اكتئاب الحمل في الشهر الثامن (Pregnancy depression in the eighth month)، الحمل رحلة من تسعة أشهر، خلال تلك الرحلة تعاني الحامل من صعوبات عديدة، بعضها جسدي وآخر نفسي، مثل اكتئاب الحمل خاصةً في الشهر الثامن والذي قد يستمر حتى الشهر التاسع، وأحياناً بعد الولادة.
لذا نستعرض سوياً متاعب المرأة أثناء الحمل، وما هي أسباب وأعراض اكتئاب الحمل في الشهر الثامن، وكيفية التعامل معه.
ما هو اكتئاب الحمل في الشهر الثامن؟
عادة ما نسمع عن اكتئاب ما بعد الولادة، ولكن ثبت أن العديد من النساء يصبن بمشاعر الاكتئاب أثناء الحمل، حيث يعانين من بعض الأعراض مثل تقلب المزاج، والشعور بفقدان الاهتمام، بالإضافة إلى أعراض القلق والتوتر، وأحياناً نوبات من البكاء والحزن.
فمن الطبيعي أن تتغير الحالة النفسية للحامل خلال أشهر الحمل بسبب التغيرات الهرمونية التي تمر بها، بالإضافة إلى ازدياد حدة المتاعب مع تقدم الحمل حتى تصل إلى ذروتها في الشهر الثامن، مثل آلام البطن والظهر، وضيق التنفس واضطرابات النوم، والشعور بالغثيان، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة باكتئاب الحمل خلال الشهر الثامن أو الشهر التاسع.
اقرأ أيضًا: (علاج اكتئاب ما بعد الولادة)
ما هو مدى شيوع اكتئاب الحمل في الشهر الثامن؟
عادة ما نرى النساء أكثر عرضة لمرض الاكتئاب خلال فترة حياتهن الإنجابية، حيث تمثل نسبة حالات السيدات اللاتي يعانين من أعراض الاكتئاب ضعف عدد الرجال، وذلك بسبب طبيعة المرأة العاطفية.
وبالرغم من أن أسعد اللحظات في حياة كل امرأة، هي معرفة كونها حامل، وفي انتظار مولود يمنحها الأمومة، وتغمره بحبها واهتمامها، إلا أن المتاعب المصاحبة لمراحل الحمل وتغير نسب الهرمونات مثل البروجيستيرون والإستروجين، قد تفقدها القدرة على التحكم في مشاعرها والسيطرة على انفعالاتها.
ويختلف الأمر من امرأة إلى أخرى، حيث يمكن أن يمر الحمل على بعض النساء بسعادة وهدوء، ولا يشعرن بأية أعراض، بينما مع أخريات قد يعانين من الاكتئاب منذ الشهر الأول من الحمل.
وهذا الاكتئاب قد يستمر، بل وتزداد حدته في الأشهر الأخيرة من الحمل (الشهر السابع والثامن والتاسع)، نظراً لزيادة عبء الحمل ومتاعبه لدى المرأة.
ما هي أسباب اكتئاب الحمل في الشهر الثامن؟
كما ذكرنا، قد تظهر أعراض الاكتئاب منذ بداية الحمل، وتزداد حدة الأعراض في المرحلة الأخيرة خاصةً في الشهر الثامن والتاسع، نظراً لأهمية هذه الفترة لنمو الجنين، وزيادة وزنه وحجمه، مسبباً ضغط على الأعضاء الداخلية للحامل، وهذا يؤدي بدوره إلى ضيق بالتنفس وارتجاع المرئ واضطرابات النوم.
كما أن الخلافات الزوجية وضغوطات الحياة، تؤثر بشكل سلبي على الحامل ونفسيتها، ويعتبر وجود تاريخ عائلي أو شخصي للحامل مع الاكتئاب، يزيد من فرص الإصابة أثناء فترة الحمل، لذا فإن الضغوط النفسية والجسدية والمتاعب التي تتعرض لها المرأة أثناء الحمل، تعد أسباباً رئيسية وراء إصابة الحامل بالاكتئاب في الشهر الثامن.
اقرأ أيضًا: “صداع خلف الرأس“
ما هي الضغوط النفسية التي تسبب اكتئاب الحمل في الشهر الثامن؟
يمثل الشهر الثامن بداية الاستعدادات للولادة، فتبدأ الحامل في تجهيز مستلزمات المولود واتباع تعليمات الطبيب وممارسة الرياضة الخفيفة لتسهيل عملية الولادة، مما يشكل ضغوط نفسية عليها، لذا غالباً ما يكون وراء اكتئاب الحامل في الشهر الثامن أو الشهر التاسع عوامل وأسباب نفسية، نذكر منها:
- بداية المناقشات حول خيارات الولادة سواء طبيعية أو قيصرية، قد يثير مخاوف الحامل خاصةً إذا كانت التجربة الأولى للحمل، أو كان هناك أثر سلبي لتجربة حمل سابقة.
- قد تشعر الحامل بالخوف والقلق من آلام الطلق والولادة، أو الخوف من الولادة المبكرة، وتراودها هواجس حول سلامة المولود وصحته.
- وأحياناً يتملك المرأة الخوف من تأثير الحمل والولادة على جمالها وجاذبيتها، خاصةً مع التغيرات التي يمكن أن يسببها الحمل، مثل الوزن الزائد.أيضاً قد ينتاب الحامل مشاعر سلبية تجاه الحمل، إذا كان الحمل غير مخطط له، أو قلقاً من الأمومة والمسؤولية.
اقرأ أيضًا عن علاج اكتئاب ما بعد الولادة بدون أدوية
ما هي الضغوط الجسدية التي يمكن أن تسبب اكتئاب الحمل في الشهر الثامن؟
يعتبر الحمل مشقة تزداد يوماً بعد يوم، وشهراً تلو الآخر، حتى تصل ذروتها خلال الشهر الثامن أو الشهر التاسع، لأن مع تقدم الحمل تحدث تغيرات جسمانية يمكن أن تسبب الاكتئاب للحامل في الشهر الثامن، ومنها:
- وجود ضيق في التنفس.
- الصداع المستمر.
- الم اسفل الظهر والبطن.
- الضغط الزائد على منطقة المثانة، وزيادة عدد مرات التبول.
- اضطرابات النوم بسبب ضيق التنفس.
- ارتجاع المريء.
- الغثيان والقيء.
- تورم اليدين والقدمين.
- زيادة التعرق بسبب التغيرات الهرمونية.
ما هي أعراض اكتئاب الحمل في الشهر الثامن؟
الاكتئاب هو مرض شائع يؤثر سلبياً على التفكير والمشاعر والسلوك، ويسبب تقلبات مزاجية مصحوبة بمشاعر التوتر والقلق، وأحياناً نوبات شديدة من الحزن والبكاء، لذا يمكن تلخيص أعراض اكتئاب الحمل في الشهر الثامن فيما يلي:
- الغضب الزائد بسبب متاعب الشهر الثامن مثل الإجهاد والتعب المستمر، وزيادة حجم البطن.
- نوبات من الحزن الشديد؛ بسبب الأعراض والمضاعفات الصحية للحمل خلال الشهر الثامن.
- الشعور بالتوتر والقلق بسبب الضغوط النفسية، لذا يجب مراجعة الطبيب بصفة مستمرة للاطمئنان على صحة الحامل والجنين.
- التقلبات المزاجية المزعجة نتيجة للتغيرات الهرمونية خلال أشهر الحمل، والتي قد تبدأ من الثلث الأول من الحمل، وتستمر حتى تصل إلى ذروتها في الثلث الأخير.
- نوبات من البكاء بدون سبب واضح أو العصبية والانفعال السريع.
- عدم الاهتمام بالأنشطة اليومية، وفقدان الشهية للطعام.
- اضطرابات النوم، وفقدان القدرة على التركيز.
هل يؤثر اكتئاب الحمل في الشهر الثامن على صحة الجنين؟
يمكن أن يجلب الاكتئاب أثناء فترة الحمل الكثير من المشاكل التي تؤثر سلباً على صحة الحامل والجنين، فعادة ما يتسبب الاكتئاب في فقدان الشهية للطعام، مما يؤدي إلى سوء التغذية، بالإضافة إلى اضطرابات النوم، التي تعرضها للضعف والوهن الشديد.
وحيث أن عواطف الأم وتأثيراتها يمكن أن تنتقل إلى الجنين عبر الرحم، فإن الجنين قد يعاني بعد ولادته من مشاكل وعادات نوم غير منتظمة، أو نوبات من الهياج أو السبات العميق، وقد يعاني في طفولته من صعوبات في التعلم، أو يكون طفل سريع الغضب ذو سلوك عدواني.
ما هو علاج اكتئاب الحمل في الشهر الثامن؟
- المتابعة الدورية للحمل
تعتبر المتابعة الدورية للحمل منذ الشهر الأول وحتى موعد الولادة أهم خطوة، حتى تتمكن المرأة خلال الحمل من استشارة الطبيب حول كل ما تعانيه، وطلب المساعدة عند الشعور بأي من أعراض اكتئاب الحمل سواء في الشهر الثامن، أو في أي شهر من شهور الحمل. - مشاركة الأمر مع الأسرة لتوفير الدعم النفسي الذي تحتاجه خلال تلك الفترة العصيبة.
- غالباً ما يعتمد العلاج على جلسات الدعم النفسي الجماعي أو الفردي، أو العلاج السلوكي.
- قد يصف الطبيب في بعض الأحيان أدوية أو أعشاب معينة لعلاج الاكتئاب.
لذا يجب على الحامل أن تعتني بنفسها، لأن صحتها وصحة الجنين تأتي في المقام الأول، وتقاوم كل الأفكار والمشاعر السلبية، وتساعد نفسها على الاسترخاء ومشاركة مخاوفها والتحدث عنها مع الزوج والأسرة والأصدقاء، لتجنب اكتئاب الحمل في الشهر الثامن أو التاسع.
هل هناك نصائح للحامل لتجنب اكتئاب الحمل في الشهر الثامن؟
انتظار مولود جديد أمر مبهج وسعيد، ولكن غالباً ما ترهق الحامل نفسها باستعدادات مبالغ فيها من أجل المولود، وخلال الشهر الثامن والشهر التاسع تكثف جهودها لتنهي تلك الاستعدادات قبل موعد ولادتها.
تلك الضغوط التي تضعها الحامل على نفسها، بالإضافة لضغوط تقدم الحمل الطبيعية، تزيد من فرص إصابتها باكتئاب الحمل في الشهر الثامن أو الشهر التاسع. ولتجنب حدوث ذلك، من المفترض للحامل أن تتبع الآتي خاصةً خلال الأشهر الأخيرة من الحمل:
- الاهتمام بالاسترخاء والتغذية السليمة.
- تناول الفيتامينات التي يوصي بها طبيب النساء.
- إجراء الفحوصات المطلوبة بانتظام.
- إجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية أو السونار (Ultrasound)، كل أسبوعين للاطمئنان على حجم وصحة ووضعية الجنين.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على الكولا والكافيين.
- تجنب الأطعمة الحارة والمملحة والمخللات لأنها قد تسبب ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل.
- تجنب السكريات والحلويات لأنها قد تسبب سكري الحمل.
- شرب كميات كافية من المياه.
اكتئاب الحمل في الشهر الثامن كان حديثنا في هذا المقال، ويجب التذكير أنه من المفترض أن تكون فترة الحمل من أهم وأسعد فترات الحياة بالنسبة للمرأة، وبالرغم من صعوبة تلك الفترة ومشقتها إلا أنها تحمل في طياتها هبة ونعمة من الله، لذا عليكِ سيدتي مقاومة كل المشاعر السلبية، وفكري في لحظة وصول مولودك للحياة معافى وبصحة جيدة.