أنت وطفلك

العصبية الزائدة عند الاطفال؛ 7 طرق للتخلص منها

Excessive nervousness in children

العصبية الزائدة عند الاطفال، لا يكل ولا يمل طفلي من البكاء والصراخ، دائم الشعور بالضيق والتوتر، ولا يسأم من المشاجرات ليلًا ونهارًا، ويتفاقم الأمر حين تجتمع عصبيته مع العناد، كل هذا من أبرز مظاهر العصبية الزائدة عند الاطفال، والتي تكون بمثابة معضلة أمام كثير من الأمهات؛ تجعلها تقف عاجزة حائرة.

في هذا المقال سنتعرف سويًّا إلى أسباب العصبية الزائدة عند الاطفال وكيفية علاجها.

العصبية الزائدة عند الاطفال

العصبية هي مجموعة من السلوكيات التي يعبر الطفل من خلالها عن المشاعر والأفكار التي تجول في خاطره، وأيضًا وسيلة للاعتراض، والتعبير عن الأشياء التي تسبب له الضيق والقلق.

تختلف مسببات العصبية ومظاهرها باختلاف المرحلة العمرية؛ فعصبية الشاب تختلف عن عصبية الطفل وعن عصبية المرأة؛ إذ يمتلك كل منهم دوافعه الخاصة وطريقة تعبيره التي تظهر شخصيته.

يجدر بالذكر أن العصبية الزائدة عند الاطفال سلوك مكتسب من البيئة المحيطة؛ لذلك من السهل تغييره وتقويمه.

علامات العصبية الزائدة عند الاطفال

  • تقلبات المزاج باستمرار.
  • سرعة الشعور بالإحباط واليأس.
  • فقدان الشغف والسعي.
  • استخدام العنف والعدوان لتلبية رغباته وحل مشكلاته.
  • قضم الأظافر.
  • التبول اللاإرادي.
  • الإضراب عن الطعام.
  • اضطراب علاقات الطفل الاجتماعية.
  • الشعور بالنقص.
  • الشعور بالقلق و كذلك التوتر باستمرار.
  • نوبات غضب غير مناسبة لعمر الطفل.
  • صعوبة التركيز والتذكر.
  • اضطرابات النوم، ويصاب الطفل بالأرق.

أسباب العصبية الزائدة عند الاطفال

أسباب العصبية الزائدة عند الأطفال

أسباب عضوية ومرضية

  • مشكلات الهضم.
  • اضطرابات الغدة الدرقية.
  • التهاب الأذن.
  • التهابات اللوزتين

أسباب تربوية للعصبية الزائدة عند الاطفال

  • الدلال المفرط للطفل

عند تلبية رغبات الطفل بدون شرط أو قيد؛ تترعرع بداخله الأنانية وحب الذات، ويجعله يثور لطلباته وأوامره.

  • عدم إفساح المجال للطفل للتعبير عن ذاته

يرتكب بعض الآباء والأمهات خطأً كبيرًا في حق طفلهم عند اهتمامهم بأدق الأمور التي تخصه، ويفكرون له في شتى أموره، وغير مسموح له بالاعتراض أو الاختيار.

يشعر الطفل بالعجز بعد تلقيه سيل من التعليمات والنصائح؛ ما يجعله يشعر أن خياراته محدودة، ويصاب بالإحباط؛ ويفتعل الصراخ والبكاء لإثبات ذاته.

  • استنساخ تصرفات الوالدين

عند اتصاف أحد الأبوين بالعصبية؛ يحذو الطفل حذوه، ويحاكي سلوك العصبية عند تعرضه لمواقف مشابهة؛ لاعتقاده أن هذا رد فعل مناسب واستجابة طبيعية.

  • الإهمال

يفتعل الطفل الصراخ والغضب عند شعوره بالإهمال وعدم حصوله على قسطٍ كافٍ من الرعاية والحنان. كذلك، عند إهمال الأهل تقويم هذا السلوك؛ تتفاقم العصبية لدى الطفل ويتخذها نهجًا لحياته.

  • القلق والتوتر

تسبب بعض المواقف القلق والخوف للطفل؛ ومن ثم يترتب عليها جعله دائم الغضب.

  • التعرض للسخرية والتنمر

قد يتعرض الطفل لضغوطات نفسية نتيجة السخرية والتنمر من أقرانه في المدرسة.

يكون هذا بمثابة حمل ثقيل على نفسية الطفل، ولا يستطيع التصرف حيال ما يتعرض له؛ فيترتب على ذلك تغير في السلوك كما يتحول إلى طفلٍ عصبي وعنيد.

  •  اضطراب النوم

تؤدي قلة النوم والراحة إلى الشعور بحالة نفسية سيئة، وبالتالي مزيد من العصبية والتوتر.

  • الاحتياجات غير المستوفاة

يسبب شعور الطفل بالجوع والتعب سوء سلوكه؛ نتيجة انخفاض نسبة سكر الدم؛ لذا يجب توفير الاحتياجات الجسدية الأساسية للطفل؛ لتحسين مزاجه مع السيطرة على الغضب Anger management وعلى انفعالاته.

الأسباب النفسية لعصبية الاطفال

الأسباب النفسية لعصبية الاطفال
الأسباب النفسية لسلوك العصبية الزائدة عند الاطفال
  • اضطراب طيف التوحد

يتسبب اضطراب طيف التوحد في تقليل قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره وأفكاره؛ إذ يعاني الطفل ضعف اللغة وكذلك مهارات التواصل الاجتماعي.

  • صعوبات التعلم

عندما يواجه الطفل صعوبة تعلم بعض المواد؛ يتخذ العصبية والعنف سلوكًا. 

  • اضطراب التكامل الحسي

هو خلل معالجة المعلومات الحسية؛ إذ يكون الطفل شديد الحساسية أو غير حساس للمحفزات، مثل الشعور بالحساسية تجاه الضوء الشديد أو الضوضاء.

يثير هذا الخلل بداخله مشاعر القلق والارتباك، ومن ثم يتعرض لنوبات غضب وعصبية مفاجئة.

  • اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

اضطراب فرط الحركة عند الأطفال تسبب صعوبة التحكم في السلوك، والامتثال للأوامر والتعليمات؛ لذا يتولد لديهم رد فعل عصبي وعدائي.

أسباب العصبية الزائدة عند الاطفال الرضع

البكاء هو وسيلة التواصل الوحيدة للرضيع، وعندما يعجز في التعبير عن احتياجاته؛ يزداد بكاؤه وعصبيته.

ومن أبرز أسباب العصبية الزائدة عند الاطفال الرضع:

  • الجوع.
  • تبلل الحفاض.
  • المغص.
  • مشكلات الجهاز الهضمي.
  • آلام التسنين.
  • عدم القدرة على النوم.

أنواع ظاهرة العصبية عند الأطفال

اضطراب الهلع

هو نوبات متكررة وغير متوقعة من الخوف الشديد، ويرافقها كذلك أعراض جسدية، مثل: خفقان القلب، وألم في الصدر، وضيق التنفس، والشعور بالدوار.

اضطراب ما بعد الصدمة

يحدث هذا الاضطراب نتيجة مواجهة حادث مرعب، أو التعرض لضرر جسدي.

اضطراب الوسواس القهري

هو حالة مزمنة، وتتميز بتكرارها، ويصاحبها هواجس وأفكار سلبية، ومع تكرارها يحدث التوتر والعصبية.

القلق العام

يسبب شدًا عصبيًا وقلقًا مبالغًا فيه.

الرهاب الاجتماعي

يصاحب الرهاب الاجتماعي القلق الشديد، والوعي الذاتي المفرط في المواقف الاجتماعية اليومية.

الفرق بين الطفل العنيد والطفل العصبي

يتميز الطفل العنيد بإصراره على موقفه ورأيه وطلباته، حتى وإن كانت غير منطقية وغير مبررة، ولا ينصاع لرأي والديه؛ ومن ثم يدخل في نوبة من الصراخ والغضب والعصبية.

أما الطفل العصبي فهو دائمًا يشعر بالقلق والضيق، وتظهر العصبية على هيئة صراخ أو مشاجرات مع الغير. وعادةً يرافق صفة العند حالة من العصبية والصراخ؛ فكلما زاد عناد الطفل زادت عصبيته.

كيفية علاج العصبية الزائدة عند الاطفال

الدفء الأسري لعلاج عصبية الأطفال
  • وضع القوانين

 يجب على الوالدين وضع قواعد وقوانين واضحة؛ تجعل الطفل يعلم ما المسموح وما الممنوع فعله، وأن عليه احترام الجميع. يساعد هذا على تعلم ضبط النفس والسيطرة على الغضب. 

  • إنشاء مقياس للغضب

هي أداة تساعد الطفل على تقييم درجة غضبه، إذ يستطيع الطفل مواجهة غضبه من خلال تعلمه مهارة تقييم الغضب، فيُجرى تدريج مقياس الغضب من 1 إلى 10، ويعني رقم 0 عدم الغضب ، بينما يعبر رقم 10 عن الغضب الشديد.

يُعد مقياس الغضب أداة فعالة في علاج العصبية الزائدة عند الاطفال؛ لأن ذلك يساعدهم على فهم طبيعة غضبهم، ويسهم في تقويم سلوكهم.

  • تعريف المشاعر

يجب على الآباء والأمهات السماح للطفل أن يعبر عن جميع مشاعره الطبيعية، وإعطاؤه الثقة وعدم تقييد حريته؛ ومن ثم يستطيع فهم مشاعره والتعبير عنها بشكل طبيعي وصحيح.

  • الدفء الأسري

يكون الحنان والتفاهم أداة مهمة في حل المشكلات؛ إذ يجعل الطفل يشعر باستقرار سريرته وهدوء النفس دائمًا.

  • التصرف كقدوة للطفل

يجب أن يحرص الأهل على ضبط النفس، والسيطرة على انفعالاتهم وغضبهم أمام الأطفال؛ لكي يكونوا قدوة يَحتذي بها الطفل.

  • تعلم تقنيات محددة لإدارة الغضب

توجد تقنيات محددة تساعد على التحكم في الغضب، مثل التنفس بعمق عند الشعور بالغضب، أو ممارسة إحدى الأنشطة الرياضية التي تكبح جماح التوتر والقلق مثل المشي السريع، أو ممارسة رياضة اليوجا.

  • استخدام أسلوب العقاب

يُعد أسلوب العقاب من أساليب الانضباط لعلاج العصبية الزائدة عند الاطفال، وهو أمر ضروري لكي يعي الطفل أن غضبه غير المبرر وسلوكه العدواني غير مقبولين.

في حال استمرار الطفل في نوبات العصبية والغضب؛ يجب معاقبته بطرق غير عنيفة، مثل: فرض واجبات إضافية، أو سحب بعض الامتيازات التي اعتاد عليها.

علاج العصبية الزائدة عند الاطفال بالأعشاب

تساعد بعض الأعشاب على علاج العصبية الزائدة عند الاطفال؛ لأن أغلبها يعمل على تهدئة الطفل، وتخفيف حدة التوتر والقلق لديه، ومنها:

  • زهرة البابونج.
  • جوزة الطيب.
  • اللافندر.
  • الليمون.
  • إكليل الجبل.

وختامًا…

العصبية الزائدة عند الاطفال، شعور طبيعي وليس من الضروري كبحه، ولكن يجب تقويمه بأسلوب صحيح؛ لجعله مشاعر عابرة، دون أن يترك أثرًا سيئًا على الطفل أو المحيطين.

ولا بد أن نعي أن عواقب العصبية عند الأطفال أخطر بكثير من أسبابها؛ لذا يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة حسنة في ضبط النفس، ويعملوا جاهدين على تنشئة طفل سوي نفسيًا وصحيًا واجتماعيًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى