صحة ورشاقة

كثرة النسيان وضعف الذاكرة | ما بين النعمة والنقمة

النسيان وضعف الذاكرة، تتواتر على حياتنا بعض الأزمات، وتترعرع بعض الأفكار السلبية بداخلنا، والتي نتمنى أن تُمحى من ذاكرتنا، حينئذ يكون النسيان وضعف الذاكرة هو الملاذ الوحيد والنعمة التي منحنا الله إياها؛ كي نستطيع المضي قدمًا في دنيانا.

أحيانًا يتحول النسيان إلى نقمة وظاهرة مرضية، عندما يجد المصاب نفسه في مأزق، فلا يستطيع تذكر أماكن اعتاد عليها، وينسى أيضًا أسماء بعض الأشخاص.

سنضع بين يديك في السطور القادمة كل ما تود معرفته عن النسيان.

مفهوم النسيان

هو أحد الأمور المزعجة التي قد يتعرض لها الإنسان، مع تسارع الأحداث وتكرار الروتين اليومي؛ فقد ينسى الشخص بعض الأمور بشكلٍ متكرر. 

يُعرف النسيان بأنه عدم تذكر الخبرات والمعلومات والمهارات التي مر بها الشخص، وإخفاقه في استرجاع الأفكار والأسماء والأماكن وكذلك الخبرات التي تعلمها طوال حياته.

يُعد النسيان جزءًا طبيعيًا من حياة الإنسان، ويُصبح أكثر حدوثًا مع التقدم في العمر، كما أنه لا يُشكل أي قلق أو ضرر ما لم يؤثر على مهام الإنسان اليومية.

أسباب النسيان وضعف الذاكرة

يوجد العديد من الأسباب التي تؤثر على الذاكرة وتؤدي إلى داء النسيان، ومن أبرزها:

  • الوراثة:

قد تنتقل الجينات الوراثية المسؤولة عن ظاهرة النسيان من الآباء والأجداد إلى الأبناء.

  • التقدم في العمر:

يؤدي التقدم في العمر إلى زيادة فرص تصلب الشرايين في الدماغ، وضعف الدورة الدموية في الجسم؛ وبالتالي يقل الدم المتدفق إلى الدماغ؛ فتضعف الذاكرة.

  • اضطرابات النوم:

يُعد اضطراب النوم وعدم أخذ قسط كاف من الراحة من أهم الأسباب التي تُسبب المعاناة المتكررة من النسيان، واضطراب الذاكرة، والشعور بالتوتر والقلق.

  • كسل نشاط الغدة الدرقية:

يؤثر قصور الغدة الدرقية على الذاكرة سلبًا، ويُسبب اضطراب النوم، والإصابة بالاكتئاب، وكل هذا يقود في نهاية المطاف إلى الإصابة بالنسيان.

  • إدمان الكحول:

يؤدي شرب الكحول إلى الإضرار بالذاكرة قصيرة المدى.

  • الأدوية:

تسبب بعض الأدوية ضررًا على الذاكرة، ويكون النسيان أحد آثارها الجانبية، ومن هذه الأدوية: أدوية الاكتئاب، وأدوية حرقة المعدة، وأدوية سلس البول، والأدوية المضادة للقلق.

  • التدخين:

يَحِد التدخين من وصول الأكسجين إلى الدماغ، وبالتالي تتأثر الذاكرة سلبًا.

  • الضغط النفسي والقلق:

عندما يتعرض الشخص للقلق والتوتر المزمن باستمرار؛ تقل قدرته على التركيز والانتباه، ولا يستطيع استعادة الذكريات بسهولة.

  • الاكتئاب:

يسبب الاكتئاب العديد من المشكلات في الذاكرة؛ ويفقد المصاب القدرة على الانتباه والتذكر، ويصبح التركيز وتخزين المعلومات من الأمور الصعبة؛ ويتعرض لمشكلة النسيان باستمرار. 

  • أسباب أخرى:
  1. نقص فيتامين ب12.
  2. الإصابة بأمراض الجهاز العصبي، مثل: التصلب اللويحي، والزهايمر، وباركنسون.
  3. انخفاض سكر الدم.
  4. الورم العصبي الليفي.
  5. فرط نسبة الكالسيوم في الدم.
  6. التخدير جراء عملية جراحية خضع لها الشخص مؤخرًا.
  7. أورام الدماغ.
  8. نقص نسبة الأكسجين في الدماغ.
  9. تعرض الشخص لصدمة في الرأس. 

أنواع النسيان:

النسيان الشامل العابر

عبارة عن نوبة من النسيان تستمر من ساعة إلى 12 ساعة أو أكثر، لا يستطيع المصاب خلالها تذكر الأحداث الماضية، ولكن بعد انقضاء النوبة يبدأ بالتذكر تدريجيًا.

النسيان المرجوعي

يعاني الشخص النسيان؛ نتيجة تناول الأدوية والعقاقير أو المخدرات، ويمكن استعادة الذكريات والتذكر بعد زوال أثر هذه المواد من الجسم.

النسيان المتزايد وضعف الذاكرة

يحدث بسبب الإصابة بمرض الزهايمر.

النسيان الثابت

يكون نتيجة التعرض لإصابات خطرة، مثل: احتباس الدم، والتهاب الدماغ.

النسيان النفسي 

لا يستطيع فيه الفرد تذكر الأحداث القريبة، وذلك لشدة تأثره بأزمات نفسية المنشأ، لذا يتظاهر بعجزه عن تذكر الأحداث القريبة.

نسيان المعلومات السابقة 

هو عدم قدرة الشخص على تخزين المعلومات واستذكارها، وذلك بعد تعرضه إلى صدمة نفسية مؤثرة، أو جرح في الدماغ.

علامات النسيان الطبيعي

  1. يستطيع الشخص تذكر واسترجاع الأحداث التي نسيها في وقت لاحق بعد التركيز والتفكير، مثل: تذكر معلومة ما، أو اسم شخص.
  2. نسيان المعلومة، ثم تذكرها وسهولة استرجاعها فيما بعد بكل أريحية.
  3. يحدث تشتيت للانتباه والذاكرة؛ عند القيام بأكثر من شيء في وقت واحد، وهذا أمر طبيعي يتعرض له الجميع.
  4. استخدام المفكرة والعمل عليها والاستعانة بها؛ لتنظيم المواعيد وتذكر الأمور المهمة.

أعراض النسيان وضعف الذاكرة

قبل استعراض علاج النسيان لا بد من التعرف على أهم أعراض النسيان وضعف الذاكرة

  1. عدم القدرة على تذكر بعض الأماكن المألوفة أو شخص ما؛ فقد يكون مؤشرًا لمشكلات في الذاكرة.
  2. فقدان القدرة على تذكر المعلومات أو الأحداث مطلقًا، حتى بعد محاولات المحيطين تذكيره.
  3. عدم القدرة على تنظيم الوقت وعمل مفكرة؛ إذ ينساها المصاب دائمًا على الرغم من وجودها.
  4. لا يستطيع المصاب استرجاع المعلومات بسهولة.
  5. عدم القدرة على القيام باحتياجاته الأساسية، مثل: النظافة الشخصية، وتناول الطعام؛ فيظهر المصاب على غير عادته بملابس متسخة، أو ينقص وزنه بسبب عدم تذكره تناول الطعام.
  6. يفقد المصاب القدرة على أداء المهام العادية بالتسلسل الطبيعي والصحيح.

طرق علاج النسيان وضعف الذاكرة

يمكنك فعل بعض الأمور التي تساعدك على التغلب على النسيان وضعف الذاكرة ومنها:

التفاعل الاجتماعي:

يلعب بقاء التواصل الاجتماعي المنتظم بين الأهل والأصدقاء دورًا كبيرًا في التخلص من التوتر والاكتئاب، وبالتالي يؤثر بشكلٍ إيجابي على التغلب على النسيان وضعف الذاكرة.

اتباع نظام غذائي صحي:

يساعد النظام الغذائي الصحي على المحافظة على صحة العقل، وذلك عن طريق تناول الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة، وأيضًا تناول مصادر البروتين قليلة الدسم،

مثل: الأسماك والدواجن، والحرص على تناول الأطعمة الغنية بأوميجا 3، وتتمثل في الأسماك الدهنية غير المقلية، مثل: السالمون، والتونة، والسردين.

الابتعاد عن شرب الكحول وتعاطي المخدرات:

تؤثر المشروبات الكحولية والمخدرات على الذاكرة سلبيًا.

أخذ قسط كاف من النوم:

تُعد من أهم طرق الوقاية؛ للمساعدة في توثيق الذكريات وسهولة استرجاعها؛ إذ يحتاج البالغون من 7 إلى 9 ساعات من النوم يوميًا.

تجنب الفوضى:

يساعد ترتيب وتنظيم الأشياء في أماكنها المخصصة على التغلب على النسيان وضعف الذاكرة، بعكس الفوضى والإهمال اللذين يشتتان الانتباه ويفقدان الشخص القدرة على التركيز.

يساعد تدوين المواعيد أو المهامّ الواجب تأديتها في دفتر أو مفكرة على تذكرها أكثر من كتابتها على أوراق مبعثرة.

إبقاء العقل في نشاط دائم:

تعمل ممارسة الألعاب الذهنية على تنشيط العقل والتفكير بشكل فعال، ومن أمثلة الألعاب الفكرية: الكلمات المتقاطعة، وتعلم العزف على الآلات الموسيقية، وتعلم لغة جديدة أو التطوع في منظمة مجتمعية، كل هذه الأشياء من شأنها الإبقاء على اللياقة الذهنية.

ممارسة الرياضة:

تكمن أهمية النشاط البدني في إفراز مواد كيميائية تنشط نمو الخلايا العصبية، وتزيد من تدفق الدم إلى المخ؛ لذا يفضل تخصيص وقت يومي لممارسة الرياضة.

تُعد الرياضة من أهم طرق علاج النسيان عند الأطفال؛ فهي تنشط الدورة الدموية للطفل؛ ما يساعده على تحسين ذاكرته ومقاوة النسيان وضعف الذاكرة.

اتباع الإرشادات الطبية:

يجب الالتزام بتعليمات الطبيب والتوصيات العلاجية في الحالات المزمنة، مثل: حالات الاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، وداء السكري.

تناول مكملات الفيتامينات:

تساعد الفيتامينات في تحسين الذاكرة قصيرة المدى، وخاصة فيتامين ب12 يساعد في تقوية الذاكرة.

شرب الماء بكمية كافية:

يؤثر الماء على الوظائف العقلية إيجابيًّا، ويقوي الذاكرة Memory.

وأخيرًا…

النسيان وضعف الذاكرة، بعد معرفتنا أسباب ظاهرة النسيان وعلاماتها وكيفية الوقاية، فما علينا إلا اتباع نمط حياتي صحي، وتجنب القلق والتوتر، وأخذ قسط كاف من النوم والراحة، وكل هذا ليس بالأمر الشاق أو المستحيل، بل هي خطوات لحياة مليئة بالنشاط البدني والذهني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى