تطعيم شلل الأطفال الفموي، وكيفية وقاية طفلك

تطعيم شلل الأطفال الفموي، طور العلماء تطعيم شلل الأطفال الفموي في عام 1953، وأصبح متاحًا للجميع في عام 1957؛ مما أدى إلى انخفاض حالات الإصابة بشلل الأطفال.

ولكن ما سبب مرض شلل الأطفال؟

هو مرض يسببه فيروس معوي بشري ينتمي إلى عائلة الفيروسات البيكورناوية. سنتحدث عنه في السطور القادمة، بالإضافة إلى أعراض مرض شلل الأطفال وكيفية الوقاية منه.

مرض شلل الأطفال

يعد شلل الأطفال مرض فيروسي معدي، يهاجم الجهاز العصبي، كما أنه يُصيب الأطفال الأصغر من 5 سنوات أكثر من غيرهم.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، واحد من كل 200 طفل مصاب بشلل الأطفال يحدث له شلل دائم. 

وفي الوقت الحالي، وبفضل المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال؛ أصبحت بعض المناطق خالية من مرض شلل الأطفال. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال شلل الأطفال موجودًا في أماكن أخرى.

أنواع فيروس شلل الأطفال

يوجد ثلاثة أنواع من فيروسات شلل الأطفال، قُضي على اثنين منهما، ولم يتبق سوى النوع الأول الذي يسبب العدوى حاليًا.

كيفية الإصابة بالعدوى؟

• تحدث العدوى عبر الطريق البرازي – الفموي، مما يعني أن أحدًا يبتلع الفيروس عن طريق أطعمة ملوثة أو يديه الملوثة بالفيروس.
• بناء على ذلك، يدخل الفيروس البلعوم، ويتكاثر في اللوزتين والعقد الليمفاوية للرقبة، ثم بعد ذلك في الأمعاء الدقيقة.
• بعد 3 إلى 5 أيام، يُفرز الفيروس في براز المريض مما يعرض المخالطين له لخطر العدوى.
• باعتباره فيروسًا شديد العدوى، ينتقل الفيروس من خلال ملامسة البراز المُصاب. أو أشياء مثل الألعاب والأسطح التي لمست براز المريض يمكن أن تنقل الفيروس أيضًا.
• وفي بعض الأحيان قد ينتقل عن طريق العطس أو السعال، حيث يعيش الفيروس في الحلق والأمعاء، لكنه مسار أقل شيوعًا.
• غالبًا يُصاب الأشخاص الذين يعيشون في مناطق لا يصلها ماء نظيف، كما في حالة تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.
• وفقًا للأبحاث، الفيروس معدي لدرجة أن أي شخص يعيش مع شخص مصاب بالفيروس يمكن أن يصاب به أيضًا. خاصةً الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، مثل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، والأطفال الصغار والنساء الحوامل. 
•  لذلك عليك تجنب السفر إلى المناطق المنتشر بها شلل الأطفال، أو التعامل مع أي طفل مصاب بالفيروس، أو الإقامة مع شخص مصاب بشلل الأطفال أو حتى رعايته، إذا لم يأخذ طفلك تطعيمه.

أعراض إصابة الطفل بشلل الأطفال

تتراوح فترة الحضانة من يومين إلى 35 يومًا، ثم تظهر الأعراض بعد انتهائها. 

وتتنوع بين حالات خفيفة من أمراض الجهاز التنفسي والتهاب المعدة والأمعاء والشلل.

وعلى الرغم من أن أغلبية المصابين لا تظهر عليهم أعراض، يظل بإمكانهم نشر الفيروس والتسبب في إصابة الآخرين بالعدوى.

هناك 3 أعراض شائعة لشلل الأطفال:

1- شلل الأطفال غير المسبب للشلل.

يُعرف أيضًا بشلل الأطفال المجهض، وهو مرض بسيط مسؤول عن 80-90٪ من حالات عدوى شلل الأطفال.

تتشابه أعراضه مع أعراض الأنفلونزا -كما أنها لا تشمل الجهاز العصبي المركزي-، على سبيل المثال:

• حمى وارتفاع في درجة حرارة الجسم.
• التهاب الحلق.
• صداع.
• تقيؤ.
• اجهاد وتعب جسدي.
• التهاب السحايا.

قد تستمر أعراض شلل الأطفال غير المسبب للشلل من يوم إلى 10 أيام، ويُشفى بعدها المريض دون أي إعاقة جسدية دائمة.

“اقرأ أيضًا: نزلات البرد عند الأطفال“

2. فيروس شلل الأطفال المسبب الشلل.

يُصيب حوالي 1 في المائة من حالات شلل الأطفال. 

ويؤدي إلى شلل في النخاع الشوكي (شلل الأطفال الشوكي) أو جذع الدماغ (شلل الأطفال البصلي) أو كليهما.

الأعراض الأولية مشابهة لشلل الأطفال المجهض، ولكن بعد أسبوع، تظهر أعراض أكثر حدة وخطورة. 

تشمل هذه الأعراض:

• فقدان ردود الفعل الحركية.
• تشنجات عضلية شديدة.
• آلام في العضلات.
• ضعف ومرونة الأطراف، قد تكون في جانب واحد فقط من الجسم.
• شلل مفاجئ.
• إعاقة دائمة أو مؤقتة للأطراف، خاصة الوركين والكاحلين والقدمين.

على الرغم من ندرة حدوث شلل كامل، لكن في 5-10٪ من حالات شلل الأطفال، يهاجم الفيروس عضلات التنفس؛ مما يسبب فشل في هذة العضلات، مثل فشل الحجاب الحاجز والعضلات ما بين الضلوع، فيؤدي إلى الوفاة.

3- متلازمة ما بعد شلل الأطفال.

يمكن أن يعود شلل الأطفال بعد الشفاء، وهذا يحدث بعد 15 إلى 40 سنة.

الأعراض الشائعة لمتلازمة ما بعد شلل الأطفال (PPS) هي:

• ضعف مستمر في العضلات والمفاصل. 
• آلام في العضلات.
• الشعور بالتعب أو الإرهاق.
• ضمور في العضلات.
•  صعوبة في البلع.
• مشكلات في الجهاز التنفسي، وتوقف مؤقت للتنفس أثناء النوم. 
• عدم تحمل درجات الحرارة الباردة.
• الاكتئاب، النسيان وضعف الذاكرة

لماذا ينصح الأطباء بالالتزام بـ تطعيم شلل الأطفال الفموي؟

نظرًا لعدم وجود علاج فعلي، لذا فالوقاية هي أفضل طريقة لعلاج شلل الأطفال.

يعتمد العلاج على دعم المريض وتخفيف ألمه، لذلك تستخدم العلاجات الداعمة التالية:

• مسكنات الآلام.
• أدوية إرخاء العضلات، لتقليل التشنج.
• وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي في حالات ضيق التنفس.
• العلاج الطبيعي أو الدعامات التصحيحية للمساعدة في المشي.
• كمادات دافئة لتقليل آلام العضلات والتشنجات.

قد يحتاج المريض إلى كرسي متحرك إذا حدث شلل للساق.

لقاح شلل الأطفال وكيفية الوقاية

أفضل طريقة للوقاية من شلل الأطفال هي تطعيم شلل الأطفال.

يوجد نوعان من اللقاحات المستخدمة للوقاية من مرض شلل الأطفال، لقاح شلل الأطفال الفموي ولقاح شلل الأطفال غير النشط (سولك).

ما تطعيم شلل الأطفال الفموي

يُستخدم تطعيم شلل الأطفال الفموي (سابين) (OPV) في العديد من البلدان للحماية من مرض شلل الأطفال. 

يوجد عدة أنواع من تطعيم شلل الأطفال الفموي، والتي تحتوي على فيروس واحد أو مزيج من نوعين أو ثلاثة.

يخضع فيروس شلل الأطفال لخطوات من شأنها أن تُضعف قوته بحيث لا يسبب ضررًا؛ وذلك ليسهل على جهاز المناعة التعرف عليه وتدميره، وتكوين أجسام مضادة Antibodies ضد الفيروس.

ويُعطى التطعيم عبر سبع جرعات (نقطتين بالفم)، عند الميلاد وعمر شهرين و4 و6 و9 و12 و18 شهر. 

يستخدم تطعيم شلل الأطفال الفموي في احتواء وباء شلل الأطفال، حتى في البلدان التي تعتمد على لقاح شلل الأطفال غير النشط (المعطل). فهو أكثر فعالية من اللقاح المعطل لأنه يعطي للطفل نفسه مناعة قوية، ويعطي مناعة مجتمعية قوية أيضًا.

قد تظهر بعض الآثار الجانبية بعد التطعيم، مثل الحمى، الإسهال والقيء، التي لا تشكل أي خطر على الأطفال.

تطعيم شلل الأطفال غير النشط (المعطل) (سولك)

يحمي لقاح فيروس شلل الأطفال المعطل (IPV) الأشخاص من أنواع فيروسات شلل الأطفال الثلاثة، ويؤخذ عن طريق الحقن.

يحتوي لقاح (IPV) على فيروس معطل معمليًا، لذا فإن الأشخاص الذين يتلقون هذا اللقاح لا ينقلون العدوى للآخرين.

ولا يمكن لهذا اللقاح أن يسبب المرض، وكذلك لا تظهر أعراض بعد تناوله، كما أنه من الآمن استخدامه في حالات ضعف المناعة.

تطعيم شلل الأطفال الفموي في مصر

نتيجةً للجهود المصرية، التي وفرت تطعيم شلل الأطفال الفموي لجميع الأطفال في مختلف المحافظات. 

سجلت الأبحاث آخر حالة إصابة بمرض شلل الأطفال في مصر عام 2004، علاوة على ذلك، في 2006 أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مصر خالية من هذا المرض.

وفي 2018، دخلت مصر آخر مرحلة للقضاء على الفيروس، لضمان عدم ظهور حالات مستقبلية بسبب فيروسات قادمة من الخارج. وذلك بتبني الاستراتيجية الدولية التي توصي بإضافة جرعة تطعيم بالحقن (سولك) إلى جرعة التطعيم الفموي في الشهر الرابع.

بالإضافة إلى ذلك، قررت وزارة الصحة والسكان إضافة جرعتين أخرتين- عند عمر شهرين وستة أشهر- من اللقاح المعطل. وذلك بدايةً من أواخر شهر فبراير 2021؛ بهدف تقوية مناعة الأطفال ضد مرض شلل الأطفال بسلالاته الثلاثة. 

“اقرأ أيضًا: أطعمة تقوي المناعة“

تطعيم شلل الأطفال الفموي، تهدف التطعيمات إلى تعزيز مناعة طفلكِ في مقاومة الأمراض، وهي من أهم سبل الوقاية من الأمراض.

وختامًا، أطفالنا أمانة في أيدينا، لذا إعطاء التطعيمات في وقتها للأطفال مسؤولية كلا من الأسرة والدولة.