صحة و جمال

مرض الذئبة الحمراء، هل يسبب الوفاة؟

مرض الذئبة الحمراء، والذي تم تصنيفه بأنه مرض مناعي ذاتي من أمراض المناعة الذاتية (autoimmune disease)، التي يهاجم فيها الجهاز المناعي الجسم؛ مسبباً طفح جلدي وتصبغ الجلد باللون القرمزي.

ومن أشهر علامات وأعراض مرض الذئبة الحمراء ظهور طفح جلدي على الوجه والخدين متخذاً شكل جناحي فراشة منبسطين على وجه مريض الذئبة الحمراء.

تعرف في هذا المقال على مرض الذئبة الحمراء، أسبابه، أعراضه ومضاعفات المرض، طرق الوقاية وكيفية العلاج، وهل مرض الذئبة يسبب الوفاة؟

ما هو مرض الذئبة الحمراء

ما هو مرض الذئبة الحمراء؟
ما هو مرض الذئبة الحمراء؟

مرض الذئبة الحمراء الحمامية الجهازية (SLE)، هو مرض مناعي مزمن صعب التشخيص؛ لتشابه أعراضه مع الأمراض الأخرى. عادة ما يشعر الأطباء بالحيرة قبل التوصل إلى تشخيص صحيح للذئبة، لاسيما أنه لا توجد حالتان متشابهان تحملان نفس الأعراض ومضاعفات الإصابة.

تصيب الذئبة (lupus) النساء بداية من سن 15 حتى 45 عام، تؤدي أيضاً إلى مضاعفات خطيرة لاسيما للنساء الحوامل.

يصيب مرض الذئبة الحمراء ( systemic lupus erythematosus) النساء بشكل أكثر شيوعاً من الرجال. وتتشابه أعراضه إلى حد كبير مع العديد من الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والأمراض الروماتيزمية، ويسبب مشكلات بالرئتين وتلف بالكبد والكُلى وتأثر كرات الدم وخلل وظائف الجسم المختلفة.

كما يسبب مرض الذئبة الحمراء الالتهاب والتورم والألم بجميع أنحاء الجسم. إذ يلاحق الجهاز المناعي أنسجة الجسم السليمة ويدمرها بدلاً من أن يحارب العدوى. وقد تظهر أعراض الذئبة على شكل نوبات خفيفة تمر بهدوء ولا يشعر بها المرضى كثيراً، وقد يواجهون أعراضاً شديدة تؤثر على حياتهم اليومية.

توجد عدة أنواع محتملة من مرض الذئبة الحمراء، وهي:

  1. مرض الذئبة الحمراء ويسمى بالذئبة الحمامية الجهازية، ويعد أكثرهم شيوعاً وانتشارا.
  2. الذئبة الحمراء القرصية (Discoid lupus)، تقتصر أعراضها على الطفح الجلدي الذي يظهر على الوجه، العنق وفروة الرأس، وعادة لا يتطور لأكثر من ذلك.
  3. مرض الذئبة الحمامية الجلدية: التي تجعل جلد المصابين أكثر حساسية تجاه أشعة الشمس، بالإضافة إلى تساقط الشعر والإصابة بالطفح الجلدي.
  4. الذئبة الدوائية: ناجمة عن تناول نوع معين من الأدوية، ويعاني فيها الأشخاص المصابون من نفس علامات مرض الذئبة الجهازية. وتعتبر الإصابة بذئْبة الأدوية مؤقتة، إذ تختفي أعراضها بمجرد إيقاف تناول الدواء.
  5. مرض الذئبة الوليدية: يصيب الرضع الذين وُلِدوا لأمهات مصابات بمرض الذئبة الحمراء سواء أثناء فترة الحمل أو في وقت لاحق. الأطفال المصابون بهذا المرض لديهم أجسام مضادة نقلتها إليهم أمهاتهم. ومع ذلك، لا يصاب جميع الرضع المولودين لأمهات مصابة بمرض الذئبة بنفس المرض.

أسباب مرض الذئبة الحمراء

يحدث داء الذئبة الحمراء عندما يهاجم جهاز المناعة الجسم لأسباب مختلفة، منها:

  • عوامل وراثية، حيث يتعرض الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة إلى بعض المحفزات البيئية التي تساعد على ظهور المرض.
  • التعرض لأشعة الشمس يؤدي لظهور مشاكل جلدية خطيرة وتحفز الاستجابة عند الأشخاص المرشحين للإصابة بالذئبة.
  • التعرض للعدوى، سواء الفيروسية أو عدوى بكتيرية، والتي تعمل على تحفيز وتهيج الجهاز المناعي الذي يبدأ بمهاجمة خلايا الأنسجة الطبيعية بالجسم، عوضاً عن مهاجمة الآفة المسببة للعدوى.
  • بعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية خاصةً البنسلين ومركبات السلفا. وكذلك أدوية الصرع، وبعض أنواع الأدوية الخاصة بعلاج ضغط الدم.
  • توجد بعض العوامل التي تزيد من احتمالات إصابة الشخص بمرض المناعة الذاتية الذئبة الحمراء، مثل جنس المريض، إذ يصيب المرأة بمعدلات عالية عن الرجل.
  • العمر، يصيب هذا المرض جميع الأعمار بداية من المراهقة وحتى عمر الخمسين.
  • العرق، يوجد اعتقاد شائع بأن العرق الإفريقي والأوربي أكثر عرضة للإصابة من الأمريكي.

“اقرأ أيضا: ضعف المناعة

أعراض مرض الذئبة الحمراء

أعراض مرض الذئبة الحمراء
أعراض مرض الذئبة الحمراء

تختلف الأعراض من شخص لآخر على حسب الجهاز المناعي، تظهر مؤشرات وأعراض الذئبة فجأة، وتتطور ببطء على شكل نوبات قصيرة تُعرف بـ ” نوبات الاحتدام”. أحياناً تستمر تلك النوبات لمدة طويلة، وقد تختفي دون مبررات طبية لذلك.

تشمل أعراض مرض الذئبة الحمراء، الآتي:

  1. طفح قرصي، وهو عبارة عن قروح منتشرة بالوجه والعنق والصدر على شكل قرص.
  2. قرح الفم.
  3. الشعور بالألم مع تورم يكاد يكون في كل جزء من أجزاء الجسم، خاصةً المفاصل.
  4. الإرهاق والتعب الجسدي الشديد حتى أثناء الراحة.
  5. آلام بالعضلات والمفاصل.
  6. تورم وتيبس المفاصل.
  7. الصداع.
  8. ضيق التنفس.
  9. فقدان الوزن.
  10. فقر الدم.
  11. جفاف العين.
  12. ارتفاع درجة الحرارة للجسم والإصابة بالحمى.
  13. التهابات البطانة حول البطن وأعضاء الجسم الأخرى مثل الرئتين والكلى.
  14. طفح جلدي يظهر بشكل الفراشة أو بقع ملونة حول منطقة العين، والوجنتين والأنف.
  15. اضطراب وقصور الدورة الدموية، لا سيما أطراف اليدين والقدمين التي تتحول إلى اللون الأبيض، والتي تعرف بظاهرة رينود.
  16.  الذئبة الحمراء هو مرض مزمن ذاتي له تأثيرات بالغة الخطورة على أجهزة الجسم، ومنها الجهاز العصبي.
  17. تتأثر أغلب أنسجة وأجهزة الجسم، وتظهر أعراضُ الروماتيزم والتهاب المفاصل بوضوح على مريض الذئبة.

مضاعفات الذئبة الحمراء

يضرب الالتهاب الناجم عن مرض الذئبة الحمراء (lupus erythematosus) أغلب مناطق الجسم، كالتالي:

  • هو مرض ذاتي المناعة مزمن يؤثر على وظائف الكلى مسبباً تلفها والإصابة بالفشل الكلوي الحاد، والذي يؤدي للوفاة.
  • من المضاعفات الخطيرة تضرر الجهاز العصبي المركزي، والتأثير على الدماغ بشكل مباشر؛ ما يؤدي إلى الارتباك، فقدان الذاكرة، الدوار والصداع ومشكلات بالرؤية، وكذلك اضطرابات سلوكية.
  • مرض الذئبة الحمامية (sle) من الأمراض المناعية التي تتسبب الكثير من المشاكل الصحية، ومنها تكسير خلايَا الدم الحمراء السليمة.
  •  تضرر الشرايين والأوعية الدموية.
  • النزيف، وأحياناً تتكون الجلطات.
  • يهاجم الجهاز المناعي بطانة تجويف الصدر ويسبب التِهاب الرئة، ونزيف أو الشعور بألم أثناء التنفس.
  • التهاب عضلة وغشاء القلب، التعرض لأزمة قلبية عنيفة.
  • أمراض بالجلد، تقرح وتصبغ الجلد والتي تزيد حدتها عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس.
  • تساقط الشعر والإصابة بالصلع.

“قد يهمك: علاج مشكلة تساقط الشعر

تشخيص الذئبة الحمراء

يصعب تشخيِص مرض الذئبة الحمراء (systemic lupus erythematosus)؛ نظراً لتباين أعراضها وتداخلها مع الاضطرابات المرضية المختلفة. وتشمل فحوصات التشخيص ما يلي:

  • اختبار معملي صورة دم كاملة؛ لقياس عدد كرات أو خلايا الدم البيضاء والحمراء، وقياس الصفائح الدموية Platelet و الهيموجلوبين. ومن المعروف أن مرض الذئبة يسبب انخفاض تعداد خلايا الدم البيضاء ويقلل عدد الصفائح.
  • عادة ما تصاحب الأنيميا مرض الذئبة الحمراء، إذ يشير تحليل الدم إلى ذلك.
  • قياس سرعة ترسيب الكرات الحمراء، وتشير زيادة سرعة الترسيب إلى وجود التهاب أو عدوى في الجسم، بما في أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء.
  • إجراء تحليل وظائف للكلى والكبد؛ لقياس مدى كفاءتها.
  • فحص البول للكشف عن ارتفاع معدلات البروتين أو الخلايا الحمراء في البول، والتي تشير إلى أمراض المناعة الذاتية وكذلك أمراض المفاصل الالتهابية المزمنة التي تؤثر على الكليتين.
  • تحليل الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي، إذ تدل النتائج الإيجابية على الذئبة، ومع ذلك لا يعتمد الأطباء على هذا الاختبار، إذ أن الكثير من الأشخاص الذين ظهرت نتائجهم إيجابية لا يعانون من مرض الذئبة.
  • فحوصات التصوير: وتشمل تصوير الصدر بالأشعة السينية للتحقق من عدم تضرر الرئتين، وعمل مخطط صدى القلب المعروف بـ ” الإيكو” للكشف عن وجود أي مشكلات بالقلب ناتجة عن مضاعفات الذئبة الحمراء.
  • أخذ عينة أو خزعة سواء من أعضاء الجسم الداخلية مثل الكلى، أو خزعة من الجلد المصاب لفحصها. تفيد الخزعات في تحديد نوع العلاج المناسب.

علاج مرض الذئبة الحمراء

علاج مرض الذئبة الحمراء

لا يوجد عِلاج نهائي يقضي على الذئبة تماماً. ويعتمد الأطباء على المؤشرات والأعراض ومحاولة السيطرة عليها، ويشمل العلاج:

1. مضادات الالتهابات غير الستيرويدية منخفضة التركيز، ويمكن الحصول عليها بدون وصفة طبية مثل نابروكسين الصوديوم والإيبوبروفين، وتستعمل:

  • لتخفيف ألم المفاصل والعظام.
  • علاج الحمى.
  • تقليل التورم في المفاصل.

ومن الآثار الجانبية لمضادات الالتِهاب غير الستيرويدية:

  • اعتلال الكلى.
  • احتقان القلب.
  • النزيف.

2. أدوية مضادة للملاريا، التي تؤثر على الجهاز المناعي وتقلل من أعراض الذئبة الحادة، مثل الهيدروكسي كلوروكين. ومن آثاره الجانبية:

  • تأثر شبكية العين، وأحياناً يصيب الدواء عدسة العين بالعتامة.
  • اضطرابات في المعدة.

3. جرعات عالية من السترويدات للسيطرة على أضرار مرض الذئبة الحمراء على المخ والكلى، إذ يهاجم جهاز المناعة المخ مسبباً التهاب الأغشية المحيطة به. تسبب (steroids) أعراضاً جانبية غير مرغوبة عند استعمالها بجرعات كبيرة لمدة طويلة، ومنها:

  • مرض السكر.
  • هشاشة عظام الجسم.
  • التهاب أوتار المفاصل.
  • خطر التعرض للعدوى.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • زيادة الوزن.

4. مثبطات المناعة تعمل على تثبيط حدة مرض الذئبة الحمراء الذي يهاجم أعضاء الجسم الداخلية، ومع ذلك تستعمل بحرص لآثارها الجانبيِة، إذ تسبب:

  • انخفاض الخصوبة.
  • تضرر الكبد وأعضاء الجسم الداخلية المختلفة.
  • ضعف مناعي، يهاجم الجسم فيروسات وبكتيريا مسببة عديد من الأمراض.
  • التعرض للإصابة بالسرطان.

5.العلاج الحيوي بالتسريب الوريدي، يناسب بعض الأشخاص ويخفف من الأعراض، ويمنع جهاز المناعة أن يهاجم أنسجة وأعضاء الجسم السليمة، وتتضمن أعراضه الجانبيِة:

  • التعرض للعدوى أو الأمراض.
  • الشعور بالغثيان.
  • إسهال.
  • الاكتئاب.
  • رد الفعل التحسسي.

“اطلع هنا: الأنيميا

الأدوية المستخدمة في علاج الذئبة الحمراء

  1. أدوية مضادة للالتهاب (NSAID):
  • آليف.
  • أدفيل.
  • مورتين أي بي.

2. من أدوية الملاريا لعلاج الأعراض المصاحبة للذئبة دواء بلاكونيل.

3. دواء مثبط مناعي مثل:

  • أزاسان.
  • إميوران.
  • موفيتيل.
  • تريكسال.
  • زاتميب.
  • سيكلوسبورين.
  • ليفلو نومايد.

4. ألادويه الحيوية:

  • بيليموماب.
  • ريتوكسان.
  • تروكسيما.

5. كورتيكوستيرويد، ميثيل بريدنيزون.

أثبتت الدراسات فعالية الفوكلوسبورين لعلاج مرض الذئبة، ويقلل من ظهور الهجمات الحادة للمرض.

كيفية الوقاية من مرض الذئبة الحمراء

يترك هذا المرض علامات وتصبغات على الوجه، يصيب المفاصل بالتورم والالتهاب، شعور التعب، تساقط الشعر، وآفات الجلد. يمكن اتخاذ بعض الخطوات للوقاية من الأمراضِ الذاتية بصورة عامة، ويعتمد ذلك على تغيير نمط الحياة والحرص على التغذية السليمة.

فيما يلي نصائح الوقاية من مرض الذئبة الحمراء:

  • البعد عن التوتر والقلق، والذي يسبب الأمراض المزمنة ويضعف جهازك المناعي.
  • احرص على عدد ساعات كافي من النوم ، ليخلصك من الأرق وللتغلب على التعب.
  • تضمن التغذية الجيدة وقايتك من الأمراض، وتحمي الفيتامينات أنسجة الجسم من التلف.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • التعرض للشمس باعتدال في الصباح الباكر، يحميك من أمراض الروماتيزم والهشاشة المصاحبة للذئبة الحمراء.
  •  استعمال الكريمات الواقية للحماية من الأشعة فوق البنفسجية قبل تعرضك لأشعة الشمس؛ لمنع تضرر الجلد، وقد تفيد الواقيات من فئة (SPF55).
  • احرص على زيارة طبيبك باستمرار.

مرض الذئبة الحمراء (systemic lupus erythematosus)، مرض مناعي ذاتي مزمن، لا يوجد سبب محدد للإصابة بمرض الذئبة الحمراء (sle)، ولا يوجد علاج نهائي يقضي على المرض، وتعمل أغلب العلاجات على الحد من تفاقم الأعراض ومحاولة السيطرة على نوبات المرض قدر الإمكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى