أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن | وهل يمكن التعافي منه؟
أعراض التهاب الجيوب الأنفية، بينما ينتظر الجميع فصل الربيع باشتياق، يرتعب البعض من أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن، خاصةً إذا كانوا يعانون الحساسية الموسمية أيضًا؛ فتكون الأعراض في أسوء صورها. وتبدأ رحلة البحث عن علاج التهاب الجيوب الأنفية.
فهذه الأعراض المزعجة كفيلة بجعل المريض يبحث عن االعلاج بجانب ملازمة للمنزل؛ ليتجنب الدخول في هذه المتاهة، ولكن هذا لن يقيه منها في المطلق، وإنما سيقلل من حدتها قليلًا.
لذا سنتطرق في هذا المقال لتفاصيل معاناة هذا المريض، والحلول المتاحة لسهولة تكيفه مع هذا الالتهاب، والإجابة على السؤال المُحيِّر هل من علاج له أم هو مرض مزمن؟
ماذا يعني التهاب الجيوب الأنفية؟
يمكن وصف الجيوب الأنفية بأنها تجاويف ممتلئة بالهواء، التي حينما يحدث بها انسداد نتيجة تأثير بعض العوامل، يُستبدَل هذا الهواء بالسوائل ما يجعلها وسطًا ملائمًا لنمو البكتيريا وغيرها.
يحدث الضرر الذي يحتاج علاج التهاب الجيوب الأنفية نتيجة تراكم المخاط المُفرَز من الأنسجة المُبطِّنة للجيوب الأنفية، والمسؤول عن الحفاظ على رطوبة الممرات الأنفية، ومنع الجراثيم من الدخول للأنف.
أنواع التهابات الجيوب الأنفية
تُصنَف الالتهابات بالجيوب الأنفية بُناءً على مدتها إلى:
1- التهاب الجيوب الأنفية الحاد
يتسم هذا النوع بأنه ذو أعراض قصيرة المدى؛ فعندما تكون العدوى فيروسيةً، تستمر الأعراض من أسبوع إلى أسبوعين، بينما العدوى البكتيرية تُسبب استمرارية الأعراض لِما يُقارب أربعة أسابيع أو أكثر.
2- الالتهاب شبه الحاد (تحت الحاد)
تستغرق الأعراض وقتًا أطول؛ يمكن أن يصل إلى ثلاثة أشهر، وترتبط عادةً بوجود عدوى بكتيرية أو بسبب الحساسية الموسمية.
3- التهاب الجيوب الأنفية المزمن
يُعد الالتهاب مزمنًا عند استمرار الأعراض لأكثر من ثلاثة أشهر، أو إذا تكررت ثلاث مرات سنويًا، يشيع حدوثه بسبب العدوى البكتيرية، وكذلك يوجد بنسبة كبيرة لدى مرضى الربو.
أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن
تتمثل أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمنة التي يمكن أن تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، مثل:
- انسداد بالأنف.
- الشعور باحتقان الوجه.
- تكون الصديد في التجويف الأنفي.
- الارتفاع الشديد في درجة الحرارة.
- الرشح.
- الصداع.
- الإرهاق.
- ألم بالأسنان.
بينما تظهر أعراض التهاب الجيوب الأنفية الحاد بظهور عَرَضين أو أكثر من التالي:
- الرشح.
- فقدان حاسة الشم.
- السعال.
- احتقان الأنف.
- ألم بالوجه.
- رائحة الفم الكريهة.
- ألم بالأسنان.
- الارتفاع الشديد في درجة الحرارة.
- إفرازات أنفية سميكة صفراء أو خضراء.
الفرق بين أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن والصداع النصفي
قد يتوهم البعض إصابتهم بالتهاب الجيوب الأنفية من الصداع المتواصل، ولكن عندما يُشخِّص الطبيب المريض يتضح أنه يعاني الصداع النصفي، إذًا ما السبب وراء هذا التداخل؟
تتفق طبيعة الصداع في كليهما كونه يزداد سوءًا مع الانحناء للأمام، كذلك بعض الأعراض الأخرى المتشابهة مثل: احتقان الأنف، وإفرازات الأنف السائلة الشفافة.
لكن هناك عدد من الاختلافات الملحوظة للتمييز بينهما، منها استمرارية ألم الصداع؛ فصداع الجيوب الأنفية يستمر لأيام، بينما الصداع النصفي لا يتعدى يومين.
كذلك يُصاحب الصداع النصفي أعراضًا خاصةً به، مثل: الغثيان، والقيء، مع ازدياد الألم سوءًا في حالة الضوضاء أو الضوء الساطع.
التهاب الجيوب الأنفية وفيروس كوفيد 19
من المتعارف عليه الآن أن فيروس كوفيد 19 يُؤثر على الجهاز التنفسي بدرجة كبيرة؛ لذلك فظهور أي أعراض تنفسية تستوجب العزل المنزلي لحين التأكد من الإصابة من عدمها.
لكن بالرغم من ذلك، فإن حدوث التهاب الجيوب الأنفية ليس له عِلاقة بفيروس كوفيد 19، بالأخص إذا لم يُصاحبه أعراضًا تنفسيةً أخرى، لكن هذا لا ينفي ضرورة توخي الحذر.
التهاب الجيوب الأنفية في الأطفال
يعاني الأطفال أعراضًا مقاربةً قليلًا لأعراض البالغين؛ لذلك قد يشكو الطفل من السعال، ورائحة النفس الكريهة، والإعياء الشديد، مع تورم المنطقة المحيطة بالعينين، واستمرار نزلات البرد حتى أسبوعين.
يحدث الالتهاب غالبًا بسبب العدوى الفيروسية، الذي يتحسن بالتدريج مع استخدام الأدوية في أقل من عشرة أيام.
كما توجد بعض أنواع البكتيريا التي تتسبب في هذا الالتهاب، فيُلاحَظ عدم تحسن في الأعراض خلال العشرة أيام الأولى من العدوى، وفي هذه الحالة قد تُوصَف المضادات الحيوية.
أما العوامل الأخرى التي تسهم في حدوث هذا الضرر وتتطلب علاج التهاب الجيوب الأنفية تشمل:
- الحساسية بجميع أنواعها.
- الاختلاط مع أطفال آخرين مصابين بالعدوى.
- استخدام اللَّهايات.
- الشرب من الزجاجة خلال الاستلقاء على الظهر.
- التدخين السلبي.
تشخيص التهاب الجيوب الأنفية
يعتمد التشخيص في معظم الحالات على الأعراض التي يشكو منها المريض، ويدعِّم ذلك الاختبارات الفيزيائية (العضوية)؛ للكشف عن حدوث ألم عند الضغط على الخدين أو الرأس.
قد يحتاج الطبيب إلى صورة توضيحية للالتهابات؛ فيطلب إجراء أشعة مقطعية للحصول على صورة ثلاثية الأبعاد للجيوب الأنفية، بينما تساعد أشعة تصوير الرنين المغناطيسي على إظهار التركيب الداخلي لها.
تتطلب بعض الحالات عمل منظار أليافِّي؛ للتصوير الدقيق للممرات والجيوب الأنفية، مع إمكانية أخذ عينة لعمل مزرعة والتأكد من وجود عدوى بها.
يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء اختبار للحساسية؛ للتعرف على المواد المُسبِبة لرد الفعل التحسسي.
“اقرأ أيضًا: أعراض التهاب الأذن الوسطى“
علاجات منزلية لالتهاب الجيوب الأنفية
تتجاوب الأغلبية العظمى من الحالات مع الإرشادات البسيطة دون الحاجة للجوء للطبيب في علاج التهاب الجيوب الأنفية، على سبيل المثال:
- الإرواء الأنفي Nasal irrigation: هو غسل وتنظيف الممرات الأنفية باستخدام المحلول الملحي.
- أخذ القسط الكافي من الراحة.
- عمل كمادات دافئة: وذلك لتقليل التورم والألم.
- استنشاق البخار.
- استخدام الزيوت العطرية: توضع على الماء الساخن للاستنشاق، ومن أمثلتها: زيت الكافور والمنتول.
كذلك توجد عدة أدوية تستخدم في علاج التهاب الأنفية، مع مراعاة استشارة الطبيب قبل البدء في تناولها، ومن ذلك:
1- مضادات الاحتقان
تستخدم لتخفيف أعراض التهاب الجيوب الأنفية وتتوفر في صورة بخاخات وأقراص، وتستخدم لمدة ثلاثة أيام فقط بحد أقصى؛ لتجنب تدهور الأعراض بعد التوقف عن استخدامها.
2- مسكنات الألم
تساعد على تقليل الألم الناتج عن الصداع، ومنها: أسيتامينوفين (Acetaminophen)، والإيبوبروفين (Ibuprofen).
3- المضادات الحيوية
إذا استمرت أعراض الاحتقان، والرشح، والصداع، وتورم العينين أكثر من أسبوعين دون تحسن، فهذا يثبِت أنها عدوى بكتيرية، وهنا يتوجب استخدام المضادات الحيوية.
ينصح الطبيب بضرورة الالتزام بالمدة المحددة لاستخدام المضاد الحيوي، التي تتراوح من ثلاثة أيام إلى أسبوعين، وذلك وفقًا لحالة المريض؛ إذ إن التوقف فجأةً عن استخدامه يؤدي للتقيُّح.
4- التدخل الجراحي في علاج التهاب الجيوب الأنفية
تجرَى الجراحة كحل أخير عندما تبوء كل المحاولات -من استخدام الأدوية واتباع النصائح العامة في علاج التهاب الجيوب الأنفية- بالفشل، مع أنّ الاختيار الجراحي من أقوى الحلول، لكنه ليس علاجًا نهائيًا.
يجب بعد إجراء الجراحة المداومة على استخدام عدد من الأدوية لبعض الوقت؛ وذلك للتأكد التام من عدم ارتداد الالتهاب مرة أخرى.
ينصَح بشدة عدم التسرع في الإقدام على خطوة العلاج الجراحي، وضرورة التأني في اتخاذ هذا القرار، واستشارة أكثر من طبيب للتأكد من كونه الاختيار الأفضل، بالأخص في حالة الأطفال.
كيفية الوقاية من التهاب الجيوب الأنفية
تُعد النصائح التالية من الأساليب الفعالة في تقليل فرص الإصابة بـ أعراض التهاب الجيوب الأنفية، مثل:
- الاهتمام بنظافة اليدين وغسلهما باستمرار.
- تجنب التدخين، والتدخين السلبي.
- المواظبة على تَلقي مصل الإنفلونزا السنوي.
- استخدام أجهزة ترطيب الهواء.
- تجنب مسببات الحساسية قدر المستطاع.
- تجنب التعامل مع الأشخاص المصابين بنزلات البرد.
- تناول الغذاء الصحي، مثل: الفواكه والخضراوات.
عوامل خطورة التهاب الجيوب الأنفية
يكمن وراء زيادة فرص الإصابة بـ أعراض التهاب الجيوب الأنفية وجود عدد من العوامل المختلفة، مثل:
- نزلات البرد.
- حساسية الأنف.
- انحراف الحاجز الأنفي.
- السلائل أو الزوائد الأنفية.
- ضعف المناعة.
- التدخين.
- التليف الكيسي.
متى تصبح أعراض التهاب الجيوب الأنفية خطرة؟
توجد بعض الحالات الاستثنائية التي تتطلب الاستشارة الفورية للطبيب عند ظهور أعراض التهاب الجيوب الأنفية، منها:
- استمرار الأعراض أكثر من عشرة أيام دون تحسن.
- ظهور أعراض شديدة لا تتجاوب مع الأدوية السابقة.
- تورم حول العينين، ومشاكل في الرؤية.
- تدهور الحالة الصحية بعد التحسن.
- الارتفاع الشديد في درجة الحرارة أعلى من 38.5 درجة سيليزية، لأكثر من أربعة أيام.
أعراض التهاب الجيوب الأنفية، يتضح لنا أن التهاب الجيوب الأنفية ما هو إلا عدوى أخرى تصيب الإنسان، التي تحتاج جهازًا مناعيًا قويًا لمواجهتها.
نوصي بشدة عدم الاستهانة بأي أعراض غير مألوفة في نزلات البرد، وضرورة استشارة الطبيب المختص منذ البداية؛ ليكون هناك فرصة للتشخيص وعلاج التهاب الجيوب الأنفية مبكرًا بطريقة صحيحة.