أنت وطفلك

الولادة المبكرة Premature birth وأشهر الأسباب والأعراض

الولادة المبكرة شبحٌ يُطارد أغلب السيدات، خاصة مع بداية دخولهن في الشهر السابع من الحمل. تحلم كثير من السيدات الحوامل باللحظة التي تقر فيها أعينهن برؤية أطفالهن، تلك اللحظة التي تُعد بمثابة فرحة عارمة لجميع أفراد الأسرة، ولا يُعكر صفو هذه الفرحة إلا شبح الولادة المبكرة!…

يبقى السؤال الذي يؤرق الكثير من السيدات الحوامل وهو هل تُمثل الولادة المبكرة خطرًا على حياة أطفالهن؟ وما هي الأسباب التي تؤدي لها؟ وهل يمكن تجنب ذلك؟! هذا ما سيدور حديثنا عنه في هذا المقال.

ما هي الولادة المبكرة؟

من الطبيعي أن تستمر فترة الحمل لمدة 37 أسبوعًا، وإذا وُلد طفلكِ قبل إتمام هذه المدة فهذا ما نطلق عليه الولادة المبكرة.

تختلف درجات الولادة المبكرة على حسب التوقيت الذي حدثت فيه، فيمكن تقسيمها إلى ثلاث درجات وهي:

  • الولادة قبل موعدها مباشرة، وهذا إذا كانت الولادة ما بين الأسبوع 34 والأسبوع 36.
  • أو الولادة قبل موعدها بفترة متوسطة، وهذا إذا كانت الولادة ما بين الأسبوع 32 والأسبوع 34.
  • الولادة قبل موعدها بفترة طويلة نسبيًا، وهذا إذا كانت الولادة قبل الأسبوع 32.
  • الولادة قبل موعدها بفترة طويلة للغاية، وهذا إذا كانت الولادة في الأسبوع 25 أو قبله من فترة الحمل.

يمكن أن تتسبب الولادة قبل موعدها بمضاعفات طبية خطيرة على الأطفال، وهذا يتوقف على موعدها، أي أنه كلما كانت الولادة مبكرة عن الموعد المفترض لها، زاد معدل الخطورة.

ما هي أشهر أسباب الولادة المبكرة؟

أسباب الولادة المبكرة

تحدث أغلب حالات الولادة المبكرة لأسباب غير واضحة، ولكن يوجد العديد من العوامل التي قد تساهم بشكل أو بآخر في حدوث الولادة المبكرة، ومن هذه العوامل:

  • الحمل بتوأم ثنائي أو أكثر.
  • إصابة الأم بعدوى أثناء الحمل.
  • وجود مشاكل في الرحم أو عنق الرحم.
  • تعرض الأم لولادة مبكرة قبل ذلك.
  • تكرار الحمل خلال فترات قصيرة أقل من عام.
  • الإصابة ببعض الأمراض كأمراض القلب والكُلى.
  • التدخين وتعاطي المخدرات.
  • الحالات المزمنة كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
  • إذا أصيبت الأم بحالة مرضية تستدعي توليدها مبكرًا حفاظًا على حياتها.

إذا كانت بعض العوامل العضوية يمكن أن تسبب حدوث الولادة المبكرة، فإن العوامل النفسية لها دور أيضًا في حدوث ذلك، مثل تعرض الأم للضغوط النفسية نتيجة الأحداث السلبية التي قد تمر بها مثل وفاة شخص عزيز مثلًا، أو تعرضها للعنف المنزلي.

“اقرأي أيضًا: الولادة القيصرية

ما أعراض الولادة المبكرة؟

توجد بعض الأعراض التي يجب أن تنتبهي لها؛ إذ قد تكون مؤشر لولادة مبكرة خاصة إذا كانت قبل الأسبوع 37، ومن أهم هذه الأعراض:

  • الشعور بضغط في منطقة الحوض خاصة في المهبل أو المستقيم.
  • الشعور بانقباضات متتالية في الرحم.
  • توقف مفاجئ لحركة الجنين.
  • حدوث نزيف. 
  • زيادة الإفرازات التي قد تُنبئ بفتح كيس ماء الرحم.
  • الشعور بآلام تشبه آلام الدورة الشهرية في منطقة البطن أو أسفل الظهر.

إذا شعرتِ بأي من الأعراض السابقة، فيجب عليكِ استشارة الطبيب أو الذهاب لأقرب مستشفى؛ حتى يتمكن الأطباء من إبطاء عملية الولادة أو إيقافها.

يجب أن تعلمي أن كل لحظة يقضيها الجنين في الرحم، تعد بمثابة طوق النجاة الذي يحافظ على حياته.

“اطلع هنا: مراحل تكوين الجنين

كيف تبدو هيئة الطفل في حالة الولادة المبكرة؟

يختلف شكل الأطفال المولودين مبكرًا عن شكل الأطفال المولودين في ظروف طبيعية، ويتمثل الاختلاف الأكبر في قلة وزن الأطفال في حال ولادتهم قبل الموعد الطبيعي بجانب ضعفهم الشديد.

يوجد العديد من العلامات الأخرى التي يمكن أن نميز بها الأطفال المولودين مبكرًا، ومن أهمها:

  • انخفاض شديد في نسبة الدهون تحت الجلد. 
  • عدم انتظام ضربات القلب وصعوبة التنفس.
  • صغر حجم الأعضاء التناسلية وعدم اكتمال نموها.
  • كثرة الشعر الذي يغطي الجسم (زغب الجنين) مع قلة شعر الرأس.
  • برودة الجسم نتيجة لنقص الدهون.
  • عدم الاستجابة للمشاهد البصرية قبل الأسبوع 30.
  • البكاء بصوت ضعيف جدًا.

