أنت وطفلك

الفطام | كل ما تريدين معرفته عن الفطام

الفطام هو عملية تحويل نظام الطفل الغذائي، ولا يعد هذا المعنى الشامل للفطام (Weaning)، إذ أن كلمة الفطام يقصد بها اكثر من معنى، فهناك فطام الطفل عن الرضاعة وأيضًا فطام الطفل النفسي عن الأم.


تعد مرحلة الفطام من أصعب المراحل التي قد تمرين بها مع طفلك، فلا يمكن أن يتم الفطام عن الرضاعة الطبيعية في يوم وليلة، بل لا بد من التهيئة النفسية والجسدية للفطام.

هناك أسئلة كثيرة تطرحها الأذهان حول فطام الرضيع، ولذلك في هذا المقال سنتحدث بالتفصيل عن عملية الفطام نظرًا لأنها من مراحل حياة طفلك المهمة، كما سنتطرق إلى نصائح للفطام وأفضل طريقة مناسبة لفطام طفلك؛ لتجنب المشكلات التي قد تنتج للطفل والأم.

ولاشك أنه من الصعب تحديد التوقيت الذي يناسب فطام الطفل؛ إذ أنه يختلف على حسب حالة الأم الصحية وقدرة الطفل الجسدية.

لذلك في هذا المقال سنتحدث عن طرق الفطام الصحيحة للطفل لتجنب المشكلات التي قد تنتج عن فطام الطفل بشكلٍ عام، أنواع الفطام، وكيفية التخلص من حليب الثدي بعد فطام طفلك كما سنتطرق إلى اختيار التوقيت المناسب لفطام الرضع بالإضافة إلى النصائح التي تساعدك أيضاً على تخطي تلك المرحلة المهمة لفطام طفلك.

أنواع الطعام في الفطام
أنواع الطعام في فطام الطفل

ما هو الفطام 

بالنسبة إلى تعريف معنى الفطام في قاموس المعجم الوسيط: هو قطع الولد عن الرضاع.

بمعنى أنفطام الطفل هو عملية تحويل النظام الغذائي للطفل من حَليب أمه (Breast milk) إلى تناول أطعمة ومشروبات أخرى، فبعد فترة قصيرة من الرضاعة الطبيعية، يتعين عليك التوقف عنها وبدء فطام طفلك تمامًا.

ونظرًا لأن تغذية الطفل الجيدة خلال السنين الأولى (والتي تعد من أهم مراحل حياة الطفل وبالأخص في العامين الأول والثاني) أمر ضروري لنمو جسده وعقله، لهذا يجب تهيئة الطفل للفطام بالطريقة الصحيحة بدايةً من الشهر الرابع.

لذلك تبدأ خطوات عملية فطام رضيعك بواسطة إدخال الطعام الصلب في النظام الغذائي للطفل في الشهر الرابع أو السادس؛ لأنه قبل ذلك يكون الحليب الطبيعي أو الصناعي كافيًا للطفل.

وما أن يتم 4-6 أشهر تزداد احتياجاته من المواد الغذائية، مثل البروتين والكربوهيدرات والمعادن المختلفة بكميات أكبر من التي توجد في حليب الأم (breast milk)، ويحتاج الطفل في هذا العمر إلى أنظمة غذائية جديدة.
لذلك يتم مد الطفل بالمشروبات والأطعمة الغذائية الأخرى بالشكل التدريجي كي يحصل على العناصر اللازمة لنموه بشكل صحيح.

“اطلع هنا: تأثير الفطام على جسم الام

نصائح لتخفيف أعراض مرحلة الفطام.

إليكِ عزيزتي بعض النصائح من أجل تحضير نظام غذائي صحي التي تساعدك على تخفيف أعراض فطام الطفل، وأيضًا بعض النصائح حول خطوات التغذية بعد فطام الطفل.

  • تبدأ معظم الأمهات فطام أطفالهن عن الرضاعة الطبيعية والحليب الصناعي بحبوب الأطفال (سيريلاك)، ثم الفواكه والخضراوات المسلوقة والبروتينات.
  • يمكنك إضافة عدة قطرات من الماء عند هرس الطعام المسلوق لتحصلي على ما يشبه الحساء السميك ليسهل على الطفل بلعه.
  • لا يسمح بتناول أكثر من نوع طعام واحد في البداية، وتجنبي استخدام اللحوم في الشهور الأولى.
  • كما يمكنك تحضير الطعام الجديد للطفل لمدة 2 إلى 3 أيام قبل تجربة نوع آخر؛ بهذه الطريقة يسهل عليك معرفة الأطعمة التي قد تسبب لطفلك الحساسية.
  • يبدأ فطام الطفل عن طريق تقديم كميات صغيرة من الاطعمة الصلبة، وجربي مقدار ملعقة صغيرة في البداية وزيدي الكمية ببطء لتصل إلى ملعقة كبيرة.
  • لا تضيفي السكر أو الملح لطعام رضيعك، وتجنبي استخدام الطعام المعلب بشكل عام.
  • تجنبي إرضاع الطفل حليب البقر حتى يبلغ 12 شهرًا؛ إذ أنَّه لا يوفر عناصر تغذية الطفل المناسبة له.

علاوة على ذلك البروتينات الموجودة في حليب البقر يصعب على الأطفال الأقل من عام هضمها بشكل صحيح.

السن المناسب لفطام الطفل

.معظم الأمهات يتساءلن “متى يكون الفِطام مفيدا لصحة الرضيع؟”، ولكن قرار الفِطام يعتمد فقط على الأم والطفل

بالنسبة إلى الوقت المناسب من أجل فطام الطفل الرضيع من الرضاعة الطبيعية فيختلف من طفل لآخر؛ فهو قرار شخصي مشترك بين الأم وطفلها؛ لأنها خير من يعلم إذا كان طفلها مستعد للفطام أم لا.
إن اختيار موعد فطام الرضع يلعب دورا بالغ الأهمية من أجل الحفاظ على توازن صحة رضيعك الجسدية والنفسية.

يصبح الرضيع مستعدًا للفطام عندما يُظهِر اهتمامًا أكبر بتناول الأطعمة الصلبة، وأيضًا بوضع قدراته على المضغ والهضم في الاعتبار. كل ذلك يحدد الوقت المناسب لفطام الرضيع.
إلا أن سن فطام الطفل المتعارف عليه هو من عمر عام ونصف إلى عامين فقط، وهو ما حدده ديننا الإسلامي الحنيف
بقوله تعالى (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ).

وقد تساءل الكثيرون “هل هناك أشهر يحرم فيها الفطام؟”، ولكن أجابت دار الإفتاء بالرد القاطع، بأنه ليس هناك أي أوقات في السنة يحرم فيها فطام الطفل مطلقًا.

الطريقة الصحيحة للفطام
الطريقة الصحيحة للفطام

طرق الفطام

تختلف طرق وأنواع الفطام وتحدد الأم ما يناسبها على حسب استعدادها واستعداد الطفل، فليس هناك ما يطلق عليه النوع المثالي من أجل فطام الرضع.

1. الفطام الذي يقوده الطفل (Baby-led weaning).

بالنسبة إلى هذا النوع من الفطام يكون الطِفل هو المسؤول، ولقد انتشر أسلوب الفطام الذي يقوده الطفل مؤخرًا لما له من فوائد كثيرة.

يسمح للأطفال في هذا النوع بإطعام أنفسهم بأصابعهم وهم في عمر 6 أشهُر تقريبًا.

ذكر بعض اختصاصي التغذية أن فوائد الفطام بهذه الطَريقة يعمل على مساعدته في ضبط التطور الحركي، ويدعم تنمية التنسيق بين حركات اليد والعين، ويحسن من مهارات المضغ، كما أنّه يوفر للأطفال فرصة لاستكشاف طعم وملمس ورائحة وألوان الأطعمة المختلفة.

ويعتبر هذا النوع من الفطام خطوة مبكرة ومهمة جدًا للأطفال من أجل تعلم التنظيم الذاتي، وتعلم التوقف عن الأكل عندما يشعرون بالشبع.

2. الفطام التدريجي.
3. الفطام المفاجئ.

الطريقة المناسبة لفطام الطفل 

هناك العديد من طرق الفطام كما ذكرناها سابقًا، ولكن مع وجود الفطام الذي يقوده الطّفل مؤخرًا، واتجه إليه أمهات كثيرة لتجربته.

ينصح الأطباء بالفطام التدريجي عن الفطام المفاجئ، لتيسير مرحلة الفطام عليك أنتِ وطفلك، لذلك فهو يعد أفضل نوع للفطام. 

ينصح بالفطام تدريجيًا على مدى عدة أسابيع أو أكثر؛ وذلك بواسطة تقليل عدد الرضعات الطبيعية، ثم استبدال باقي الرضعات بالأكل الذي يناسب سن الطفل.

وعند نقص عدد مرات إرضاع الطفل يبدأ جسمك بالتكيف تدريجيًا على التغيرات وإنتاج لبن أقل، وبعد انتهاء مرحلة الفطام سيتوقف الثدي عن إنتاج الحليب، لذلك تفضله الأمهات عن الفطام المفاجئ.

هناك أيضًا أسئلة عن توقيت فطام الطفل هل يفضل في فصل الشتاء أم الصيف؟ 

يفضل فطام الطفل في فصل الشتاء لتجنب النزلات المعوية التي قد تحصل في وقت الصيف، ولكن ليست هناك أوقات معينة للفطام.

مشاكل فطام الأطفال 

يعد فطام الطفل المرحلة الأكثر إثارة لدى الأطفال، رغم ذلك لا يخلو من المشكلات والعقبات.

إن فطام الطفل من الرضاعة الطبيعية وجعل الطفل يتناول الطعام الصلب ليس بالأمر الهين؛ فإن جسم الطفل يبذل أقصى جهده للتكيف مع النكهات الجديدة والقوام غير المعتاد.

ستواجهك بعض العقبات التي يمكن التغلب عليها ليصبح الطّفل مستعد للطعام الصلب، في السطور الآتية سنسرد مشاكل من الممكن أن يتعرض لها الطفل بعد الفطام.

  • انعدام الشهية.

من الطبيعي أن تجدي رضيعك يأكل القليل من الطعام من وقت لآخر، ثم الامتناع فجأة عن تناول الطعام. 

لذا لتكوني قادرة على مواكبة التغير في نقص شهية رضيعك، قدمي له أصناف الطعام التي يحبها حتى لو كررتيها أكثَر من مرة واحدة في اليوم.

رغم ذلك استمري في تقديم أطعمة مفيدة ومتنوعة التي رفضها، باستخدام بعض الحيل التكتيكية.

  • الإصابة بالإمساك.

عند بدء مرحلة فطام الطفل يمكن أن يتغير شكل ولون براز رضيعك ويعد هذا أمرًا طبيعيًّا، بجانب أنَّه من الشائع جدًا أن يسبب فطام الطفل إصابته بالإمساك (الامساك عند الرضع).

لتجنب إصابة رضيعك بالإمساك الذي قد يكون مزعجًا ومؤلمًا أحيانًا، تأكدي من احتواء وجباته على الفواكه، مثل التفاح والكمثرى والخوخ، والخضراوات الغنية بالألياف التي تساعد في دفع الطعام داخل الجهاز الهضمي والأمعاء الغليظة، وهذا يسهل عملية التبرز ويحارب الإمساك.

  • حساسية الطعام.

مع وجود تاريخ عائلي مرضي بالربو والإكزيما وحساسية الطعام، يصبح رضيعك أكثَر عرضة للإصابة بحساسية الطعام.

رغم ذلك، ننصحك بتقديم الأطعمة التي قد تسبب الحساسية. (مثل السمك والبيض والقمح والفول السوداني) بعد أول سنة وعلى فترات متباعدة. وذلك لسهولة مراقبته وتسجيل أي علامات أو رد فعل غير عادي، مثل الطفح الجلدي والإمساك والقيء وتورم الشفتين.

  • اضطرابات النوم.

إذا كنتِ معتادة على الرضاعة الطبيعية لتهدئة رضيعك ومساعدته على النوم، توقعي تقلب مزاجه واستيقاظه باكيًا عدة مرات ليلًا.

قد يكون الأمر مرهقًا ولا يطاق عند انقطاع الطفل عن الرضاعة. لكن عليكِ مواجهة الأمور بالصبر والتحمل قليلًا، ففي نهاية الفطام سيصبح نومه أكثَر استقرارًا.

  • اضطرابات المعدة.

بالنسبة إلى اضطرابات الجهاز الهضمي فإنها من المشكلات الشائعة المصاحبة لعملية فطام الطفل.

ففي بداية فطام قد يصاب رضيعك باضطرابات المعدة؛ بسبب عدم تناوله أي شيء آخر غير لبَن الأم. 

في تلك الفترة، سيكون عليك إطعامه وجبات خفيفة مثل الأرز المسلوق مع بعض الزبادي.

كانت هذه هي المشكلات الأكثر شيوعًا التي تواجهك أنتِ والرضيع خلال فترة الفطام التَدريجي، جميعها حالات مؤقتة ولكل منها حل.
فعليكِ المحافظة على هدوء أعصابك والتصرف بحكمة باستخدام الحيل التكتيكية والخداع أثناء فطام الطفل بدلاً من العقاب والصراخ في رضيعك. لكي تتم مرحَلة فطام طفلك بأقل قدر ممكن من التعب والألم.

“اقرأ أيضًا: أعراض الحساسية

فطام الطفل المبكر

فطام الطفل المبكر
فطام الطفل المبكر

بعض الأمهات تقررن فطام رضيعها مبكرًا، بينما تجبر الأخريات على إنهاء الرضاعة قبل أن يرغبن في ذلك.

يرجع الفطام المبكر إلى عدة أسباب، سنذكرها فيما يلي.

“اطلع هنا: فوائد وأضرار عشبة الميرمية للمرأة

أسباب فطام الطفل المبكر (Early baby weaning).

  • ألم الثدي.

من أشهَر أسباب فطام الطفل المبكر هو الألم. على الرغم من أن الرضاعة الطبيعية لا تسبب أي ألم للأم. لكن هناك بعض المشكلات التي تصيب الثديين وتجعل الرضاعة الطبيعية أمرًا مؤلمًا.

يعد احتقان الثدي Breast engorgement والتهاب الحلمات وتشققها وانسداد قنوات الحليب مثالًا على تلك الحالات التي تخل بعملية الرضاعة الطبيعية. وتسبب الشعور بالألم للأم خاصة أثنَاء الرضاعة.

  • الافتقار للدعم.

تَعد الرضاعة من الأمور المرهقة والتي تمثل عبئًا على الأم بعد معاناة الحمل والولادة، ولذلك تحتاج المرأة إلى تواجد شريك داعم يساعدها ويشجعها على الاستمرار.

بالإضافة لذلك تشير بعض الدراسات إلى أن دعم الشريك وتشجيعه من أهم العوامل التي تتنبأ بنجاح الرضاعة الطبيعية لمدة كافية. 

يوجد هناك أيضًا والدتك وأخواتك وأصدقاؤك للدعم إذا لم يكن الشريك موجودًا أو ليّس من النوع الداعم.

  • الإرهاق والتعب.

الشفاء من الولادة والرضاعة يستنفذ من الأم المزيد من الطاقة، لاسيما إذا كان لديها أطفال آخرون.

لذلك فإن تواجد من يساعدك في مهامك يعمل على زيادة مدة الرضاعة الطبيعية ويؤخر وقتَ فطام رضيعك.

  • العودة للعمل أو الانشغال بالدراسة.
  • عدم قدرة الطفل على المص.

بعض الأطفال تولد بعيب خلقي مثل التصاق اللسان أو الشفة المشقوقة. ويمكن أن يؤثر ذلك على عملية الرضاعة الطبيعية للطفل، وتؤدي إلى فطام الطفل بشكل مبكر. بسبب هذه العيب وعدم قدرته على مص ثدي أمه.

  • الرغبة في إنجاب طفلٍ آخر.

قد تقرر بعض النساء، خاصةً الأكبر سنًا أو اللاتي يعانين العقم. (لاسيما وأنهن يخشين أن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لإنجاب طفل آخر) التوقف عن الرضاعة الطبيعية بعد ستة أسابيع أو بضعة أشهُر لمحاولة الحمل مرة أخرى.

  • مرض الأم والحاجة إلى أخذ أدوية تفرز في اللبن.

العديد من الأدوية يمكن تناولها أثناء الرضاعة. ولكن بعضها ليست كذلك، مثل أدوية العلاج الكيميائي للسرطان واليود المشع في علاج نشاط الغدة الدرقية؛ لذا فطام الطفل المبكر ضروري في هذه الحالة.

“اطلع هنا: كيف تقرأ تحليل الغدة الدرقية

كيفية التخلص من حليب الثدي بعد الفطام.

منذ بداية فطام الطفل قد تمر السيدات ببعض التغييرات التي تؤثر على الصحة العامة للأم ونفسيتها.
فما تأثير الفطام على جسم الأم؟

تشعر المرأة بعد فطام الطفل باحتقان في ثدييها. نعلم جميعنا أن الفطام حقيقة من حقائق الحياة، لكن الألم والاحتقان لا يجب أن يكونا كذلك.

فيما يلي أفضل طرق التعامل مع احتقان الثديين والألم المصاحب له:

1. الاستحمام بالماء الساخن.

2. التدليك للثدي.

3. كمادات الثلج.

تعمل الكمادات على منطقة الصدر على تخدير الألم لبعض الوقت.

4. زيت النعناع.

يعمل زيت النعناع على إبطاء إنتاج الحليب من ثدي الأم. ضعي قطرة واحدة من الزيت على الصدر وافركيها في كل مكان، وتجنبي منطقة الهالة والحلمة.

5. شاي المريمية.

يعمل أيضًا على إبطاء إنتاج لبن الأم.

الفطام هو قطع الولد عن الرضاع، مع بيان أفضل توقيت مناسب للفطام. ونتمنى أن نكون قد عرضنا لكِ كيفية جعل خطوة فطام الطفل أسهل على الطفل والأم.

عزيزتي الأم ينبغي لك الاهتمام بتطبيق الطريقة المناسبة من أجل نمو الطفل النفسي والجسدي بطريقة جيدة. في الوقت المناسب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى