علاج برد المعدة والإسهال، من منا لم يتعرض للإصابة ببرد المعدة والإسهال، والتي يمكن أن تحدث فجأةً بشكلٍ حاد، أو تحدث تدريجيًا وتكون مزمنة، عادةً تذهب الأعراض من تلقاء نفسها، ولكن إذا زادت عن حدها؛ كان لزامًا عليك ألا تتأخر في طلب المشورة الطبية؛ لتلقي علاج برد المعدة والإسهال المناسب، وفقًا للسبب الرئيسي الذي أدى لحدوث المرض.
سنتعرف سويًّا في السطور القليلة القادمة إلى علاج برد المعدة والإسهال، وكيفية التعامل معه.
داء برد المعدة
هو خلل يصيب الجهاز الهضمي؛ نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية؛ مسببًا التهاب المعدة والأمعاء. وقد أُطلق عليه هذا الاسم لأنه يشبه أعراض البرد الذي يصيب الجهاز التنفسي، لكنه يُعرف طبيًا وعلميًا باسم التهاب المعدة والأمعاء.
تُعد أعراض برد المعدة مزعجة ومؤلمة؛ لما يصاحبها عادةً الإصابة بالإسهال المائي، مع وجود تقلصات في المعدة، وارتفاع درجة الحرارة في بعض الأحيان، وتختلف شدة الأعراض باختلاف مقاومة الفرد ومُسبب الإصابة.
كما يمكن الشفاء من برد المعدة والإسهال تلقائيًا، ودون حدوث أي مضاعفات صحية.
سنعرض إليك الأعراض قبل التوجه للحديث عن علاج برد المعدة والإسهال.
أعراض برد المعدة عند الكبار
تظهر الأعراض في غضون يوم إلى ثلاثة أيام بعد الإصابة، وقد تستمر في بعض الأحيان حتى عشرة أيام. ومن أبرز أعراض الإصابة ببرد المعدة عند البالغين:
- فقدان الشهية.
- التعب والخمول.
- جفاف الجلد والحلق.
- آلام العضلات.
- الصداع.
- إسهال مائي غير دموي، وهو من أكثر الأعراض شيوعًا وارتباطًا بداء التهاب المعدة والأمعاء.
- انخفاض ضغط الدم.
- ارتفاع درجة الحرارة، مع الشعور بالقشعريرة أو التعرق.
“اطلع هنا: أدوية تنشيط الدورة الدموية“
أعراض برد المعدة عند الأطفال
- ارتفاع درجة الحرارة، فقد تصل إلى 38.9 درجة مئوية.
- الغثيان بعد تناول الطعام.
- فقدان الشهية التام، وعدم القدرة على النوم.
- المعاناة من الانتفاخ والغازات.
- الخمول أو الانفعال الزائد.
- الإسهال
يجب توخي الحذر عند إصابة الأطفال ببرد المعدة، وزيارة الطبيب في أقرب وقت ممكن؛ لتفادي عواقب هذه الأعراض في حال استمرارها على صحة الطفل، ومن أخطرها الإصابة بالجفاف.
الفرق بين أعراض برد المعدة والتسمم
يتشارك برد المعدة مع التسمم في حدوث بعض الأعراض، مثل: القيء، والإسهال.
لكنهما يختلفان في التوقيت؛ فتظهر أعراض التسمم مباشرةً بعد تناول الأطعمة الملوثة أو الفاسدة، ونادرًا ما يصاحب التسمم الإصابة بالحمى، أما برد المعدة لا ترتبط أعراضه بتناول الطعام.
أسباب الإصابة ببرد المعدة والإسهال
من أبرز مسببات الإصابة ببرد المعدة والإسهال ما يلي:
- العدوى البكتيرية
- تسببها أنواع مختلفة من البكتيريا، مثل: السالمونيلا، والإشريكية القولونية، والكلوستريديوم.
- العدوى الطفيلية
- تُعد الجيارديا من أبرز مسببات العدوى الطفيلية، وتستمر الإصابة فترة أطول من العدوى الفيروسية.
- يُعرف الإسهال بأنه من أبرز الأعراض الناجمة عن العدوى الطفيلية، ولكن لا يصاحبه وجود مواد مخاطية أو دم.
- العدوى الفيروسية
يجدر بالذكر أن الفيروسات مسؤولة عن 75% إلي 90% من إجمالي الإصابات ببرد المعدة والإسهال.
يكمن مصدر العدوى الرئيس في تناول طعام أو شراب ملوث، وأيضًا عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة، والتي تسهم في نقل العدوى من شخص لآخر.
يمكن لعدد من الفيروسات التسبب في الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء، ومن بينهم:
- النوروفيروس
يتمكن من إصابة كل من الأطفال والبالغين، كما يُعد السبب الرئيس في انتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق الطعام الملوث، ويشيع انتشاره في الأماكن المزدحمة.
تتحسن الحالة الصحية لمعظم الأشخاص المصابين بهذا الفيروس في فترة قصيرة تتراوح ما بين 2 إلى 3 أيام.
- عدوى الروتا فيروس
تُعد السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب المعدة والأمعاء عند الأطفال، وتكون أعراض إصابتهم بالعدوى أشد حدة من البالغين.
- الفيروسات الغدائية
يستطيع إصابة الأعمار المختلفة، وينتقل هذا الفيروس عن طريق السعال والعطس، وأيضًا عن طريق الملامسة المباشرة للأشخاص المصابين أو الأدوات الملوثة بالفيروس.
يتماثل المصابون الشفاء وخاصةً الأطفال بعد أيام قليلة من الإصابة.
عوامل خطورة برد المعدة والإسهال
- الإصابة بجرثومة المعدة.
- التدخين.
- القلق والتوتر.
- ضعف المناعة.
- الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
- الإصابة بداء كرون.
- نقص فيتامين ب12.
- تناول الأدوية المسكنة للألم باستمرار.
الحالات المرضية المشابهة لأعراض برد المعدة
يمكن الخلط بين الإصابة ببرد المعدة وبعض الحالات المرضية الأخرى؛ إذ يصعب التمييز بينهم لتشابه الأعراض.
كما يمكن التغلب على هذا عن طريق تسليط الضوء على اختلافات خصائص بعض الأعراض الظاهرة، ومعرفة الفترة الزمنية الفاصلة بين التقاط العدوى وظهور الأعراض، والتي تُعرف باسم فترة الحضانة.
ومن أبرز الحالات المشابهة لأعراض برد المعدة:
- الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي والتي منها: داء كرون، والتهاب القولون التقرحي.
- تناول المضادات الحيوية أو مضادات الحموضة؛ إذ تؤدي إلى ظهور بعض الأعراض الجانبية، والتي تشبه أعراض برد المعدة.
- فرط الحساسية الغذائية لبعض المواد، مثل: اللاكتوز، والفركتوز، أو بدائل السكر Sugar substitute (المحليات الصناعية).
مضاعفات الإصابة ببرد المعدة والإسهال
يُعد الجفاف من أبرز المضاعفات الرئيسية لذا يعد الأسراع في علاج برد المعدة والإسهال أمر في غاية الأهمية، ويمكن تعويض السوائل المفقودة نتيجة الإسهال والقيء عن طريق تناول كميات كافية من الماء والسوائل.
ومن أهم أعراض الجفاف:
- الشعور بالدوار.
- عدم التبول لفترة طويلة، تصل إلى 12 ساعة.
- جفاف الجلد والحلق.
- تغير لون البول إلى اللون الغامق.
- الشعور بالعطش باستمرار.
- يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، ولكن في حالات نادرة.
تشخيص برد المعدة والإسهال
يستطيع الطبيب إجراء بعض الفحوصات لتشخيص الإصابة ببرد المعدة، عن طريق:
- تشخيص الأعراض: ليتأكد الطبيب من الأعراض التي يعانيها المصاب.
- فحص البراز: يستخدم لتحديد السبب الرئيس الذي أدى لحدوث المرض.
- فحص الدم: يساعد على تحديد وجود الأجسام المضادة، والتي تعمل على محاربة العدوى.
طرق علاج برد المعدة والإسهال
يعتمد علاج برد المعدة والإسهال على علاج المسبب الرئيس للمرض، فهناك مجموعة من الخيارات العلاجية يمكن الاعتماد عليها، ومنها:
الرعاية المنزلية
يمكن التعافي من داء برد المعدة ، دون تدخل الطبيب؛ لذا يمكن الاعتماد على العلاجات المنزلية في بداية الأمر.
تُعد الرعاية المنزلية من أفضل طرق علاج برد المعدة والإسهال، وتشمل الآتي:
- الإكثار من السوائل التي تسهم في القضاء على الجفاف.
- الراحة التامة.
- تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على كافيين.
- الابتعاد عن الأطعمة الدسمة، والأطعمة التي تسبب تهيج المعدة، مثل: الأطعمة الحارة، والأطعمة الغنية بالأحماض.
“اقرأ أيضًا: ستربتوكين اقراص“
علاج برد المعدة والإسهال بالأدوية
- المحلول الملحي: يستخدم في حالة استمرار القيء والإسهال؛ لحماية الجسم من الإصابة بالجفاف.
- الأدوية المسكنة: تعمل على تخفيف حدة الألم، وخفض درجة الحرارة المرتفعة.
- مضادات الحموضة: تسهم في معادلة الحموضة في المعدة.
- مضادات الطفيليات: تستخدم لمحاربة الأوليات والطفيليات، إذا كانت المسبب الرئيس للمرض.
علاج برد المعدة للحامل
يحتاج علاج برد المعدة والإسهال عند الحامل تحري العلاجات الأكثر أمانًا لها وللجنين، ويجدر بالذكر أن برد المعدة نادرًا ما يتحول إلى مشكلة صحية خطيرة، ويشمل العلاج الآتي:
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وعدم بذل أي مجهود.
- تناول الأطعمة غير المبهرة؛ ذلك لتجنب تهيج المعدة وزيادة التهابها.
- شرب كميات كبيرة من المياه والسوائل على مدار اليوم.
- متابعة الطبيب باستمرار؛ ومن ثم معرفة الأدوية الآمنة التي تحد من الإسهال والقيء.
علاج برد المعدة للأطفال
- الإكثار من تناول المياه والسوائل الدافئة؛ لتجنب الإصابة بالجفاف، وتُعد أولى الخطوات في علاج برد المعدة عند الأطفال الرضع.
- الاستعانة بمحاليل خاصة لمعالجة الجفاف، وتُعطى عن طريق الفم.
- تناول كميات معتدلة من الطعام اللين على المعدة، مثل: الموز، والبسكويت، والخضراوات الطازجة.
- توفير قسط وافر من الراحة.
- تجنب الأطعمة التي قد تزيد من حالة الإسهال منها الألبان.
أفضل مشروبات لعلاج برد المعدة
تساعد بعض المشروبات الدافئة على تخفيف حدة الأعراض، ومن أهمها:
- الزنجبيل: يحتوي على مضادات أكسدة، ويخفف حدة الألم، ويساعد على إيقاف الإسهال والقيء.
- النعناع: من أهم المشروبات لعلاج برد المعدة بالأعشاب؛ إذ يُعد مهدئًا طبيعيًّا، ويعالج الانتفاخ وتقلصات المعدة.
- البابونج: تكمن أهمية مشروب البابونج في القضاء على الغثيان وتشنجات المعدة، وتخفيف حدة الإسهال.
4 نصائح للوقاية من برد المعدة والإسهال
بعد تعرفنا على علاج برد المعدة والإسهال إليك 4 نصائح للوقاية.
- الاهتمام بالنظافة، مع غسل اليدين جيدًا باستمرار.
- عزل المصاب عن باقي أفراد الأسرة؛ لمنع انتشار العدوى.
- غسل الخضراوات والفاكهة جيدًا قبل تناولها.
- الحرص على نظافة المنزل وتطهيره دائمًا.
وختامًا…
علاج برد المعدة والإسهال، برد المعدة هو من أكثر الأمراض المعدية، والجميع معرض للإصابة سواء كانوا كبارًا أو صغارًا أو حتى رضع، ومما لا شك فيه إن الأعراض مؤلمة ومزعجة، ولكن باتباع تعليمات الرعاية المنزلية السليمة، مع تناول الوصفات الطبيعية، وأيضًا الالتزام بتعليمات الطبيب؛ يمكننا علاج برد المعدة والإسهال، وتخطي هذه العدوى، دون التعرض لأي مضاعفات صحية. متعنا الله وإياكم بالصحة والعافية.