صحة ورشاقة

فحص السكر التراكمي | مرآة الحقيقة لمرضى داء السكري

فحص السكر التراكمي (ويسمى أيضًا تحليل الهيموجلوبين السكري) هو تحليل دم لقياس متوسط نسبة السكر في الدم على مدار ثلاثة أشهر فائتة، وتكون النتيجة في صورة نسبة مئوية. 

يستخدم لتشخيص مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري والمصابين أيضًا، بالإضافة إلى متابعة مرضى السكري، لكنه لا يستخدم لتشخيص سكر الحمل.

في هذا المقال، نتحدث عن كل ما تحتاج معرفته عن فحص السكر التراكمي، والإجابة على أكثر سؤال شائع لمرضى السكري (كيف يمكنني خفض نسبة السكر التراكمي المرتفع؟).

اعتاد مرضى السكري الاعتماد فقط على اختبارات البول أو وخز الأصابع يوميًّا؛ لقياس مستوى السكر في الدم. ولكن نتائج هذه الاختبارات تكون دقيقة أثناء إجراء الاختبار فقط؛  وذلك لأن نسبة السكر في الدم يمكن أن تختلف بشكل كبير اعتمادًا على الوقت من اليوم، ومستوى النشاط، وحتى التغيرات الهرمونية. 

فقد يعاني بعض الأشخاص ارتفاع نسبة السكر في الدم عند الساعة ٣ صباحًا ولا يدركون ذلك. وبالرغم من أنه قد ترتفع نسبة السكر في الدم أثناء الصيام، ويظهر ذلك في تحليل السكر الصائم، ولكن قد يكون مستوى السكر في الدم بشكل عام طبيعيًّا، أو العكس.

هذا هو السبب في أن فحص السكر التراكمي يُستخدم الآن.

ما هو فحص السكر التراكمي؟

كما قلنا من قبل هو تحليل دم لقياس متوسط نسبة السكر في الدم على مدار ثلاثة أشهر فائتة؛ لأن عُمر خلايا الدم الحمراء حوالي ثلاثة أشهر. 

ويعتمد التحليل على قياس كمية السكر المرتبطة بالهيموجلوبين (البروتين الذي يوجد داخل خلايا الدم الحمراء ويحمل الأكسجين من الرئة إلى بقية أجزاء الجسم). 

وكلما زادت كمية السكر المرتبطة بالهيموجلوبين زادت نسبة معدل السكر التراكمي. وإذا كانت كمية السكر المرتبطة طبيعية، ستكون النسبة طبيعية.

عندما ترتفع نسبة السكر في الدم يرتبط بالهيموجلوبين، ويظل متصلًا إلى أن تموت خلية الدم الحمراء.

فلتفترض أن نسبة السكر في الدم كانت مرتفعة الأسبوع الماضي أو الشهر الماضي، لكنها طبيعية الآن، سيحمل الهيموجلوبين “سجلًّا” لهذا الارتفاع.

شروط فحص السكر التراكمي

  • لا يوجد شروط كباقي التحاليل، مثل تحليل السكر الصائم. فيمكنك تناول الطعام والمشروبات قبل إجرائه؛ لأنه لا يتطلب الصيام. 
  • ويمكن إجراء الاختبار في أي وقت، كجزء من فحص الدم الشامل.

معادلة حساب السكر التراكمي

معدل السكر التراكمي= (٤٦.٧ + متوسط مستوى السكر في الدم) / ٢٨.٧

مميزات فحص السكر التراكمي

  • لا يوجد ضرورة للصيام قبل إجراء التحليل.
  • يعطي تصور عن مستوى سكر الدم على مدار شهور، وليس مرة واحدة كتحليل السكر الصائم.
  • كذلك يمكن إجراؤه في أي وقت خلال اليوم.
  • بإمكان الطبيب متابعة المريض بدقة ومعرفة إذا كان العلاج مناسبًا للمريض، وإذا كان المريض ملتزمًا بتعليماته من حيث نوعية الغذاء وتناول الدواء أيضًا.
  • يساعد في التشخيص الأولي لداء السكري قبل حصول المضاعفات.
  • كما يمكن توقع إذا كان الشخص عرضة للإصابة بمرض السكري أم لا.

معدل السكر التراكمي

ينقسم إلى ثلاث مجموعات:

  • أقل من ٥,٧ وهذه هي النسبة الطبيعية.
  • ما بين ٥,٧ و٦,٤ يكون في مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري.
  • أكبر من ٦,٥ هذا مريض داء السكري.
    • النسبة الطبيعية لمرضى السكري الذين يتلقون العلاج هي أقل من ٧٪ فيجب على المريض ألّا يتخطاها.

جدول السكر التراكمي

نسبة السكر التراكمي متوسط مستوى السكر في الدم
٦% ١٢٦ ملليغرام/ ديسيلتر
٧% ١٥٤ ملليغرام/ ديسيلتر
٨% ١٨٣ ملليغرام/ ديسيلتر
٩% ٢١٢ ملليغرام/ ديسيلتر
١٠% ٢٤٠ ملليغرام/ ديسيلتر
١١% ٢٦٩ ملليغرام/ ديسيلتر
١٢% ٢٩٨ ملليغرام/ ديسيلتر

مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري

يكون مستوى سكر الدم أعلى من الطبيعي، وهذا يعرضك للإصابة بمرض السكري خلال ١٠ سنوات. 

بالإضافة إلى عوامل أخرى، مثل:

  • الوزن الزائد (السمنة المفرطة).
  • مرض ارتفاع ضغط الدم.
  • التاريخ العائلي من أمراض القلب.
  • الخمول البدني.

ولتجنب الوصول لتلك المرحلة، قد تحتاج إلى إجراء تغييرات في نمط حياتك، مثل:

  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • ممارسة الرياضة.
  • خفض الوزن.
  • تقليل استخدام السكر.

بالإضافة إلى مراقبة مستوى السكر في الدم يوميًّا عن كثب.

العوامل التي قد تؤثر على نتائج فحص السكر التراكمي

  • قد يحصل بعض الأشخاص على نتائج خاطئة إذا كانوا يعانون الفشل الكلوي أو مرضًا كبديًا أو فقر دم حاد. 
  • كذلك العِرق له تأثير أيضًا، لأن الأشخاص من أصل إفريقي أو جنوب شرق آسيوي لديهم نوع أقل شيوعًا من الهيموجلوبين.
  • بالإضافة إلى أنه يمكن أن يتأثر بقِصَر فترة بقاء الخلايا الحمراء-قبل تكسيرها-.
  • تناول بعض الفيتامينات، مثل فيتامين ج وفيتامين هـ.
  • ارتفاع مستوى الكوليستيرول في الدم.
  • بداية وأواخر الحمل.
  • تناول أدوية، مثل مسكنات الألم الأفيونية وبعض الأدوية التي تعالج متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).
  • الإنسولين.
  • الصوم.
  • تناول الجلوكوز عن طريق الفم أو عن طريق الوريد.

ارتفاع نسبة السكر التراكمي

تشير المستويات المرتفعة إلى مرض السكري غير المنضبط؛ لأن هذا الارتفاع هو علامة على أن المريض ليس ملتزمًا بتناول الدواء أو بتعليمات الطبيب. 

أو أن المريض يحتاج إلى تغيير الدواء الحالي، وهذا الارتفاع يزيد من فرصة الإصابة بالمخاطر التالية:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل السكتة الدماغية والنوبات القلبية.
  • مرض كلوي.
  • تلف الأعصاب.
  • تلف شبكية العين الذي قد يؤدي إلى العمى.
  • خدر، ووخز، وضعف الإحساس في القدمين نتيجة تلف الأعصاب بها.
  • تباطؤ التئام الجروح والعدوى.

الأشخاص الذين لا ينبغي إجراء فحص السكر التراكمي لهم

  • تشخيص مرض السكري عند مرضى التليف الكيسي.
  • تشخيص سكري الحمل عند النساء الحوامل.
  • الأفراد المصابون ببعض أنواع الأنيميا المرتبطة بالهيموجلوبين مثل مرض فقر الدم المنجلي أو الثلاسيميا.
  • الأشخاص الذين عانوا مؤخرًا نزيفًا حادًّا أو عمليات نقل دم.
  • الأشخاص المصابون بأمراض الكلى المزمنة أو أمراض الكبد.
  • تشخيص مرض السكري عند الأطفال والمراهقين.
  • الأشخاص الذين يعانون اضطرابات الدم، مثل فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وفقر الدم الناجم عن نقص فيتامين ب ١٢.

“أقرأ أيضًا: الأنيميا

6 طرق لخفض معدل السكر التراكمي المرتفع

  1. ممارسة الرياضة، فهي مهمة جدًّا، مثل المشي لمدة ٢٠ دقيقة بعد كل وجبة، وكذلك توصي الإرشادات الحالية إلى ممارسة الرياضة المعتدلة لمدة ١٣٠ – ١٥٠ دقيقة أسبوعيًّا.
  2. الوصول للوزن المثالي.
  3. الالتزام بالعلاج وعدم نسيان أي جرعة.
  4. متابعة مستوى سكر الدم بانتظام، ويفضل بعد ساعتين من كل وجبة.
  5. الحصول على الدعم النفسي من المحيطين، للحفاظ على إرادة تغيير نمط الحياة.
  6. اتباع نظام الغذاء الصحي.

5 نصائح لتغذية سليمة لمرضى السكري

بعد الحديث عن فحص السكر التراكمي، إليك أهم النصائح لتغذية مرضى السكر

  1. تكون الوجبات بانتظام كل ثلاث إلى خمس ساعات.
  2. تحديد مكونات الوجبات قبل ميعادها.
  3. يكون الغذاء متوازنًا، به بروتين ودهون وكربوهيدرات.
  4. توزيع كمية الكربوهيدرات على مدار اليوم.
  5. اختيار أنواع الكربوهيدرات الصحية، فهي مصدر الطاقة للجسم والدماغ، وهي ثلاثة أنواع:
  • السكريات: الجسم يهضمها ويمتصها سريعا؛ فيرتفع مستوى سكر الدم. وارتفاع مستوى سكر الدم المتكرر يؤدي إلى داء السكري، وزيادة خطر حدوث المضاعفات لمرضى السكري.
  • النشويات: تحتاج وقتًا أطول حتى تمتص؛ وبالتالي تكون احتمالية رفع مستوى سكر الدم أقل؛ لقلة تأثيرها عليه.
  • الألياف: هي مهمة للصحة الجيدة، ومن فوائدها تقليل ارتفاع سكر الدم High blood sugar.

فأنواع الكربوهيدرات الصحية متمثلة في النشويات والألياف.

فحص السكر التراكمي، يعطي معدل السكر التراكمي لطبيبك فكرة جيدة عن مدى تحكمك في نسبة السكر في الدم على مدار الثلاث أشهر الفائتة.

فعليك الالتزام بتناول الدواء وبتعليمات الطبيب، وإجراء تحليل السكر التراكمي مرتان سنويًّا أو كل ثلاثة أشهر؛ هذا لأنه كلّما زادت النسبة عن ٧٪، تكون أكثر عرضة لمضاعفات مرض السكري. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى