زيادة التعرق أثناء النوم | هل أنا بخير؟
زيادة التعرق أثناء النوم، لطالما استيقظت في منتصف الليل أقطر عرقًا، وكأني أجري في ماراثون. أشعر بانزعاجٍ شديد. هل أنا بخير أم أن الأمر خطير؟ فزيادة التعرق أثناء النوم تؤرقني.
لطالما سمعنا تلك الشكوى بين الحين والآخر، ولطالما أُثير الجدل حولها.
عزيزي القارئ، في هذا المقال نزيح الستار عن زيادة التعرق أثناء النوم (التعرق الليلي) وأسبابه. هيا بنا.
ما هو التعرق الليلي؟
هو التعرق الزائد ليلًا، الذي ربما يوقظ الشخص من نومه، ويستدعي تغييره لملابسه، وفراشه أحيانًا.
من منا لم يشعر بالخجل الشديد لتعرقه؟ من منا لم يحاول إخفاء ذلك بشتى الوسائل؟
لنتعرف أولًا على العرق وكيف يتكون:
يُفرز العرق من الغدد العرقية عند ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو التوتر، أو القيام بالتمارين الرياضية.
يتكون العرق من الماء مع نسب قليلة من الأملاح والسكر وبعض المواد الكيميائية مثل الأمونيا واليوريا.
ونشير هنا إلى أن العرق لا رائحة له، لكن رائحته السيئة تكون نتيجة اختلاطه مع الهرمونات، أو البكتيريا الموجودة على سطح الجلد.
أسباب زيادة التعرق أثناء النوم
ربما يرتبط التعرق الليلي بعديدٍ من المشكلات الصحية، من أهمها ما يلي:
فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism)، أحد أسباب زيادة التعرق أثناء النوم
يحدث معه تعرق مفرط أثناء النوم، وحساسية تجاه الحرارة.
تتحكم الغدة الدرقية بعمليات الأيض، وتفرز كثيرًا من الهرمونات فترتفع درجة حرارة الجسم، إلى جانب أعراض أخرى مثل الجوع والعطش أحيانًا.
- انخفاض السكر في الدم
قد ينخفض سكر الدم لدى مرضى داء السكري في أثناء نومهم، مما يسبب تعرقهم ليلًا.
- انقطاع النفس في أثناء النوم (Sleep apnea)
يعاني البعض مشكلة انقطاع النفس في أثناء النوم، مما يتسبب في التعرق الليلي، إذ أن الجسم لا يحصل على كمية كافية من الأكسجين، مما يحفز التعرق.
يمكن علاج هذه المشكلة باستخدام جهاز يساعد على التنفس بشكل سليم في أثناء النوم.
- ارتجاع الحمض
يعتقد الباحثون أن هناك علاقة بين ارتجاع الحمض في المعدة وزيادة التعرق أثناء النوم، وأن علاج تلك المشكلة ربما يعالج التعرق ليلًا.
لذا، يُنصح بتجنب تناول المقليات والدهون قبل النوم، للتقليل من ارتجاع الحمض والتعرق الليلي.
- تناول بعض الأدوية
هناك بعض الأدوية التي لها آثار جانبية مختلفة، ومنها التعرق الليلي مثل:
- العلاجات الهرمونية.
- مضادات الاكتئاب.
- الأسبرين والباراسيتامول.
- أدوية داء السكري.
- الأدوية الاستيرويدية.
يُنصح بمراجعة الطبيب إن كنت تعاني من زيادة التعرق أثناء النوم، بسبب تناولك بعض الأدوية
- مرض السل
يعاني أكثر من نصف المرضى المصابين بالسل من زيادة التعرق أثناء النوم، لتكاثر البكتيريا المسببة للمرض ونموها في الرئتين.
- القلق
يسبب التوتر والقلق تعرقًا زائدًا لنا خلال النهار والليل.
عندما يعاني أحدنا أحلامًا مزعجةً ويستيقظ من النوم، ربما يجد نفسه غارقًا في عرقه، وهي ردة فعل الجسم للتوتر.
انقطاع الحيض وهو من أهم أسباب زيادة التعرق أثناء النوم عند النساء
عندما تقترب النساء من فترة انقطاع الحيض، تصيبهن هبات الحرارة مترافقةً مع زيادة التعرق ليلًا، وتزداد هذه الأعراض في حدتها في حال كانت المرأة تعاني التوتر والاكتئاب؛ لاقتراب دخولها مرحلة سن اليأس.
ينبغي على المرأة استشارة طبيبها في حال بدأت تشكو التعرق الليلي، بعيدًا عن سن انقطاع الطمث.
- السرطان
يمكن أن يكون التعرق الزائد أثناء النوم مؤشرًا مبكرًا على الإصابة بالسرطان، خاصة اللوكيميا أو سرطان الغدد الليمفاوية، بالإضافة إلى فقدان الوزن والحمى.
فوائد التعرق
للتعرق فوائد عديدة نذكرها في السطور القليلة القادمة.
- يساعد على التئام الجروح: حيث تحتوي الغدد العرقية على الخلايا الجذعية التي تساعد على التئام الجروح.
- يدعم المناعة: تنتج الغدد العرقية ما يسمى بالببتيدات التي تقوم بوظيفة المضادات الحيوية، فتحارب الالتهابات بأنواعها.
- تسكين الألم: يسكن التعرق الألم من خلال إفراز الإندورفينات، التي تعمل كمسكنات طبيعية للألم.
- يساعد على التخلص من السموم: يتخلص الجسم من السموم التي تضره مثل الملح الزائد والدهون بالإضافة إلى المعادن الثقيلة من خلال التعرق.
- تنظيم درجة الحرارة: يساعد التعرق على تنظيم درجة حرارة الجسم، فيبرده عند ارتفاع درجة الحرارة، أو يحتفظ بحرارته عند انخفاض الحرارة حوله.
- تنقية البشرة: يفيد تعرق الوجه في فتح مسام الوجه، مما يساعد على التخلص من البكتيريا المسببة لحب الشباب.
- يحسن اتقلب المزاج المفاجئ: يساعد التعرق على تقليل أعراض الاكتئاب، وإفراز هرمونات السعادة.
التعرق الزائد (فرط التعرق)
ما هو التعرق الزائد؟
التعرق الزائد أو فرط التعرق هو زيادة التعرق بشكل غير طبيعي دون أن يرتبط بالحرارة أو ممارسة التمرينات الرياضية. فربما تتعرق كثيرًا فيغمر العرق ملابسك أو يتقطر من يديك. يسبب هذا النوع من التعرق الزائد المفاجئ الإحراج والتوتر.
تُستخدم مضادات التعرق القوية لعلاج التعرق الزائد تحت إشراف الطبيب.
في الحالات الشديدة، ربما يقترح طبيبك إجراء جراحة لإزالة الغدد العرقية، أو لفصل الأعصاب المسؤولة عن زيادة إنتاج العرق.
أسباب التعرق الزائد (المفاجئ):
عزيزي القارئ، إليك أبرز أسباب التعرق الزائد المفاجئ:
- داء السكري: إذ يصاب مرضى السكر أحيانًا بنوبات انخفاض مستوى السكر في الدم، وينجم عنه التعرق الزائد.
- الهبات الساخنة المتعلقة بانقطاع الطمث: إذ يحدث اضطراب في مستوى الهرمونات في أثناء سنّ اليأس، مما يترتب عليه زيادة التعرق.
- مشكلات الغدة الدرقية: إذ يشير التعرق الزائد إلى فرط نشاط الغدة الدرقية.
- بعض أنواع السرطان
- أمراض القلب: عند الإصابة بنوبة قلبية، يحتاج القلب إلى استخدام المزيد من الطاقة ليضخ الدم، فيظهر العرق الزائد.
- اضطرابات الجهاز العصبي: يؤثر اعتلال الأعصاب Neuropathy المستقلة على وظائف الجسم، مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم؛ ويؤدي إلى اضطرابات في التعرق بالزيادة أو النقص.
- حالات العدوى.
- انخفاض ضغط الدم المفاجئ: إذ يتسبب انخفاض ضغط الدم الشديد والمفاجىء في حدوث ما يسمى بالصدمة، تتطور سريعًا وتسبب التعرق المفاجئ والشديد.
- تناول بعض الأدوية: يمكن أن يؤدي تناول بعض الأدوية مثل أدوية داء السكري وأدوية الغدة الدرقية، بالإضافة إلى أدوية ضغط الدم المرتفع وأدوية الاكتئاب إلى التعرق الشديد.
“اطلع هنا: أسباب انخفاض ضغط الدم“
هل التعرق من أعراض كورونا؟
انتشر هذا السؤال في الآونة الأخيرة. في حقيقة الأمر، ليس التعرق دليلًا على الإصابة بكورونا، فكورونا هو فيروس مثل باقي الفيروسات التي تُسبّب عدوى في الجهاز التّنفّسيّ، فيحدث أعراضًا تشبه الزّكام أو نزلات البرد. وربما يكون التعرق نتيجة ارتفاع درجة الحرارة المُصاحب للعدوى.
زيادة التعرق أثناء النوم، وصلنا إلى نهاية حديثنا عن التعرق أثناء النوم. عرفنا حقيقته وأسبابه، وعلاقة ذلك بكثيرٍ من المشكلات الصحية.
ختامًا، التعرق أثناء النوم والتعرق الزائد مشكلات محرجة لمن يعاني منها، وربما تكون أعراضًا لمشكلات صحية أخرى، لكن لا داعي للقلق. استشر طبيبك فعنده ستجد التفسير والعلاج.