صحة ورشاقة

خطوات التخلص من التوتر والقلق | متى تهدأ نفسي؟!

التخلص من التوتر والقلق، جميعنا نشعر بالتوتر من حينٍ لآخر، وتتباين ردود أفعالنا تجاهه؛ فما تراه مخيفًا ومزعجًا قد يراه البعض طريفًا ومضحكًا، فنبحث دائمًا عن خطوات نتبعها للتخلص من التوتر والقلق الذي يصيبنا؛ لكي تهدأ أنفسنا.

يتنوع التوتر بين مفيد وضار، فتارةً تكون محمودة عقباه ويدفع الشخص للأمام، وتارةً أخرى يقع الشخص فريسة له ويصيبه بأعراض نفسية وجسدية، ويفقده القدرة على التكيف والعيش بشكلٍ متزن.

في هذا المقال سنأخذكم في جولة قصيرة؛ للتعرف على أسباب التوتر، ومضاعفاته، وكيفية التخلص منه.

معنى التوتر

لكي يتم التخلص من التوتر والقلق يجب معرفة ما معنى التوتر

هو استجابة بيولوجية طبيعية من الجسم تجاه المواقف الخطيرة؛ لحمايته ومساعدته على التركيز واليقظة والحيوية.

عندما يتعرض الشخص للتوتر المفاجيء، يزداد إفراز هرمون الأدرينالين والكورتيزول، وهنا ينبض القلب بصورة أسرع، ويبدأ بإرسال الدم إلى الأعضاء والعضلات؛ كي يمد الجسم بمزيدٍ من الطاقة.

لا يعد التوتر سيئًا في المطلق؛ إذ يمكنه جعل الشخص أكثر وعيًا، ويعينه على التركيز بشكلٍ أفضل، كما يمنحه القوة والطاقة لكي يحقق المزيد من المهام.

أعراض التوتر والقلق:

  • الشعور بـ الصداع وألم في الرأس.
  • فقدان السيطرة على النفس.
  • تقلبات المزاج وسرعة الانفعال لأبسط الأسباب.
  • الشعور السلبي تجاه الآخرين.
  • صعوبة النوم.
  • فقدان الشغف والتركيز.
  • الإفراط أو العزوف عن الأكل.
  • الشعور بالإرهاق والتعب.
  • الانعزال الاجتماعي.
  • سيطرة الغضب والخوف.

أسباب التوتر والقلق

التخلص من التوتر والقلق
التخلص من التوتر والقلق

يحدث التوتر بسبب المحفزات البدنية أو العاطفية، وتختلف هذه المحفزات من شخصٍ لآخر؛ فلا ينجو أحد منه، ولا توجد نهاية لمسبباته ، والتي تختلف من شخص لآخر حتى يتم التخلص من التوتر والقلق، لابد من معرفة الأسباب:

  1. التعرض لضغط العمل لفترات طويلة.
  2. قلة الدعم من المحيطين.
  3. الخوف من الأضواء والشهرة.
  4. الضغوطات الدراسية لدى الطلاب.
  5. التعرض لأزمات مادية.
  6. الإصابة بالأمراض المزمنة.
  7. تحمل النفس للكثير من الأعباء.
  8. التقدم في العمر.
  9. الضغوطات العائلية، مثل: مشكلات رعاية الأطفال، وحالات الطلاق.
  10. التشاؤم المستمر.
  11. وجود تاريخ مرضي عائلي.

مضاعفات التوتر والقلق:

صداع التوتر

يحدث نتيجة توتر العضلات الموجودة في الرأس والوجه والعنق، ومن أبرز أعراضه:

  • الشعور بألم في الرأس.
  • لين مقدمة وفروة الرأس.
  • الشعور بالضغط في المنطقة المحيطة بمقدمة الرأس.

قرحة التوتر

تُعد من أنواع القرح الهضمية؛ فهي تقرح يصيب بطانة المعدة، وقد تؤدي إلى حدوث نزيف دموي في حالة الإصابة بأمراض خطيرة، أو عند التعرض لضغوطات جسدية ونفسية كبيرة.

اضطرابات النوم أو الأرق

يعاني الشخص عدم القدرة على النوم لساعات كافية، كما تطارده الكوابيس والأحلام المزعجة، وقد يصيبه الإرهاق والإعياء.

إدمان الكحوليات والمهدئات والعقاقير

يشير الباحثون أن واحدًا من أصل خمسة مصابين بالتوتر والقلق يتعرضون للإدمان؛ كوسيلة للهروب من الضغوطات النفسية وللسيطرة على توترهم وقلقهم.

اضطرابات الشهية

يفقد البعض شهيتهم، بينما يلجأ البعض الآخر إلى الأكل بشراهة؛ لتهدئة أنفسهم.

أنواع التوتر

التوتر الحاد

يتعرض له الجميع؛ فهو استجابة الجسم الفورية تجاه الأحداث الجديدة، مثل: النجاة من حوادث الطريق، وبمجرد تخطي الخطر وزوال السبب؛ حينها يعود الجسم إلى طبيعته.

إضافة إلى أن خطورة هذا النوع تكمن في أنه قد يقودك إلى اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية أو بعض الأمراض النفسية.

التوتر العرضي الحاد

يحدث في حالة التعرض للتوتر الحاد باستمرار، وقد يحدث أيضًا نتيجة الشعور بالقلق من أشياء تشك في حدوثها، كما يؤثر على الخلايا الجسدية والنفسية.

التوتر المزمن

يحدث عندما يعاني الشخص نوبات توتر عالية لفترات طويلة؛ فقد يؤثر على صحته سلبيًا على المدى البعيد، ويؤدي إلى نتائج سلبية، مثل: الاكتئاب، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ضعف جهاز المناعة، وارتفاع ضغط الدم.

الفرق بين التوتر والقلق

يعرف القلق بأنه الخوف بشأن حدث مستقبلي، يصاحبه الشعور بالضيق والانزعاج، وتجعل هذه المشاعر الشخص في حالة تنبيه ووعي.

كما يشمل القلق مجموعة من الاضطرابات المختلفة، مثل: الرهاب، واضطراب القلق الاجتماعي، واضطراب القلق المعمم.

أما التوتر يُعد جزءًا من استجابة الجسم الطبيعية تجاه أي نوع من الطلب أو التهديد سواء كان حقيقيًّا أو في تخيلات الشخص.

“اقرأ أيضًا: ضعف الذاكرة

كيفية التخلص من التوتر والقلق

نتعرض للتوتر بشكل يومي في حياتنا؛ لذا يجب أن نتعلم كيفية التعامل معه والتقليل من حدته؛ كي لا يؤثر على نمط حياتنا، أو تشوب صحتنا النفسية أو الجسدية أي شائبة.

وإليك مجموعة من النصائح من أجل التخلص من التوتر والقلق :

ممارسة الرياضة

تُعد من أفضل الوسائل للتخلص من التوتر والقلق والتي تخفف من حدة القلق والإجهاد؛ فهي تساعد في إطلاق الأندروفين Endorphins في الجسم، والذي يعمل على تحسين المزاج، ويعمل أيضًا كمسكن طبيعي للألم.

تلعب الرياضة دورًا فعالًا في تقليل مستوى هرمونات التوتر في الجسم مثل الكورتيزول، لذا تعد أهم العوامل لـ التخلص من التوتر والقلق

تعلم الاسترخاء من أجل التخلص من التوتر والقلق

بممارسة اليوجا والتأمل النفسي العميق؛ فهي تعمل على تنشيط استجابة الجسم للاسترخاء، وعند ممارستها بانتظام يمكنها تعزيز مشاعر الهدوء والسكينة.

تساعد الرياضة على التفكير بعمق وتجميع الذات والأفكار بشكل صحيح؛ لمواجهة القلق والاكتئاب.

تناول نظام غذائي صحي حتى يتم التخلص من التوتر والقلق

يساعدك تناول نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضراوات الطازجة والبروتين على التعامل والتفكير بشكلٍ أفضل مع ضغوطات الحياة.

بينما تناول الأطعمة المليئة بالدهون المشبعة والسكريات، تؤدي إلى تفاقم الأعراض.

تجنب الكافيين من أجل التخلص من التوتر والقلق

يُوصى بالحد من تناول الكافيين، ويُستبدل الشاي الأخضر به؛ لاحتوائه على مضادات الأكسدة الصحية، ويحتوي أيضًا على الثيانين وهو حمض أميني له تأثير مهدئ على الجهاز العصبي.

الحصول على قسط كاف من النوم

تعد قلة النوم المسبب الرئيس للتوتر والإجهاد، وفي حالة المعاناة من الأرق وعدم أخذ القسط الكافي من النوم؛ يزداد الشعور بالقلق؛ وبالتالي يتأثر عملك ويومك بالسلب.

مضغ العلكة تساعد على التخلص من التوتر والقلق

تشير دراسات عديدة أن الأشخاص الذين يمضغون العلكة؛ تنخفض حدة القلق لديهم، ويزداد شعورهم بالراحة؛ فهي تعزز من تدفق الدم إلى المخ.

تناول أحماض أوميغا 3 الدهنية

أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون مكملات أوميغا 3 الدهنية؛ تقل الأعراض لديهم مقارنة مع غيرهم.

الابتعاد عن التدخين والعادات السيئة

يعد التدخين من أبرز مسببات القلق والتوتر، وكذلك تناول المشروبات الكحولية؛ فهي تزيد من شعورك هذا.

توطيد العلاقات الاجتماعية

يساعد الدعم الاجتماعي من الأهل والأصدقاء على تجاوز المواقف الصعبة؛ فهم يقدمون دعمًا إيجابيًا منقطع النظير، إذ نجد في العزلة والوحدة زيادةً في المخاوف والقلق من المجهول.

علاج التوتر والقلق

إذا لم تُجدي معك النصائح السابقة في التغلب على الأعراض، فلا تتردد وبادر بالذهاب إلى الطبيب، فهناك علاجات متاحة يمكن أن تساعدك على تخطي أعراض قلقك المستمرة، وتشمل هذه العلاجات:

العلاج السلوكي المعرفي لـ التخلص من التوتر والقلق

يساعد على فهم أنماط التفكير والتعرف وتحديد أفكار ومخاوف المريض، ويتعلم كيفية التعامل ومواجهة التحديات اليومية التي يقابلها بكل ثبات، فيصبح الشخص أكثر وعيًا بمشاعره وأفكاره.

الأدوية

توجد بعض الأدوية التي تساعد على تقليل بعض الأعراض وإدارته، فقد يصف لك الطبيب الحبوب المنومة أو المهدئات البسيطة، أو مضادات الاكتئاب؛ إذا كنت تعاني الاكتئاب والتوتر المزمن.

وقد يوصي الطبيب بتناول بعض الأدوية لعلاج الأعراض الجسدية الناجمة عن التوتر، مثل: ارتفاع ضغط الدم، أو متلازمة القولون العصبي.

العلاجات التكميلية ل التخلص من التوتر والقلق

تساعد بعض العلاجات التكميلية على التحكم والسيطرة على الانفعالات، وتشمل: المساج، والعلاج بالإبر، واليوجا والتأمل النفسي.

علاج التوتر والقلق بالأعشاب

يمكن لبعض الأعشاب تحسين الحالة الصحية والنفسية؛ فهي تساعد على الاسترخاء والنوم بشكل أفضل، ومن أشهر الأعشاب الطبيعية التي تُستخدم لهذا الغرض:

  • النعناع.
  • اللافندر.
  • اليلانج يلانج.
  • زهرة البابونج.
  • الزيزفون.

ختامًا…

التخلص من التوتر والقلق، لا تخلو حياتنا من المواقف والضغوطات اليومية، والتي تُصيبنا بالتوتر وشتات أمرنا، ولكن عليك -عزيزي- بكبح جماح توترك، وتعلم كيفية ترويضه ليكون صديقًا يدافع عنك ويدفعك للنجاح؛ كي لا يتحول إلى خصم يواجهك ويعرقل مسيرتك في الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى