أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع، مشكلة تشغل تفكير الآباء، إذ إن مجرد التفكير في طفلك الذي يبكي يضعكِ تحت ضغط نفسي وتوتر، بل ويمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط دمك، مع الجهل بمعرفة اسباب كثرة بكائه خاصةً إذا كنتِ أمًّا جديدةً أو ولدتِ حديثًا.
تعددت أسباب كثرة بكاء الطفل، فهو إما جائع، أو يتألم، أو بحاجة إلى تغيير الحفاضة. وحيث أن أسباب بكاء الطفل المستمر عديدة؛ ومازال غير قادر على التعبير عن نفسه.
لذلك البكاء مهم لطفلك فهو وسيلة التواصل الوحيدة مع من حوله تبدأ بعد أول صرخة وقت الولادة، فإذا أردتِ التعرف على أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع وكيفية الحد منها، اقرأي معي هذا المقال.
ما أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع بشكل متواصل؟
تتنوع أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع دون سبب ما بين هذه الأشياء:
الجوع:
وهو من أهما أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع بل يعد سبب شائع جدًا لسماع صوت طفلك يبكي، فيكون الطفل في بداية الرضاعة شديد البكاء ثم في النهاية سيكون هادئًا بعد الشبع.
الشعور بالنعاس:
عند شعور طفلك بالنعاس والرغبة في النوم، فهو يحتاج إلى وضع مريح؛ وبالتالي سوف يضطرب قليلًا ثم ينام بعد أن يحصل على وضعية مريحة للنوم.
الإفراط في التغذية:
قد تسبب التغذية المفرطة للرضيع انتفاخ معدته؛ وبالتالي يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة ومن ثم البكاء.
وكذلك الغازات، التي تنتج عن كثرة الحليب فتؤدي إلى الاحساس بالتعب ولكن لفترة قصيرة بعد مساعدة الطفل للتخلص من تلك الغازات ببعض أدوية الأطفال أو الطرق الطبيعية الآمنة.
مادة الكافيين:
تحتاج الأمهات المرضعات إلى الحد من تناول الكافيين؛ كي لا يؤثر على الرضيع.
نظرًا لكون الكافيين منبه يسبب صعوبة النوم وبالتالي زيادة البكاء.
الملابس:
يؤدي الإحساس بالحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة إلى كثرة بكاء الطفل الرضيع بصورة متواصلة.
على صعيد آخر؛ يؤدي ارتداء الملابس الضيقة إلى بكاء الطفل بسبب انعدام الراحة وإذا استمر بكاء الطفل يجب ملاحظة جسمه بالكامل خاصة الأصابع لتجنب التفاف بعض خيوط الملابس عليها وهي من اسباب حدوث ألم متواصل وبكاء مستمر.
الحفاضات الضيقة أو غير نظيفة:
قد يرجع كثرة بكاء الطفل الرضيع بشكل متواصل نتيجة الحفاضات المتسخة بالبراز إذ إنها مزعجة جدًا إذا تأخر تنظيفها؛ فقد تسبب البكاء نتيجة للألم والحرقة.
كما تسبب الحفاضات الضيقة بكاء مستمر ولا تنتبه أم الطفل إلا حين تغيير الحفاضة، وتعد من أهم أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع.
تقلصات البطن:
تعد التقلصات سبب من أسباب بكاء الطفل الرضيع المتكرر، فعندما تحدث تلك التقلصات لمدة تتجاوز ال3 ساعات فإنها تسمى مغصًا.
أعراض المغص:
- كثرة البكاء خلال اليوم لمدة 3 ساعات أو تتخطى ذلك.
- يهدأ الطفل قليلًا عند حمله ومحاولة تهدئته.
- تظهر في أغلب الأحيان على الأطفال قبل عمر أسبوعين.
- وتزول التقلصات بعد عمر 4 أشهر.
الشعور بالألم الشديد:
ترجع أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع إلى الألم الناتج من وجع الأذن أو تقرحات الفم أو الطفح الجلدي الناتج عن الحفاض.
أيضًا قد يرجع سبب بكاء الرضيع إذا كانت هناك تقرحات بالأعضاء التناسلية تسبب الألم الشديد والبكاء للرضيع؛ لذا يجب الذهاب إلى الطبيب للتشخيص الدقيق.
ما أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع أثناء النوم ليلًا؟
قد تكون أيًا من الأسباب التالية هي سبب كثرة بكاء الطفل الرضيع :
زيادة الجوع بسبب النمو:
يمر الرضيع بمراحل النمو السريعة؛ حيث تزداد كمية وجباته الغذائية المطلوبة لمواكبة النمو، وقد لا يلاحظ الآباء ذلك، وبالتالي احساس الرضيع بالجوع ما يجعله يلجأ إلى البكاء بكثرة.
تباطؤ تدفق الحليب:
تعتقد بعض الأمهات أن أطفالهن لا يحصلون على القدر الكافي من التغذية (الحليب)، لكن لا يحدث هذا بالفعل؛ إذ تتغير تركيبة الحليب في الليل وكميته، ويتباطأ تدفقه فيشعر الطفل بعدم الراحة أو المغص نتيجة الجوع ويبدأ في البكاء.
الغازات:
عند وجود غازات في الجهاز الهضمي للرضيع ولا يستطيع إخراجها يشعر بعدم الارتياح؛ لذا قد تبدأ الأم بسماع بكاء الرضيع.
زيادة إرهاق الرضع:
يعتقد البعض بأن إبقاء الرضيع مستيقظًا لفترة طويلة بدون قيلولة جيدة، أو تركه ينام خلال النهار، أنه سينام فترة أطول في المساء.
لكن على العكس تمامًا، فيصاب الرضيع بالتعب الشديد والإرهاق وبالتالي انعدام الاستقرار والارتياح وذلك من اسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع.
الإفراط في التحفيز:
إن الجهاز العصبي عند الأطفال غير مكتمل النمو؛ وبالتالي يكون أشد حساسية للأضواء الساطعة والأصوات والتغيرات البيئية.
فمثلًا، ضوء التلفاز في غرفة مظلمة أو الصوت العالي سبب من اسباب بكاء الأطفال نتيجة تحفيز الجهاز العصبي.
المغص:
قد تحدثنا عن المغص سابقًا وأعراضه على الأطفال؛ لكن إذا وجدتِ الرضيع يبكي كثيرًا لمدة ساعتين أو تجاوز البكاء عدة أيام، ولمدة ثلاثة أيام في الأسبوع، ويمتد ذلك لثلاثة أسابيع فأكثر؛ ولا يمكنه النوم، يجب الذهاب إلى الطبيب للإطمئنان على طفلك.
ما أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع وأضراره؟
تنقسم أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع المستمر إلى ثلاثة عوامل رئيسية، وهي:
الاختلالات الكيميائية والهرمونية في الدماغ:
هي من أشيع أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع
- أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين ينفصلون بشكل روتيني عن آبائهم؛ لديهم مستويات عالية من هرمون الكورتيزول المسئول عن التوتر والتوتر أحد أسباب البكاء
- ، بالإضافة إلى انخفاض مستويات هرمون النمو.
وبالتالي تمنع نمو الأنسجة العصبية في الدماغ، ويثبط عمله، ويضعف جهاز المناعة.
- أيضًا وجد الباحثون بجامعة ييل وكلية الطب بجامعة هارفارد أن الإجهاد الشديد في سن مبكر يغير أنظمة الناقل العصبي بالدماغ.
بجانب أنه يسبب التغيرات الهيكلية والوظيفية في مناطق بالدماغ المشابهة لتلك الموجودة في البالغين المصابين بالاكتئاب.
- وأظهرت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين عانوا نوبات بكاء مفرطة تتجاوز 10 مرات معرضون للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
بالإضافة إلى الأداء المدرسي السيئ والسلوك المعادي للمجتمع.
- وفسرت أبحاث الدكتور بروس بيري في جامعة بايلور أن فرط الإجهاد لفترات طويلة يحفز جذع المخ للرضيع لإنتاج الأدرينالين.
وبالتالي سينمو الطفل مع نظام أدرينالين مفرط النشاط؛ فيفرط في إظهار العدوانية والاندفاع والعنف.
- كما أظهر دكتور (آلان شور) بكلية الطب جامعة كاليفورنيا أن هرمون الإجهاد (الكورتيزول) الناتج عن البكاء المستمر مدمر.
فهو ذو تأثير سلبي على الاتصالات العصبية في الأجزاء المهمة من دماغ الرضيع.
بالإضافة إلى عدم تطور أجزاء المخ Brain بسبب توقف تحفيزها بالتحكم العاطفي، والنتيجة طفل عنيف ومندفع وغير مرتبط عاطفيًّا.
انخفاض التنمية الفكرية والعاطفية والاجتماعية:
أوضحت الدراسات الآتي:
- التأثير الأكثر أهمية والوحيد للتطور الفكري لدى الطفل هو استجابة الأم لإشاراته.
- وُجد أن الأطفال الذين يصرخون باستمرار ويتجاهلهم الآباء وخاصًة الأمهات؛ له تأثير سلبي على تطور مهاراتهم الفكرية والاجتماعية، والصحية.
- كما وُجد أن بكاء الطفل الرضيع باستمرار خلال الأشهر الثلاثة الأولى لديهم معدل ذكاء أقل 9 مرات عند بلوغهم عمر الخمس سنوات.
- بالإضافة إلى عدم التحكم في عواطفهم وأصبحوا أكثر قلقًا بعمر العشرة أشهر.
تغيرات فسيولوجية ضارة:
- أظهرت الأبحاث التي أجريت على الحيوان والإنسان أنه عند فصل الأطفال عن والديهم يظهرون درجات حرارة غير مستقرة.
