الإجهاض في الشهر الأول | متى ينتهي هذا الكابوس؟
يُعد الإجهاض في الشهر الأول من أقسى التجارب النفسية والصحية التي تمر بها المرأة، فهو بمثابة كابوس مفزع لكل أم.
تظل الأم في حالة سيئة، وتشعر بالقلق والذنب بشأن سبب إجهاضها، لذا تحتاج الأم في هذه الفترة إلى المزيد من المؤازرة والاحتواء من قبل الجميع؛ لكي تستطيع تخطي الأمر واستعادة حالتها النفسية والصحية بشكل طبيعي.
سنتعرف سويًّا في هذا المقال على أسباب الإجهاض المبكر، وأعراضه، و طرق الوقاية.
“اقرأي أيضًا: مراحل تكوين الجنين“
الإجهاض المبكر
يُعرف طبيًّا باسم الإجهاض التلقائي، وهو فقدان الجنين تلقائيًّا في الأسابيع الأولى من الحمل، أي قبل أن يكون الجنين قادرًا بدنيًّا على البقاء خارج الرحم.
تحدث ٨۰% من حالات الإجهاض عادةً خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل.
أنواع الإجهاض في الشهر الأول:
الإجهاض المنذر:
يحدث جراء معاناة الأم الحامل نزيفًا حادًا من الرحم، ولكن لم يبدأ بعد عنق الرحم بالتوسع، وقد يهدد حياة الجنين، وينذر بفقدانه في أي وقت.
الإجهاض الحتمي:
يكون نتيجة نزيف حاد مع توسع عنق الرحم، ويكون فقدان الجنين في هذه الحالة حتميًّا.
الإجهاض العفن:
يحدث عند إصابة المرأة بعدوى ميكروبية، أدت إلى وقوع التهابات بالرحم، وإصابة الأم بالحمى وموت الجنين، ولابد من توفر رعاية صحية فورية للمرأة الحامل في هذه الحالة.
الإجهاض المتكرر:
يُعرف بفقدان الجنين ثلاث مرات متتالية أو أكثر، وعادةً يحدث في أول ثلاثة أشهر من الحمل.
الإجهاض المتروك:
يتوفى الجنين في هذه الحالة، ويظل ملتصقًا بالرحم لفترة من الوقت، في حين يُكتشف هذا من خلال فحص الموجات فوق الصوتية، حيث يختفي نبض الجنين تمامًا، وتُجرى عملية تنظيف للرحم من أجل التخلص من الجنين الميت.
الإجهاض غير الكامل:
يحدث فيه نزول الجنين، مع بقاء بعض الأجزاء عالقة داخل الرحم، كالأغشية الجنينية والمشيمة، مع حدوث انقباضات وآلام شديدة في البطن للمرأة الحامل، ويرافقها نزيف غزير من الرحم.
أسباب الإجهاض في الأشهر الأولى من الحمل
توجد بعض المشكلات التي يمكن أن تزيد من خطر فقدان الجنين مبكرًا، ومنها:
- الاضطرابات الكروموسومية: يحدث الإجهاض نتيجة وجود خلل في كروموسومات الجنين، والتي قد تنشأ من البويضة أو من الحيوان المنوي أو من كليهما.
- التدخين وشرب الكحوليات.
- إصابة الأم بالعدوى، كالإصابة بالملاريا، أو الحصبة الألمانية.
- معاناة الأم بعض المشكلات الصحية، مثل: الضعف العام والنحافة الشديدة.
- ممارسة بعض الرياضات العنيفة.
- الإصابة بمشكلات خلقية وتشوهات في الرحم.
- أو تقدم الأم في العمر ربما يكون من أسباب الإجهاض المبكر.
- ضعف عنق الرحم، إذ يبدأ الرحم في الاتساع في وقت مبكر للغاية من الحمل.
- تناول بعض الأدوية.
- الإصابة بأمراض مزمنة، مثل: أمراض الكلى، وأمراض القلب.
- الإصابة بداء السكري غير المنضبط، والذي لايمكن السيطرة عليه من خلال الحمية الغذائية.
- حدوث اضطرابات أو خلل في المشيمة.
- القيام بمجهود شاق، أو حمل أشياء ثقيلة.
- الإصابة بمتلازكة تكيس المبايض.
- أو الإصابة بارتفاع ضغط الدم الشديد للمرأة الحامل.
- معاناة الأم الحامل من الاضطرابات الهرمونية، مثل: اضطرابات هرمونات الغدة الدرقية، واضطرابات هرمونات المبيض، إذ إنها تُعد من أبرز أسباب الإجهاض المتكرر.
علامات الإجهاض في الشهر الأول
تعاني المرأة الحامل بعض أعراض الإجهاض المبكر، والتي تختلف باختلاف مرحلة الحمل، وتتضمن الآتي:
- نزيف من المهبل، قد يكون شديدًا أو على هيئة بقع دم متقطعة.
- ألم شديد أسفل الظهر.
- تشنجات أسفل البطن.
- الإصابة بالإعياء، مع ضعف شديد في الصحة العامة.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الشعور بالغثيان والقيء، مع التعرض للإسهال المتواصل.
خطورة الإجهاض في الشهر الأول
قد تصاب المرأة بمضاعفات خطيرة جراء تكرار تعرضها للإجهاض، ومن أبرز هذه المخاطر:
صعوبة الحمل مرة أخرى
يحدث نتيجة ضيق عنق الرحم، والذي لا يستطيع الاحتفاظ بالحمل؛ ومن ثم يفقد الرحم الحمل تلقائيًّا.
تلف الرحم
تؤثر جراحات إجهاض الجنين المتكررة بالسلب على الرحم؛ وتؤدي إلى ضعف عنق الرحم وتلفه.
التهاب الحوض
يؤثر إجهاض الجنين بشكل كبير على الأعضاء التناسلية، وإذا لم تعالج المرأة بشكل صحيح؛ قد ينجم عنه الإصابة بالعقم.
عدوى الرحم
قد تصاب بعض النساء اللاتي تعرضن للإجهاض بعدوى الرحم، ويطلق عليه الإجهاض الإنتاني، ويتضمن عدة أعراض منها: الحمى، والإفرازات المهبلية ذات الرائحة الكريهة، والشعور بآلام شديدة أسفل البطن.
التغيرات الجسدية للمرأة بعد الإجهاض
- تشنجات أسفل البطن، وتكون مماثلة لآلام الحيض، قد تستمر لمدة يومين بعد إجهاض الجنين.
- بقاء هرمونات الحمل في الدم، لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر.
- احتقان الثدي Breast engorgement، وقد يحدث تسرب الحليب منه.
علاج الإجهاض المبكر
إذا أجهضت المرأة الحامل وفقدت جنينها، وكان الرحم فارغًا؛ فلا تحتاج إلى أي علاج أو جراحة.
ولكن إذا لم يكن الرحم فارغًا، وما زالت بقايا الحمل متعلقة به، فالأمر حينئذ يحتاج إلى إجراء كشط، مع تناول بعض المضادات الحيوية، ويمكن استبدال الجراحة بتناول بعض الأدوية التي تساعد على إفراغ الرحم بدون تدخل جراحي.
متى يتوقف النزيف بعد الإجهاض
تمتد فترة النزيف بعد الإجهاض في الشهر الأول من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، وتقل كمية الدم تدريجيًّا.
يتغير لون دم الاجهاض عادة من الأحمر الفاتح إلى اللون الوردي أو البني، مع استمرار وجود تقلصات أسفل البطن، ويحدث أول حيض عادةً خلال أربعة إلى ستة أسابيع.
هل تتأثر الخصوبة بعد الإجهاض؟
إذا تعرضت المرأة لـ الإجهاض في الشهر الأول أو للإجهاض المبكر بشكل عام مرة واحدة، فلا تؤثر عادةً على فرص الحمل والإنجاب مستقبلًا، ولا تؤثر أيضًا على الخصوبة،
أما في حالة إجهاض الجنين المتكرر، أي حدوث ثلاث مرات إجهاض متتالية، فلابد من مراجعة الطبيب، وعمل فحوصات دقيقة؛ لمعرفة السبب وعلاجه.
منظفات طبيعية للرحم بعد الإجهاض في الشهر الأول وغيره
توجد بعض المنظفات الطبيعية التي تساعد على تنظيف الرحم وإزالة أي عوالق من الأنسجة الدموية، وتسهم بشكل فعال في التقليل والحد من نوبات الألم، ومن أبرزها:
- التمر:
يُعد من أفضل المنشطات الرحمية؛ إذ يعمل على تنشيط عضلات الرحم، وتيسير انقباضاته ويساعده على لفظ ما بداخله، وتنظيفه والتخلص من الأنسجة الدموية العالقة به.
- التوت البري:
يسهم بشكل فعال في تنظيم وتحسين صحة عضلات الرحم، ويساعد الرحم على استعادة حجمه الطبيعي بشكل أسرع، ويساعد أيضًا على تقليل النزيف الرحمي.
- الزنجبيل:
يُعد من أبرز المشروبات المنشطة لحركة الرحم، ويسهم بشكل فعال في تنظيف الرحم.
- القرفة:
تُعد من أبرز المنشطات الرحمية، ومناسبة جدًا للمرأة بعد الولادة.
- العسل الأبيض:
يعمل على تنشيط الدورة الدموية بشكل عام، وتنشيط حركة الأجهزة الحيوية، ويمكن أن تتناوله المرأة الحامل، ولكن بدون إفراط.
- عشبة ذنب الأسد:
تساعد هذه الوصفة الصينية القديمة الرحم على العودة لحجمه الطبيعي بعد الولادة، فهى تعمل على تنظيفه وتقليص حجمه.
“اقرأي أيضًا: الولادة المبكرة“
الوقاية من الإجهاض في الشهر الأول
إليكِ عزيزتي بعض الطرق المهمة، والتي تقلل من احتمالية الإجهاض في الشهر الأول وتعرض الجنين لسوء، وتضمن سلامتك وصحة جنينك، ومنها:
- تجنب استخدام العقاقير دون مراجعة طبيبك بالأخص.
- اتباع نظام صحي متكامل، مع الاهتمام بالفيتامينات والمعادن اللازمة لصحتك وسلامة جنينك.
- الابتعاد عن المشروبات الكحولية، ومن ثم تجنب التدخين.
- الابتعاد عن الإجهاد وحمل الأشياء الثقيلة.
- الاهتمام بالحالة النفسية، وابتعدي قدر الإمكان عن الانفعالات العصبية والقلق.
- تناول حمض الفوليك للحامل بانتظام، ولكن بعد وصف واستشارة الطبيب حول استخدامه.
- معالجة الأسباب المرضية المزمنة، التي تهدد حياة الجنين، كأمراض الغدة الدرقية، وأمراض الكلى وداء السكري.
وختامًا…
الإجهاض في الشهر الأول، عليكِ عزيزتي حواء أن تتحلي بالصبر والإيمان، لاسيما أن تجربة الإجهاض قاسية، ولكنها ليست نهاية العالم.
وكل ما عليكِ فعله هو تنجب كل ما هو ضار لصحتك، ومتابعة طبيبك الخاص ومعالجة أمورك؛ وسوف ينعم الله عليكِ بطفلٍ سليمٍ معافى عاجلًا غير آجل.