أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة، تبحث معظم الأمهات الجدد بعد الإنجاب عن أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة وكيفيتها، نظرًا لكون الرضاعة الطبيعية نعمة عظيمة للأم والطفل معًا.
لذا سنأخذك عزيزتي الأم في جولة بين سطور هذا المقال نقرأ فيه معًا عن أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة ومدتها بالدقائق وعدد مراتها وأهميتها للأم والطفل.
وقبل كل هذا مبارك لكِ على المولود وحمدًا لله على سلامتك أنتِ وطفلك، والآن قد بدأت رحلتك الحقيقة.
ما أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة
خلال شهور الحمل تحدث تغيرات في الثدي استعدادًا للرضاعة الطبيعية. ومع آلام المخاض وولادة الطفل، يملأ الثدي لبنًا سميكًا مائلًا للصفرة بكميات صغيرة يسمى اللبأ، وذلك خلال الأيام الأولى من حياة الطفل، إلا إنه يكفي لتلبية احتياجات الرضيع.
يعد اللبأ أول ما ينزل من حليب الثدي، والذي يتغير بمرور الوقت ليمنح الرضيع التغذية المناسبة التي يحتاجها للنمو.
كما يهيئ أيضًا الجهاز الهضمي للرضيع على النمو استعدادًا لمهمة هضم حليب الأم.
تنتهي فترة نزول حليب اللبأ ويبدأ نزول الحليب الناضج بعد مرور العشرة أيام الأولى من الولادة، وهو المسؤول الرئيس عن التغذية التي يحتاجها الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية.
ومع مرور الوقت يبدأ الثدي فى الاستجابة لاحتياجات طفلك من الحليب، فيكون رد فعله الطبيعي إنتاج المزيد من اللبن.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأطفال حديثي الولادة
تتعدد فوائد الرضاعة الطبيعية، فالعديد من الأطباء والخبراء وكذلك الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال يوصون بها وبشدة خلال السنة الأولى من حياة الطفل.
وتوضح النقاط التالية فوائد الرضاعة الطبيعية للأطفال حديثي الولادة باختصار:
1- يوفر حليب الأم التغذية المطلوبة للرضيع خلال الأشهر الستة الأولى من حياته؛ لكونه يحتوي على مزيج من العناصر المثالية التي يحتاج إليها الطفل للنمو، وهي الفيتامينات والبروتينات والدهون. وتتواجد هذه العناصر في صورة مناسبة يسهل للطفل هضمها من حليب الأم.
2- يحتوي لبن الأم على أجسام مضادة تساعد جسم الطفل على مهاجمة الفيروسات والبكتيريا.
3- تقي الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة من خطر الإصابة بالربو والحساسية والسرطان والسكري والتهابات الأذن.
4- أثبتت بعض الدراسات أن الرضاعة الطبيعية تسهم في النمو العقلي وارتفاع درجات الذكاء في مرحلة الطفولة.
5- يربط التقارب الجسدي والبصري في الرضاعة بينك وبين طفلك برباط الحب والأمان؛ فهي خطوة كفيلةلبناء علاقة عاطفية قوية بينك وبين طفلك وخلق المودة والألفة بينكما.
6- يحصل الطفل من الرضاعة على وزن طبيعي وصحي أثناء النمو، دون زيادة أو دون السمنة المفرطة.
7- تقلل أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة من متلازمة الموت المفاجئ للطفل.
8- يسهل على الرضيع هضم حليب الأم دون حدوث أي اضطراب في المعدة مثل الإسهال أو الإمساك.
9- من فوائد الرضاعة الطبيعية الصحيحة لحديثي الولادة أيضًا المساعدة في نمو الفك والأسنان وتنظيم المناعة بصورة أفضل.
“اقرأي أيضًا: تنمية مهارات الطفل“
قبل التطرق للحديث عن أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة، إليك أولا فوائد الرضاعة الطبيعية
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم بعد الولادة القيصرية أو الطبيعية
1- تسهم الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة في حرق السعرات الحرارية الزائدة من الجسم بمعدل 500 سعرة حرارية يوميًا، لذا يمكنها مساعدتك على إنقاص الوزن سريعًا.
2- تقلل الرضاعة الطبيعية الصحيحة لحديثي الولادة من نزيف الرحم بعد الإنجاب.
3- تحفز إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يساعد الرحم في الرجوع إلى حجمه الطبيعي قبل الحمل، والمسؤول أيضًا عن شعور الهدوء والراحة بعد كل مرة تُرضعين فيها طفلك؛ فتصبحين أقل عرضة للاكتئاب.
4- تحد الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان مثل سرطان الثدي والمبيض.
5- تقلل أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة من خطر الإصابة بهشاشة العظام وضغط الدم والسكري وأمراض القلب.
هناك 4 أوضاع لـ الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة
عليكِ باختيار وضع الرضاعة الطبيعية الذي تشعرين فيه أنك وطفلك في وضع مريح غير مجهد.
وتعد النقاط التالية أفضل أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة:
1- وضع المهد: إحدى الطرق الشائعة في الرضاعة، وفيها تحمل الأم طفلها بإحدى ذراعيها بحيث يكون الذراع الحامل للطفل موجه للثدي القريب منه، فإذا كنت تحملينه باليد اليمنى يكون الثدي الأيمن هو المستخدم.
لك بعد ذلك مطلق الحرية في وضع اليد الأخرى حول الطفل لدعم جسمه أو وضعها تحت ظهره لدعمه. ثم وجهي الثدي ناحية فم الرضيع، بحيث تصبح الحلمة باتجاه الأنف.
2- وضع كرة القدم: من أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة وتناسب هذه الأطفال حديثي الولادة، ومن خضعت إلى الولادة القيصرية وتحتاج لحماية بطنها من ضغط الطفل ووزنه.
يُحمل الطفل بإحدى اليدين ويوجه رأس الطفل إلى الصدر القريب من اليد الحاملة، ويمكنك استخدام وسادة للمساعدة على رفعه باتجاهك أثناء اتباع أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة هذه.
3- وضع المهد المعكوس: اجلسي على كرسي مريح به مساند للذراعين، ثم احملي طفلك في ثنية ذراعك المقابل للصدر المستخدم في الرضاعة. وقربي الطفل من الثدي باتجاه أنفه ولا تنحني أنتِ له.
4- وضع الاستلقاء: وهي من أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة الأكثر استخدامًا أثناء الليل عندما تكون الأم نائمة ولا تقوى على الجلوس لتحمل الطفل. ولكنها قد تسبب أذى للطفل إذا نامت الأم وضغط الثدي على أنف الطفل.
طريقتها تكون بالنوم على أريكة أو سرير على أحد جانبيك ثم وجهي فم الطفل إلى ثديك وهو نائم بجوارك، وبمجرد أن يلتقط الحلمة ويبدأ في الرضاعة يمكنك سحب يدك من مسك الثدي واتركيه له.
عدد مرات الرضاعة الطبيعية الصحيحة لحديثي الولادة
بعد التحدث عن أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة سنتحدث عن عدد مراتها.
تعتمد عدد مرات الرضاعة الطبيعية الصحيحة لحديثي الولادة على كمية الرضعة الواحدة، فبعض الأطفال يفضلون عدة رضعات صغيرة متكررة والبعض الآخر يتناول رضعات طويلة بين الحين والآخر.
يرغب حديثو الولادة الرضاعة كل ساعتين أو ثلاث ساعات تقريبًا، فيما يتراوح ما بين 8 إلى 12 رضعة كل 24 ساعة، وبعد مرور الشهر الأول تتغير المدة فيصبح احتياج الطفل رضعة كل أربع ساعات.
بينما يرضع جميع الأطفال بعد حلول الستة أشهر الأولى كل خمس ساعات تقريبًا ومع نمو الطفل تقل عدد الرضعات تدريجًيا.
لا يفضل إدخال الطعام الصلب في فم الرضيع قبل 6 أشهر، ولكن يمكن الجمع بين الأكل اللين والرضاعة الطبيعية بعد مرور الستة أشهر الأولى.
“اقرأ أيضًا: الصفراء عند حديثي الولادة“
مدة الرضاعة الطبيعية الصحيحة لحديثي الولادة بالدقائق
يتغير حجم الحليب المتكون يوميًا وفقًا لعمر الطفل وعدد الرضعات والوقت؛ لهذا تختلف مدة الرضاعة الطبيعية الصحيحة لحديثي الولادة بالدقائق من طفل لآخر، ولكن عادة ما يرضع المولود من الثدي لمدة تتراوح من 10 إلى 20 دقيقة.
بينما تستغرق مدة الرضاعة الطبيعية بالدقائق 20 دقيقة للرضيع من عمر 3 شهور إلى 6 شهور، وبعد الستة أشهر الأولى تبدأ عدد الرضعات ومدتها في النزول التدريجي؛ لتهيئ الطفل لمرحلة إدخال الطعام في فمه.
تعتقد بعض السيدات أنهن لا يستطعن الرضاعة الطبيعية لصغر ثديهن، وهذا الاعتقاد خاطئ. والصحيح أن جميع النساء بمختلف أحجام ثديهن يستطعن الإرضاع طبيعيًا.
كيف أعرف أن صغيري جائع ويحتاج الرضاعة الطبيعية؟
يعد البكاء أكثر الطرق الشائعة التي تعلمين بها أن طفلكِ جائع، وتشير العلامات التالية بأهمية البدء في الرضاعة الطبيعية الصحيحة لحديثي الولادة، نظرًا لأن طفلك الآن على وجه الاستعداد:
- تحريك فمه أو فكه أو رأسه بحثًا عن الثدي.
- لعق الشفتين.
- إخراج اللسان.
- فتح الفم.
- إصدار صوت.
- التحرك نحو الثدي.
- وضع يده الصغيرة على فمه.
- مص الأشياء المحيطة به.
كيف تعرفين أن حليب الرضاعة الطبيعية كافٍ لطفلك؟
يدور في عقل العديد من الأمهات هذا السؤال بعد إرضاع المولود، فإذا كان طفلك يحصل على ما يسد حاجته من اللبن ينبغي:
- أن لا يفقد من وزنه أكثر من 7% في أيامه الأولى بعد الولادة.
- أن يزداد وزنه تدريجيًّا بعد أسبوعين من الولادة.
- أن يرتاح ويهدأ ويكف عن البكاء بعد الرضاعة.
يحتاج جسمك إلى الرضيع لمواصلة إنتاج اللبن، فطلب الطفل المتكرر والمنتظم للرضاعة يحفز الثديين على إنتاج اللبن.
حلول للرضاعة الطبيعية للمرأة العاملة
في حال كنت امرأة عاملة وتتركين طفلك في البيت مع أحد أفراد العائلة، يمكنك ضخ حليب الثدي سواء باليد أو بالمضخة في زجاجة.
ملاحظات:
- يستغرق اعتياد الطفل على حليب الثدي المعبأ في زجاجة عدة أيام.
- يصلح حليب الأم المخزن ليومين في الثلاجة للرضاعة.
- بإمكانك تخزين لبن الثدى لمدة 6 شهور مجمدًا في الفريزر.
- لا تستخدمي الميكروويف في تسخين وإذابة اللبن المجمد؛ لأن ذلك يدمر فاعلية اللبن وفوائده لجسم الرضيع.
- تعد الطريقة الصحيحة لإذابة اللبن المجمد هي وضع اللبن المجمد في الثلاجة حتى يفك التجميد ثم استخدمي وعاء من الماء الدافئ لتدفئة الحليب فيصبح جاهزًا للاستعمال.
“اطلع هنا: علاج رفض الطفل للرضاعة الطبيعية“
فوائد الرضاعة الطبيعية الصحيحة لحديثي الولادة عن الألبان الصناعية
- توفر المال فلا حاجة لشراء اللبن الصناعي.
- غير مجهدة مقارنةً بتعقيم الحلمات وزجاجات الرضاعة.
- توفر الوقت، لستِ مضطرة لتدفئة زجاجة اللبن كل فترة وغسلها.
- تمنح الوقت الكافي للمكوث مع مولودك الصغير في حالة استرخاء وهدوء أثناء ترابطكما معًا.
- حليب الأم جاهز دائمًا في درجات الحرارة المناسبة للاستعمال بخلاف الألبان الصناعية Infant formula.
- لست مضطرة للاستيقاظ في منتصف الليل لتحضير الحليب الصناعي.
بعد الحديث عن أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة، ما أهم مشكلات الرضاعة الطبيعية؟
مشكلات الرضاعة الطبيعية للأم وحلولها
- التهاب الحلمة
يتوقع حدوث بعض الألم خلال الأسابيع الأولى من الرضاعة الطبيعية؛ لذلك تأكدي من أن طفلك يمسك بالحلمة بالشكل الصحيح، وإذا استمر الألم تأكدي من تفريغ ثدييك بالكامل فالثدي الممتليء باللبن يصبح متورمًا ومؤلمًا.
يساعد تجفيف الحلمتين بعد المص ووضع الثلج أو كيس من حبوب البازلاء المجمدة على حلمات الثدي في تخفيف الألم والالتهاب.
- جفاف الحلمتين
تجنبي هذه المشكلة وامنعي استخدام الصابون والكريمات ومستحضرات التجميل الكحولية على الثدي.
يمكنك وضع اللانولين برفق أو المرطبات الخالية من الكحول واستعمال حمالات الصدر القطنية للتخلص من مشكلة الجفاف، وفي حالة استمرار المشكلة توجهي إلى الطبيب لوصف الدواء المناسب.
- احتقان الثدي
ويعني احتقان الأوعية الدموية وليس امتلاء الثدي بالحليب. ويحدث فيه احتباس للسوائل في الثديين، فيراودك شعور الألم والصلابة.
يمكن تخفيف هذه الأعراض باستعمال كمادات المياه الباردة على الثدي والاستحمام بالماء الساخن أو استعمال كمادات المياه الساخنة والاستحمام بالماء البارد.
كما يساعد استخراج الحليب باليد أو المضخة تخفيف حدة هذه الأعراض المزعجة.
- عدوى الثدي
تظهر غالبًا عندما يصاب الثدي بعدوى بكتيرية عبر الحلمة المتشققة بعد الرضاعة.
تستخدام المضادات الحيوية لعلاج عدوى الثدي، وعلى الأرجح يمكنك الاستمرار في الرضاعة أثناء تناول المضاد الحيوي وفقًا لتعليمات الطبيب.
ويفضل استعمال كمادات المياه الدافئة 4 مرات يوميًا لمدة ربع ساعة على الثدي بجانب الدواء لتخفيف الألم.
حالات تتوجه الأم المرضعة فيها للطبيب
- إذا لوحظ أي تغير في لون الثدي.
- نزول إفرازات غير طبيعية أو نزيف من الحلمة.
- إذا أصبح الثدي متورمًا أو منتفخًا.
- عند الشك أن طفلك لا يحصل على ما يكفيه من اللبن.
- إذا عانيت ألمًا في الصدر.
8 نصائح للمرضعات
- انتبهي إلى علامات الجوع التي تظهر على طفلك، وأرضعيه طبيعيًا عند طلبه فلا تنتظري حتى يبكي.
- كوني صبورة وأرضعي طفلك في كل مرة يطلبها ولا تستعجليه، فالأمومة تحتاج الصبر و بعض التضحية من أجل راحة صغيرك.
- استرخي أثناء أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة، وادعمي ذراعيك ورأسك ورقبتك باستخدام وسادة، أو استخدمي مسند قدم لدعم قدميك وساقيك قبل البدء في الرضاعة.
- تحدثي مع الطبيب قبل البدء في الرضاعة الطبيعية في حالة تناولك لبعض الأدوية؛ إذ ربما تنتقل آثارها الجانبية للطفل مع الحليب.
- لا يجب التوقف عن الرضاعة إذا أصبت بالإنفلونزا أو نزلة برد، فلن يتسبب حليب الثدي في إصابة طفلك بالمرض، بل قد تمد طفلك بالأجسام المضادة التي تساعده في محاربة الأمراض.
- تناولي مكملات الحديد وفيتامين دال التي وصفها الطبيب بالكميات المناسبة لك ولطفلك.
- داومي على تناول الغذاء الصحي والتغذية السليمة من أجلك ومن أجل طفلك.
- حافظي على الاسترخاء والهدوء قبل الرضاعة وفي أثنائها؛ فذلك يساعد على إفراز اللبن وتدفقه للطفل بسهولة أكبر.
- لا تعطي طفلك الماء العادي قبل مرور 6 أشهر، والتزمي باتباع أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة.
أوضاع الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة، ونود أن نذكرك عزيزتي الأم أن حليبك هو الغذاء الأمثل والأكثر أمانًا لصحة طفلك، وأنه نعمة عظيمة فلا تفرطي في تقديمها إن استطعتي.
