النجاح، هل له أسرار؟ سؤال ظل يدور في ذهني لبرهة من الوقت، وأنا أحلل رحلتي خلال هذه الحياة.
فقد مرت من حياتي ٢٢ عامًا، ولا أتذكر من نجاحاتي سوى تخرجي من الجامعة وحصولي على درجة البكالريوس.
أعلم أنني قد تأخرت كثيرًا حتى أسأل نفسي هذا السؤال، ولكن لم يفت الأوان بعد طالما لا أزال أحيا وأتنفس نسيم الهواء.
أهنئك عزيزتي على هذه الخطوة الرائعة، وأدعوك لقراءة هذا المقال المتناول عصارة أسرار ومفاتيح النجاح، وكذلك القواعد الذهبية لتكوني إنسانة ناجحة وراضية عن أي مرحلة وصلتي إليها.
النجاح رحلة تحتاج الصبر والكفاح
يعد هو الغاية والنتيجة المرجوة التي يطمح إليها الجميع.
فالكل يتمنى التفوق في حياته الخاصة والمهنية، ومع ذلك فإن الكثيرين منا غير مستعدين للتحدي والمواجهة أثناء السعي للوصول إليه.
فقد شاهدت أشخاصًا يريدون التفوق دون أي مجهود وسعي، أوآخرين استسلموا بعد مجهود كاد أن يصل بهم إلى أهدافهم.
والناجح من سعى وصبر حتى ذاق طعم نتيجة كفاحه، بغض النظر عن موهبته، فقد حظيت بالتعرف على مجموعة من الأشخاص لم يحظو بالموهبة، ولكن إصرارهم كان دافعًا على تفوقهم وهذا كان سر النجاح.
هل مفهوم النجاح واحد؟
يختلف مفهومه في الحقيقة من شخص إلى آخر.
فهو بالنسبة للكثيرين يعني الحصول على عائد مادي مرتفع من وظيفة عمل، بغض النظر عن الجهد المبذول خلال ساعات العمل الزائدة.
بينما يمثل التفوق لفئة أخرى الاستمرار في وظيفة بدوام ثماني ساعات تجلب الراحة والسعادة بمرتب مناسب.
فإذا قارنا بين الفئتين، فأحدهما فضَّل العمل الزائد والآخر فضل استثمار الوقت الباقي مع العائلة في البيت.
كل منهما رأى مفهوم النجاح بعينه؛ فالأول يرى أن جمع الأموال هو النّجاح، والآخر يرى أن النّجاح يكمن في تكوين أسرة مترابطة وسعيدة.
مفاتيح النجاح، أسرار اكتشفيها
تختلف مفاتيح النجاح في العمل عنها في علاقة سواء مع الأسرة أو شريك الحياة، فلكل منهما استراتيجية وجهود مختلفة عن الأخرى.
ولكن تشمل مفاتيح النَجاح الأساسية هذه النقاط:
المفتاح الأول: تحديد الهدف
يعد تحديد الهدف هو الخطوة الأولى في الطريق إلى النّجاح، فلا يمكن البدء في رسم هذا الطريق دون معرفة ما تسعى إليه.
يجب أن يكون الهدف واقعيًا وملموسًا، مثل الحصول على وظيفة جيدة أو خسارة الوزن أو كسب مبلغ معين من المال، أو تأسيس عائلة مترابطة؛ فالنجاح لا يأتي من الأهداف المجردة.
بمجرد تحديد الهدف، ضعيه على الحائط نصب عينيك؛ فالأهداف التي لم تدون هي مجرد رغبات وآمال لن تتحقق.
“اطلع هنا: أساليب تنمية مهارات التفكير الإبداعي“
المفتاح الثاني: وضع الخطة
ثم فكري ما هي الخطوات التي يمكنك القيام بها للقرب من الهدف.
ثم اكتبي خطة عمل واضحة وقابلة للتنفيذ، وابدأي في تنفيذها ولا تتوقفي حتى تنتهي.
خصصي وقتًا كل يوم لمراجعة الخطوات التي حققتيها للوصول إليه.
ستساعدك هذه الطريقة بقوة على التحفيز والبقاء في حالة الالتزام حتى تصلي إلى الهدف وتستمتعي بطعم التفوق.
المفتاح الثالث: استعدي لما هو غير متوقع
الناجح من يكون على استعداد لمواجهتها، من خلال وضع قائمة بالأشياء التي يمكن أن تقف أمامه في الطريق وينشئ لها الحلول البديلة.
المفتاح الرابع: إدارة الوقت
يجد الكثير منا بعد العزم على تنفيذ الأهداف، أن الوقت الكافي من اليوم لتحقيقه ليس بكافٍ؛ ولذلك يعد تنظيم الوقت وإدارته بحكمه مفتاح كبير للوصول إلى التفوق.
يمكن إدارة الوقت من خلال تدوين كل مهامك خلال اليوم لمدة أسبوع مثلًا بالتفاصيل الدقيقة.
وذلك لتتعرفي على الأشياء التي تستنفذ وقتك وتعيقك عن التقدم نحو الهدف.
ومن ثم يمكنك الحد منها أو منعها.
المفتاح الخامس: تعلمي من أخطائك
يُمهد الطريق إلى التفوق بالفشل، فهو ليس بطريق مستقيم بل مليء بالمنعطفات والتحولات، فلا تخشي ارتكاب الأخطاء أو الفشل، فقصص النجاح لا تخلو منها.
يمكن الاستفادة من الفشل في التعلم والنمو، فإذا لم تنجحي من البداية، فجربي طرقًا أخرى، ولكن احرصي على ألا ترتكبي نفس الخطأ مرارًا وتكرارًا؛ فهذا ليس بمؤشر جيد.
يقول أحد الناجحين: “لقد تعرضت للفشل كثيرًا في حياتي، وهذا هو سر نجاحي”.
سر النجاح يكمن في هذه النقاط:
- الإيمان بقدرتكِ وآرائك، حتى لو لم يؤمن بها الناس.
- الموازنة بين الشغف والعمل؛ فالعمل بلا شغف يخلق إنجازات فارغة، ركزي على ما تحبين، واعملي به.
- أن تقولي: “لا”، وتتخلي عن كل ما يلهيك عن تحقيق هدفك، سواء من الأشخاص أو الأشياء.
- أن تتعلمي كل يوم شيئًا جديدًا، ويمكن ذلك بالقراءة أو البحث أو التحدث مع أشخاص لديهم خبرات وتجارب.
- إذا كنت تريدين حقًّا أن تنجحي، فلا هوادة في السعي لتحقيق التفوق.
- المثابرة، فهي تخلق العزيمة، والعزيمة تحقق الهدف، حتى لو استغرق تحقيق الهدف سنوات، فإن الاستمرار والمثابرة هي مفاتيح النجاح.
- الاحتفال بكل خطوة صغيرة تأخذينها تجاه الهدف The Goal أو بعد التغلب على عقبات واجهتك في الطريق إلى النجاح.
- أن تعلمي أنك المتحكمة في مصيرك وأنت وحدك من يتحمل المسؤولية تجاه أفعالك وعواقبها، وستجدين نفسك بطبيعة الحال أكثر إقبالًا على التفوق.
- عند اتخاذ أي قرار، أعيدي التفكير فيه، هل يقربك من التقدم نحو الهدف أم ينجرف بك بعيدًا.
- حوِّلي أهدافك إلى أفعال، أما آن لك بالتحرك!
- تعلمي من ذوي الخبرة والناجحين.
- تعلَّمي كيف تتغلبين على مخاوفك، فالناجح لا يخاف من الهزيمة أو الفشل.
القواعد الذهبية للوصول إلى النجاح
١- غيِّري من طريقة تفكيرك من أجل حياة سعيدة وناجحة.
٢- رافقي أصحاب الهمم والطموح؛ فالطريق إلى النجاح لا يعني أن تكوني وحيدة، فمع وجود صديقة تدعمك وتحفزك على التفوق سيسهل عليك الأمر كثيرًا.
٣- لا تتوقفي عن التعلم، واستمري فالحياة لاتتوقف عن التلقين.
٤- كوني مثابرة واغتنمي الفرص، ولا تغلقي الباب أمام أي فرصة تناسبك، مثل دورة تدريبية.
٥- تعرفي على أشخاص ناجحين في مجالك، واسأليهم كيف حسَّنوا من حياتهم المهنية؛ لعل الإجابة تكون مصباحًا ينير خطاك.
٦- لا تستسلمي أبدًا، فالطريق إلى التفوق ممهد ببعض الانتكاسات، وهذا طبيعي.
٧- ابذلي قصارى جهدك في جميع جوانب ما تفعليه، فيكفيك شرف المحاولة، حتى إن لم تؤتي ثمارها.
٨- ركزي على الأشياء التي ترغبين فيها وليس التي تخشينها.
٩- خالطي مجتمعًا آمنًا ومشجعًا على التفوق في أي مجالات الحياة.
۱۰- أعلمي أن التفوق ليس في مدى ارتفاعك، ولكن في مدى تأثيرك الإيجابي على هذا العالم.
متى أقول أني ناجحة في حياتي؟
- إذا امتلكت الشجاعة لمحبة وقبول الحب من الآخرين، فهذا يدفعك لتعيشي حياة مُرضية، وهذا هو سر النجاح الحقيقي.
- إذا أدركت أن حياتك مليئة بالحب والصحة والأصدقاء والأسرة؛ فإدراك ذلك يشعرك بالامتنان لحياتك، والرضا الكافي الذي يدفعك للتقدم والتفوق.
- أو إذا كنت أمً لأسرة وتلبي احتياجاتها الأساسية من تقديم الطعام والشراب والأمان العاطفي فأنتِ شخصية ناجحة، فالنجاح ليس في العمل فحسب.
- إذا كان بيدكِ مساعدة الآخرين ومدتِ لهم يد العون بتواضع حقيقي وحب، فأنتِ شخصية ناجحة.
- إذا تصرفت وفقًا لمبادئك، فلا تمشي مع التيار وتتبعين الناس في مبادئهم الخاطئة، أو تجعلينهم متحكمين بك أو بما تفعلينه.
النجاح، الحياة رحلة تحتاج منا السعي فيها؛ للوصول إلى الأحلام والأهداف، فإن لم تتخذي أي خطوة حتى الآن، فلن تصلي وتستمتعي بطعم التفوق.
