امراض المناعة الذاتية، يعرف نظام المناعة السليم بقدرته على حماية الجسم من التعرض للعدوى والأمراض.
ومع ذلك، يحدث اضطراب الجهاز المناعي بدون أسباب معروفة؛ ليبدأ الجسم في مهاجمة نفسه وتدمير الأعضاء الداخلية.
تعرف في هذا المقال على امراض المناعة الذاتية (autoimmune diseases)، أنواعها، الأسباب والأعراض، عوامل الخطورة، كيفية العلاج وأهم الأسئلة الشائعة حول الأمراض الذاتية.
ما هي أمراض المناعة الذاتية؟
أمراض المناعة الذاتية تحدث بسبب اضطراب في الجهاز المناعي الذي يحمي الجسم من البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات، علاوة على مهاجمة خلايا السرطان.
فبدلاً من ذلك، يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجسم والأنسجة السليمة عن طريق الخطأ، وعادة ما تظهر الأعراض على شكل هجمات على أعضاء معينة في الجسم؛ مسببة ضعف الوظائف وتلف الأعضاء وقد تسبب الوفاة.
يوجد مئات من الأمراض المناعية التي تندرج تحت بند أمراض المناعة الذاتية، ومن أمثلتها:
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- مرض السكري من النوع الأول.
- التصلب المتعدد.
- مرض الذئبة الحمراء.
- بالإضافة إلى داء الأمعاء الالتهابي مثل مرض كرون، ومرض تقرحات القولون.
وغيرها الكثير من الأمراض الذاتية التي تتخطى 100 مرضاً معروفاً، إذ تضم الولايات المتحدة الأمريكية ما يزيد عن 24 مليون شخص مصاب بأمراض ذاتية المناعة.
أسباب أمراض المناعة الذاتية
تشير الأبحاث العلمية إلى عدم وجود أسباب واضحة يمكن أن تؤدي إلى أن يهاجم جهاز المناعة أعضاء الجسم؛ مسبباً تدمير الأنسجة وتلف الخلايا.
ومع ذلك توجد بعض الأسباب التي تحفز ظهور المرض، كالتالي:
- العوامل الوراثية، إذ تلعب الجينات دوراً هاماً في الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، عادة ما يتوارث المرضى الامراض المناعية، وبخاصةً داء السكري واعتلال البنكرياس.
- إذا كنت مصاباً بمرض مناعي ذاتي واحد، بالطبع أنت معرض للإصابة بآخر.
- تسبب بعض الأدوية الإصابة بأمراض المناعة الذاتية؛ كعرض جانبي لاستخدامها، ومن أمثلتها أدوية ضغط الدم، الستاتين والاستخدام المفرط للمضادات الحيوية.
- يتعرض المدخنون لأمراض المناعة الذاتية أكثر من غيرهم.
- الجنس، إذ تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية من الرجال.
- البدانة.
“قد يهمك: اعراض انفلوانزا الطيور“
أعراض أمراض المناعة الذاتية
عادة ما يعاني المريض من أعراض مرضية مشتركة ومتنوعة، والتي يصاحبها صعوبة في التشخيص. على سبيل المثال:
- الألم مع الشعور بالتعب والإرهاق المستمر.
- الالتهاب وسرعة العدوى.
- آلام بالصدر أو البطن والحوض.
- حمى.
- فقدان الوزن أو الزيادة بدون سبب معروف.
- خفقان القلب، وأحياناً بطء سرعة ضربات القلب.
- التحسس من الحرارة وضيق التنفس.
امراض المناعة الذاتية وألم المفاصل
توجد مجموعة كبيرة من أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على مفاصل الجسم، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والتصلب المتعدد اللويحي وأيضاً الذئبة الحِمامية الجهازية.
تؤثر تلك الأمراض بشكل عام على وظيفة وحركة المفصل.
من أعراض الأمراض المناعية الالتهابية التي تصيب المفاصل، ما يلي:
- آلام العضلات.
- التهاب يؤدي إلى تيبس والم المفاصل مع تورم واحمرار.
- الضعف العضلي، والتهاب المفصل الصدفي.
أمراض المناعة الذاتية وأعراضها الجلدية
تسبب بعض أنواع الأمراض المناعية أعراضاً جلدية، على سبيل المثال مرض الذئبة الحمراء الحمامية الذاتي، وأيضاً الصدفية.
عادة ما تظهر الأعراض الجلدية، كالتالي:
- طفح جلدي مثير للحكة.
- جفاف العين.
- جفاف الجلد والشعر وتساقطه.
- اضطرابات جلدية لا تستجيب بسهولة لأنواع العلاج.
هل امراض المناعة الذاتية تصيب الأطفال؟
من المعروف عن أمراض المناعة أنها وراثية، وتنتقل من خلال توارث الجينات لذا، يعد خطر انتقالها للأطفال قائم. مثال ذلك، الإصابة بحمى البحر المتوسط، والالتهاب المفصلي، وغيرها من الأمراض الذاتية.
مرض هاشيموتو وامراض المناعة الذاتية
يعرف مرض هاشيموتو بأنه مرض مناعي، والذي يهاجم فيه جهاز المناعة الأنسجة السليمة في الغدة الدرقية. يسبب ذلك نقص في إنتاج الهرمونات الدرقية، وبالتالي الإصابة بمرض قصور الغدة الدرقية.
وتشمل الأعراض الناجمة عن نقص الهرمون الدرقي:
- التعب والإرهاق المستمر، والنعاس.
- جفاف الجلد وتساقط الشعر
- ألم البطن والإمساك.
- وهن عضلات الجسم والتهاب المفاصل.
في حين ينتج عن فرط نشاط الغدة الدرقية زيادة سرعة ضربات القلب، رعشة الأطراف والتعرق الغزير، بالإضافة إلى فقدان الوزن.
أمراض المناعة الذاتية والجهاز العصبى
تؤثر أمراض الجهاز المناعي على الجهاز العصبى للإنسان، مسببة مجموعة متنوعة من الأعراض، كالتالي:
- دوخة مع الصداع.
- القلق والتوتر والشعور بالارتباك وعدم التركيز.
- اضطرابات النوم والأرق.
- الوخز والخدر.
- الصداع النصفي والرؤية الضبابية، والعديد من المشكلات الأخرى مثل ضعف الذاكرة.
امراض المناعة الذاتية والكبد
يعد الالتهاب الكبدي الذاتي من امراض المناعة الذاتية الشائعة، ولا يعرف السبب الرئيسي في مهاجمة المناعة الكبد مسببة ما يلي:
- تشمع الكبد.
- التليف.
- الفشل الكبدي.
“قد يهمك: فيروس كوشتا 2“
تشخيص أمراض المناعة الذاتية
يعد تشخيص الإصابة بـ امراض المناعة الذاتية من أصعب التحديات التي تواجه الأطباء، إذ أن أعراضها متشابهة مع العديد من الأمراض الأخرى.
ومع ذلك، يتم اتخاذ بعض الخطوات للتشخيص، كالتالي:
أولاً: قائمة تفصيلية بجميع الأعراض، ومدة ظهورها.
ثانياً: سجل التاريخ المرضي للعائلة، إذا ما كان أي منهم قد أصيب بمرض مناعي.
ثالثاً: إجراء الفحوصات المعملية، ومنها:
- اختبار الأجسام المضادة (Antinuclear Antibody Test).
- معدل ترسيب كريات الدم الحمراء.
- بالإضافة إلى إجراء تعداد دم كامل (CBC).
تساعد الفحوصات السابقة بالإضافة إلى الأعراض، في تشخيص حالة المريض، لاسيما وجود أجسام مضادة، حتى مع عدم ظهور أعراض.
علاج أمراض المناعة الذاتية
عادة لا يوجد علاج مختص للقضاء على المرض، ويعتمد العلاج على تخفيف حدة الأعراض حسب حالة كل مريض. فيما يلي أشهر الأدوية المستخدمة في علاج امراض المناعة الذاتية، كالتالي:
- المسكنات، ومضادات الالتهاب.
- المنومات وأدوية علاج القلق والاكتئاب.
- الستيرويدات القشرية وحقن الأنسولين.
- البلازما، والجلوبيولين المناعي الوريدي.
علاوة على العلاجات التكميلية، ومنها:
- العلاج بالأعشاب الطبيعية.
- الوخز بالإبر الصينية.
- التنويم المغناطيسي.
- تقويم العمود الفقري في حالة أمراض المناعة التي تؤثر على العظام والمفاصل.
الوقاية من هجمات امراض المناعة الذاتية
لا يمكنك منع الأجسام المناعية ان تهاجم خلايا وأنسجة جسمك، ومع ذلك، قد يفيد تجربة بعضاً من هذه الأنشطة:
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- اتباع نظام غذائي سليم، والبعد عن تناول الأطعمة المصنعة.
- تجنب التعرض لمصادر العدوى، واتباع الشروط الصحية الوقائية ضد عدوى البكتيريا والفيروسات.
- توقف عن التدخين وتجنب تناول الكحوليات.
الأسئلة الشائعة حول امراض المناعة الذاتية
من الطبيب المسؤول عن تشخيص وعلاج الأمراض المناعية؟
ما هي مدة استمرار امراض المناعة الذاتية؟
هل النظام الغذائي يؤثر على علاج الامراض ذاتية المناعة؟
امراض المناعة الذاتية، والمعروفة بـ (autoimmune diseases)، من الأمراض الذاتية التي تهاجم فيها المناعة أعضاء الجسم المختلفة وتسبب فشل الوظائف.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج مختص لاضطرابات المناعة الذاتية، إلا أنه يمكن التعايش مع تلك الأمراض وعلاج الأعراض الناجمة عنها، وفي كثير من الحالات، يمكن تخطي المضاعفات الخطيرة أو يتعافى الإنسان بشكل كامل.
