سن اليأس المبكر عند النساء أو انقطاع الطمث المبكر قد يبدأ من منتصف سن الثلاثين عامًا، هذا ما أخبرتني به الطبيبة عندما استنكرت أن انقطاع الحَيض وما يحدث معي في الآونة الأخيرة هي أعراض سن اليأس المبكر عند المرأة.
تغيرت حالتي النفسية حيال سماعي ذلك، فلم أتخطى سن الأربعين من عمري.
تعرفي معنا عزيزتي في الفقرات القادمة على أسبَاب انقطاع الطمث المبكر عند المرأة، وأعراضه وكيف لها التأقلم مع هذه الرحلة الجديدة في سن صغير.
سن اليأس المبكر عند النساء (menopause)
يعرف سن اليأس بأنه العمر الذي يتوقف فيه الطمث وتنقطع فيه الدورة الشهرية مبكرًا عن المدة المعتادة، وتفقد فيه الأنثى قدرتها على الإنجاب، فهو مرحلة طبيعية من مراحل حياة المرأة.
وعادة ما يبدأ سن اليأس الطبيعي عند أغلب النساء من عمر يتراوح ما بين ٤٥ إلى ٥٠ عامًا
في حين يحدث سن اليأس المبكر عند النساء، عند انقطاع الحَيض لمدة ١٢ شهرًا متتالية قبل حلول سن الأربعين.
ويظهر ذلك عندما يتوقف المبيضان عن أداء وظيفتهما وإنتاج البويضات ومن ثم يحدث انقطاع الطمث المبكر، وتنخفض الهرمونات التناسلية مثل هرمون الاسْتروجين.
ما أعراض سن اليأس المبكر عند النساء؟
تعاني النساء أثناء فترة انقطاع الطمث المبكر أعرَاض متنوعة، يغلب فيها التشابه مع الأعراض المزعجة التي تصاحب النساء عند بداية سن اليأس الطَبيعي، فتشمل أعراضه الآتي:
- هبات ساخنة؛ وتعني الشعور المفاجئ بالدفء في الجزء العلوي من البدن.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- انقطاع للطمث، إحدى علامات سن اليأس المبكر عند النساء.
- نزيف شديد.
- تقلبات مزاجية.
- جفاف المهبل؛ فيصبح أرق وأقل مرونة.
- اضطرابات في النوم.
- “زيادة التعرق أثناء النوم“
- تغييرات عاطفية.
- سلسل البول وتهيج المثانة.
- الجفاف في الجلد أو العينين أو الفم.
- انْخفاض في الرغبة الجنسية.
- التهاب المسالك البولية.
- الأرق.
- الصداع.
- آلام في المفاصل والعضلات.
- زيادة الوزن.
- تساقط الشعر.
- ضعف الذاكرة وصعوبة القدرة على التركيز.
ما أسباب بلوغ النساء لمرحلة سن اليأس باكراً؟
تتنوع أسباب انقطاع الطمث المبكر؛ فلا يسهل تحديد السبب وراء انقطاعه.
لكن هناك بعض العوامل، مثل:
1- الوراثة والجينات
إذا لم يظهر أي سبب طبي واضح أدى إلى انقطاع الطمث المبكر؛ فمن المحتمل أن يكون السبب وراثيًّا.
عليكِ بمعرفة سن اليأْس الخاص بوالدتك وجدتك فإن المعرفة تؤدي إلى التنبؤ عادةً بموعد انقطاع الطمث لديك.
2- نمط الحياة الخاطئ
قد يحدث سن اليأس مبكرًا بسبب نمط وأسلوب حياة غير صحي، مثل:
- التدخين: للتدخين آثار مضادة لعمل الاسْتروجين، والمساهمة في انقطاع الطمث المبكر.
- مؤشر كتلة الجسم (BMW): يخزن الاسْتروجين عند المرأة في النسيج الدهني، وتحتوي أنسجة النساء النحيفات على مخازن أقل من الاسْتروجين، والتى ربما تنضب في وقت أقصر ومدة محدودة عن غيرهن من النساء البدينات.
- قلة التمارين الرياضية.
- اتباع نظام نباتي في التغذية.
- قلة التعرض لأشعة الشمس.
3- عيوب الكروموسومات
تمثل عيوب الكروموسومات إحدى اسباب انقطاع الطمث المبكر؛ نتيجةً لخلل قد يحدث في تكوين الغدد التناسلية، ومنها متلازمة تيرنر؛ والتي يتوقف فيها المبيض عند العمل.
4- أمراض المناعة الذاتية
سن اليأس أو انقطاع الطمث المبكر عند المرأة قد يكون عرضًا من الاعراض المرافقة لأمراض المناعه الذاتية.
ففي بعض الأحيان يخطئ الجهاز المناعي في مهاجمة المكان الصحيح؛ فيؤثر الالتهاب المتكون على المبيضين، وتتوقف الدورة الشهرية.
ومن هذه الأمراض: التهاب المفاصل الروماتيدي، وأمراض الغدة الدرقية.
5- الصرع
تعد معظم النساء المصابات بالصرع أكثر تعرضًا للإصابة بفشل المبيض، ومن ثم انقطاع الطمث وبدء سن اليأس.
6- المبايض
- وجود خلل أو تلف فيها أدى إلى فشل في إنْتاج بويضة كل شهر.
- توقف إنْتاج هرمون الاسْتروجين؛ نتيجة خلل في المبيضان.
- استئصال المبيض.
- الخضوع لاستئصال الرحم.
في بعض الأحيان، يمكن الدخول في سن اليأس مبكرًا حتى لو كان مبيض الأنثى لا يزال سليم.
7- العلاج الكيميائي
ويمكن أن يتسبب عِلاج السرطان الكيميائي والإشعاع في قدوم سن اليأس المبكر عند النساء.
كيف يشخص سن اليأس المبكر عند النساء؟
يعرف الوقت السابق لانقطاع الدورة الشهرية باسم مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وفيها لا تنتظم الدورة الشهرية، ويترافق معها ظهور واختفاء لبعض الاعراض المزعجة.
يُمكن الجزم بحلول سن اليأس المبكر عند انقطاع الطمث لمدة ١٢ شهرًا متتاليًا.
ولا تمثل اختبارات تشخيص سن اليأس المبكر عند النساء أمرًا ضروريًّا؛ إذ يسهل على بعض النساء اكتشاف ذلك فور انقطاع الدم الشهري على نحو اثني عشر شهرًا.
بينما ترغب بعض السيدات في التوجه للطبيب لإجراء الفحوصات للإطمئنان والتأكد من الاعراض الظاهرة؛ وهل حقًا هي أعراض سن اليأْس المبكر أم أنها حالة أخرى.
يبدأ الطبيب أولاً بإجراء فحص بدني وسحب عينة دم من المرأة لاستبعاد بعض الحالات، مثل الحمل أو أمراض الغدة الدرقية.
يأمر الطبيب بإجراء اختبارات هرمونية لتحديد سبب التغيرات التي تحدث مع المرأة وهي:
- اختبار الهرمون المضاد للمولر (AMH): يستدل على كميته القليلة باقتراب سن اليأس أو الوصول بالفعل إلى آخر دورة شهرية.
- قياس الاسْتروجين (الاستراديول): إذ يشير انخفاض مستوى الاسْتروجين عن معدله الطَبيعي إلى بدء مرحلة سن اليأس.
- اختبار الدم لقياس الهرمون المنبه للجريب (FSH): ويعد هذا أهم اختبار على الإطلاق؛ فيشير الارتفاع المستمر لهرمون FSH عن ٣٠ مللي إلى بطء المبايض عن إنتاج الاستروجين وحلول سن اليأس المبكر عند النساء.
- قياس هرمونات الغدة الدرقية (TSH): وذلك لتشابه معظم أعرَاض قصور الغدة الدرقية مع الأعرَاض المصاحبة لسن اليأس.
ما علاج سن اليأس المبكر؟
لا يوجد علاجات تمنع بلوغ سن اليأس المبكر عند المرأة، ولكن ربما يؤدي تناول المرأة بعض الهرمونات إلى تأخر سن اليأس المبكر والوصول لمرحلة سن اليأس الطبيعي.
في حين تتوفر بعض الخيارات العلاجية المساعدة في السيطرة على التغيرات الجديدة المصاحبة لمرحلة سن اليأس المبكر، وكذلك التكيف مع الاضطرابات والألم الناتج عن انقطاع الحيض، والتعامل في النهاية مع نمط الحَياة بشكل مرن.
تعد طريقة عِلاج سن اليأس المبكر عند النساء الأكثر شيوعًا هي الهرمونات البديلة Hormone replacement therapy (HRT)، والعلاج بالاستروجين.
تتوفر الأدوية على أشكال مختلفة؛ منها الأقراص واللاصقات، والبخاخات والكريمات.
يتوفر كذلك العِلاج بالهرمونات الموضعية للاستخدام داخل مهبل المرأة، وهي الطريقة الأكثر فاعلية في علاج الهبات الساخنة وجفاف المهبَل لدى النساء.
يوصي عدد من الأطباء النساء باستخدام أقل جرعة من العِلاج الهرموني لفترة قصيرة؛ فالمخاطر الملاحقة للعلاج بالهرمونات ليست بسيطة؛ إذ يترتب عليها زيادة في فرص الإصابَة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية أو سرطان الثدى.
يُمكن أيضا تناول حبوب منع الإباضة للتخفيف من الأعراض، لكن تحت إشراف الطبيب.
هل ُيمكن منع سن اليأس المبكر عند النساء؟
لا يُمكن منع انقطاع الطمث أبدًا، ولكن يسهم علاجه في تأخير وتقليل ما يحدث من تغيرات في سن اليأس المبكر عند النساء.
ويعد الهدف الشاغل لعقول بعض السيدات بانقطاع الطمث قبل موعده الطَبيعي هو العقم؛ ولذلك ترغب بعض النساء اللواتي لم يحملن من قبل في منع سن اليأس المبكر فلا تفوتهُن مشاعر الأمومة في سن صغيرة.
بجانب أن الاسْتروجين له فوائد لا حصر لها، لكن مع بلوغ سن اليأس تبدأ نسبته في التدهور التدريجي فتتأثر خصوبة المرأة؛ ويزداد خطر الإصابة بـ:
- أمراض القلب.
- الاكتئاب.
- هشاشة العظام.
- الوفاة المبكرة.
- أمراض عقلية، مثل الخرف.
- سرطان القولون والمبيض.
- فقدان الأسنان.
- أمراض اللثة.
“اطلع هنا: أعراض سرطان القولون“
هلْ سن اليأس المبكر يؤثر سلبا فقط على صحة المرأة؟
لا داعي للتعجب الآن عزيزتي، فانقطاع الطمث مبكرًا مشكلة قد تشارك في حمايتكِ من بعض الأمراض، مثل سرطان الثدي (سرطانات حساسة للاستروجين).
ووجد أن العديد من النساء اللواتي يبلغن سن اليأس متأخرًا (بعد عمر ٥٥ سنة) معرضات للإصابة بسرطان الثدى عن اللواتي ينقطع لديهن الطمث مبكرًا.
سن اليأس المبكر عند النساء، يجب الاهتمام عزيزتي بإجراء الفحوصات المنتظمة عند الطبيب، وخاصًة تلكِ الفحوصات المرتبطة بالصحة الإنجابية؛ فانقطاع الطمث وبداية سن اليأس مرحلة يصعب علينا تحديدها أو التنبؤ بها.