طفلي يعاني من السمنة، ماذا علي أن أفعل؟
طفلي يعاني من السمنة، يزداد عدد الأطفال المصابين بالسمنة كل عام، وإذا كان طفلك واحدًا من هؤلاء الأطفال، فإنكِ بالتأكيد تنظرين إليه بيأس وحزن، وتسألي نفسك هل حقًا طفلي يعاني من السمنة؟
لكن، هل تعلمين أنكِ قادرة بالتعاون مع طبيب طفلك على إنقاص وزنه وتغيير نظام غذائه؟ هل تعلمين أنه بيدك إنقاذ طفلك من الإصابة بأمراض كثير جسدية ونفسية في عمره هذا وفي المستقبل أيضًا؟
بالتأكيد تتساءلين الآن “إذا كان طفلي يعاني من السمنة، ماذا علي أن أفعل؟” تابعينا في هذا المقال وسنجيبك على جميع تساؤلاتك.
كيف يمكنني معرفة إن كان طفلي يعاني من السمنة أم لا؟
طفلي يعاني من السمنة ولكن ليس من السهل دائمًا معرفة إذا ما كان الطفل يعاني من السمنة أم لا؛ فمعدل نمو الأطفال يختلف من طفل إلى طفل آخر، كما أن كمية الدهون في جسم الطفل تتغير مع تقدم العمر ، كذلك تختلف بين البنات والأولاد.
ولمعرفة هل الطفل يعاني من السمنة أم لا، يعتمد الأطباء على حساب مؤشر كتلة الجسم (BMI).
يُحسب مؤشر كتلة جسم الشخص البالغ (بقسمة وزن الشخص بالكيلوجرام على مربع الطول بالأمتار).
أما بالنسبة للأطفال والمراهقين، يكون مؤشر كتلة الجسم خاصًا بالعمر والجنس ويشار إليه بمؤشر كتلة الجسم بالنسبة للعمر (BMI-for-age).
ونلاحظ أن هذا المؤشر يُحدد حالة وزن الطفل بالنسبة إلى طوله وعمره وجنسه وليس طوله فقط؛ لأن تكوين جسم الأطفال يختلف مع تقدمهم في العمر ويختلف بين الأولاد والبنات.
يُعبَر عن النتيجة بالشريحة المئوية لمؤشر كتلة الجسم بالنسبة للعمر، وهي تعطي ٤ نتائج:
- ناقص الوزن (نحافة شديدة): إذا كانت النسبة أقل من ٥%.
- الوزن الطبيعي: إذا كانت النسبة بين ٥% إلي أقل من ٨٥%.
- زائد الوزن: إذا كانت النسبة من ٨٥% إلى أقل من ٩٥%.
- السمنة: إذا كانت النسبة ٩٥% فأكثر.
لماذا يجب علي القلق إذا كان طفلي يعاني من السمنة؟
يجب أن تقلقي إذا كان طفلك يعاني من السمنة؛ لأن السمنة تجعل طفلك يعاني مشكلات صحية ونفسية في الوقت الحالي وتزداد تلك المشكلات مع البلوغ.
على سبيل المثال، قد يعاني الطفل مشاكل في التنفس، وآلام المفاصل، وداء السكري من النوع ٢، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول.
بجانب أنه أنه يكون أكثر عُرضة للمضايقة أو التنمر، وعدم الثقة بالنفس، وبالتالي يعاني من الاكتئاب.
ونجد أن الأطفال الذين يعانون من السمنة في صغرهم غالبًا ما يعانون منها أيضًا بعد البلوغ؛ مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية أكبر مثل الإصابة بأمراض القلب، وأنواع معينة من السرطان.
وعليكِ أن تعلمي أن مؤشر كتلة الجسم بالنسبة للعمر، هو أداة فحص ولا تستخدم بشكل مباشر لقياس نسبة الدهون في الجسم أو مخاطر تعرض طفلك للمشاكل الصحية.
لذلك، لا تجعلي طفلك يتبع نظامًا غذائيًا إلا بعد استشارة طبيبه الخاص.
ما الأسباب التي تجعل طفلي يعاني من السمنة؟
١. الوجبات السريعة، والوجبات ذات السعرات الحرارية العالية، إذ يتناول الأطفال هذه الأطعمة عند انشغال أمهاتهم عن طبخ أطعمة صحية .
٢. تناول الأطفال كميات كبيرة من السكر سواء كان في الحلوى أو المشروبات المحلاة بالسكر.
٣. قضاء الأطفال وقتًا طويلًا أمام التلفاز، والكمبيوتر، وممارسة ألعاب الفيديو.
٤. عدم ممارسة الأطفال للرياضة، وقضائهم وقت أقل في اللعب والحركة.
“اقرأ أيضًا: تنمية مهارات الطفل“
ماذا أفعل إذا كان طفلي يعاني من السمنة؟
- هناك الكثير الذي يمكنكِ القيام به لمساعدة طفلك على إنقاص وزنه، وبناء عادات صحية جيدة للأكل، والشرب، والنشاط البدني، والنوم الصحي.
- ولكن أول وأهم خطوة هي الاستماع إلى قلق طفلك بشأن وزنه وعدم الضغط عليه، فهم غالبًا يحتاجون إلى الشعور بالدعم والاطمئنان.
١. حددي الوزن الصحيح لطفلك
- من الخطأ أن يفقد الأطفال وزنهم بشكل مبالغ فيه، وعدم متابعة ذلك مع طبيبهم.
- نظرًا لأنهم مازالوا في مرحلة النمو، فقد يحتاجون إلى الحفاظ على وزنهم أو اكتساب الوزن بمعدل أبطأ، وهذا ما يقرره الطبيب وليس أنتِ.
۲. احرصي على أن يتناول طفلك ما يحتاجه
- قد يكون هدفك الأول أن يتبع طفلك نظامًا غذائيًا، فتحرمين جسده -عن طريق الخطأ- مما يحتاجه من الغذاء.
- استشيري الطبيب؛ حتى تتجنبي الوقوع في هذا الخطأ، واعلمي أن جسد طفلك يحتاج إلى السعرات الحرارية والعناصر الغذائية اللازمة لنموه.
- واحذري أيضًا من أدوية إنقاص الوزن إلا عند وصفها من قِبل الطبيب؛ لأن هذه الأدوية قد لا تكون آمنة وقد تؤثر بشكل سلبي على صحة طفلك.
۳. أطعمي طفلك الفاكهة والخضروات
وامتدادا لحديثنا طفلي يعاني من السمنة، تذكري عزيزتي الأم أن الفاكهة والخضروات تعد مصدرًا كبيرًا للألياف والفيتامينات والمعادن، لذلك:
- احتفظي بالفاكهة مغسولة ومقطعة في الثلاجة.
- قدمي الفاكهة والخضراوات مع الوجبات الأساسية، وبالأخص وجبة الإفطار لأنها تعد وجبة أساسية ومهمة لصحة طفلك.
- قدمي السلطة مع كل وجبة أساسية.
- جربي وصفات نباتية، والتي تحتوي على الخضروات بدلًا من اللحوم.
- قدمي الفاكهة والخضراوات كوجبة خفيفة.
- لا تجعليه يتناول الفاكهة فقط دون الخضروات، أو يتناول نوع واحد من الفاكهة أو الخضراوات دون غيرها؛ لأن ذلك يعني أن طفلك يتناول عنصرًا غذائيًا واحدًا، في حين أنه يحتاج إلى تناول كميات مختلفة من العناصر الغذائية.
مثلًا، تحتوي الخضروات على نسبة أكبر من الكالسيوم والحديد وحمض الفوليك، أما بعض الفواكه فتحتوي على سعرات حرارية أعلى.
٤. ممارسة الأنشطة الرياضية
- الأطفال الذين يجلسون ولا يتحركون كثيرًا هم الأكثر عرضة للإصابة بالسمنة؛ إذ يحتاج الأطفال إلى ساعة من التمارين الرياضية يوميًا للحصول على صحة جيدة.
- قد يجد بعض الأطفال أن هذا شاقًا عليهم، ولكن يمكنكِ قضاء بعض الوقت معهم في المشي أو ممارسة بعض الأنشطة، عوضًا عن قضائهم الساعة كاملة في النادي الرياضي.
- ساعديهم على إيجاد أنشطة ممتعة لهم سواء كان ذلك كرة قدم، أو سباحة Swimming، أو تنس أو حتى ركوب الدراجة.
- اعرضي عليهم مساعدتك في الأعمال المنزلية بما يناسب سنهم؛ فقيامهم بهذه الأعمال معك يشجعهم ويساعدهم على إنقاص وزنهم.
٥. تقليل وقت الجلوس أمام الشاشات
- تُظهر بعض الدراسات أنه يوجد علاقة بين الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات والسمنة.
كلما قل الوقت الذي يقضيه أطفالك في مشاهدة التلفاز أو لعب ألعاب الفيديو أو استخدام أجهزة المحمول، زاد الوقت الذي يقضونه في ممارسة الأنشطة
- امنعي طفلك من الأكل أمام التلفاز.
- في بعض الأحيان قد تكافئين طفلك بمزيد من الوقت أمام التلفاز أو أجهزة المحمول، ولكن عوضًا عن ذلك كافئيه بشيء مختلف مثل نزهة أو أي نشاط يختاره.
“اقرأ أيضًا: الألعاب الإلكترونية“
٦. ابدأي بواحدة أو اثنتين من هذه العادات كل أسبوع
لا يستطيع أي إنسان تغيير عاداته مرة واحدة بل يستغرق هذا شهورًا. عليكِ أن تتحلي بالصبر والبدء بتغيير عادة طفلك واحدة تلو الأخرى، وهذه ليست بالمهمة السهلة.
٧. كوني قدوة لطفلك
- إذا كان طفلي يعاني من السمنة فمن أفضل الطرق لغرس العادات الجيدة في طفلك هو أن تكوني قدوة له، فالطفل يتعلم بالقدوة.
- تناولي الأطعمة والمشروبات الصحية.
- تحدثي معه عن الغذاء الصحي الذي تتناوليه أثناء تناولك إياه، واعرضي عليه تذوقه.
- اطبخي الطعام الصحي أمام طفلك، واشرحي له ما تصنعيه ولماذا هو مفيد لأجسامنا، بل وامنحيه وظيفة مناسبة لسنه في المطبخ.
- مارسي أمامه نشاطك الرياضي، وشاركيه أنشطته، مثلًا قومي بالتنزه والمشي معه لمسافات طويلة.
- لا تستغلي وقت فراغك في الجلوس أمام التلفاز أو شاشة المحمول لمدة طويلة.
بعد كل هذا نتمنى أن نكون قد أجبنا على سؤال: “ماذا أفعل إذا كان طفلي يعاني من السمنة؟” ولكننا سنزيد بعض النقاط التي يجب عليكِ مراعاتها أثناء التعامل مع طفلك.
ما النقاط التي يجب علي مراعاتها إذا كان طفلي يعاني من السمنة؟
١. يمكنك فقط مساعدة طفلك من خلال أن تكوني إيجابية وداعمة له أثناء البرنامج الذي يتبعه للوصول للوزن المحدد له. كافئيه على نجاحه بالثناء والعناق.
٢. أخبريه دائمًا أنه محبوب ومميز، غالبًا ما تستند مشاعر الطفل تجاه نفسه على الطريقة التي يعتقد أن والديه يشعران بها تجاهه.
٣. استمعي إلى مخاوفه بشأن وزنه، فهو يحتاج إلى الدعم والتفاهم والتشجيع منك.
طفلي يعاني من السمنة، وختامًا عزيزتي، لكي تحافظي على صحة طفلك، عليكِ بالاهتمام بالتغذية السليمة وممارسة الرياضة، واتباع عادات غذائية للوقاية من السمنة.
واعلمي سيدتي أن خوفك على طفلك قد ينقل له مشاعر بعدم الأمان ويؤثر سلبًا على ثقته بنفسه، لذا يجب أن تكوني مصدر أمانه وقوته لكي يستطيع اتباع نمط غذائي ورياضي حفاظًا على صحته.