الصداع|عَرَض أم مَرَض؟
الصداع Headache، هو ألم في الرأس، قد يكون في جانب واحد من الرأس أو كلا الجانبين، أو أي مكان آخر في الرأس.
ويختلف الإحساس بالألم ما بين ألم شديد، أو نبض خافق تبعا لنوع ألم الرأس.
تختلف أسبابه بإختلاف أنواعه، فقد تنقسم آلام الرأس إلى قسمين رئيسيين: الصداع الأوليّ، والثانويّ.
الصداع الأوليّ (المَرضيّ)
قد ينتج الصداع الاوليّ عن نشاط في أجزاء من الدماغ، أو في الأعصاب والأوعية الدموية، والعضلات في الرأس والرقبة، ويشمل الأنواع الآتية:
١. الصداع التوتري
هذا النوع أكثر أنواع ألم الرأس انتشارا، وهو ألم مختلف الشدة يربط الرأس، و أسبابه غير معروفة حتى الآن.
الأعراض
- شعور بالضغط بمقدمة الرأس، أو الجانبين.
- ألم بالرأس ثابت الشدة.
يُعاني حوالي ٩۰% من البالغين صداع التوتر؛ نتيجة الشعور بالقلق أو التوتر أو الاكتئاب، وأيضًا ممارسة الأعمال الدقيقة التي تحتاج إلى تركيز لفترات طويلة، وفرط التفكير والإجهاد.
وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة به بالمقارنة مع الرجال.
٢. الصداع العنقودي
أحد أكثر أنواع ألم الرأس إيلامًا، يحدث بصورة دورية، أو نوبات متكررة (فترات عنقودية)، في صورة ألم شديد يُحيط بالعين أو أحد جانبي الرأس.
تستمر الفترات العنقودية من أسابيع إلى شهور، ثم فترات راحة طويلة بعد توقف الصداع، ولا يعود ألم الرأس من جديد إلا بعد شهور وأحيانًا سنوات.
الأعراض
- ألم شديد في إحدى العينين، ويمكن أن يصل إلى مناطق أخرى من الرأس والرقبة.
- زيادة إفراز الدموع.
- احمرار العين.
- زيادة احمرار الوجه أو شحوب الجلد.
- التهاب المنطقة المحيطة بالعين، وتورمها.
تحدث معظم نوبات ألم الرأس المتكررة بشكل مفاجئ ليلًا، أو في الوقت نفسه كل يوم، وعادة تستمر من ١٥ دقيقة إلى ثلاث ساعات.
وينتهي الألم بشكل مفاجئ مثلما بدأ، ولكن يبقى الإجهاد من أثر الألم.
٣. الصداع النصفي
تختلف عدد مرات حدوث علاج الصداع النصفي الشديد من شخص لآخر؛ فقد يكون نادر الحدوث، أو متكررًا عدة مرات، ويستمر عادةً من ٤ إلى ٧۲ ساعة إذا لم يُعالج.
الأعراض
- ألم في أحد جانبي الرأس.
- الغثيان والقيء.
- مشاكل بصرية مؤقتة، مثل رؤية ومضات من الضوء، أو بقع ساطعة.
- صعوبة في التحدث.
- فقد التركيز.
مازالت أسباب حدوث الصُداع النصفي غير معروفة حتى الآن، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تؤثر في حدوثه مثل: التغيرات الهرمونية، والعوامل الوراثية في حال وجود أحد أفراد العائلة يُعاني هذه المشكلة.
العلاج
في معظم الحالات لا يكون علاج ألم الرأس الشديد قاطع، وإنما يكون بالتخفيف من أعراض الصداع وشدته، وذلك باستخدام بعض مسكنات الألم مثل: الباراسيتامول، والإيبوبروفين.
هذه الأدوية فعّالة في تخفيف الألم أو إيقافه، بجانب أنه من الممكن صرفها دون وصفة طبيب، ولكن يجب الانتباه من فرط استخدام هذه الأدوية.
في حالة استمرار ألم الرأس لمدة طويلة مع عدم الاستجابة لمسكنات الألم، يجب حينها مراجعة الطبيب.
الصداع الثانويّ (العرضيّ)
يعد ألم الرأس الثانوي عَرَضًا لمرضٍ ما، والذي يكون أكثر خطورة من الصُداع الأوليّ، إذ إنه واسع الاحتمالات؛ لأنه يحدث نتيجة لعدة مشكلات صحية تُحفز أعصاب الرأس التي تشعرك بالألم.
أحيانًا تكون تلك المشكلات شديدة الخطورة، لذا من الضروري التعرف على بعض أنواع ألم الرأس الثانوي، مثل:
١. صداع الجيوب الأنفية
أحد أبرز أسباب ألم الرأس المتكررة، يحدث نتيجة احتقان ممرات الجيوب الأنفية؛ مما يؤدي إلى ألم شديد في العينين والأنف، خاصةً عند الاستيقاظ في الصباح الباكر.
يكون هذا الاحتقان نتيجة التهابات الجيوب الأنفية، بعد الإصابة بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية، أو استثارة مناطق الحساسية بها؛ مما يؤدي إلى تورم ممرات الجيوب الأنفية، وزيادة إفراز السوائل، وهذا ما يسبب الانسداد.
تراكم هذه الإفرازات هو السبب الرئيس لحدوث صداع الجيوب الأنفية.
العلاج
- استخدام مضادات الاحتقان الأنفية.
- مسكنات الألم.
- مضادات الهيستامين.
- المضادات الحيوية، في حال كانت العدوى بكتيرية.
٢.ألم الرأس نتيجة الإفراط في استخدام الأدوية
تحدث ألم الرأس المرتبط بفرط تناول الأدوية بسبب تناول مسكنات الألم، وخاصة مسكنات ألم الرأس بشكل منتظم ولفترة طويلة.
عادةً يتوقف هذا الألم بعد التوقف عن تناول المسكنات، قد يكون ذلك صعبًا في البداية، ولكن يمكن التغلب على هذا النوع من ألم الرأس على المدى البعيد.
٣. صداع تمدد الأوعية الدموية الدماغية
يحدث نتيجة لتمدد أو انتفاخ الأوعية الدموية في الدماغ، ويمكن أن يسبب نزيفًا في الدماغ.
لذا إذا عانيت صداعًا شديدًا ومفاجئًا، عليك بالخضوع للفحص الطبي مباشرة، حيث تظهر تلك التمددات أثناء إجراء الفحص الطبي.
اطلع هنا: ضغط الدم الطبيعي
٤. صداع الارتجاج
ضغط الدم ينتج من ضخ القلب كمية من الدم عن طريق الشرايين؛ ليُغذي الجسم كله، وكلما كانت الشرايين ضيقة ومقاومتها كبيرة لتدفق الدم، كان ضغط الدم مرتفعًا.
فإذا كنت من مرضى ارتفاع ضغط الدم، يجب الانتباه وقياسه بشكل دوري للتأكد من انتظامه.
كما أن هناك أشكال أخرى لألم الرأس الثانوي وتتلخص في:
صداع الآيس كريم
تحدث ألام الرأس عند أكل أو شرب أو استنشاق شيء بارد، مثل الثلج المجروش الموجود في الآيس كريم، والمشروبات المثلجة.
ويكون الألم في مقدمة الرأس ويستمر لفترة قصيرة.
الصداع العنقي
يرتبط هذا النوع من ألام الرأس بمشكلات الرقبة، والفقرات العنقية.
ألم الرأس الناتج بعد الصدمة
تحدث ألام الرأس نتيجة التعرض للاصطدام بشيء، والذي يكون مصاحبًا لأعراض أخرى كالدوار، وصعوبة التركيز. قد يستمر ذلك لفترات طويلة.
ألم الرأس عند الحامل
يعد ألم الرأس خلال فترة الحمل من الأمور الشائعة، خاصة في الثلث الأول والثالث من الحمل، وذلك نتيجة للتغيرات الهرمونية الطبيعية للجسم خلال فترة الحمل.
أسباب الصداع عند الحامل:
- التغيرات الهرمونية؛ وذلك بسبب ارتفاع نسبة هرمون الإستروجين خلال فترة الحمل، ويبدأ مستوى الهرمون في العودة إلى نسبته الطبيعية بمجرد الولادة.
- الشعور بالضغط والتوتر.
- الإمساك.
- شرب الكافيين بكميات كبيرة.
- قلة عدد ساعات النوم.
- الإجهاد نتيجة زيادة حجم الطفل.
- ارتفاع ضغط الدم.
علاج الصداع للحامل
- التكيف مع الضغوط.
- ممارسة تمارين الاسترخاء.
- تنظيم ساعات النوم.
- أخذ قسط كافٍ من الراحة.
- تجنب مسببات ألم الرأس سواء كانت طعام معين أو رائحة معينة.
- الحرص على المشي، والنشاط البدني.
- شرب كمية كافية من الماء السوائل، وتجنب الكافيين.
- تناول مسكنات الألم، ولكن مع الحرص على تناول الأدوية الآمن استخدامها أثناء فترة الحمل، وذلك بعد استشارة الطبيب.
متى يبدأ صداع الحمل
يعد صداع التوتر هو الأكثر شيوعًا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. قد يحدث هذا لأن جسمك يمر بالعديد من التغييرات في هذه الفترة. التي تؤدي بدورها إلى الشعور بألم الصداع.
وقد تصاب المرأة الحامل بمثل هذا الصُداع في الشهر الرابع والخامس والسادس بسبب التوتر الناتج عن نمو الرحم الذي يضغط على الجسم ويجعلك تشعرين بالتعب
أسباب الصداع عند الأطفال
يُصاب الأطفال بنفس أنواع ألم الرأس التي يصاب بها البالغون، مع اختلاف شدة الأعراض قليلاً.
ولكن الأمر يصبح أكثر صعوبة مع الأطفال؛ لأنهم لا يستطيعون وصف الأعراض، أو موضع الألم تحديدًا.
- بعض الأمراض: مثل: نزلات البرد، أو التهابات الجيوب الأنفية.
- اصطدام الرأس: مع حركة الأطفال المستمرة ولعبهم، قد يصطدمون بشيء ما، أو يسقطون بقوة على رؤوسهم، وهذا من أهم أسباب الصداع المستمر والغثيان عند الأطفال.
- بعض أنواع الطعام والشراب: الإكثار من أي شيء مُضر، فيحدث الصداع عند الأطفال مع تناول الكثير من الشوكولاتة، أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- مشكلات في الدماغ: عادة مثل هذه المشكلات تكون مصحوبة بأعراض أخرى، مثل المشكلات البصرية Vision disorder.
اطلع هنا: تكرار نزلات البرد عند الاطفال
علاج ألم الرأس بطرق طبيعية
يسهم تدليل النفس والاعتناء بها في تخفيف نوبات الصداع المستمر، ومن أشهر تلك الطرق:
التدليك البارد والساخن
الاسترخاء خلال نوبات الصُداع النصفي، مع وضع كمادات باردة على الجبين واستمرار الضغط لمدة ٣٠ دقيقة، يساعد في علاج الصداع المستمر. كذلك وضع كمادات ساخنة على الرقبة ومؤخرة الرأس مع التدليك مفيد جدًا في حالات صداع التوتر.
علاج ألم الرأس بالأعشاب
تُستخدم بعض الأعشاب في صورة مشروبات لعلاج الألم في الرأس ومنها:
- الينسون.
- الزنجبيل.
وتُستخدم بعض الأعشاب الأخرى في صورة زيوت عطرية، لتدليك مناطق الألم في الرأس مثل:
- زيت اللافندر.
- زيت النعناع.
الصداع Headache، يسبب ألم الرأس إزعاجًا ويؤثر على التركيز وأداء الأعمال اليومية. لذا عليك بالممارسات السلوكية الصحية فهي من أهم العوامل التي تساعد على تجنب الصداع أو تقليل شدته.