- بالإضافة إلى اضطراب ضربات القلب وانخفاض مرحلة النوم المعززة لنمو المخ.
بكاء الطفل الرضيع و5 فوائد لا تخطر على البال:
بعد الحديث عن أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع، تجدر الإشارة إلى أنه قد توجد فوائد لا تخطر على البال بسبب كثرة بكاء الطفل الرضيع بشكل كبير، وهذه اسباب توضح ذلك:
الصرخة الأولى:
وهي الصرخة التي تحدث أثناء الولادة والتي تساعد الطفل على التنفس وفتح الرئتين لاستيعاب الهواء، في حين يعتقد البعض أن بكاء الطفل كل مرة سيقوى الرئتين.
إلا أن أول بكاء وصرخة لطفلك كافي ليفي بالغرض، بل نعلم منها أيضًا أن كل شيءٍ على ما يرام ولا يوجد داعي للخوف.
المساعدة على التواصل:
ففي حالة توقف البكاء، لن تتمكني من معرفة ما يحتاجه الرضيع.
كما يكون لكل نبرة من البكاء سبب مختلف عن الآخر، لتتعلم فيها كل أم التمييز بين الصيحات المختلفة لطفلها الرضيع، وبذلك تتوقع الأسباب التي تجعله يبكي.
يحسّن الحالة النفسية:
تعد الحالة النفسية من أسباب بكاء الطفل الرضيع ،فعندما تعتني بطفلك بمحاولة منكِ تهدئته ومنعه من البكاء؛ فإنك ترسلين إليه رسالة مفادها أنه ليس بمفرده في الحياة وأنك بجانبه فلا داعٍ للبكاء.
وبالرغم من ذلك ينصح الكثيرون بترك الطفل يبكي لتأديبه.
لكن هذا خطأ كبير؛ لأن الطفل حديث الولادة يحتاج إلى مزيد من الاهتمام؛ وبالتالي هذا يساعده على الإحساس بالأمان.
فالطفل الذي ينمو في بيئة محاطة بالرعاية والحب، يصبح شخصًا أفضل ولا يعاني أي اضطراب نفسي.
شد العضلات:
يلاحظ من بكاء الطفل الرضيع أن هناك مجموعة كبيرة من عضلاته التي تلتوي وتشتد؛ فهذا تدريب جيد أثناء البكاء.
لكن من المهم عدم ترك الطفل يبكي لفترة طويلة.
التخلص من الضغط العاطفي الزائد:
أثناء بكاء الرضيع يمكنه التخلص من مشاعره السلبية، ومع ذلك يجب عليكِ محاولة تهدئته واستيعابه ولا تتركيه يبكي كثيرًا.
ما طرق علاج أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع ؟
يكون أحيانًا إيقاف بكاء الطفل وتهدئته أمرًا معقدًّ للغاية لكن إليكِ بعض الاقتراحات قد تمنع اسباب بكاء الرضيع :
- تغيير الملابس:
بملابس مريحة للطفل ومناسبة لدرجة الحرارة المحيطة ربما يقل بكاء الأطفال الرضع.
- المشي:
تغيير البيئة والحركة سيكون مفيدًا لصغيرك ولكِ أيضًا، وسيؤثر ذلك على حالتكما النفسية بالإيجاب وربما لن يكون هناك سبب لسماع بكاء الرضع.
- قلة التحفيز:
جعل الضوء أقل سطوعًا مع تقليل الضوضاء يؤدي إلى تهدئة الجهاز العصبي، مع الأخذ في الاعتبار بضرورة أخذ قيلولة.
- تدليك الطفل:
التواصل مع الطفل عن طريق اللمس من أعظم المهدئات، وبسبب ذلك يمكن دمج زيوت معينة مع التدليك تساعد على الاسترخاء وتوقف بكاء الرضيع.
- الاستحمام:
يعد الماء مهدئًا للصغار والكبار، بالإضافة إلى جعل الطفل نظيفًا وبالتالي قد تتوقف الأم عن سماع بكاء الطفل إذ أصبح نظيفًا.
- الضوضاء البيضاء:
يمكنك تشغيل الموسيقى الهادئة والمعروفة بالضوضاء البيضاء لتهدئته ومنع كثرة بكاء الطفل الرضيع.
- تغيير أوضاع الرضاعة الطبيعية:
تغيير الوضع يمكن أن يساعد الطفل على راحته والإسراع من عملية تدفق الحليب.
وختامًا سيدتي، ليس بالسهل عليكِ معرفة أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع، ولكن يجب عليكِ علاج اسباب البكاء عند الرضع بجميع المحاولات السابقة، فإذا لم تجدي فيها الحل؛ عليكِ استشارة الطبيب لمعرفة وجود مشكلة مرضية أم لا سبب ذلك.
مقالات ذات صلة
