الألعاب الإلكترونية سلاح ذو حدين على صحة طفلك
الألعاب الإلكترونية، يمر اليوم تلو الآخر وطفلي هكذا، يدمن الألعاب الإلكترونية وأنا مكبلة اليدين لا أدري ماذا أفعل؟ أحدثه ولا ينصت إليَّ.
ألم تمل بعد يا صغيري من هذه اللعبة؟ مضى الكثير من الوقت وما زلت تلعبها، ألا تسمعني، إنني أتحدث إليك!!
“مااااذا ؟؟؟ آسف يا أمي ولكنني منتبه مع اللعبة حتى لا يقتلني الوحش”. تُرى ماذا أفعل؟
هذا ما سنتحدث عنه اليوم عزيزتي الأم، فقد حاولنا في هذا المقال سرد المشكلة وحلها من جذورها، كما سنستعرض كلًّا من فوائد وأضرار الألعاب الإلكترونية.
بالإضافة إلى بعض النصائح المفيدة في التعامل مع الطفل المدمن للألعاب الإلكترونية.
الألعاب الإلكترونية ما بين النفع والضرر
نعلم جميعنا حب الأطفال للألعاب الإلكترونية، ولكننا لا نعلم مدى تأثيرها على أطفالنا هل بالنفع أو الضرر . فهي سلاح ذو حدين ينبغي التعامل معها بحذر وذكاء.
الجانب المضيء من الألعاب الإلكترونية
- تساهم في اكتساب مهارة أخذ القرار: إذ تتميز معظم الألعاب في الوقت الفعلي بإيقاع سريع، تتطلب من اللاعبين اتخاذ قرارات سريعة في فترة زمنية قصيرة، ومن ثم إمكانية تطبيق ذلك بسهولة في الحياة الواقعية.
- تساهم في التعلم: لاحتواء بعضها على أحرف وأرقام، فتسهل على الطفل تعلم مهارات لم يكن يعرفها سابقًا.
- تعلم الالتزام: فبعض الألعاب تضع القوانين والمعايير الخاصة باللعبة ولا يمكن للطفل تعديلها، فيضطر الطفل أن يتعلم الإلتزام في هذه اللعبة وفي الواقع.
- تُحسِّن التناسق بين اليد والعين: يفهم الطفل من خلال الألعاب الإلكترونية التنسيق الدقيق بين اليد والعين وكيف لأطرافه أن تؤثر على مساحة معينة من الأجهزة الذكية فتستجيب اللعبة لها، وتظهر أهميتها في جميع الأنشطة منها الرياضية وحل الألغاز.
- تُحسِّن الأداء العقلي: فعندما تكرر مهارة بعينها عدة مرات، يبدأ الدماغ في تطوير بنية وإنشاء مسارات ورسائل عصبية جديدة تساعد في تحسين الأداء، كما أوضحت الدراسات ارتفاع الأداء الفكري للأطفال الممارسين لهذه الألعاب مقارنة بغيرهم من الأطفال الذين لم يلعبوا الألعاب الإلكترونية.
- حل العواقب: تساعد الألعاب الإلكترونية الدماغ على التفكير حيال الوقوع في مأزق، فيكون قادرًا على حل المشاكل بشكل أسرع.
- تُستخدم في التدريس: تتميز بعض المدارس بتضمين محتوى المواد التعليمية في الألعاب الإلكترونية، فتنمي لدى الأطفال الكثير من مهارات الحياة المختلفة.
“اطلع هنا: تربية الأطفال“
الجانب المعتم من الألعاب الإلكترونية
- ابتعاد الطفل عن الأنشطة الاجتماعية مثل مقابلة الأصدقاء والأقارب والعائلة، والانسحاب من حضور المناسبات والأعياد.
- تؤثر على الجانب الصحي حيث:
1- يتسبب الجلوس لساعات طويلة مع إطالة النظر في الهواتف الذكية بضعف النظر.
2- يؤدي اللعب لفترات دون راحة إلى الإصابة بآلام في المفاصل الموجودة في الرسغ واليد والرقبة والساعد.
3- تؤثر الألعاب على مستوى فيتامين د المسؤول عن سلامة العظام. فاللعب لفترات طويلة يؤدي إلى نقصه، وإصابة الطفل بضعف في العظام.
4- تساهم في زيادة الوزن، فربما تؤدي الألعاب في الغالب إلى تناول الأطعمة الدهنية والسكرية أثناء الجلوس طويلًا أمام اللعبة. ومع قلة الحركة يقل حرق السعرات الحرارية، فيترتب على ذلك السمنة.
- تؤثر على إنتاجية الطفل وأدؤه للمهام المدرسية من الواجبات والأنشطة الطلابية، كما قد تمنعه من النهوض مبكرًا للمدرسة في حال السهر الطويل ليلًا.
- يمكن أن تتعمق أضرار الألعاب الإلكترونية لتؤثر على نفسية الطفل وسلوكه، فهو يتعلم منها الكثير ويطبقه على أرض الواقع.
- تصيب الطفل بالتعب والصداع والتوتر والقلق الدائم.
- تغير من المظهر الخارجي للطفل، إذ يتجاهل بعض الأطفال عند اللعب الاهتمام بالنظافة الشخصية.
- تكسب بعض الألعاب الإلكترونية العنف والعصبية فتؤثر على سلوك طفلكِ بالسلب، فتجعله أكثر عدوانية.
- مضيعة للوقت، فبدلاً من قضاء وقت الفراغ في اللعب، يمكن المشاركة في الأعمال التطوعية والترفيهية المفيدة لعمر طفلكِ.
“اقرأ أيضًا: طفلي يعاني من السمنة“
مخاطر الألعاب الإلكترونية
أنواع الألعاب الإلكترونية متعددة، منها ما يقتصر على لعب الطفل بمفرده ومنها ما يتطلب من الطفل مشاركته في اللعب مع أشخاص آخرين، وتكمن المشكلة في التالي:
- تعرض الطفل للتنمر داخل اللعبة من لاعبين آخرين، ومن ثم معاناته من مشاكل نفسية.
- تواصله مع الغرباء من خلال الكاميرا أو الويب أو الرسائل الخاصة أو الدردشة عبر الإنترنت.
- كثرة الاستخدام تؤدي إلى ميل الطفل للعزلة وربما تتسبب في إصابته بالتوحد لاحقًا.
علاج أضرار الألعاب الإلكترونية ومنع مخاطرها:
عزيزتي الأم تتوقف النتيجة المرغوبة في العلاج عليكِ، فأنتِ المسؤولة عن مراقبة طفلكِ وتحديد الوقت المناسب لممارسة اللعب.
بجانب وضع الإرشادات الواضحة التي تتعلق بالألعاب واختيار الأنسب منها والمساعدة على تنمية مهارات الطفل، بدلًا من الألعاب الضارة الأخرى التي تحث طفلك على التمرد والعنف والتحدث بوحشية.
إرشادات تعالج وتحد من ممارسة طفلك للالعاب الالكترونية:
- ضعي حدودًا وفترة زمنية واضحة للعب خلالها فقط، وتقترح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن يكون الوقت المخصص للعب ما بين ٣٠ دقيقة إلى ٦٠ دقيقة في أيام الدراسة بينما يزداد الوقت إلى ساعة أو ساعتين أيام العطلة المدرسية.
- أخبري طفلكِ أنه لن يلعب طالما لم يكمل مسؤولياته من الأعمال المنزلية أو الواجبات، وتأكدي من جودتها قبل السماح للطفل بالبدء في اللعب.
- عاقبي طفلكِ إذا خالف قواعد الأسرة أو القواعد العامة واجعلي العقاب الحظر الكامل عن الألعاب، وابدأي في تنفيذ هذه العقوبة على الفور.
- لا تسمحي للطفل بتجاوز القواعد عندما يصبح متعبًا أو مشتتًا، بل يجب عليكِ الاستعداد دائمًا لمتابعة القواعد والالتزام بوقت اللعب.
- غيري سلوك اللعب بأنشطة ترفيهية أخرى ممتعة ومثيرة لاهتمام الطفل مثل الرسم والتلوين، واملئي وقت الفراغ بالألعاب التي تحتاج المشاركة بين أفراد الأسرة مثل الجري والغميضة.
- استخدمي نظام المكافآت مع طفلك، سواء المادية أو الملموسة أو حتى غير الملموسة مثل الثناء اللفظي، وذلك عندما يشارك في أعمال لا تتعلق بالألعاب.
- تعرفي على مواهب طفلكِ وساعديه في وقت الفراغ على تنميتها بدلًا من اللعب على الإنترنت ومضيعة الوقت.
طفلك وإدمان الالعاب الالكترونية
يعد الأمر رائعًا بالنسبة لك عند انشغال طفلكِ في اللعب على الإنترنت، فيسهل عليكِ ممارسة أعمال المنزل بهدوء وراحة أكثر.
إلا أن الأمر ليس بهذا الجمال يا عزيزتي ففي المقابل قد يسوء الأمر ويعاني طفلك لاحقًا من إدمان الألعاب الإلكترونية؛ نتيجة للإهمال وعدم تحديد فترة زمنية محددة يلعب خلالها فقط.
علامات إدمان الألعاب الإلكترونية
- تفكير الطفل باللعب طوال الوقت وتعكر صفو مزاجه عندما لا يتمكن من اللعب.
- يحتاج قضاء المزيد والمزيد من الوقت في اللعب على الإنترنت للشعور بالرضا.
- الكذب على العائلة والأصدقاء بشأن مقدار الوقت الذي يقضيه في اللعب.
- تغير في السلوك والمزاج واضطراب في النوم.
- فقدان الرغبة تجاه الأنشطة المسلية الأخرى.
علاج إدمان الالعاب الالكترونية
يعالَج الطفل من إدمان الألعاب الإلكترونية عند طبيب الأطفال أو الطبيب النفسي.
ويعد اختيار الوقت المناسب للتوجه للطبيب أمرًا ضروريًّا، فكلما كان الوقت أسرع كان العلاج أسهل.
يحتاج إليك الطبيب في علاج الطفل بجانب العلاج السلوكي المعرفي Cognitive behavioral therapy، والمسؤول عن استبدال الأفكار المتعلقة باللعب بأفكار أخرى أكثر إفادةً لطفلك، ويشمل دوركِ هنا:
- التحكم في الوقت الذي يقضيه طفلك أمام الألعاب الإلكترونية.
- إبعاد الهواتف والأجهزة الأخرى عن غرفة نومه حتى لا يتسلل إليها ليلًا.
- ممارسة أنشطة متنوعة معه كل يوم بجانب التمارين الرياضة، ومن ثم تقل المخاطر الصحية الناتجة عن الجلوس واللعب لفترات طويلة.
نصائح ينبغي عليك أن تعلميها لأطفالك قبل اللعب على الإنترنت:
- علمي طفلك الحفاظ على خصوصيته.
- شجعيه على عدم مشاركة معلوماته الشخصية مع الآخرين عبر الإنترنت مثل الاسم أو تاريخ الميلاد أو العنوان أو رقم الهاتف أو اسم المدرسة أو الصور.
- أن يخبرك على الفور إذا بدأ شخص غريب في التحدث معه حول شيء غير مناسب أو طلب منه معلومات شخصية.
- إيقاف تشغيل الدردشة داخل الألعاب الإلكترونية مع أشخاص مجهولين.
نصائح اتبعيها لتفادي أضرار الألعاب الإلكترونية على طفلكِ:
- راقبي أجهزة المحمول والتابلت والآيباد الخاصة بطفلك، من خلال ضبط الأدوات.
- احتفظي لنفسك بكلمة المرور الخاصة بجوجل بلاي أو الآب ستور، ولا تخبريها لطفلك فلا يتمكن من شراء أو تحميل التطبيقات والألعاب الإلكترونية دون علمك.
- تأكدي من أن طفلكِ يلعب الألعاب المناسبة لعمره فقط، وأنه يتطور ويشارك في الأنشطة الأخرى غير المتعلقة بالإنترنت.
- امنعي طفلكِ من شراء أو استخدام الألعاب ذات العنف الشديد أو المحتوى الجنسي التصويري.
- اختاري ألعابًا تعليمية مفيدة لعمر طفلكِ وشاركيه فيها.
وفي النهاية، حاولنا إرشادك لحلول ونصائح تساعدك في الحد من أضرار الألعاب الإلكترونية على طفلك، فاتبعي منها قدر ما تستطيعين ولا تيأسي إن فشلتِ مرة، حاولي مجددًا فالنور موجود دائمًا في آخر النفق.