتقطع وأكثرها شهرة، إلا أنه توجد بعض الفوائد الأخرى التي ربما لا يعرفها الكثير.
تتمثل بعض الفوائد الأخرى للصيام المتقطع في:
- زيادة مستوى هرمون النمو (Growth Hormone).
- تحسن مستوى الأنسولين في الجسم.
- زيادة معدل إصلاح الخلايا وبناء خلايا جديدة بعد التخلص من الخلايا القديمة.
الصحة هي أغلى ما نملك، والوزن الزائد خطر عظيم يهدد صحتنا، ولهذا فإن السعي للوصول إلى الوزن المثالي هو أمر يستحق العناء؛ لنهنأ بصحة أفضل وحياة أكثر سعادة.
المصدر:
