علاج اكتئاب ما بعد الولادة القيصرية نهائيًا بالطرق الطبيعية
علاج اكتئاب ما بعد الولادة
منذ أيام رزقني الله بمولود صغير بعد مرور مراحل حمل طويلة لازمني فيها التعب والإجهاد…
تذكرت كم كان يزول تعبي فور تذكري أنني بعد أيام سألتقي بصغيري؛ فقد كان الشوق يغمرني لرؤيته كثيراً، كنت أعد الأيام والليالي لأحظى بلقائه.
لكن يؤسفني أن هذه المشاعر الجميلة لم تبق طويلًا فماذا حل بي الآن، وما هذا الاكتئاب والحزن الذي راودني في هذه الأيام.
هل هذا الشعور ما يطلقون عليه اكتئاب ما بعد الولادة؟
هذا ما سنتحدث عنه عزيزتي الأم في السطور التالية إذ حاولنا فيها سرد أعراض اكتئاب ما بعد الولادة وكذلك بعض النصائح والطرق المساعدة في علاج اكتئاب ما بعد الولادة القيصرية والطبيعية، فهيا بنا نأخذ نفسًا عميقًا ونبدأ في القراءة سويًا.
اكتئاب ما بعد الولادة .. ما بين التغيرات الجسدية والعاطفية والسلوكية
تعاني معظم الأمهات الجدد حديثي الحمل اكتئاب ما بعد الولادة، ويرجع ذلك للتغيرات الكيميائية في الدماغ والمسؤولة عن ارتفاع الهرمونات أثناء الحمل وانخفاضها بعد الولادة بشكلٍ حاد ما يجعلها تشعرك بالتعب والركود.
كما أن للتغيرات الاجتماعية والنفسية وكذلك خلل الهرمونات والتي منها الإستروجين والبروجستيرون والهرمونات التناسلية الأنثوية التي تنتجها الغدة الدرقية دورًا في إصابة المرأة بالاكتئاب.
وتمثل نسبة اكتئاب ما بعد الولادة من 1 إلى 10، فمن بين 10 سيدات تصاب واحدة منهن باكتئاب ما بعد الولادة، ومن بين 1000 سيدة تصاب واحدة بحالة أكثر خطورة تسمى ذهان ما بعد الولادة.
أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
تبدأ أعراض اكتئاب ما بعد الولادة في الظهور بعد مرور أسابيع قليلة من الولادة، وفي بعض الأحيان لا يظهر الاكتئاب إلا بعد مرور عدة شهور.
وعلى الرغم من أن التعب والإرهاق بعد الولادة أمر طبيعي، فإن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة تتجاوز ذلك بكثير.
كما تختلف من امرأة إلى أخرى ومن يوم لآخر، ومن أبرزها الأعراض التالية:
- التعب مع صعوبة النوم.
- البكاء والحزن بدون أي سبب.
- الشعور بالعديد من الآلام والأوجاع مثل الصداع واضطرابات المعدة.
- الغضب السريع والمتكرر بدون معرفة السبب.
- صعوبة التركيز واتخاذ القرارات.
- انعدام الرغبة تجاه الأشياء التي كانت ممتعة لك سابقًا.
- الفتور تجاه المولود.
- تجنب اللقاء بالأقارب والأصدقاء.
- الاعتقاد بعدم القدرة على رعاية الطفل المولود.
- الارتباك واليأس والشعور بأنك بلا قيمة.
- الهروب من الجميع ومن كل شيء.
- تكوين أفكار عدوانية تجاه النفس أو المولود.
- تغيرات في الشهية.
- القلق المبالغ فيه على صحتك أو صحة الطفل.
- التعب المفرط.
- اضطرابات النوم.
- التشتت وعدم التركيز.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- تغيرات مزاجية متكررة.
يعد علاج اكتئاب ما بعد الولادة أمر في غاية الأهمية إذ ينتج عن إهمال العلاج تفاقم في الأعراض وزيادةً في الخطورة، ولذا ينبغي على الأم التوجه إلى الطبيب للمساعدة في إحدى هذه الحالات:
- استمرار الأعراض لأكثر من أسبوعين.
- عدم التمكن من أداء الأعمال اليومية بشكل طبيعي.
- مخالطة الذهن بالأفكار الانتحارية تجاه النفس أو العدوانية تجاه النفس أو الطفل.
- الشعور بالقلق الشديد والخوف والذعر معظم ساعات اليوم.
- التوقف عن التعامل بصورة طبيعية مع مواقف الحياة.
اقرأ أيضًا عن اكتئاب الحمل في الشهر الثامن
أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
يعد السبب الحقيقي غير واضح، ولكن توجد بعض العوامل التي تسهم فيه:
1- التغيرات الجسدية:
- انخفاض الهرمونات (الاستروجين – البروجستيرون) المسؤولة عن النشاط والحيوية بعد الولادة.
2- العوامل الفيزيائية:
- قلة النوم والإرهاق بعد الولادة بجانب الضغط الزائد على الأم من بكاء الطفل والأعباء المستجدة عليها، كل هذا يعرضها للنوم المتقطع والسهر والتأثير على حالتها المزاجية ويجعلها تواجه مشكلات حتى في التعامل مع أبسط الأمور.
- إجراء عملية الولادة بطريقة صعبة ومعقدة.
- القلق بشأن رعاية المولود الصغير والمسؤوليات الجديدة.
- تعاطي المخدرات أو الكحوليات.
- إيجاد صعوبة في إرضاع الطفل.
- اتباع نظام غذائي غير كافٍ.
- حدوث حمل غير مرغوب به أو غير مخطط له من قبل.
3- العوامل العاطفية والنفسية:
- الطلاق أو وفاة أحد أفراد الأسرة.
- وجود أعباء مالية أو زوج عاطل.
- غياب الدعم من الزوج والأقارب.
- الخلافات الزوجية أو مع الأهل على أي سبب مثل اسم الجنين.
- التغيرات في المظهر لشكل أقل في الجاذبية، والذي يظهر على هيئة زيادة في الوزن وذبول في الوجه نتيجةً للتعب والإجهاد اللاحق للمرأة بعد الولادة.
عوامل مساعدة على حدوث اكتئاب ما بعد الولادة
- إصابتك بالاكتئاب قبل الحمل أو في أثنائه.
- الحمل في سن صغير، فكلما كان الحمل في عمر أقل زادت فرصة الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
- التعرض للحمل بصورة متكررة، فكلما زاد عدد الأطفال زادت احتمالية معانتكِ بالاكتئاب في الحمل القادم.
- العيش بمفردكِ.
- الخلافات بينكِ وبين والد الطفل أو التعرض لصدمة نفسية في أثناء الحمل.
- غياب الدعم الاجتماعي من حولك.
علاج اكتئاب ما بعد الولادة القيصرية والطبيعية
يختلف علاج اكتئاب ما بعد الولادة من امرأة إلى أخرى؛ اعتماداً على نوع وشدة الأعراض، فمنهم من يكتفي بالدعم العاطفي والعلاج النفسي، ومنهم من يعتمد على العلاج بالأدوية والاستشارة الطبية.
تشمل الأدوية المتناولة في علاج اكتئاب ما بعد الولادة الأدوية المضادة للقلق، أو مضادات الاكتئاب.
ويظهر تأثيرها مباشرةً على الدماغ فتعمل على تنظيم المزاج والشعور بالهدوء، ويستمر تناولها عدة أسابيع حتى تلاحظين نتيجة مُرضية.
أما في حالة ذهان ما بعد الولادة، فيُعالج باستخدام أدوية خاصة، أو رعاية خاصة بالمستشفى من أجل العلاج الفوري.
ينبغي إخبار الطبيب قبل تناول أدوية الاكتئاب أو القلق عن طبيعة الرضاعة، فإذا كنتِ ترضعين طفلكِ رضاعة طبيعية يمكن لهذه الأدوية أن تنتقل إلى الرضيع من خلال اللبن مسببة له آثارًا جانبية.
ولذا يجب عليك قبل تناول علاج اكتئاب ما بعد الولادة توضيح نوع الرضاعة حتى يقرر الطبيب أنسب الطرق للعلاج.
علاج اكتئاب ما بعد الولادة القيصرية بالعلاجات الطبيعية
تساعد العلاجات المنزلية وبعض العادات بجانب العلاجات الطبية في السيطرة على اكتئاب ما بعد الولادة القيصرية، وهي كالتالي:
- ممارسة التمارين الرياضية والحصول على القدر الكافي من النوم.
- التدليك والتأمل لكونهما يحدان من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة.
- تناول غذاء صحي غني بالعناصر الغذائية من الفواكه والخضروات، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة أو الغنية بالدهون والنشويات.
- تناول المكملات الغذائية في حالة عدم الحصول على القدر الكافي من العناصر المطلوبة في النظام الغذائي.
- استعمال الأعشاب الطبيعية التي تحتوي على الزيوت العطرية في صورة مشروبات دافئة، فقد ثبت مدى فاعليتها في تخفيف التوتر والقلق ومنها النعناع والبابونج وإكليل الجبل واليانسون.
- تناول أقراص الأوميجا 3 الدهنية، فقد أشارت إحدى الدراسات أن نقصها يرافقه اكتئاب ما بعد الولادة.
مضاعفات إهمال علاج اكتئاب ما بعد الولادة
يترتب على إهمال العلاج مضاعفات من شأنها أن تؤثر بالسلب على علاقتك بأسرتك ورضيعك، فربما يتسبب التغاضي عن علاج اكتئاب ما بعد الولادة لأشهر أو أكثر إلى:
- تحوله إلى اكتئاب مزمن.
- تصبحين أكثر تعرضاً لنوبات عنيفة من الاكتئاب.
- يصير الأب أكثر عرضة للاكتئاب.
- معاناة الطفل من مشاكل في النوم والبكاء الزائد عن المعتاد، ومشاكل أخرى تتعلق بالتطور اللغوي والعاطفي.
كيفية الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة
- الحصول على الدعم المعنوي من الزوج فهو رفيقك في هذه الرحلة وينبغي له يكون معينًا لك لا عبئًا عليك.
- تحدثي إلى الطبيب عند التخطيط للحمل أو فور حدوثه، إذا كنت تعانين اكتئابًا سابقاً.
- تابعي مع الطبيب أثناء الحمل باستمرار؛ حتى يسهل على الطبيب تتبع أعراض الاكتئاب الخفيفة ومعالجتها من خلال الدعم النفسي أو الأدوية الطبية.
- إجراء فحص طبي بعد الولادة مباشرةً؛ للتشخيص المبكر والبحث عن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة ومن ثم السيطرة عليها، فكلما كان العلاج مبكراً كان هذا أفضل.
نصائح إليك عزيزتي من تجربتي مع اكتئاب ما بعد الولادة
- تواصلي مع الآخرين واكسري حاجز الوحدة، إذ تميل بعض الأمهات بالاحتفاظ بمشاعرها لنفسها، ولكن قد يفيدكِ كثيراً مناقشة الأمور مع شخص تثقين به يخبركِ أنكِ لست وحدكِ وأنه على أتم الاستعداد للاستماع إليكِ.
- تجنبي العزلة، ولا أعني أن تكوني اجتماعية للغاية ولكن حافظي على علاقاتك القريبة؛ فالبقاء في عزلة مع مشاعرك ربما يؤدي إلى الاكتئاب.
- قللي الأعمال المنزلية والمهام إذا لم تكوني على استعداد تام للقيام بها واطلبي المساعدة من عائلتك، واستغلي طاقتكِ فقط للاهتمام بطفلكِ.
- الراحة والاسترخاء، إذ يحتاج بدنك للنوم الهانئ ليلاً فالأرق وعدم الراحة يساعدان في نمو الاكتئاب بداخلك.
فالأفضل طلب المساعدة من الآخرين لحمل طفلكِ والاعتناء به في وقت نومك، وفي حين واجهتي صعوبة في النوم جربي أخذ حمام دافئ أو قراءة كتاب أو تناول مشروب ساخن مثل البابونج.
في النهاية، أود أن أخبركِ عزيزتي حوا ألا تحزني من أي مشاعر مضطربة بعد الولادة، فالله وهبنا قلبًا مليئًا بالحب والأمومة تجاه أبنائنا، وسيظهر هذا الحب والحنان بعد زوال هذه المرحلة عن قريب.
المصدر