لا شك أن جميع هذه العلامات والأعراض التي تظهر على الطفل في حال ولادته قبل موعده تُظهر تعرّضه بشكل كبير للمشاكل الصحية، وهنا نطرح السؤال التالي…

كيف تؤثر الولادة المبكرة على حياة الأطفال؟ 

تختلف درجة تأثر الأطفال صحيًّا بالولادة المبكرة باختلاف موعد الولادة، فكلما كان الطفل مولودًا قبل ميعاده بفترة طويلة، كلما زادت المضاعفات التي يمكن أن يتعرض لها.

تنقسم تلك المضاعفات إلى مضاعفات تستمر لفترة وجيزة، وأخرى يتأثر بها الأطفال على المدى البعيد.

مضاعفات على المدى القريب

وتتمثل هذه المضاعفات في:

  • صعوبة التنفس؛ وسببها الرئيسي هو عدم اكتمال نمو الرئتين.
  • بعض المشاكل في القلب وانخفاض ضغط الدم.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي متمثلة في ضعف التغذية والهضم، وبعض الالتهابات.
  • الأنيميا.
  • اليرقان (الصفراء).
  • انخفاض درجة حرارة الجسم. 
  • احتمالية حدوث نزيف في الدماغ، خاصة إذا كانت الولادة مبكرة جدًا.
  • زيادة فرص تعرضهم للعدوى؛ نتيجة عدم اكتمال نمو الجهاز المناعي.
  • مشاكل في الكُلى.

تحدث هذه المضاعفات خلال الأسابيع الأولى من الولادة.

مضاعفات على المدى البعيد

وتتمثل هذه المضاعفات في:

  • حدوث شلل دماغي يتمثل في اضطرابات الحركة.
  • ضعف التحصيل الدراسي وتأخر القدرة على التعلم.
  • ضعف النظر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالعمى في بعض الأحيان.
  • صعوبات في السمع.
  • تأخر في نمو الأسنان وتغير لونها وعدم انتظامها.
  • بعض المشاكل النفسية والسلوكية.
  • زيادة فرص الإصابة بالأمراض المزمنة.

“اقرأي أيضا: تنمية مهارات الطفل

تلافي مضاعفات الولادة المبكرة على الجنين وما هو علاجها؟

كيفية تلافي مضاعفات الولادة المبكرة

من المفترض أن تتم عملية الولادة في مستشفى مجهز بقسم عناية مركزة للأطفال؛ وذلك تحسبًا لأي مشكلة طارئة قد تحدث أثناء عملية الولادة.

إذا كانت المستشفى غير مجهزة، فسيضطر الطبيب لإعطائك بعض الأدوية التي توقف انقباضات الرحم؛ حتى يتسنى له تحويلك إلى مستشفى آخر.

سيتواجد معكِ في غرفة العمليات طبيب مختص لمتابعة حالة طفلكِ بمجرد ولادته، وقد يُحوّل إلى وحدة العناية المركزة للأطفال Pediatric intensive care unit إذا لزم الأمر.

كما ذكرنا سابقًا أن الولادة المبكرة تتسبب في عدم اكتمال نمو طفلك بجانب صغر حجمه ونقص وزنه، لذا فإنه سيظل تحت الرعاية الخاصة حتى يكتمل نموه ويصبح وزنه طبيعيًا.

سيتلقى طفلكِ العلاج المناسب طوال هذه الفترة ويشمل:

  • الوضع في الحاضنة، للحفاظ على درجة حرارته.
  • توصيل أجهزة لقياس علاماته الحيوية باستمرار، وقد يُستخدم جهاز تنفس صناعي إذا لزم الأمر.
  • توصيل أنبوب وريدي؛ لإمداده بالسوائل اللازمة والتغذية الوريدية.
  • نقل الدم، خاصة إذا سُحبت منه عينات لإجراء بعض الفحوصات.
  • بعض الأدوية، لتحسين وظائف القلب والرئتين والدورة الدموية.

متى يمكنني اصطحاب طفلي إلى المنزل؟

يمكنك اصطحاب طفلكِ إلى المنزل إذا كان قادرًا على:

  • التنفس بصورة طبيعية دون الحاجة لأجهزة التنفس.
  • الحفاظ على درجة حرارة جسمه. 
  • الرضاعة بصورة طبيعية.

هل يمكن تجنب حدوث الولادة المبكرة؟

ذكرنا أن أغلب حالات الولادة المبكرة تحدث بدون أسباب واضحة، إلّا أنه يوجد بعض الوسائل التي قد تساهم في منع حدوثها، ومن أهم هذه الوسائل:

  • تناول الأدوية التي تحتوي على هرمون البروجسترون.
  • الخضوع لعملية تطويق عنق الرحم، وهي عملية جراحية يتم من خلالها خياطة عنق الرحم مؤقتًا حتى يحين موعد الولادة.
  • التوقف عن التدخين، خاصة عند حدوث الحمل.
  • تجنب تكرار الحمل خلال فترات قصيرة لأقل من عام.

الولادة المبكرة، يمكن القول أنه مع التقدم العلمي الذي يشهده المجال الطبي حاليًا، لم تعد الولادة المبكرة تشكل خطرًا كبيرًا على حياة الأطفال؛ إذ أصبح من السهل التعامل مع المضاعفات التي قد تصيبهم فضلًا عن إمكانية الوقاية منها.

تذكري دائمًا أن حفاظك على صحتك هو أهم عامل للحفاظ على صحة طفلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى